أولت الصحافة الألمانية أمس اهتماماً شديدا لترشيح النجم والمدرب السابق لمنتخب “المانشافت” يورڤن كلينسمان ضمن الخماسي الأقرب لخلافة عبد الحق بن شيخة على رأس “الخضر” وقد تفاجأ الألمان في بادئ الأمر بالنبأ لأن إشراف نجم بايرن ميونيخ وميلان السابق على منتخب إفريقي لم يطرح على الإطلاق، لكنهم وضعوا في مجمل التقارير المعالجة لهذا الطرح رأيا موحدا حوله هو استحالة إشراف كلينسمان على “الخضر” لجملة من الأسباب، بعضها رياضي وعائلي، أما الآخر فقد كان ساخرا من طبيعة البلاد. عائلته وقفت سابقاً أمام رحيله إلى أستراليا، إذن لا حظ للجزائر أولى النقاط التي تستبعد كلينسمان من تدريب “الخضر” وفقا للرؤية الألمانية هي عودتها إلى آخر عرض من منتخب وطني تلقاه المشرف على “المانشافت” في مونديال 2006، إذ قالت إن أستراليا كانت قد دخلت سابقاً في مفاوضات رسمية بغرض التعاقد مع كلينسمان قبل كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا، غير أن عائلته رفضت تماما السماح بانتقاله للعمل والإقامة ب سيدني لأنها ترغب في مواصلة العيش ب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهنا نجد أن إقناع عائلة كلينسمان بالعيش معه في الجزائر أو حتى العودة إلى ألمانيا وبالتالي التواجد على الأقل بالقرب منه تتخطى بأشواط مصطلح الاستحالة. كلينسمان سبق وصرّح قبل أسبوع: “مستقر في أمريكا ولن أغادرها” وقد كانت لكلينسمان قبل أسبوع فقط (بتاريخ السابع جوان) تصريحات نقلها موقع “سبوكس” الألماني الشهير أكد خلالها رفضه جملة وتفصيلا العودة إلى ألمانيا، لأن الحياة في الولاياتالمتحدةالأمريكية راقت له كثيرا، حيث قال: “الحياة هنا جميلة وأنا مرتاح جدا، أجد متعة في متابعة بطولة كرة السلة التي أحبها كثيرا، لقد انتقلت إلى هنا قبل 13 سنة وأجد راحة شديدة، وأعتقد أنني لن أغادر أبدا الولاياتالمتحدة”. كلينسمان مستقر مع “أف.سي تورنتو” وقد يدرب الولاياتالمتحدة استقرار كلينسمان في الولاياتالمتحدة رافقه أيضا تقلده عدة مناصب رياضية هناك، آخرها عمله حاليا كمستشار لنادي “أف.سي تورنتو” الكندي الناشط في بطولة الولاياتالمتحدة لكرة القدم، وقد أكدت الصحافة الأمريكية أن أداء منتخبها الوطني في الكأس الذهبية لبلدان “الكونكاكاف” الجارية حاليا أعاد من جديد ترشيح كلينسمان للإشراف على فريق “بلاد العم سام”، لأجل هذا سيركز الألماني في الأيام القادمة على انتظار عرض أمريكي كثيرا ما حلم بتجدده، علما أن شروطا سبق وقدمها للاتحاد الأمريكي لكرة القدم (تتمثل في منحه سلطات موسعة) حالت دون توقيعه. الألمان سخروا من اهتمام الجزائر لأنها “صحراء!“ أبرز ما اشتملته تقارير الصحافة الألمانية أمس بشأن الأنباء التي خرجت من مبنى “الفاف” حول ترشيح كلينسمان للإشراف على “الخضر” هو السخرية من البلد الصحراوي، فعلى حد وصف مواقع “سبوكس”، “ڤوول” في نسخته الألمانية و”فوسبول ترونسفار”، يستحيل تخيل تخلي كلينسمان عن مقر سكناه في واشنطن من أجل الرحيل صوب الصحراء، وهذا في تصور منها أن الجزائر هي فقط كثبان رملية وزوابع لا تتوقف ليل نهار.