نشرت : المصدر جريدة الشروق السبت 06 مايو 2017 10:45 انتزع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، انتصاراً ضرورياً من الكونغرس حيث أقر مجلس النواب بفارق ضئيل مشروع قانون إلغاء نظام "أوباما كير" الصحي واستبداله بقانون جديد. ووافق النواب، في المجلس ذي الغالبية الجمهورية، وسط أجواء مشحونة على نص الإلغاء بنسبة 217 صوتاً مقابل 213، كلهم من الديمقراطيين ونحو عشرين من الجمهوريين رفضوا ذلك. وسينتقل النقاش الآن إلى مجلس الشيوخ حيث من المتوقع أن يخضع النص لتعديلات واسعة في الأسابيع المقبلة. وبالتالي، يزيل التصويت من الأذهان فشل ترامب في 24 مارس عندما لم يكن هناك إجماعاً داخل الغالبية الجمهورية. وقال ترامب بلهجة المنتصر في البيت الأبيض، إن "أوباما كير ميت جوهرياً"، مضيفاً "سننتهي منه وسننتقل إلى أمور أخرى كثيرة". وأعرب ترامب عن تفاؤله حيال مشروع القانون الذي قطع نصف الطريق في الكونغرس. وأكد "سنحصل على موافقة مجلس الشيوخ. أشعر بالثقة". وقال رئيس مجلس النواب بول ريان: "هذا وفاء للوعد الذي قطعناه على أنفسنا للأمريكيين"، واصفاً أوباما كير الذي أقر عام 2010، بأنه "تجربة فاشلة". وأعلن المسؤولون عن النواب الجمهوريين، الأربعاء، إنهم سيحاولون للمرة الثانية إقرار نص لإلغاء قانون "أوباما كير". ومساء الأربعاء، قال كيفن ماكارثي زعيم الغالبية الجمهورية للصحافيين: "لدينا ما يكفي من الأصوات لضمان إقرار النص. إنه نص جيد". وسيعرض النص في الأسابيع المقبلة على مجلس الشيوخ حيث سيخضع لتعديلات كبيرة. وأعرب العديد من المعتدلين عن قلقهم من أن يؤدي هذا الإصلاح إلى السماح للولايات بعدم احترام الالتزامات التي قطعت لشركات التأمين بتغطية كل المرضى بالطريقة نفسها حتى أولئك الذين لديهم حالات مرضية سابقة. ومن المنافع الأساسية لقانون "أوباما كير" (2010) منع التمييز بين المشمولين بالضمان الصحي.
غير كاف والإصلاح الجمهوري لن يطال إلا الأمريكيين الذين يحصلون على تغطية صحية في السوق "الفردية" لشركات تأمين الصحي. وغالبية الأمريكيين مضمونين من قبل أرباب العمل أو يحظون بضمان حكومي غير معني بالإصلاح الجديد. وسحبت الصيغة الأولى من النص قبيل التصويت عليها في 24 مارس لعدم التوصل إلى إجماع في صفوف الجمهوريين. وكان بعض المحافظين اعتبروا أن النص أبقى أجزاء كبيرة من قانون أوباما كير وخصوصاً المساعدات والضمانات العامة. كما أعرب الجمهوريون المعتدلون عن قلقهم من إلغاء إعانات ومنافع أخرى. وحاولت مجموعة صغيرة من البرلمانيين مذاك صياغة نسخة معدلة. والأربعاء، كشف النائب الجمهوري عن ميسوري بيلي لونغ، أنه تحدث مع ترامب الذي قام شخصياً بالاتصال هاتفياً بنواب جمهوريين أو باستقبالهم. وسمح انضمام لونغ وفريد ابتون النائب عن ميشيغان بإعادة برمجة التصويت. وقال لونغ للصحافيين في البيت الأبيض: "قال لي الرئيس: 'بيلي إننا بحاجة فعلية لك' وأجبت لا تعتمدوا علي". وأوضح أنه قرر الانضمام بعد الضوء الأخضر الذي أعطاه الرئيس لتعديل يضاف إلى مبلغ الثمانية مليارات دولار لتغطية "المخاطر الكبرى" والأشخاص المصابين بمرض عضال كالسرطان. ويعتبر خبراء في مجال الصحة، إن هذا التمويل الإضافي بثمانية مليارات دولار الذي يمتد على خمس سنوات، غير كاف. وقال أندرو غورمان رئيس جمعية الطب الأمريكية في بيان: "مشروع القانون هذا لا يلغي فقط التغطية الصحية لملايين الأمريكيين بل يؤدي في بعض الحالات إلى جعل الذين يعانون من أمراض تستلزم علاجاً طويلاً يدفعون أكثر". وقال السيناتور الديمقراطي كوري بوكر لقناة "إم إس إن بي سي"، إن "هذا النص الجبان سيضر بعدد أكبر بكثير من الأمريكيين". ولم يحدد الجمهوريون آثار المشروع الجديد بالأرقام. لكن دراسة حيادية أجراها الكونغرس في مارس 2017، كانت أظهرت، أنه بموجب الصيغة الأولى للمشروع فإن 24 مليون شخص إضافي سيجدون أنفسهم بدون تغطية صحية بحلول 2026 مقارنة مع القانون المطبق حالياً.