عقد مدرب "الخضر" الجديد وحيد حليلوزيتش اجتماعا فنيا مع لاعبيه بعد الحصة التدريبية التي جرت مساء أمس وكان ذلك في حدود التاسعة ليلا، وهو الاجتماع الذي برمجه لأجل التعارف مع اللاعبين والتقائهم وكذا شرح الخطوط العريضة لبرنامجه والأهداف التي ينوي تحقيقها معهم، ومعروف من البداية أن حليلوزيتش أكد أن هذا التربص لا يهم بقدر ما يهم حضور كل اللاعبين حتى المصابين لأنه مهتم بأن يوصل لهم الرسائل التي يريد أن يمررها عن عقليته، طريقة تفكيره، الأهداف التي يعتزم تحقيقها وكل شيء في هذا الشأن. يعرف المحليين جيدا وتكلم معهم عند وصوله إلى ماركوسيس وقبل هذا كان المدرب الوطني قد التقى اللاعبين المحليين عند وصوله إلى ماركوسيس مساء أول أمس، حيث رحب بهم، كما تكلم مع بعضهم على انفراد، وقد ظهر حسب المعلومات التي بحوزتنا أنه يعرف الجميع، والمعطيات الخاصة بهم ومدة تواجدهم في المنتخب، ويكون قد خصص وقته منذ تعيينه على رأس "الخضر" للقيام بمهمة جمع المعلومات في انتظار بدء عمله في الميدان الذي انطلق سهرة أمس. تحدث إلى بعض المحترفين على انفراد إضافة إلى هذا فإن الناخب الوطني تكلم على انفراد مع العناصر التي وصلت تباعا من المحترفين، حيث سأل عن أحوالهم الصحية، وفي فرقهم، وكذا عن أمور أخرى ولكنه لم يتكلم معهم عن المنتخب الوطني أو ما ينتظره منهم، مفضلا أن يكون ذلك عند اكتمال التعداد سهرة أمس، ومن الواضح أن الناخب الوطني أراد أن يذيب الجليد من البداية ويبعد كل الحواجز بينه وبين اللاعبين حتى يحس بنفسه مرتاحا ونفس الشأن بالنسبة لرفقاء زياني كريم. أول حصة تدريبية مساء أمس جرت قبل لقاء حليلوزيتش- اللاعبين وكانت هذه الأحاديث الفردية مع اللاعبين للمدرب أول اتصال بين الطرفين، وبعدها بدأ العمل من خلال أول حصة تدريبية جرت في السابعة سهرة أمس دون أن تكون هناك حصة تعارف بين الطرفين، وقد عقد الاجتماع بعد تقديمه من طرف الحاج محمد روراوة للاعبين الأمر الذي سمح له بأن يبدأ اجتماعه، وقد اتصلنا بالناخب الوطني مساء أمس لمعرفة رأيه في بعض الأمور، وقد أكد لنا أن هناك بعض النقاط يريد أن يتكلم عنها وهي 4 ألح عليها بصورة كبيرة. تمنى أن يسمع من اللاعبين ويتحاور معهم حتى يفهم ما يحصل ويكون حليلوزيتش مثلما كشف لنا قد طلب رأي اللاعبين ومناقشاته لهم فيما يقول، لأنه لم يكن يريد – حسب تأكيده لنا – أن يأخذ الكلمة بمفرده بل كان يبحث أن يتكلموا هم أيضا ويمنحوا رأيهم في الوضعية الحالية للمنتخب، والأسباب التي أدت إلى النتائج الأخيرة، والحلول التي يتصورونها، وهي أمور مهمة جدا حسب المدرب الفرانكو – بوسني الذي يريد أن يطبق مبدأ الحوار من البداية والاستماع إلى اللاعبين على اعتبار أنهم أهم طرف ومن دونهم لا يمكن تحقيق شيء، خاصة أنه يريد أن يفهم أصل المشكل الذي أدى إلى تقهقر النتائج بشكل كبير في المدة الأخيرة، الأخذ والرد يكون قد نال حيزا من اجتماع أمس الذي ستكون لنا عودة إليه. يصر على الانضباط ثم الانضباط ثم الانضباط النقطة الثانية التي يصر عليها المدرب حسب ما أكده لنا المدرب الفرانكو – بوسني متعلقة بالانضباط، وهي الكلمة التي كررها 3 مرات في حديثه معنا، وبالحديث عن هذا الأمر يكون الأمر قد تحول إلى القانون الداخلي، حيث سيرسم خطوطه العريضة من البداية مع اللاعبين من أجل التحكم في الأمور ووضع كل المجموعة في متناوله، ومعروف عن وحيد أنه لا يتسامح ولا يتساهل فيما يتعلق بالانضباط، ومع هذا لم يواجه مشاكل كبيرة في الأندية التي دربها وتحكم بيد من حديد في كل لاعبيه بمن فيهم نجوم منتخب كوت ديفوار. والحديث عن الأهداف المستقبلية يكون قد أخذ حيزا مهما من الكلام أما النقطة الثالثة التي تحدث عنها المدرب في الاجتماع الذي يكون قد عقد سهرة أمس، فهي متعلقة بالأهداف التي جاء لتحقيقها، وهي معروفة للجميع بمن في ذلك اللاعبون، لكنه يكون قد قال لهم مرة أخرى إنه جاء لتحقيق التأهل إلى كأس إفريقيا 2013 و مونديال البرازيل 2014 ولعب ما تبقى من تصفيات "كان 2012" بكل قوة ومن دون الاستهانة بحظوظ "الخضر" مهما كانت ضئيلة، كما يكون الناخب الوطني قد منح رزنامة للاعبين متعلقة بما ينتظرهم من مباريات و تحديات إلى غاية مونديال البرازيل. طلب مساعدة اللاعبين لأنه من دونهم لن ينجح وحتى تتحقق هذه الأهداف فإن الناخب الوطني يكون قد أشار في حديثه للاعبين إلى أنه لا يمكنه أن يحقق أي شيء من دون تعاونهم معه، لهذا لم يتردد – وقد صرح بذلك من قبل – في التأكيد أنه يريد مساعدة اللاعبين أولا له في مهمته، ودعمه حتى يتمكن من النجاح ويتمكنوا هم كذلك، فالطرفان على علاقة متصلة ببعضهما البعض ولا يمكن لطرف أن ينجح دون الآخر، ومن المنتظر أن يعقد المدرب اجتماعا آخر مع اللاعبين للحديث مجددا عن هذه الأمور لترسيخها في أذهانهم وحتى لا يعود إليها مجددا. -------------------------------- "الخضر" لن يجدوا أفضل من ماركوسيس للانعزال عن العالم الخارجي بصرف النظر عن الطرف الذي اختار التربص في المركز الفرنسي للريغبي، إلا أن الأكيد أن المكان أكثر من رائع، فإضافة إلى تواجده غير بعيد عن العاصمة الفرنسية باريس، فإنه يوفر ظروفا للراحة التي تسمح بالتحضير المناسب وحتى الانعزال عن العالم الخارجي طالما أنه من الاستحالة الدخول إليه من دون سبب، كما أن حتى الخروج منه لا معنى له طالما أنه يقع في منطقة معزولة وغابية وهادئة ليس بها أي مرافق عدا بعض الشقق الفاخرة والفيلات. تسلل الغرباء مستحيل والتعليمات صارمة جدا هذا ويبقى تسلل الغرباء إلى المركز من سابع المستحيلات، فالأسوار عالية، وتحيط بكل مساحته كما تلتف بمحيطه أيضا أشجار كثيفة، أما التعليمات فهي صارمة جدا عند بوابة الدخول حيث لا يسمح للغرباء بالدخول من دون جواز وورقة تسمح لهم بالتواجد داخله، فقد حاول كل الإعلاميين الجزائريين المتواجدون هنا من دون جدوى طالما أن التعليمات واضحة وصريحة وهي أن المركز لا يحتاج لتواجد الإعلاميين لأنه لا يريد شهرة ولا أي إشهار وإنما فقط يريد أن يوفر للمعكسرين فيه الهدوء، وهي نفس التعليمات التي تطبق على الجميع ومن دون استثناء ما يجعل منه المركز الأكثر ملاءمة وتوفرا على الهدوء. المركز هادئ جدا ويسمح بالتركيز ويبقى أن المركز هادئ للغاية، سواء داخله أو حتى في المنطقة التي يقع فيها، ولا يوفر بالتالي إلا ظروف العمل لمن يريد ذلك، رغم أن الملاعب الموجودة لا يمكن إجراء مباريات عليها لأنها لا تحمل قياسات ملاعب كرة القدم (إلا إذا أعيد رسم الخطوط)، وبالتالي لن يجد المدرب حليلوزيتش أفضل من هذه الفرصة للقاء لاعبيه ومنحهم طريقة عمله خلال الاجتماعات التي ينوي عقدها خلال هذا التربص الذي بالرغم من أنه مصغر إلا أنه من دون شك سيسمح للاعبين بالتركيز خلال 3 أيام إلى غاية عودتهم إلى فرقهم. لا يمكن الخروج منه في غياب المحلات والبقاء في الغرف أفضل الملاحظة الأخرى التي تجعل من المركز الفرنسي للريغبي (يقع في محيط كل من منطقتي ماركوسيس وليناس معا) الأفضل للتحضير من دون لعب مباريات ودية أنه يقع في منطقة هادئة جدا ولا تتوفر بها أي مرافق، فلا محلات ولا أماكن يمكن الذهاب إليها، فالخروج لا يجدي نفعا والبقاء في الغرف التي تتوفر على كل شيء أفضل بكثير من ذلك خاصة للاعبين الصائمين. -------------------------------- منتخب فرنسا أقل من 19 للريغبي رفقة "الخضر" يتواجد إلى جانب المنتخب الوطني في ماركوسيس منتخب فرنسا أقل من 19 سنة للريغبي الذي يحضر للمواعيد التي تنتظره، علما أن منتخب فرنسا الأول للريغبي يتواجد في هذا المركز وقد تنقل لاعبوه لإجراء مواجهة ودية في بوردو مع منتخب إيرلندا على أن يعود بمجرد مغادرة "الخضر"، ومعلوم أن رياضة الريغبي تحظى بشعبية كبيرة هنا في فرنسا رفقة رياضة سباق الدراجات. زياني، بوقرة، مغني وصلوا باريس سهرة أمس التحق الثلاثي المحترف في البطولة القطرية زياني، بوقرة، مغني سهرة أول أمس بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث حطت بهم الطائرة القادمة من الدوحة في مطار شارل ديغول في الساعة الثامنة مساء، وقد غادر الثلاثي بسرعة بعد استرجاع أمتعته لأنه يمتلك جوازات سفر فرنسية إضافة إلى الجزائرية بطبيعة الحال. قضوا الليلة في بيوتهم والتحقوا قبل منتصف النهار وقد فضل هؤلاء الاستفادة من الوقت الموجود لقضاء الليلة في بيوتهم ولدى عائلاتهم، حيث تفرقوا وأخذ كل منهم وجهة بسرعة لأجل اللحاق بموعد أذان المغرب (كان يفصل عن آذان المغرب ساعة عند خروجهم)، غير أن الثلاثي عاد أمس والتحق بالمركز الوطني الفرنسي للريغبي، حيث كان وصولهم قبل منتصف النهار، وهو الموعد الذي منحه المدرب وحيد حليلوزيتش للاعبيه من أجل اللحاق. أغلب المحترفين قضوا ليلة الأحد إلى الإثنين في باريس فضل أغلب اللاعبين المحترفين قضاء ليلة الأحد إلى الاثنين في باريس لدى عائلاتهم وأصدقائهم حتى يضمنوا التواجد في مقر معسكر "الخضر" قبل منتصف نهار يوم أمس، في الوقت الذي تكفل أصدقاؤهم وأعضاء عائلاتهم بإيصالهم إلى المركز الوطني الفرنسي للريغبي قبل منتصف النهار، حيث شاهدنا سيارات يركبها عدد من العناصر قبل أن يعود سائقوها أدراجهم في بوابة الدخول. كل اللاعبين سألوا عن الأنترنت بمجرد الوصول سأل كل اللاعبين بمجرد وصولهم إلى مركز ماركوسيس عن تواجد الأنترنت في غرفهم أم لا خاصة أن أغلبهم يريد التواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت سعادة الجميع كبيرة بوجود "النت" الذي جعل اللاعبين يقضون فيه وقت فراغهم. أغلب اللاعبين ناموا أمس إلى غاية موعد الحصة التدريبة فضل أغلب اللاعبين الخلود إلى الراحة والنوم بعد الاجتماع الذي عقده معهم المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش خاصة أن أغلبهم جاءوا في رحلات ووصلوا متعبين وكانوا بحاجة إلى الاسترجاع الذهني قبل الحصة التدريبية التي جرت يوم أمس في حدود الساعة السابعة مساء، علما أن هدوء المكان مثلما أكد لنا اللاعبون يشجع على الراحة. -------------------------------- المحليون وبقية الطواقم أفطروا على أطباق جزائرية أول أمس أفطر اللاعبون المحليون رفقة أعضاء الطواقم المختلفة أول أمس مع بعضهم في مطعم المركز الفرنسي للريغبي، حيث تناولوا مع آذان المغرب بعض الوجبات التقليدية على غرار الشربة والبوراك فضلا عن مأكولات رياضية أخرى، وقد أكل اللاعبون بنهم – مثلما أكد لنا بعضهم – خاصة أن الأكل كان طيبا وشهيا مثلما اعتادوا عليه خلال فترة التربصات الخارجية مع الطباخ فريد، وقد أكثروا من تناول الأطباق استثناء مستفيدين من عدم وجود حصة تدريبية. المحترفون تعودوا على هذه الأطباق قبل مباريات غينيا، السنغال، زامبيا والغابون وتنزانيا ومن جهتهم يعرف اللاعبون المحترفون أيضا وحتى قبل التحاقهم أن هناك مأكولات تقليدية في برنامج الأكل، خاصة أنه سبق أن قضوا شهر رمضان رفقة المنتخب الوطني الذي له طباخ خاص يسهر على هذه الأمور كما أنه تم اصطحاب كميات معتبرة من الأكل من الجزائر، ويعرف هذا الأمر أكثر الكوادر الذين استمتعوا بأطباق رمضانية جزائرية في 2007 حين عاش بلحاج، زياني، بوقرة وغيرهم هذه الأجواء المميزة تحضيرا لمباراة غينيا في تصفيات كأس إفريقيا 2008، وفي 2008 حضر اللاعبون في الجزائر في الشهر المعظم للقاء السنغال، وفي العامين الماضين لمباريات زامبيا في تصفيات المونديال والغابون الودية وتنزانيا في التصفيات، هذه الأطباق تحظى كما هو معروف باتفاق جماعي أنها شهية ولذيذة غير أن الأكيد أن اللاعبين لن يبالغوا في الأكل لأسباب معروفة. الأكل في حدود تفاديا لزيادة الوزن وحتى وإن كانت بعض الأطباق الجزائرية التقليدية حاضرة في برنامج الأكل فإن هذا لا يعني الإكثار منها، خاصة مع تواجد أطباق رياضية أخرى وقد كانت الأمور تتم بعقلانية شديدة تفاديا لزيادة الوزن خلال ال 3 أو 4 مرات التي التقى فيها اللاعبون مع بعض على وجبة الإفطار، وهو أمر يعرفه اللاعبون سواء المحليون أو المحترفون، علما أن هذه الأمور تتم أمام أنظار مسؤولي الطاقم الفني. إفطار أمس كان جماعيا وفي أجواء خاصة جدا وإذا كان إفطار اليوم الأول عاديا جدا إلا أن وجبة إفطار يوم أمس كانت أكثر حيوية بمشاركة كل اللاعبين الذين وصلوا إلى ماركوسيس وأعضاء الطواقم الفنية، وهو العدد الذي اجتمع لحظات قبل الآذان على طاولة واحدة للتمتع بالأطباق الشهية التي أعدت في أجواء ستبقى من بين الذكريات الجميلة التي لن ينساها اللاعبون خاصة أن الأجواء كانت جزائرية 100 بالمئة ولا يعيشونها كل الوقت إلا عند لقائهم بزملائهم في المنتخب.