نشرت : محمد بلقاسم الأحد 02 ديسمبر 2018 20:03 ولعل جائزة 1967 كانت الأبرز في بدايات هذه الجائزة (بعد جائزة 1962 وسيأتي ذكرها)، حيث توج بها فلوريان ألبرت لاعب نادي فيرينكفاروشي المجري لمجرد أنه تحصل على الدوري المجري، فيما حل بوبي تشارلتون المتوج قبلها بسنة بذات الجائزة وبكأس العالم في المرتبة الثانية رغم نيله للدوري الإنجليزي رفقة مانشستر يونايتد، متقدما على جوني جونستون وسط ميدان سلتيك الذي نال دوري الأبطال في ذلك الموسم مع فريقه، فبمعيار الألقاب كان الأخير هو الأحق بالجائزة، أما بالنظر للمستوى الفردي فكان تشارلتون الأجدر حتما سيما وأنه نال لقب أحد أكبر الدوريات في العالم خلال ذات السنة. ماسوبوست، بلوخين، وبيلانوف أبرز مفاجآت أوروبا الشرقية وعرفت الكرة الذهبية العديد من التتويجات التي شكلت مفاجآت بالنسبة للجماهير لأن المتوجين بها لم يكونوا ينشطون ضمن أندية كبيرة جدا من أوروبا الغربية على وجه الخصوص، ولعل أبرز هذه المفاجآت تتويج التشيكي جوزيف ماسوبوست لاعبا نادي دوكلا براغ (أقصي في ذات السنة من ربع نهائي الأبطال) سنة 1962 على حساب البرتغالي أوزيبيو المتوج بدوري الأبطال مع بنفيكا أمام ريال مدريد، وفي سنة 1975 كسر السوفييتي (أوكراني) أوليغ بلوخين لاعب دينامو كييف سنة 1975 هيمنة النجوم وتوج بها بعد فوزه بكأس الكؤوس وكأس السوبر الأوروبي، فيما حل ثانيا فرانز بيكنباور المتوج بدوري الأبطال مع بايرن ميونيخ، وفي سنة 1986 عادت توج إيغور بيلانوف لاعب دينامو كييف الفائز بكأس الكؤوس على حساب غاري لينكر منشط نهائي الأبطال مع برشلونة.
كيفن كيغان، إنجليزي حرم الجيل الذهبي ل ليفربول من الجائزة وإن كان ماسبوبوست، بلوخي، بيلانوف وألبرت قد شكلوا مفاجآت الجائزة حتى وإن توجوا بمنافسات ليست في مستوى دوري الأبطال، إلا أن كيفن كيغان نجم الكرة الإنجليزية يملك قصة مثيرة جدا، حيث أنه لعب من سنة 1971 إلى 1977 مع ليفربول، قبل أن ينتقل في جويلية 1977 إلى هامبورغ ويبرز كنجم لافت هناك، أين توج بالكرة الذهبية سنتي 1978 و1979 حارما زملاءه السابقين منها رغم أن الريدز توجوا بدوري الأبطال سنة 78 فيما توج نوتيغهام فوريست بها سنة 79، والمثير أن كيغان تفوق في سنة تتويجه الأولى على نجم رابيد فيينا جوهان كرانكل، فقط لأنه حصل على جائزة هداف الدوري النمساوي وتأهله إلى الدور الثاني من مونديال ذات السنة، أما كيني دالغليتش أسطورة ليفربول فحصل على المرتبة العاشرة في تلك النسخة.
نجوم نوتينغهام فورست صنعوا التاريخ ولم يتوجوا بالكرة الذهبية ! بالنظر إلى تتويج العديد من اللاعبين الذين صنعوا تاريخهم في دوريات محلية متواضعة كما حصل مع فلوريان ألبرت لاعب فيرينكفاروشي المجري وقبله جوزيف ماسوبوست لاعب نادي دوكلا براغ التشيكي، فإن لاعبي نوتينغهام فورست الإنجليزي كانوا يستحقون التتويجات الفردية سنتي 1979 و1980 كونهم صنعوا التاريخ تحت قيادة المدرب بريان كلوف وتوجوا مرتين متتاليتين بدوري الأبطال، وإن كان كيفن كيغان قد حرم نجوم ليفربول من الفوز بالكرة الذهبية سنة 1978، فإنه حرم أيضا لاعبي نوتينغهام سنة 1979، فيما حرم رومينيغي نجوم ذات الفريق في النسخة الموالية.
نجوم المونديال ضربوا لاعبي "أستون فيلا" بالقاضية في نسخة 82 تماما مثلما حدث مع لاعبي نوتينغهام فورست الذين ذهبوا ضحايا لجماعيتهم وأيضا لنجومية لاعبين آخرين في فرق أخرى، فإن لاعبي أستون فيلا عانوا أيضا من خيارات مجلة "فرانس فوتبول" سنة 1982، حيث لم يتواجد أي لاعب من هذا الفريق في القائمة الموسعة للمرشحين رغم تتويجه بدوري أبطال أوروبا على حساب العملاق بايرن ميونيخ، والأكيد أن النادي الإنجليزي ذهب ضحية للمونديال ولا شيء غيره، فالمتوج كان يستحق الجائزة بالإجماع ويتعلق الأمر بالإيطالي باولو روسي، كما أن أغلب المرشحين كانوا من منتخبات تألقت في مونديال ذات السنة وتحديدا لاعبي منتخبات المربع الذهبي وهي إيطاليا، ألمانيا، بولونياوفرنسا.
تتويج ريفالدو سنة 99 أثار ضجة والإنجليز أرادوها ل "بيكام" بعد منح اللاعبين غير الأوروبيين حق التتويج بالجائزة، كانت الأمور تسير وفقا لمنطق مقبول في الغالب، خاصة وأن الفيفا كانت تمنح جائزة هي الأخرى ساهمت بشكل أو بآخر في تغطية الإنتقادات الموجهة ل فرانس فوتبول، ولعل تتويج البرازيلي ريفالدو بالجائزة سنة 1999 كان الأكثر إثارة للجدل في فترة التسعينات، ليس لأن اللاعب لا يملك المؤهلات، فريفالدو غني عن كل تعريف، بل لأنه لم يتوج إلا بالدوري الإسباني مع البارصا موسم 1998-1999، وخرج من الدور الأول لدوري الأبطال في مجموعة ضمن العملاقين مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ، فيما كان بيكام صاحب المرتبة الثانية قد توج بالثلاثية رفقة الشياطين الحمر وهو ما لم يحصل قبل ذلك في الدوريات الخمس الكبرى.
نسخة 2000، فيغو يطيح بالأكثر أحقية زين الدين زيدان لا يختلف اثنان في نجومية البرتغالي لويس فيغو، فاللاعب حقق العديد من الإنجازات وخاصة مع ريال مدريد، غير أن تتويجه بالكرة الذهبية لسنة 2000 لم حقق إجماعا كبيرا، حتى إنه حصل على 197 مقابل 181 نقطة للوصيف زيدان الذي كان يستحق الجائزة حسب الكثيرين خاصة بمساهمته الكبيرة في فوز فرنسا ب أورو 2000 وإطاحته ببرتغال فيغو نفسه، هذا الأخير لم يحقق أي لقب مع البارصا ولا مع الريال الذي انتقل إليه في ذلك الصيف.
توج بها سامر وخسرها مالديني، فخسر ديل بييرو وفاز نيدفيد ! من مفارقات الكرة الذهبية ومفاجآتها أن ماتياس سامر مدافع ألمانيا وبوروسيا دورتموند توج بها سنة 1996 بعد فوزه مع ألمانيا بكأس الأمم الأوروبية، بينما خسرها المتوج برابطة الأبطال في ذلك الموسم أليساندرو ديل بييرو المتوج بدوري الأبطال رفقة اليوفي والذي احتل المرتبة الرابعة في الترتيب، فيما كان الوصيف رونالدو قد أبدع مع البارصا فريقه الجديد تماما مثلما فعل مع إيندهوفن، بل وأظهر للعالم كرة قدم مختلفة تماما ومليئة بالفردية والإبداع، وعلى النقيض خسرها باولو مالديني ينة 2003 رغم تتويجه بدوري الأبطال، حيث فاز بها بافل نيدفيد نجم اليوفي الذي خسر ذات اللقب أمام ميلان ومالديني نفسه على ملعب أولد ترافورد.
كانافارو يعيد مجد المدافعين في أبرز مفاجآت الألفية الجديدة لم يحقق تتويج كانافارو بجائزة الكرة الذهبية الإجماع سنة 2006 رغم تألقه رفقة "الأزوري" بشكل واضح في مونديال تاريخي بألمانيا، فالمدافع الإيطالي وحسب الكثير من الخبراء توج بالجائزة لسبب وجيه يتعلق بحادثة زين الدين زيدان قائد المنتخب الفرنسي في النهائي، فزيزو وبعد نطحه لماركو ماتيراتزي ثم اعتزاله لعب كرة القدم وعدم اكماله نصف الموسم المتبقي، احتل المرتبة الخامسة في تصويت الجائزة تاركا البوديوم ل كانافارو، بوفون وهنري، فيما حل رونالدينيو المتوج بدوري الأبطال مع البارصا في المرتبة الرابعة، والأكيد أن تتويج مدافع بالجائزة على حساب شلة من لاعبي وسط الميدان والمهاجمين البارعين كان مفاجأة كبيرة جدا، فالإيطالي كان ثالث مدافع يتوج بهذه الجائزة في التاريخ بعد بيكنباور وسامر.
إنييستا وريبيري...آخر المفاجآت وأبرز ضحايا رونالدو وميسي بالنظر إلى السنوات الأخيرة التي عرفت تألق إنييستا المحترف في اليابان حاليا، نجد أنه أحد أربعة لاعبين كانوا بحق ضحايا لنجمي الكرة العالمية كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، فمنذ سنة 2008 التي عرفت تتويج الدون على حساب ميسي وتوريس، ترشح تشافي 3 مرات ولم ينل الجائزة، فيما ترشح إنييستا مرتين وحصل على مرتبة الوصافة مرة واحدة، فيما ترشح نايمار مرتين واحتل المركز الثالث في كلتيهما، أما ريبيري فترشح مرة واحدة وخسر السابق أمام الأرجنتيني والبرتغالي، وإلى جانب هؤلاء ترشح كل من نوير وغريزمان غير أن حظوظهما كانت ضئيلة في الفوز، وبالنسبة لكل المذكورين فإن إنييستا كان الأكثر ترشيحا لنيل الجائزة سنة 2010، بينما كان ريبيري الأكثر ترشيحا للفوز بها سنة 2013.
غياب شنايدر عن البوديوم سنة 2010 كان الأغرب مؤخرا عندما نتحدث عن المفاجآت، فإن اسم ويسلي شنايدر يتبادر إلينا بشكل آلي، ذلك أنه لم يترشح حتى للمنافسة على الكرة الذهبية لسنة 2010 رغم أن قيمته الفنية لا ترقى لأن تكون كقيمة ليونيل ميسي المتوج، أو حتى الوصيفين تشافي وإنييستا، غير أن اللاعب الهولندي المتحصل على المرتبة الرابعة في ذلك العام كان يستحق ولوج القائمة النهائية على الأقل، ولو توج بالجائزة لكان ذلك عين المنطق، فاللاعب توج بالثلاثية التاريخية مع الإنتير ويتعلق الأمر بدوري الأبطال، الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، قبل أن يعزز ألقابه بلقبي السوبر الإيطالي وكأس العالم للأندية، هذه التتويجات صاحبتها أرقام رائعة للاعب الوسط الذي لعب 55 مباراة في كل المسابقات، سجل خلالها 16 هدفا وقدم 15 تمريرة حاسمة، وهي أرقام لم يستطع القيام بها إنييستا وتشافي على المستوى الفردي طيلة مواسمهما مع البارصا.
شوستر وتشافي أكثر من ترشح للجائزة ولم يتوجا بها ورغم أن إنييستا ترشح مرتين للجائزة دون التتويج بها كما حصل مع العديد من اللاعبين في صورة دينيس بيركامب أسطورة آرسنال وهولندا، إلا أنه صنع الحدث أكثر من البقية كونه كان يستحق نيلها سنة 2010 عندما منح منتخب بلاده لقبا ثمينا جدا في كأس العالم، وبالرجوع إلى تاريخ الجائزة التي كانت تمنح للأوروبيين فقط قبل أن تصبح متاحة لجميع من يلعب في أوروبا حتى وإن كان من قارة أخرى بداية من سنة 1995، نجد أن الألماني بيرند شوستر والإسباني تشافي هيرنانديز هما أكثر من ترشح لنيل "البالون دور" دون تحقيق ذلك، فشوستر حل ثانيا سنة 1980 خلف رومينيغي، ثم ثالثا سنة 1981 خلف رومينيغي وبرايتنر، وأيضا سنة 1985 خلف بلاتيني ولارسن، أما تشافي فحل ثالثا سنوات 2009-2010 و2010 خلف ميسي ورونالدو في الأولى، ميسي وإنييستا في الثانية ثم ميسي ورونالدو في الثالثة. محمد بلقاسم