من ستانلي ماثيوز عام 1956 إلى ليونيل ميسي 2012، يُمنح لقب أفضل لاعب في العالم كل سنة منذ أكثر من خمسة عقود. تاريخ طويل ميّزته شخصيات بارزة، أرقام خارقة، قصص ونكات مميزة. قبل أسابيع من اختيار كرة الفيفا الذهبية، يقّدم الموقع الرسمي للاتحادية الدولية 13 معلومة عن الحياة الطويلة للجائزة الأغلى للاعبين في كرة القدم. اختراع فرنسي على غرار “الفيفا” التي نشأت عام 1904، أو كأس العالم عام 1928، أو كأس جول ريمي المخصّصة للفائز الأول في الدورة، أبصرت الكرة الذهبية النور في فرنسا. أنشأت مجلة “فرانس فوتبول” الجائزة لأفضل لاعب أوروبي وسُميت كرة “فرانس فوتبول” الذهبية. لكن على ضفاف الجهة الأخرى من بحر المانش، رحلت النسخة الأولى إلى السير الانجليزي ستانلي ماثيوز عام 1956. رؤية موسعة في بداياتها، كرّمت الجائزة أفضل لاعب أوروبي يحترف في البطولات الأوروبية. حصل أول تغيير في 1995، تعيّن على المرشحين اللعب في أوروبا من دون أن ينحدروا من القارة. ابتداء من 2007، مُنحت الجائزة لأفضل لاعب من دون قيود جغرافية، وهو معيار تمّ الحفاظ عليه في 2010 موعد اندماج كرة “فرانس فوتبول” الذهبية مع جائزة أفضل لاعب في العالم التي نشأت عام 1991. جاءت الجائزة متأخرة للاعبين أمثال بيليه، جارينشا، دييجو مارادونا، زيكو وتيوفيلو كوبيلاس الذين كانوا سيوقعون أسماءهم عليها من دون شك. أمريكا الجنوبية تعوّض تأخرها بعد حرمان العباقرة غير الأوروبيين من الجائزة، انتظرنا حتى 1994 لنرى البرازيلي روماريو يصبح أول لاعب أمريكي جنوبي يحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم، ومواطنه رونالدو الكرة الذهبية في 1997. في الواقع، تقدّمهما أرجنتينيان، بما أن الإسباني ألفريدو دي ستيفانو (1957 و1959) والإيطالي عمر سيفوري (1961) حملا جنسية مزدوجة بعد أن وُلدا على الأراضي الأرجنتينية. ولتعويض تراجع القارة، راحت الألقاب الأربعة الأخيرة إلى أرجنتيني آخر هو ليونيل ميسي. الاستثناء الليبيري أحرزت أوروبا وأمريكا الجنوبية كل الجوائز باستثناء واحدة. عام 1995 أحرز جورج وياه الجائزتين، الكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم، فاتحاً الباب أمام ليبيريا وإفريقيا بدخول النادي الضيق. الأول والأكبر أول متوّج بالجائزة كان السير الانجليزي ستانلي ماثيوز أحد أبرز اللاعبين في تاريخ البلاد. موهبته الكبرى لا توازي إنجازاته القليلة. لم يحرز سوى كأس انجلترا مرة واحدة في 1953 مع بلاكبول، لكن الجناح حصل على لقب ساحر المراوغات وشهرته لا تزال قائمة حتى اليوم بفضل موهبته، سلوكه المثالي ونظام حياة لا يُقارن. لعب على أعلى المستويات حتى سن الخمسين ونال الكرة الذهبية بعمر الحادية والأربعين. الشبّان في المقدمة في الطرف الآخر من هرم الأعمار، كان البرازيلي رونالدو أصغر المتوّجين بعمر الحادية والعشرين عام 1997 وللجائزتين، متقدماً بأشهر قليلة عن الانجليزي مايكل أوين المتوج في 2001. كان ليونيل ميسي، مع رونالدو عام 1996، أصغر على المنصة بعمر العشرين في 2007. أصبح البعوضة أصغر المتوّجين بلقبين بعمر الثالثة والعشرين في 2010، أصغر المتوّجين بثلاثة ألقاب بعمر الرابعة والعشرين في 2011، وأصغر المتوّجين بأربعة ألقاب بعمر الخامسة والعشرين في 2012. لكن مهاجم برشلونة هو الأكبر أيضا ضمن هذه الفئة، لأنه الوحيد الذي انتزع أربعة ألقاب في تاريخ الجائزة. أبطال في أكثر من مناسبة قبل أن يحقق ميسي رقمه القياسي عام 2012، انتزع ثلاثة لاعبين الجائزة ثلاث مرات. الهولندي يوهان كرويف كان الأوّل في 1971 و1973 و1974، ثم كرّر مواطنه ماركو فان باستن الإنجاز في 1988 و1989 و1992، لكن الفرنسي ميشيل بلاتيني أحرز ألقابه الثلاثة على التوالي بين 1983 و1985. أما أصحاب الثنائية فكانوا ألفريدو دي ستيفانو (1957 و1959)، فرانتس بكنباور (1972 و1976)، كيفن كيجان (1978 و1979)، كارل-هاينتس رومينيغي (1980 و1981)، رونالدو (1997 و2002). أما جائزة أفضل لاعب في العالم “فيفا” فقد أحرزها ثلاث مرات كل من زين الدين زيدان (1998 و2000 و2003) حامل الكرة الذهبية في 1998، ورونالدو (1996 و1997 و2002). الشعبية للهجوم من أصل 57 جائزة كرة ذهبية تمّ توزيعها منذ إنشائها، ذهبت الجائزة 52 مرّة لمهاجم أو لاعب وسط هجومي. خمسة ألقاب فقط نجت من براثن المهاجمين. أربعة منها لمدافعين اقتنص منها بكنباور ثنائية. فتح القيصر الباب لمواطنه ماتياس زامر (1996) وفابيو كانافارو (2006). وإذا أنهى لوثار ماتيوس مسيرته في قلب الدفاع، إلا أنه توّج في 1990 عندما كان صانع ألعاب. حارس واحد خطف اللقب كان السوفياتي ليف ياشين. أصبح العنكبوت الأسود أول لاعب غير هجومي يتوّج ولا يزال الحارس الوحيد الذي حظي بهذا التكريم. حلّ الإيطاليان دينو زوف وجانلويجي بوفون في المركز الثاني عامي 1973 و2006 على التوالي، فيما كان التشيكوسلوفاكي إيفو فيكتور ثالثاً في 1976، على غرار الألماني أوليفر كان في 2001 و2002. ومنذ دمج جائزتي الكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم، وحده كانافارو كسر هيمنة اللاعبين المهاجمين. جائزة عالمية بعد أن كافأت الجائزة طويلاً الأوروبيين المحترفين في القارة العجوز، ليس مفاجئاً أن يسيطروا على لائحة المتوّجين. الدول الأكثر حصولاً على الجائزة هي هولندا وألمانيا (7)، مع ثلاثة لاعبين للبرتقاليين (كرويف فان باستن ورود خوليت)، وخمسة للمانشافت (جيرد مولر، بكنباور، رومينيغي، ماتيوس، وزامر). يليهما فرنسا (6 بينها ثلاثة لبلاتيني)، إيطالياوالبرازيلوانجلترا (5)، الأرجنتين (4 وكلها لميسي)، الاتحاد السوفياتي والبرتغال وإسبانيا (3)، تشيكوسلوفاكيا (2)، أوكرانيا، ليبيريا، ايرلندا الشمالية، المجر، اسكتلندا، الدنمارك وبلغاريا مع جائزة واحدة. إذا توقفنا عند جائزة أفضل لاعب في العالم التي نشأت عام 1991، تسيطر البرازيل مع 8 جوائز، مقابل 3 لفرنسا أحرزها زيدان، ولقبين للبرتغال وإيطاليا. أما كرة “الفيفا” الذهبية بشكلها الحالي فلم تتوّج بها سوى دولة واحدة مع ألقاب ميسي الثلاثة للأرجنتين في 2010 و2011 و2012. أهلاً وسهلاً في النادي منذ منح الجائزة الأولى للكرة الذهبية في 1956، سيطر على كرة القدم العالمية عدة أندية في فترات متفاوتة. آخرهم برشلونة الذي هيمن على كل الألقاب وبينها الكرة الذهبية. أحرز لاعبو الفريق الكاتالوني اللقب 10 مرات، متقدماً على جوفنتوس وميلان (8)، ريال مدريد (6)، بايرن ميونيخ (5)، مانشستر يونايتد (4)، أنتر ميلان ودينامو كييف وهامبورج (2). وإذا توسّعنا إلى المنصة، أي أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، يبرز برشلونة أيضاً (27)، أمام غريمه المدريدي (21)، ميلان (17)، جوفنتوس (16)، وأنتر (11). أكثر من ذلك، في الشكل الجديد لكرة “الفيفا” الذهبية، سيطر عملاقا الكرة الإسبانية على كل المنصات: 3 مرّات المركز الأول ومرّة المركز الثاني وثلاث مرّات المركز الثالث لبرشلونة، ومرّتين المركز الثاني للفريق الأبيض. البطولات الضاربة منطقياً، وفي البطولات الأكثر تمثيلاً، يبرز الدوري الإيطالي والليغا الإسبانية مع 18 كرة ذهبية و48 منصة للإيطالية، و16 جائزة و49 منصة للإسبانية. جان بيار بابان كان الوحيد المتوج عندما كان يحترف في الدوري الفرنسي عام 1991، فلوريان البرت في المجر في 1967، جوزف ماسوبوست في تشيكوسلوفاكيا في 1962 وكرويف في هولندا في 1971، إذ أحرز لقبيه الآخرين مع برشلونة. تراكم الجوائز اختلف المتوّج في الكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم في السنوات الأولى. توّجت “الفيفا” ماتيوس في 1991 و”فرانس فوتبول” بابان، على غرار روماريو وخريستو ستويتشكوف في 1994، رونالدو وزامر في 1996، زيدان ولويس فيغو في 2000، أوين وفيغو في 2001، زيدان وبافل ندفيد في 2003، رونالدو وأندري شيفتشنكو في 2004. في السنوات الأخرى توّج لاعب واحد في الجائزتين. وبين 2005 و2010 موعد الدمج، أحرز لاعبٌ الجائزتين: رونالدينيو (2005)، كانافارو (2006)، كاكا (2007)، كريستيانو رونالدو (2008) وميسي (2009). أبطال العالم من بين اللاعبين ال43 الذين تلقوا الكرة الذهبية، 11 فقط نجحوا بإحراز كأس العالم: بوبي تشارلتون (1966)، جيرد مولر (1974)، فرانتس بكنباور (1974)، باولو روسي (1982)، لوثار ماتيوس (1990)، زين الدين زيدان (1998)، ريفالدو (2002)، رونالدو (1994 و2002)، رونالدينيو (2002)، فابيو كانافارو (2006) وكاكا (2002). هذا ما يدفع ليونيل ميسي إلى القول قبل أشهر على نسخة 2013: “بين كرة ذهبية خامسة أو كأس العالم مع الأرجنتين، أريد إحراز لقب المونديال من دون تردّد!”. لكن ليس محرّماً أن يحرز اللقبين معاً.. نقلا عن الموقع الرسمي ل”الفيفا”