أخفق إتحاد بسكرة في العودة بنتيجة إيجابية من تنقله إلى بجاية لمواجهة المولودية المحلية، التي عرف لاعبوها كيف يستثمرون في الوجه المحتشم الذي ظهر به أشبال المدرب مجدي كردي، الذين كانوا أشباحا على الميدان في غياب المقاومة والرغبة في تحقيق نتيجة إيجابية، خاصة في الشوط الثاني الذي كان كارثيا وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لتصحيح ما يجب تصحيحه في القريب العاجل. شوط أول مقبول رغم غياب الفرص وبالعودة إلى المواجهة نجد أن أشبال المدرب كردي أدوا شوطا أول مقبولا، من ناحية التمركز على الميدان وتمكنوا من امتصاص الحرارة التي دخل بها لاعبو "الموب" منذ بداية اللقاء، مستفيدين من الحضور القوي لأنصارهم رغم أن زملاء غسيري اكتفوا طيلة هذا الشوط بتحصين منطقة الحارس علوي بعدد كبير من العناصر، وهو الأمر الذي يفسر عجز الإتحاد في الوصول إلى منطقة الحارس عيساني الذي كان في راحة تامة ولم يتلق أي كرة. عناصر "الموب" أخذت الثقة في الشوط الثاني وأمام الطريقة العشوائية التي كان يدافع بها الإتحاد وغياب أي خطورة من مهاجميه، أخذ زملاء حنيدر الثقة في أنفسهم وبادروا إلى الهجوم في الشوط الثاني، وتمكنوا من الوصول إلى مرمى الحارس علوي بعد ست دقائق من انطلاق هذا الشوط، بعد عمل منسق وهو الهدف الذي أربك لاعبي الإتحاد بالنظر إلى توقيته الحساس. معاناة بدنية لأغلب اللاعبين والبعض "كان يمشي" وظهر الفارق في التحضيرات بين الفريقين في الشوط الثاني، خاصة من الناحية البدنية التي حسمت اللقاء لصالح البجاوية الذين واجهوا لاعبين منهارين، وكان من المفترض أن يكون الإتحاد المبادر في هذا الشوط إلى الهجوم خاصة بعد تلقيه هدفا في خمس دقائق الأولى منه، لكن لا شيء من هذا حدث أمام عدم قدرة اللاعبين على مسايرة النسق القوي للمباراة، كما أن بعضهم أكمل اللقاء "يمشي" من شدة الإرهاق رغم أن الأمر يتعلق بأول مواجهة في البطولة. كثافة التحضيرات أثرت فيهم ولا يوجد أي تفسير للحالة البدنية التي كان عليها لاعبو الإتحاد خلال الشوط الثاني، باعتراف لمدرب كردي في تصريحاته بعد نهاية المواجهة سوى أن زملاء الحارس علوي تأثروا من كثافة العمل الذي قاموا به في تربص سوسة، حيث كانوا يتدربون بمعدل حصتين يوميا بالتوازي مع إجرائهم ثلاث مباريات ودية في تسعة أيام، وهو أمر كان كافيا ليستنزف قدراتهم البدنية رغم أن المنافس لم يكن له الوقت الكافي للتحضير، بالنظر للمشاكل الإدارية التي عاشها في الصائفة الماضية. المهاجمون لم يصنعوا أي فرصة وتبقى الهزيمة التي تلقاها الإتحاد خلال مواجهة "الموب" منطقية، إذا قورنت بالمردود المقدم حيث عجز زملاء الفار عن صنع فرصة واحدة في الشوطين، ما يطرح الكثير من علامات الإستفهام لأنهم صائمون عن التهديف منذ آخر مواجهة ودية أجراها الإتحاد خلال تربص سوسة أمام القيروان عن طريق دخية بمخالفة مباشرة. نقص الانسجام بين لاعبي المحور مشكل وإضافة إلى المعاناة البدنية لأغلب اللاعبين خلال الشوط الثاني والمردود المخيب للهجوم، فإن مشكل آخر كشفته مواجهة الموب ويتعلق الأمر بعدم وجود التنسيق بين ثنائي المحور، وهو الأمر الذي مكن مهاجمي "الموب" من الانفراد بالحارس علوي ثلاث مرات خلال الشوط الأول، عن طريق بعوالي وحنيدر مرتين ثم في لقطة الهدف الأول في بداية الشوط الثاني، عندما وجد حنيدر نفسه وجها لوجه مع المرمى ودون مراقبة، رغم تألق الحارس علوي الذي أنقذ الإتحاد في أكثر من مناسبة. الخلاصة أن الإتحاد غير جاهز وبحاجة إلى وقت وبناء على الوجه الذي أظهره الإتحاد في المواجهة "الموب" وخلال المواجهات الأربع الودية التي أجراها، يمكن القول إنه ليس في أتم الجاهزية وهو بحاجة إلى وقت حتى يكون في المستوى المطلوب من النواحي الفنية والبدنية، الأمر الذي يدركه المدرب كردي الذي كان صريحا بعد المقابلة عندما أشار إلى مشكل اللياقة البدنية، ودوره في تحديد النتيجة النهائية وضرورة مواصلة العمل لبلوغ المستوى اللازم. كردي: "الهدف الأول أخلط أوراقنا وبعض اللاعبين تأثروا بالضغط" وفي إتصال هاتفي مع المدرب كردي من أجل أخذ وجهة نظره عن مقابلة مولودية بجاية، صرح لنالا قائلا: "تنقلنا إلى بجاية كان من أجل العودة بنتيجة إيجابية، لكن واقع الميدان كان مغايرا حيث تفاجأت بتأثر بعض اللاعبين بالضغط الجماهيري للمنافس، خاصة بعد تسجيل الهدف الأول، حيث ضيعنا طريقة لعبنا رغم أننا أدينا شوطا أول في المستوى، واللقاء كشف لي جملة من النقائص التي لا بد من تصحيحها، خاصة فيما تعلق بالحالة البدنية للاعبين، الذين تأثر أغلبهم بسبب كثافة العمل خلال التربص". --------- راسمال لم يؤهل في وقت كان الجميع في الإتحاد يعتقد أن قضية اللاعب راسمال قد طويت، بعد تنقل المنسق الإداري فطناسي إلى باتنة وقدم المبلغ المطلوب لإدارة الشباب، التي دخلت في نزاع قانوني مع اللاعب، حدث ما لم يكن في الحسبان صبيحة المقابلة حيث تلقت الإدارة معلومات من الرابطة تفيد أن راسمال غير مؤهل ولن يشارك في اللقاء. كان من المفترض أن يشارك وأخلط الأوراق وقبل تلقي هذه المعلومة حضر المدرب كردي خطته على أساس أن يشارك راسمال مع التشكيلة الأساسية، بعد الجاهزية التي أظهرها قبل أن يتلقى الخبر من أحد أعضاء الإدارة، الأمر الذي جعله يبحث عن حل آخر من أجل تعويضه قبل أن يقع الاختيار على زبيري الذي خلفه. الفريق دفع ثمن تأخره في تسوية القضية وإذا كان عدم تأهيل اللاعب راسمال خلال مواجهة بجاية أمرا ظرفيا، حيث ينتظر أن يحصل اللاعب على إجازاته حسب ما أكده لنا أحد المسيرين خلال الساعات المقبلة، فإن التأخر في غلق هذا الملف هو الذي فوت على الإتحاد الاستفادة من لاعبه، لأن الجميع على علم بأن راسمال موقوف لأسباب قانونية تخض فريقه السابق شباب باتنة حتى قبل إمضائه في الإتحاد، وكان من الأحسن غلق هذا الملف حينها. جعيدر قائدا للإتحاد فضل المدرب كردي منح شارة القيادة خلال مواجهة "الموب" إلى اللاعب موسى جعيدر، باعتباره من القدامى في التشكيلة رغم وجود بعض اللاعبين في التشكيلة الأساسية، ممن يفوقونه سنا وخبرة في صورة عفايفية وميرة. الفار خرج مصابا اضطر المدرب كردي إلى إجراء تغييرين الأول بخروج المدافع المحوري قجة، بعد اصطدامه بالحارس علوي، والثاني بعد تعرض اللاعب الفار محمد رضا إلى إصابة بعد احتكاكه بأحد مدافعي "الموب" الذي استعمل معه الخشونة. اللاعبون تناول العشاء في سوق الاثنين بالنظر إلى انتهاء المواجهة في وقت متأخر، اضطر اللاعبون والطاقم الفني وبعض المسيرين الذين رافقوا الفريق إلى تناول وجبة العشاء بأحد مطاعم مدينة سوق الإثنين، قبل أن يواصلوا الرحلة إلى بسكرة التي وصلوها في ساعة متأخرة من الليل. الاستئناف أمسية اليوم بعد استفادة اللاعبين من يوم راحة إثر نهاية مواجهة "الموب"، من المنتظر أن تعود تشكيلة المدرب كردي إلى أجواء التدريبات أمسية اليوم على الساعة الخامسة بالملعب الملحق لمركب العالية، تحضيرا للمواجهة المقبلة أمام رائد القبة الجمعة المقبل. المسيرون بقوة عرفت المواجهة تنقل عدد كبير من مسيري الإتحاد مع التشكيلة في أول خرجة لهذا الموسم، حيث سجلنا حضور الرئيس علي حوحو المناجير زريبي فضلا عن المسير سيدهم، الكاتب العام سعدي والمنسق الإداري فطناسي. وشكروا إدارة وأنصار "الموب" على حفاوة الاستقبال وأبت أعضاء الإدارة على لسان المناجير زريبي بوعزيز على توجيها شكرها لكل مسيري الموب، على حفاوة الاستقبال الذي خصوا به الإتحاد قبل أثناء وبعد اللقاء، بمن فيهم الأنصار الذين كانوا في منتهى الروح الرياضية واعدا بالرد بالمثل خلال مواجهة العودة.
