يعود صانع ألعاب نادي “سوشو” رياض بودبوز مع “الهداف” ليشرح الأسباب التي جعلته يتذمّر ويصدر عنه تصرّف غير منتظر في لقاء فريقه أمام نادي “أوكسير” مساء أول أمس الأحد على ملعب هذا الأخير حينما قام مدربه بتغييره في المرحلة الثانية من المباراة، وقد عبّر لاعب المنتخب الوطني عن تأثره بنتيجة اللقاء والخسارة التي مني بها فريقه، رياض عاد بصفة عادية نهار أمس إلى التدريبات وأكد لنا أنه سيظل جاهزا لدعوة الناخب الوطني مستقبلا. في البداية كلام كثير قيل حول عدم استدعائك إلى المنتخب الوطني، قل لنا كيف عشت هذه الأيام؟ من جهتي أقول إنّ الأمر الأول الذي يجب الإشارة إليه أنّ عدم استدعائي إلى المنتخب الوطني أخذ صورة وأبعادا إعلامية لم أكن أتصورها خاصة حينما اتجه البعض لتضخيمها في حين راح يلصق بي البعض اتهامات لم أقلها ولا تعود لي أصلا، وعلى كل حينما أعود لسؤالك أقول إنني تأثرت كثيرا بعدم توجيه الدعوة لي للمشاركة في التربص والمباراة القادمة أمام أفريقيا الوسطى، لكن أقولها وللمرة الألف المدرب حليلوزيتش قام بخياراته وهو ربّان سفينة المنتخب وبكل بساطة ليس لدي ما أقوله هنا. وعدت بأنك ستبذل قصارى جهدك في مباراة “أوكسير” لتبيّن للمدرب حليلوزيتش أنه أخطأ في حقك بعدم استدعائك وتقديم مستوى قوي يوم الأحد لكن ظهورك لم يكن موفقا، هل من تعليق؟ لا أبدا، لم يسبق لي أن قلت إنني وعدت بشيء فيه نوع من التحدي بل كل ما صرحت به أنني تأثرت أكيد بسبب عدم استفادة المنتخب الوطني لتواجدي في أحسن لياقة فنية وبدنية في الوقت الحالي وبعدها عليّ التركيز على اللقاء الذي كان ينتظرني أمام “أوكسير” لأبرهن مع فريقي على أنني متواجد في لياقة جيدة وليس تحدي كما راح يتحدث عنه البعض، لهذا السبب قلت لك إنه في بعض المرات تلصق بي بعض التصريحات التي لم أقلها إطلاقا، كما قلت لكم يوم السبت الماضي أنني تأثرت بعدم استدعائي لكن لم أقل إنني محطم معنويا، وفي نظركم هل كان عليّ أن أثبت للمدرب الوطني إمكاناتي الفنية والبدنية وأنا هذا الموسم أقدّم أفضل وأحسن انطلاقة في مشواري الكروي مع نادي “سوشو” سواء من خلال الأهداف التي أسجلها أو التمريرات التي أقدّمها. إذن التصرّف الذي قمت به يوم الأحد (الحوار أجري أمس) في مباراة أوكسير ليست له أي علاقة بإبعادك عن المنتخب الوطني. أكيد لا، أنا لاعب محترف أحترم النادي الذي أحمل ألوانه وهذا معناه أنني أعرف تقدير وتمييز الأمور وليس بسبب أن المدرب الوطني أبعدني عن خياراته أو حساباته في مباراتين تكون ردة فعلي بهذه الطريقة أضيّع فيها نفسي ويكون فيها فريقي هو من يدفع ثمن فقداني لتركيزي، لا أبدا لن أسمح بأن تحدث مثل هذه الأمور. وإذا عدنا إلى التصرف الذي قمت به مع فريقك حينما قرر المدرب تعويضك، فما الذي تقوله؟ بكل صراحة التصرف غير لائق، لكننا دوما نراه في ملاعب كرة القدم وعليه فلم يكن هناك داع للتطرق إليه أو تضخيمه خاصة أنني لم أكن أقصد الإساءة لأحد من زملائي في الفريق، وكل ما في الأمر أنني لاعب أحب الفوز وخاصة أمام نادي “أوكسير” كنت أشعر بأنني قادر على مساعدة زملائي للعودة في النتيجة بعد ربع الساعة الأول من المرحلة الثانية وحين طلب مني المدرب الخروج من الملعب لم أفهم قراره وما جرى بعدها فقد كان خارجا عن إرادتي أو بمعنى أصح غير مقصود تماما. لكن خروجك المباشر وتوجهك إلى غرف تغيير الملابس دون أن تنطق بكلمة مع المدرب أو مع زملائك وفوق هذا فقد رميت قارورة ماء، هذا كله يعني أنك لم تكن مقتنعا بقرار المدرب وجعل التأويلات تكون كثيرة. صحيح أنني كنت غاضبا ولم أتجرّع القرار لكن تفسير تصرفي هو الآخر كان بقسوة من المتتبعين، في حين أن ردة فعلي يمكن اعتبارها أنها صدرت من لاعب يرغب في الفوز وتقديم كل ما لديه لزملائه وهذا ما جعل تصرفي يكون في نطاقه الرياضي دون زيادة ولا نقصان. قبل أقل من أسبوع أحد زملائي في المنتخب الوطني قام بالتصرف نفسه ولم يول لتصرفه أي أهمية، لكن حينما يتعلق الأمر ب بودبوز يريد البعض أن يخلط بين الأمور ويعملون منها قضية وهذا ما أثر فيّ كثيرا وجعلني أشعر بأن الجميع ينتظرون مني أدنى تصرّف ليتهجّموا عليّ. البعض يقولون إنّ عدم تفاهمك مع المدرب “بازدرفيتش” هو الذي جعلك تقوم بذلك التصرف، هل لك أن تشرح لنا ما يحدث؟ أنتم ترون أنّ كل ما يحدث نسج من الخيال فعلاقتي بالمدرب “بازرفيتش” عادية ويسودها الإحترام المتبادل فهو يحدثني كثيرا وهذا أمر طبيعي لأنني لاعب مهم في التشكيلة وهو يضع فيّ ثقته دائما ويمكنكم أن تسألوه إن كان قد حدث شيء بيننا، وعليّ هنا أن أوضّح مرة أخرى أن تصرفي جاء نتيجة دخولنا الضعيف في ربع الساعة الأول من الشوط الثاني الذي كلفنا تلقي ثلاثة أهداف وهذا ما جعلني أتأثر بقرار خروجي وهذا كل ما في الأمر. وما الذي قاله لك المدرب بعد نهاية المباراة؟ لم يكلمني عن أي شيء شخصي فقد خاطب كامل المجموعة مثلما يفعل بعد كل مباراة. في الحصة الصباحية لنهار اليوم (الحوار أجري أمس) كيف جرت الأمور مع زملائك والمدرب؟ كل شيء سار على ما يرام فقد وصلت إلى التدريبات بشكل عادي وتصافحت مع جميع زملائي ومدربي مثلما جرت عليه العادة، وقد عدنا إلى الحديث عن اللقاء وكان قرارنا الجماعي هو طي الصفحة والتأكيد على ضرورة العمل الجاد من أجل العودة إلى مستوانا الحقيقي فيما ينتظرنا من لقاءات. اعتقدنا أن المدرب “بازدرفيتش” صرح بأنك ما تزال صبيا وأنت بحاجة إلى المزيد من الوقت لتكون يافعا، ماذا يعني هذا الكلام؟ ليس صحيحا ما تقول، وأؤكد لك أنه لم يقل هذا الكلام إطلاقا. المدرب الوطني قال في تصريحاته ل “الهدّاف” إنه شعر بعدم رغبتك في اللعب للمنتخب وأنك من اللاعبين الذين يختارون المباريات، هل لديك تعليق؟ (يقاطعنا..) اسمع، أعتقد أنّ المدرب “حليلوزيتش” صرح بأنه يثق فيّ كثيرا وهذا ما قرأته عبر الصحف وصدقوني هذا كل ما أحمله من كلام المدرب عني، أعرف أنه مدرب من النوع الحازم والجدي في عمله وعليه فمثلما قلتها يوم السبت ل”الهداف” إذا كان المدرب “حليلوزيتش” قد اتخذ هذا القرار فهو ينظر لمصلحتي ومصلحة المنتخب الوطني. قال أيضا عنك إنك تريد فقط لعب مباريات كأس العالم؟ تدركون جيدا أنني قرأت كل ما جاء في حواره ل”لوبيتور” و”الهدّاف”، ولم أشعر إطلاقا أن هناك إرادة منه لإبعادي من المنتخب الوطني وكلامه كان واضحا، ولم أشعر برغبة منه في إبعادي نهائيا، ومثلما قلته سابقا فالمدرب “حليلوزيتش” صرح من قبل أنه يثق فيّ كثيرا وحاليا أقولها وأؤكد أنني دائما رهن إشارة المنتخب الوطني، وحين يستدعيني وقتها سترون إن كنت أختار المباريات أم لا. البعض يتحدث عن عقوبة قاسية قد تصل إلى الإبعاد، فهل أحسست بذلك من خلال المدرب “حليلوزيتش”؟ لا، إطلاقا. صحيح أنه اتخذ قراره وعليّ أن أتقبّله، الأمر الذي يحز في نفسي ويجعلني متأثرا هو ما أسمعه من بعض الأشخاص الذين لا هم لهم سوى تلطيخ صورتي، مثل تلك الحكاية التي أحيكت حول خلق صراع بيني وبين ڤديورة وهي في الحقيقة لا أساس لها من الصحة، وزرعها يعني سعي البعض إلى تلطيخ صورتي لا غير. بالمناسبة، قد يكون المدرب الوطني قد أخذ نظرة سيئة عن تصرفاتك؟ لا أعرف وأتمنى ألا يحكم عليّ من خلال تلك التصرفات، “حليلوزيتش” هو مدرب محترف ويعمل بمهنية عالية وعليه فإذا صدق ما تقول فإنه دون شك سيعلمني أو يتصل بي ليخبرني بذلك. وماذا عن أصدقائك في المنتخب، هل اتصلوا بك؟ نعم، فقد تبادلت الرسائل الإلكترونية “أس.أم.أس” مع عدد من زملائي في المنتخب الوطني مثلما جرت عليه العادة، وأستغل الفرصة لأشكرهم على وقفتهم معي واتصالهم المتكرر بي. حدثنا الآن عن انطلاقتك في البطولة مع ناديك “سوشو”، كيف كانت؟ لقد كنت متحمسا لدخول البطولة بقوة مع فريقي “سوشو”، ولكن للأسف الشديد رغم دخولنا القوي في البداية إلا أننا تعثرنا في اللقاءين الماضيين أمام كل من “رين” و”أوكسير” وهذا الأمر يجعلنا نراجع حساباتنا طالما أن مشوار البطولة ما يزال طويلا وعلينا أن نحرص خلالها على بذل كل ما في وسعنا لتقديم مشوار جيد وقوي. تلقي عشرة أهداف في مبارتين، أمر كثير أليس كذلك؟ بالفعل، فهي نتائج ثقيلة ومن الصعب تجرعها، ولكن في الفريق الجميع واع بما ينتظره والمسؤولية الملقاة على عاتق كل شخص للخروج من الوضعية التي نحن فيها، ويجب أيضا أن نجتهد ونستخلص الدروس من النتائج السابقة لنعرف كيف نتداركها ونقدم مشوارا جيدا مستقبلا. بماذا تريد أن تختم؟ أطمئن مرة أخرى كامل محبي المنتخب الوطني أن التصرف الذي بدر مني في لقاء “أوكسير” لا علاقة له بعدم استدعائي إلى المنتخب الوطني، وأوضح أكثر أنني أحترم المدرب “حليلوزيتش” كثيرا كما أؤكد أنني أتقبّل قراراته، كما أوضح أنني تدربت هذه الصبيحة بشكل عادي جدا مع المجموعة وكل شيء يسير على أفضل حال، وعليه فلا داعي لخلق حكايات بسبب ما حدث.