رغم أن المدرب “آرمين فيه” يبقى مصرا على إشراك مطمور في غالبية اللقاءات كلاعب احتياطي (شارك أساسي مرتين فقط منذ بداية الموسم)، فإن الدولي الجزائري لا يبدو قلقا من وضعيته الحالية، والسبب يكمن في أن الجميع متعاطف مع حالته سواء وسائل الإعلام الألمانية أو الوطنية التي تسأل عن حالته بامتعاض كبير. حيث أن الكل يتساءل عن الأسباب التي جعلت “آرمين فيه” لا يضع ثقته كاملة في لاعب “بوروسيا مونشانغلادباخ” السابق، خاصة بعد أن تخلص هذا الموسم من لعنة الإصابات التي طالته كثيرا الموسم الفارط. “جانديك توربن”: “الجميع يعلم أن مطمور الأفضل في منصبه” “جانديك توربن” هو صحافي مشهور في “فرانكفورت” يعمل لفائدة 4 صحف في آن واحد ويبيع مقالاته للأكثر دفعا، ويعرف هذا الصحافي مطمور جيدا وهو معجب بطريقة لعبه كثيرا مثلما أكد لنا ذلك، وبالنسبة ل “جانديك توربن” مطمور يبقى في أعين الصحافة الألمانية “الرقم 1 قي الرواق حيث أن ولا لاعب يمكنه التحرك في ذلك المنصب مثلما يفعل هو، والكل يعترف بمهارته فأمام روستوك أدى مطمور مباراة رائعة بدليل أنه أنتخب رجل اللقاء يوما، لكن آرمين فيه قرر أن يتخلى عنه في اللقاء الموالي، وهو ما أسفر عن حالة استغراب تامة من قبل الجميع وذلك إلى غاية إعطائه تفسيرات عن قراره” قال “توربان”. “مطمور ضيع مكانته في التشكيلة بسبب تغيير آرمين فيه نظام اللعب” وحسب الزميل الألماني الذي أبان عن تعصب كبير للونين الأحمر والأسود، اللذان يرمزان إلى نادي “إنتراخت فرانكفورت”، فإن مطمور هو ضحية الخيارات التكتيكية للمدرب “آرمين فيه”، حيث قال بلهجة فيها الكثير من التأسف والحسرة: “المدرب أعطى انطباعا من أجل الحفاظ على نفس الرسم التكتيكي مع وجود جناحين تقليديين، لإعطاء حيوية في الرواقين لكن المفاجأة كانت كبيرة لما غيّر الخطة من أجل تدعيم وسط الميدان، حيث يلعب حاليا ب 4 مدافعين محوريين وبمسترجع كرات واحد في وسط الميدان عوض اثنين، وب 3 لاعبين في منصب وسط ميدان هجومي إلى جانب مهاجم مساعد وآخر في قلب الهجوم. في هذه الحالة هو ليس بحاجة إلى لاعبين كأجنحة حقيقيين في صورة مطمور، وهو الأمر الذي جعل اللاعب يدفع الثمن غاليا ويدفع معه محبيه الثمن أيضا. لكن آرمين فيه فاز بالرهان ولا أحد يمكن له أن يلومه”. مطمور: “ضيعت حصتين تدريبيتين والمدرب قرر بعدها تغيير الخطة” وفي نهاية لقاء إتحاد برلين ظهر كريم مطمور مبتسما مثلما جرت العادة وهذا كمحترف حقيقي، حيث أن الدولي الجزائري دفع ثمن خيارات مدربه لكن دون أن يبدر منه أي تصرف سلبي. وبالنسبة لوضعيته الحالية فإنه فسر الأمر قائلا: “بعد المباراة أمام روستوك الجميع أعجب بمردودي وكنت أعتقد أني سأبقى وقتا طويلا في التشكيلة الأساسية، لأن المدرب أظهر رضاه عني، لكن للأسف الشديد كان لدي مشكل صحي جعلني أضيع حصتين تدريبيتين في الأسبوع الذي أعقب المباراة، ووقتها قرر المدرب تدعيم خط وسط الميدان (نظام لوزانج) وهذا بخطة 4/4/2 بوجود مهاجمين حقيقيين. في المنتخب الوطني نلعب برقم 9 وآخر ب 9,5 زيادة إلى لاعب رقم 10 ولاعبين في الأجنحة، لكن هنا اللاعبين الأخيرين قام المدرب بنزعهما من خطته من أجل تدعيم خط وسط الميدان، وموازاة مع ذلك فهو يريد أن يصعد الظهيرين أكثر نحو الهجوم، وفي هذه الحالة فإن منصبي هو الذي ذهب وهكذا وجدت نفسي مجددا في الاحتياط رغم مردودي الجيد في اللقاء الذي سبق”. وبدا مطمور متأسفا في حديثه معنا لكن دون أن يكون منهارا. “المهم أني أتحسن فرديا وسأستغل أي فرصة تتاح لي” وبخصوص ماذا يمثل له اللعب مدة دقيقة واحدة مثلما كان الحال عليه أمام “إتحاد برلين” قال مطمور بطريقة فيها الكثير من الفسلفة: “اللاعب المحترف يجب أن يضع نفسه تحت تصرف المدرب والفريق، وهذا ما أقوم به أنا حتى إن كنت قلقا كثيرا لأني لا ألعب وقتا طويلا، لكن المهم بالنسبة لي أني أعلم بأتحسن من الناحية الفردية، حيث في كل مرة ألعت فيه أظن أني قدمت ما كان يطلبه المدرب وزملائي مني، وقد أكدت أني لا أكتفي بدور رمزي في الفريق، لهذا عليّ أن أصبر بعض الوقت واستغلال أي فرصة ستتاح لي من أجل أن أؤكد للمدرب أني قادر على مساعدة الفريق من أجل الفوز”. الصحافة الألمانية تريد مشاهدة مطمور في أرضية الميدان المفارقة قد تبدو غريبة، لكن كريم مطمور كسب احترام كل الصحافيين الألمان وهذا كلام قليل لو نطلع على ما تم كتابته بخصوصه في الصحيفة الرسمية لناديه، إذ أن الدولي الجزائري تلقى إشادة كبيرة من قبل الصحافيين المكلفين بنقل أخبار “إنتراخت فرانكفورت”، وهذا مثلما هو الأمر عليه بالنسبة للصحافة المحلية. وقد خصصت الصحيفة الخاصة للنادي حيزا هاما من صفحاتها للدولي الجزائري، إذ تم نشر حوار مطول له ب 3 صفحات كاملة إضافة إلى الصفحة الأولى التي نشرت فيها صورة مكبرة له، دون الحديث عن “البوستير” الذي حمل صورته في صفحتين، ولم يكن هذا الأمر كافيا وقام الكاركاتوري في الصحيفة برسم تمثيلي للاعب الدولي الجزائري. من رجل اللقاء وجد نفسه في الإحتياط...الأمر ليس عاديا الثناء الذي لقاه مطمور من قبل الصحافة الألمانية لا يمكن أن يترك أي فرصة للشك عند أنصار المنتخب الوطني، الذين حزنوا في بداية الموسم لما قرر أن يترك “البوندسليغا” وناديه “بوروسيا مونشانغلادباخ” من أجل الإمضاء في دوري الدرجة الثانية مع “إنتراخت فرانكفورت”، خاصة أنه لم يكسب شيئا في المقابل بعد أن حافظ على مكانته الإحتياطية، إذ أنه دائما لا يشرك إلا في الربع ساعة الأخير (وحتى في الدقيقة الأخيرة مثلما حصل أمام إتحاد برلين)، ما يعني أن المهاجم الأيمن للمنتخب الوطني لا يلعب إلا قليلا مع مدربه “آرمين فيه” الذي لم يبعده بسبب سوء مستواه، لكن بالعكس لأن مطمور كان قد انتخب أفضل لاعب في مباراة فريقه ما قبل الأخير أمام “روستوك”، عندما شارك طيلة التسعين دقيقة وفاز “إنتراخت” بنتيجة 4/1. بيرند هلمير (صحافي): “أول فوز لنا في ملعبنا كان من صنع مطمور” وتعود الصحافة المحلية في غالب الأحيان إلى الفوز الأول ل “إنتراخت” هذا الموسم والذي تحقق داخل الديار (أمام فورث)، إذ قالت أن مطمور أعطى يومها الثقة للفريق بأكمله. “بيرند هلمير” أحد الصحافيين المختصين في موقع غير رسمي للنادي يقولها دون تردد: “الفريق كان تقريبا في أزمة ثقة داخل الديار وكان اللاعبون يلعبون تحت ضغط كبير، وكريم هو من حسّن الوضعية بفضل توغلاته الرائعة في الميدان وحسه الهجومي الكبير، بصراحة لقد أعطى الثقة للفريق بأكمله ولهذا يصعب علينا حاليا أن نشاهده وهو جالس على مقعد الإحتياط، لأن لديه مستوى يؤهله كي يكون فوق أرضية الميدان وكل الأنصار سعداء جدا كونه سجل دخوله في هذا اللقاء، حتى أنه دخل في أخر دقيقة وتمكن من جلب مخالفة جيدة للفريق. أعتقد أن الحكم لو ترك له الأفضلية في تلك اللقطة فإن النتيجة كانت ستكون في النهائية 4/1، لأن كريم قام بمراوغة مدافعين وكان متوجه مباشرة نحو المرمى”. حاليا لا يوجد إلاّ الصحافة التي ترى أنه لا يمكن التنازل عنه في الفريق السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو ماذا سيفعل مطمور من أجل الحفاظ على قمة لياقته وهو لا يلعب بإستمرار ووضعيته قادرة أن لا تتحسن، خاصة أن فريقه يتصدر البطولة وهو ما يعطي الحق لمدربه ولو أن الفوز المحقق أمام إتحاد برلين الجمعة الفارط لا يمكن أن يكون معيارا حقيقيا بحكم مستوى المنافس، لكن الطريقة التي يعتمد عليها المدرب تعطي حظوظا قليلة لمطمور للعب مستقبلا، لكن اللاعب يملك ثقافة تسمح له باللعب في مناصب عديدة في الهجوم وتمنحه فرصة كي يكون لاعبا لا يمكن التنازل عنه في المستقبل، إذ سيحاول استغلال الدقائق القليلة التي سيمنحها له “أرمين فيه” من أجل كسب ثقته مجددا، ولو كان الأمر سيجعله يلعب ربما مستقبلا في منصب غير منصبه الأصلي كجناح أيمن.