لا حديث في أثينا إلا عن فريق "إيريثڤروليفكي" أو ما يعرف بأصحاب اللونين الأحمر والأبيض أولمبياكوس في "الداربي" الذي جمعه بغريمه باوك سالونيكا لحساب الجولة الرابعة من البطولة اليونانية. وقد كانت "الهدّاف" حاضرة في قلب الحدث وعاشت الأجواء التي سادت المباراة خاصة في شوارع المؤدية إلى ملعب "كاريزكاكي" وحتى المحلات الموجودة أسفله نفذت منها رايات وأقمصة اللاعبين خاصة الجزائري جبور التي يحمل فيه كأس البطولة. عبدون وافق بصعوبة على إجراء حوار وعقب نهاية المباراة توجهت إلى المنطقة المختلطة من أجل لقاء جبور وكذا جمال عبدون الذي اتفقنا معه في المكان. وإذا كان جبور قد وجد صعوبة في المجيء بسبب الأنصار الذين كانوا يتحدثون معه، فإن عبدون امتنع في بداية الأمر عن الإدلاء بحديث صحفي معنا مكتفيا بالقول: "بسبب كل تلك الحماقات التي تكتب عني في الجزائر". ولزم الأمر أن ندخل معه في حديث طويل بسبب رفض اللاعب الحديث متمنيا أن لا يكون الحديث ساخنا وكأنه أراد تفادي الدخول في مواضيع عشية الندوة الصحفية التي سيعقدها المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش. -------- جمال عبدون: "أنتظر بفارغ الصبر توضيحات المدرب" "حليلوزيتش هو الذي يحكم على اللاعبين ولا أحد يملي عليه أفكاره" "إذا كانت لديه مشكلة معي فليقولها لي" "بودبوز عبقري في كرة القدم ويستحق أكثر من هذا" "إذا استدعاني حاليا سآتي سريعا حتى أشرف قميص الخضر" "لم أكن أتصوّر أن يكون إبعاد زياني بهذه الطريقة" "تشجيعات الجماهير تُثلج صدري" "لم أرتكب ما أستحق عليه الإبعاد" "نعم، كنت قريبا من الانضمام إلى فريق من الخليج" "أنا وبودبوز مستقبل الفريق الوطني" -------- كيف هي أحوالك مع ناديك الجديد؟ تسير بشكل جيد، الحمد لله أنني اخترت اللعب لأحد أعرق الفرق على مستوى البطولة اليونانية والأوروبية أيضا، أنا لا أشكو كثيرا، الناس في اليونان استقبلوني بحفاوة ولم أجد صعوبة في التأقلم. كنت أعرف العديد من اللاعبين وهو ما سهّل لي الأمور لاستعادة مستواي شيئا فشيئا، وعليه فإنني سأعمل بجدية حتى أتدارك التأخر الذي كان سببه التحضيرات التي سبقت الموسم خاصة أنني بقيت خمسة أشهر دون القيام بشيء، إذن سأحاول الاستمرار على هذه الوتيرة وهذا بمساعدة المدرب حتى يمنحني الفرصة للعب ولو لدقائق خلال المواجهات، ولا بد من القول إنه لم يكن من السهل بالنسبة إليّ بعد ما حدث في "كافالا"، إذ انتظرت طويلا حتى أكون حرا من أي التزام لأنضم إلى "أولمبياكوس". اليوم كل شيء عاد إلى طبيعته، ويجب أن أستعد لياقتي شيئا فشيئا لأكون جاهزا مائة من المائة. إذن تشعر أنك غير جاهز مائة من المائة؟ نعم، لا أشعر أنني جاهز بنسبة كبيرة، حيث يلزمني بعض الوقت حتى أصل إلى القمة خلال ثلاث أو أربع مباريات، وأعتقد أنني يمكنني العودة إلى مستواي الحقيقي، فالموسم لا يزال طويلا، حقيقة لم أظهر إلى حد الآن حتى أنه لو كانت لدي الفكرة عما يمكنني القيام به في الميدان، رغم أن مسيري "أولمبياكوس" كانوا يتابعونني عن كثب خلال بطولة الموسم الكروي الفارط ليتم استقدامي في الموسم الحالي. كيف عشت كل هذه الحكاية في "كافالا"؟ بقيت هادئا وتحليت بالصبر، وفي نهاية الأمر لدي الحق أن أثق في الله كالعادة. كيف تجددت الاتصالات مع "أولمبياكوس"؟ كنت أعرف جيدا أنهم كانوا يتابعونني ولديهم الرغبة في التعاقد معي خلال الموسم الماضي، غير أن العقد الذي كان يربطني مع "كافالا" هو الذي عرقل المفاوضات قليلا، ومع ذلك فإن "كافالا" هو فريق مثل "أولمبياكوس" الذي لا يرفض بالطبع، لأنه أحسن فريق في البطولة اليونانية حيث تعيش حماس منقطع النظير كما رأيته في الملعب. نعم إنها أجواء حماسية جنونية، وهل بإمكانك أن تقارن لنا ذلك بما كنت تعرفه من قبل؟ ببساطة لا، الناس هنا مولوعون بكرة القدم، فهم يحبون "أولمبياكوس" مثل حب الصديق العزيز، إنه لأمر مدهش، الجمهور الوحيد الذي يمكن للمرء أن يقارن به جمهور "أولمبياكوس" هو الجمهور الجزائري، لكن الفرق يكمن في أننا نتميز بحرارة أشد من التي يتميز بها اليونانيون (يمزح) ونحن أيضا مشجعون مولوعون، لا أنا أمزح فقط. أود أن أقول إنها مختلفة فقط عما أعرفه عن الجزائر، لكن في الحقيقة أن "أولمبياكوس" يعتبر أحد أحسن الأندية في أوروبا. لنتحدث قليلا عن الفريق الوطني... صراحة، في بعض الأحيان لا أريد الحديث عن الفريق الوطني، أقول في قرارة نفسي عن ما أتحدث، فالناس فسروا كلامي تفسيرا سيئا، وهو ما زاد تعقيد الأمور وضخم الأمور، وعليه لا فائدة من الكلام. الأمور أصبحت أكثر سوءا، أليس كذلك؟ لا أدري، صراحة لا أعلم شيئا، أعرف أني هناك بعض الأشخاص لم يكونوا أن يروا اسمي مدرجا في قائمة المدرب الوطني. من هؤلاء حسب رأيك؟ ما أعرفه أحتفظ به لنفسي، فقط هناك ملاحظة أستطيع أن أوضحها لمناصري المنتخب الوطني، القوائم كانت تحدد واسمي لم يدرج ضمنها منذ أشهر، وعندما يحدث ذلك نحاول إيجاد تبرير للغياب، لكن عندما ترى أنه تم توسيع القائمة إلى 33 لاعبا وجمال عبدون غير موجود، فإنه من حقي أن أطرح تساؤلات لأن هذا أمر غير عادي، صحيح. صراحة، الجمهور وحتى أيضا رجال الإعلام لم يفهموا شيئا عن سبب إبعادك، ما هو التفسير الذي يمكنك أن تعطينا إياه؟ حقيقة، تعبت من المحاولات السخيفة لتحليل ما يضعه الآخرون في حسبانهم، فهذا لا قيمة له على الإطلاق، وبالتالي فإن الذين يضخمون الأمور همم تطرح عليهم هذه الأسئلة وليس علي، تؤمنون أنني لم أجد تفسيرا طوال كل هذه المدة لكي أتمكن من حل هذا اللغز. كيف ترى هذه النقطة، حسب رأيك؟ لا أعرف شيئا على الإطلاق من جهتي، ليس هناك أي سبب وجيه يبرر إبعادي عن المنتخب الوطني، لأنني لم أرتكب ما أستحق عليه هذا المصير، أحيانا أحاول أن أتخيل السبب، لكن من المستحيل العثور عليه. من جهتي الغموض يبقى قائما. هل لديك مشاكل في علاقتك مع أحد على وجه الخصوص؟ أبدا، ليس لدي سوى الأصدقاء في هذا الفريق. قيل إنه كان هناك خلاف بينك وبين كريم زياني، كيف ترد على هذه الإشاعة؟ كريم؟ كنت معه أمس في الهاتف، دردشنا ومزحنا لوقت طويل مع بعض، كريم أخي كيف يمكن أن تحدث لي معه مشاكل؟ إنه جنون وهراء. الأشخاص لا يجدون ما يقومون به سوى خلق البلبلة والشجار أو شيء من هذا القبيل، تعلمون أن أفضل الأدلة ستجدونها عند كريم زياني بكل بساطة. هناك أيضا من روّج حكاية المنافسة والحسد بينك وبين رياض بودبوز، ماذا يمكنك قوله في هذا الصدد؟ بكل بساطة هذا أمر سخيف، رياض أيضا أخي الصغير وصديقا حقيقيا، نحن مرتبطان ببعضنا البعض أشد الارتباط، لكن انتظر قليلا، ألا تلاحظ شيئا غريبا عن هذه الشائعات؟ لاحظ معي البداية مع زياني والآن مع بودبوز، ومن باب الصدفة أننا نحن الثلاثة تم إبعادنا من الفريق الوطني، ألا ترى أن هذا الأمر غريب. في الواقع أننا سمعنا كلامك، لكن يجب أن تكون هناك حجة مقنعة، لا؟ لا أسمح أن أترك الظلم يمر هكذا، فأنا أخشى الله وهو من يحميني، لدي إيمان بالله لا يتزعزع، سبحان الله وتعالى، سوف ترى أنني سأنتصر عاجلا أم آجلا، اليوم أتركهم يروجون للإشاعات كما يشاؤون، لكن سيأتي يوم إن شاء الله سيفضحهم فيه ربي، وسترون. نبقى دائما في الإشاعات، ألا تزعجك؟ هيا قل لي ما يقال وراء ظهري من طرف الناس الذين يفتخرون بالترويج لكلام لا أساس له من الصحة، وسوف يستغرقون وقتا طويلا لكي يزعزعوا استقراري. يُقال إنّ مسيري فريقك الأسبق نانت الذين لم يتقبّلوا طريقة مغادرتك لفريقهم شوّهوا سمعتك لدى الناخب الوطني حليلوزيتش، كيف هي العلاقات التي تجمعك مع نانت حاليا؟ علاقتي مع فريقي الأسبق نانت جيدة للغاية عكس ما يشاع في الآونة الأخيرة وهناك أصدقاء لي كثر في نانت ويمكنكم سؤالهم عن علاقتي بهم وفريقي الأسبق سيبقى للأبد في قلبي، وأنا فخور بأني لعبت في ذلك النادي العريق ولا يمكن لأحد أن يسلبني الذكريات الجميلة التي عشناها في نانت سابقا، ولا أفهم لماذا يريد البعض تشويه الحقائق وفي كل مرة يريدون أن يخلقوا لي مشاكل ويجدوا لي أعداء خياليين، ولا أدري من سيكون القادم؟ من غير المعقول أن يحدث كل هذا. هل كانت لك علاقة مع حليلوزيتش سابقا؟ لا، لم يسبق أن عملنا معا وهو لا يعرفني وأنا كذلك لا أعرفه وكل ما أعرفه عنه قرأته في صفحات الجرائد خاصة تتويجاته التي حققها مع نانت. حليلوزيتش أكد سابقا أنه لا يوجد أي شخص يتدخل في شؤونه وقراراته، فكيف قرر مواصلة إبعادك عن المنتخب رغم أنه لا يعرفك؟ هذا سؤال جيد لكن يجب عليكم أن تسألوه هو عن الأمر وليس أنا، ولا أخفي عليكم أنني متلهف لمعرفة جوابه وسأكون سعيد جدا بذلك، شخصيا لا أظن أنّ المدرب مسؤول عن إبعادي عن التشكيلة الوطنية وذلك لأنه لا يعرفني وكنت أود لو أنه اتخذ هذا القرار بنفسه لأنه لا يوجد شخص أفضل منه للحكم عليّ إن كنت لاعبا جيدا أم لا وإن كنت سهل الاندماج والتسيير داخل المجموعة أم لا، ويجب أن لا يستمع لما يقوله الآخرون عني. هل تحدثن معه سابقا؟ لا، لم أتكلم معه قط. إذا لم يكن وراء قرار إبعادك يمكن أن يكون روراوة، ما هي علاقتك مع رئيس "الفاف"؟ علاقتي معه جيدة ولا أتذكر أنني قلّلت من احترامه في يوم من الأيام، وأنا أحترمه كثيرا ولا يمكن أن يحدث لي مشكل معه لذلك، وأنا متأكد أن إبعادي لا علاقة له بعلاقتي مع رئيس الاتحادية. إذن مع من عندك مشاكل ليتواصل إبعادك عن المنتخب الوطني؟ سأكون صريحا معكم ومع جميع الجزائريين الذين سيقرؤون هذا الحوار، ليس لدي أي مشكل لا مع سعدان ولا مع بن شيخة ولا مع أحد من اللاعبين أو المسيرين وليس لي كذلك أي مشكل مع الطاقم الطبي ولا حتى مع حارسي العتاد ولا حتى مع الطباخين، فأين هو المشكل يا ترى في الكرات أم في العشب الطبيعي فهما كذلك ليس لدي مشكل معهما، ماذا تريدون أن أقول لكم أكثر من هذا؟ أناشد جميع من لديه مشكل مع جمال عبدون أن يتقدّم ويشرح لنا الأمر حتى نتمكّن من حله، وأعرف أنه مع مرور الوقت سيكون الحق من جهتي لذلك لست قلقا فأنا ألعب في فريق كبير ولعبت بعض المباريات في رابطة الأبطال الأوروبية ولعبت حتى أمام أرسنال على ملعب هذا الأخير وأمام مرسيليا كذلك ولا زلت شابا ولا أبلغ من العمر سوى 25 سنة وكل المستقبل أمامي. رياض بودبوز أيضا معاقب هل تحدثت معه في الأمر؟ نعم تحدثت معه وأؤكد لكم أنه متأثر للغاية وحزين بسبب عدم تلقيه دعوة للمشاركة مع المنتخب الوطني، تعلمون أنّ رياض لاعب خارق للعادة ولطالما لا يُفهم اللاعبون من طينته وأظن أننا لا نملك الحق في إبعاده عن المنتخب فهو لا يزال شابا وفي حاجة للدعم والتحفيز وفي كل مرة أسمعه يتحدث أدرك أنه تأثر كثيرا بهذه القصة. أنت أيضا حزين، أليس كذلك؟ نعم، مثل رياض بودبوز تماما وبكل صراحة أظن أنه لا هو ولا أنا نستحق كل هذا فقد ضحينا من أجل المنتخب الوطني واليوم الجميع يريدون محاسبتنا ومن الطبيعي أن نتأثر بالإبعاد من المنتخب. تعتبران مستقبل المنتخب أنت وبودبوز .. نعم، نحن لا نزال في مقتبل العمر فأنا أبلغ 25 سنة ورياض 21 سنة فقط والمستقبل ملكنا وأتمنى أن تتحسن الأمور في المستقبل القريب بالنسبة للمنتخب الوطني. كيف تلقيت خبر إبعاد كريم زياني من المنتخب الوطني ؟ لقد صُدمت كثيرا وأدهشني ذلك الخبر ولم أكن أتخيّل أن يُعامل بتلك الطريقة فيجب أن لا ننسى كل ما قدمه للمنتخب الوطني فهو متواجد مع التشكيلة منذ ثماني سنوات وقدّم كل شيء للوطن ولطالما كان حاضرا عندما كان المنتخب في حاجة إليه حتى في أصعب الأوقات، الآن هناك ناخب وطني وهو من يقرر ويجب علينا احترام قراره. بماذا تشعر عندما تسمع أنّ مناصري المنتخب يطالبون بك؟ يقشعر بدني لذلك وأسعد كثيرا عندما أقرأ تعليقات المشجعين في الأنترنت وأنا اشكرهم كثيرا على ذلك وعلى تضامنهم معي فطالما ساندوني منذ التحاقي الأول بالمنتخب الوطني. يمكنك أن تتوجه بكلمة مباشرة إلى المناصرين، ماذا تود أن تقول لهم؟ أولا أشكركم على تضامنكم معي ومساندتكم لي وخاصة تعليقاتكم التي ترفع معنوياتي عندما أقرؤها في شبكة الأنترنت، مساندتكم وتشجيعكم تساعدني كثيرا على البقاء قويا والصمود رغم كل الصعاب التي تواجهني وكل ما يقال عني، وأريدكم أن تعلموا بأنني لم أفعل أمرا سيئا حتى أبعد عن المنتخب كل هذه المدة، ولست أنا المقرر في كل ما يحدث لي فهذا أمر خارج عن نطاقي، وسأكون دائما جاهزا لتمثيل منتخب بلادي والدفاع عنه لكن إذا أرادوا أن يهمّشوني فما باليد حيلة. هل صحيح أنك كنت قريبا من الإمضاء لناد قطري؟ نعم هذا صحيح، لقد تلقيت عرضا جديا من قطر والسعودية وبصراحة لم أجد أي مانع للذهاب للعب هناك فالتجربة هناك تناسبني خاصة من الجانب الديني دون أن ننسى ظروف المعيشة الجيدة والمثالية، لكن كان لي الحظ وتلقيت عرضا من فريق كبير لم أستطع رفضه وأمضيت في أولمبياكوس لثلاث سنوات وأنا سعيد جدا بذلك وعائلتي سعيدة كذلك في أثينا التي تعتبر مدينة جميلة ومناخها ملائم مثل ذلك الذي في الجزائر العاصمة، لكنني مطالب بالعمل وتكثيف الجهود للتألق. هل من كلمة أخيرة عن المنتخب الوطني لختم هذا الحوار؟ اشتقت كثيرا للمنتخب الوطني لأنني عشت أياما سعيدة فيه وأحتفظ بذكريات جميلة عنه وعن زملائي والمناصرين كذلك، أتمنى أن يظهر الحق في أقرب وقت لكي نحكم على إبعادي عن المنتخب إن كان خطأ أم صوابا، ومن جهتي سأبقى دائما جاهزا لخدمة وطني وإذا اتصلوا بي الآن سآتي راكضا وبكل فرح وسرور لأنّ الأمر يتعلّق بالألوان الوطنية ولا يمكن أن يُرفض ذلك لأنه شرف عظيم.
