لم نكن نتصوّر أن تصل “هيستيريا” الجماهير الجزائرية المغتربة إلى الحد الذي وصلت إليه مساء أمس قبل الحصة التدريبية للمنتخب الوطني بمركز “كرانس مونتانا” السويسري، فكلنا نعرف أن حب الأنصار الجزائريين لمنتخبهم سواء أولئك المتواجدين في أرض الوطن أو المغتربون هنا بسويسرا وفي مختلف أرجاء العالم لا حدود له، لاسيما منذ وصوله إلى المونديال.. لكن أن تصل الأمور إلى ما عرفه المركز الذي يتربص به أشبال المدرب سعدان مساء أمس فذلك غير مقبول إطلاقا لأن الأنصار الذين توافدوا على المركز أحدثوا ثورة بعدما مُنعوا من إقتحام التدريبات وإلتقاط صور للذكرى مع اللاعبين ودخلوا في إشتباكات مع رجال الأمن كادت تعرف تطورات أخرى لولا تدخل الشرطة السويسرية في آخر المطاف. كل المؤشرات كانت توحي بذلك منذ أول يوم وكانت “الهداف” في عددها الصادر أمس قد كشفت في أحد مواضيعها أن الأنصار الذين مُنعوا من الإقتراب من فندق “ڤولف أند بالاس” مساء الخميس والجمعة الماضيين هدّدوا بإقتحام التدريبات لاحقا إذا تم منعهم مجددا لأن إصرارهم على تحقيق حلم الإقتراب من نجوم سعدان كان شديدا وربما أشد مما كنا نتصوّر، فراحت كل المؤشرات توحي بأنهم سينفّذون تهديداتهم ليحدث ما حدث أمس. أغاني “الراي” في السيارات والرقص أمامها في الصبيحة كما أن المؤشرات كانت توحي صبيحة أمس بأن الأنصار عازمون على إقتحام الميدان والإقتراب من اللاعبين، حيث إصطفوا في سياراتهم وفتحوا أبوابها ورفعوا صوت موسيقى “الراي” التي كانوا يسمعونها، وهي الموسيقى التي اخترق صوتها أسوار فندق “ڤولف أند بالاس” وكان اللاعبون يسمعونها وكأن أصحابها معهم في الفندق. سعدان نزل إليهم وهدّأهم، لكنهم أصرّوا على ملاقاة اللاعبين وفي ظل تلك الحالة إضطر المدرب رابح سعدان إلى النزول إلى الشارع لملاقة الأنصار حيث تحدث إليهم وطالبهم بتوفير التركيز للاعبين حتى يتسنى لهم التحضير للمونديال في ظروف جيدة ويتسنى لهم تحقيق النتائج المرجوة من كافة الجزائريين، كما أنه إنصاع لرغبة بعض منهم وظل لفترة يلتقط صورا تذكارية معهم لعل ذلك يرضيهم ويجعلهم يغادرون المكان سريعا، لكنه لم يفلح في ذلك لأنهم ظلوا يصرّون على ملاقاة اللاعبين وأن ينزل زياني ورفاقه إليهم حتى يتحدثوا معهم ويلتقطوا صوروا معهم. تسلّلوا من الباب الخلفي وإقتحموا الميدان وفي الساعة الخامسة ونصف بتوقيت سويسرا (الرابعة ونصف بتوقيت الجزائر) شرع اللاعبون في الإلتحاق بالملعب من أجل ملاقاة الصحفيين نصف ساعة قبل إنطلاق حصتهم التدريبية الثالثة منذ وصولهم، وفي ذلك الحين قام الأنصار بالتسلل إلى أرضية الملعب من الباب الخلفي إلى أن صارت أرضية ميدان مركز “كرانس مونتانا” أشبه بالمدرجات بالنظر إلى الأعداد الغفيرة التي اقتحمتها من الأنصار. إشتبكوا مع رجال الأمن القادمين من الجزائر وكما هو معلوم فإن المنتخب تعوّد على إصطحاب رجال شرطة وأعوان أمن معه حتى يوفروا له الحماية ولمنع الغرباء من الإقتراب من اللاعبين سواء كانوا أنصارا أم صحفيين، فما كان على رجال الشرطة وأعوان الأمن الذين تم إصطحابهم مع “الخضر” إلى سويسرا إلاّ أن تدخلوا لإخراج الأعداد الغفيرة من الأنصار وهناك إندلعت إشتباكات بينهم كان من الصعب فظها في ظل الصعوبات التي وجدها العدد القليل من رجال الأمن في إخراج الأعداد الغفيرة من الأنصار. الإستنجاد بشرطة سويسرا كان ضروريا وفي ظل تلك الصعوبات التي وجدها رجال الأمن الجزائريون تم الإستنجاد بالشرطة السويسرية التي حل رجالها بالملعب مسرعين لعلهم ينجحون في إخماد تلك الثورة التي أحدثها الأنصار من أجل اللاعبين، لكنهم بدورهم واجهوا صعوبات أكبر بما أنهم “عاقلين” حيث لم يتمكنوا من إحتواء الوضع إلا بصعوبة بالغة بعدما تيقن الأنصار من ضرورة مغادرة مكان التدريبات حتى يسنحوا لرفاق زياني بأن يجروا حصتهم التدريبية في ظروف عادية وحتى لا يتسببوا في إضطراب البرنامج التحضيري الذي سطره المدرب. السبت يوم عطلة وهذا ما أزّم الوضع ومن المؤكد أن تزامن وصول الوفد الجزائري إلى سويسرا وعطلة نهاية الأسبوع هو الذي أزّم الوضع وجعل الأنصار يتوافدون على المركز بأعداد غفيرة جدا وتسبب فيما بعد في إندلاع هذه الثورة، بدليل أن الأنصار الذين ظلوا يتهافتون على مركز “كرانس مونتانا” منذ مساء يوم الجمعة كانوا يحملون معهم الأكل والمؤونة بغية قضاء يوم كامل على مقربة من أشبال سعدان وحتى تتاح لهم فرصة الإقتراب منهم لدى تنقلهم إلى إجراء التدريبات، وحتى تتاح لهم فرصة ملاقاة من يحلون بالتربص من اللاعبين الذين كانوا يصلون من ساعة لأخرى، ولو لم تتزامن إنطلاقة هذا التربص مع عطلة نهاية الأسبوع لما حدث ما حدث ولجرت الحصص التدريبية في ظروف عادية لأن الجميع يكون منشغلا طيلة الأسبوع بعمله. جلبوا لهم بعض اللاعبين، لكنهم لم يقتنعوا والغريب في الأمر أن الأعوان المرافقين للوفد وكذلك المدرب سعدان قاموا بجلب بعض اللاعبين للأنصار قبل إنطلاق الحصة وسمحوا لهم بإلتقاط العدد الذي يريدونه من الصور ما دامت مطالبهم تقتصر على ذلك، لكن رغبة الأنصار في إقتحام الميدان والإقتراب من جميع اللاعبين تسببت في الفوضى العارمة التي سادت المركز مساء أمس. أغلبية الأنصار قدموا من فرنسا ولم يكن الأنصار المغتربون الذين يقيمون في سويسرا وحدهم من تهافتوا بأعداد غفيرة على التدريبات، بل أن الأغلبية التي حلت بالمركز أتت من فرنسا وبالضبط من ليون التي تفصلها حدود مع سويسرا، فمغتربونا في ليون إستغلوا فترة نهاية الأسبوع وأبوا إلا أن يسجلوا حضورهم في التربص. حب المنتخب مقبول، لكن في حدود المعقول وإذا كنا نقدّر شعور الأنصار ونتفهمهم بما أن المنتخب ملك للشعب الجزائري والمناصر من حقه أن يقترب من اللاعبين ويلتقط هو وكافة أفراد عائلته صورا للذكرى، إلا أن حب المنتخب لابد أن يكون في إطار المعقول دون تجاوزات أو فوضى كتلك التي حدثت أمس أمام الأجانب الذين ذهلوا للمشاهد التي حضورها والتي قيل لنا إنهم لم يشاهدوا مثلها. الجزائر تُحضّر ل المونديال وليس دورة ما بين الأحياء وعلى مناصرينا الذين بفضلهم تمكن “الخضر” من الوصول إلى المونديال، أن يعلموا أن الجزائر تُحضّر لمحفل كروي عالمي كبير ألا وهو المونديال وليس دورة ما بين الأحياء حتى يُسمح لكل من يأتي أن يقتحم المركز والتدريبات والفندق وغير ذلك، وذلك حتى يتسنى للاعبين التركيز والتحضير في ظروف جيدة وحتى يتسنى لهم أيضا أن يؤدوا الدور المنوط بهم في جنوب إفريقيا، فما علينا جميعا إلا أن نوفر له الهدوء اللازم الذي وجدناه لحظة قدومنا إلى مرتفعات سويسرا. سعدان قلق من غياب جبور أعرب الناخب الوطني رابح سعدان أمس عن قلقه الشديد من غياب رفيق جبور قلب هجوم “الخضر” ونادي “أيك أثينا اليوناني، وذلك بسبب فشله في الحديث مع لاعبه، رغم الإتصالات المكثفة معه. وقد حاول سعدان الحديث مع جبور في أكثر من مناسبة، لكن جبور لم يرد عل اتصالاته، ولم يعر لكل المحاولات أي أهمية ولم يرد ولو بكلمة، رغم الرسائل الهاتفية القصيرة الكثيرة التي وصلته، ما زاد مخاوف سعدان، خاصة وأن فريق “أيك” كان يريد الإبقاء على اللاعب إلى غاية الأربعاء المقبل حتى يشارك في مباراة القمة أمام “أولمبياكوس”. وأمام إختفاء جبور وغياب “حسّه”، لم يتردد سعدان في التأكيد للصحافة أنه قلق. حيث قال: “اتصلت مرارا، لكنه في كل مرة لا يرد على إتصالاتي ولا يجيب”. تمكن في الأخير من الحديث معه بصعوبة لكن قلق سعدان سرعان ما زال لسبب بسيط هو أنه تمكن في نهاية المطاف من الحديث مع جبور الذي رد على إتصالاته ولو بعد جهد مضن من الطاقم الفني . وتحدث جبور مع سعدان الذي عادت إليه الروح من جديد... وبالرغم من أنه لم يشأ كشف تفاصيل حديثه مع لاعبه، إلا أن آخر الأخبار أكدت أن الطاقم الفني ل “الخضر” تنفس الصعداء بنهاية “السوسبانس” الذي استمر اليوم بطوله. سيلتحق غدا رفقة غزال، لحسن وشاوشي وما زاد سعدان إرتياحا هو تأكيد رفيق جبور ل سعدان أنه سيلتحق بتربص “كرانس مونتانا” غدا الإثنين. وبالتالي سيغادر اليونان مباشرة عقب نهاية مباراة فريقه اليوم أمام “باوك سلونيكا” في إطار دورة اللقب في الدوري اليوناني، ما يعني أن جبور لن يبقى إلى غاية الأربعاء ليشارك في مباراة “أولمبياكوس”. وكانت إدارة “أيك أثينا” قد وعدت رئيس “الفاف” روراوة أنها ستأخذ طلبه في تسريح جبور الأحد بعين الإعتبار على أن ترد عليه أمس السبت وهو ما حدث. إذ استجابت لطلبه... وسيلتحق جبور غدا الإثنين رفقة غزال، لحسن وشاوشي بتربص “كرانس مونتانا وهو ما سيريح الناخب الوطني بالتأكيد. -------- “الفاف” رفضت تأجيل إلتحاقه بتربص “الخضر” إلى يوم الخميس... جبّور بداية من الغد في “كرانس مونتانا” و”أيك” يُحضّر طلبا آخر من أجل إبقائه مثلما إنفردنا به في العدد الصادر أمس، فقد أكدت الصحافة اليونانية أن الاتحادية الجزائرية تقدمت بطلب إلى نادي أيك أثينا اليوناني من أجل تسريح الدولي رفيق جبور مباشرة بعد المباراة المرتقبة هذا المساء بين “أيك” وباوك سالونيكا في الجولة ما قبل الأخيرة من دورة التأهيل الخاصة برابطة أبطال أوروبا، واستندت “الفاف” إلى القوانين التي تقف في صفها بشأن الاستفادة من اللاعبين قبل تاريخ 17 ماي الحالي، ومادامت كل إجراءات الطرف الجزائري سليمة، فقد جاء في الصحف اليونانية أن إدارة “أيك” قدمت هي الأخرى طلبا إلى “الفاف” لإبقاء جبّور 3 أيام أخرى حتى يتسنى له المشاركة في اللقاء الختامي ل “بلاي أوف” أمام أولمبياكوس يوم الأربعاء، لكن هيئة روراوة ردّت بالسلب واللاعب سيكون هذا الإثنين في سويسرا. الرئيس “ديميترياديس” طلب من جبّور التدخّل يكتسي لقاء هذا المساء أهمية بالغة لرفقاء جبّور مادام المنافس هو المتصدر الذي يتجاوز “أيك” الثاني ب 6 نقاط، بالتالي فلا سبيل أمام النادي الأصفر سوى إلحاق الهزيمة ب”باوك”، ثم إضافة فوز آخر أمام أولمبياكوس يوم الأربعاء، من هنا تأتي رغبة رئيس النادي “فاسيليس ديميترياديس” الشديدة في الإبقاء على أبرز أوراقه إلى اللقاء القادم، خاصة إذا فاز “أيك” في لقاء اليوم، حيث ذكرت الصحافة اليونانية أن رئيس النادي تحدث مع جبّور وطلب منه التدخل لدى الإتحادية الجزائرية آملا إستجابتها بإبقاء اللاعب إلى يوم الخميس وهذا سيكون في حالة تحقيق الفوز وفقط على “باوك“. حتى لو إنهزم “أيك” اليوم، فالطلب قد يُقدّم لأجل ضمان البطاقة المباشرة ل”أوروبا ليغ” فرص أيك أثينا وحتى أولمبياكوس تبدّدت كثيرا في حصد بطاقة رابطة الأبطال الأوروبية بعد التألق اللافت ل باوك سالونيكا، وعليه فإن كلا الناديين عرفا مسبقا أن الصراع تحوّل من البطولة الأوروبية الأكبر إلى “أوروبا ليغ” بما أن المرتبة الثانية في “بلاي أوف” تؤهل مباشرة إليها، وجاء في بعض المواقع اليونانية أن مباراة الفريقين مساء الأربعاء قد تكون الأقوى في اليونان هذا الموسم حيث أنّ كلا الناديين شرعا مسبقا في التحضير لها، ومن هنا تبدو حاجة أيك ل جبّور ماسة جدا حتى لو ضاعت بطاقة رابطة الأبطال، والطلب الذي من المقرر أن يجدده رئيس الفريق ل”الفاف” بشأن إبقاء جبّور أياما أخرى قد يعرف طريق النور بعد لقاء هذا المساء. تحوّله إلى دولي مونديالي رفع قيمته كثيرا... فالنسيان يُريد تمديد عقد قادير موسمين إضافيين أوردت مجلة “فرانس فوتبول“ الفرنسية أن مسؤولي نادي فالنسيان، عاشر ترتيب البطولة الفرنسية، يفكرون جديا في تمديد عقد فؤاد قادير الدولي الجزائري ونجم خط الوسط في الفريق لموسمين إضافيين، حيث اقترحت إدارة فالنسيان على مناجير اللاعب الجزائري الدخول في مفاوضات من أجل التوصل إلى أرضية اتفاق خصوصا أن لاعب “أميان“ السابق يُطالب برفع راتبه الشهري نظير الموسم الكبير الذي أداه في البطولة الفرنسية ودوره البارز في النتائج الإيجابية لفريقه هذا الموسم. الجدير بالذكر أن قادير يوجد ضمن أجندة العديد من الأندية التركية واليونانية الكبيرة وهو الأمر الذي دفع فالنسيان إلى الإسراع في معالجة وضعيته. اللاعبون في مسبح ساخن لأجل التخلّص من التعب برمج المدرب الوطني رابح سعدان، بالتشاور مع بقية أعضاء الطاقم الفني، حصة إسترخاء للاعبين في المسبح من أجل التخلص من التعب الذي نال منهم خصوصا أنهم في نهاية الموسم. اللاعبون نزلوا إلى المسبح الذي كان مملوءا بالماء الساخن وقاموا بعملية تمديد العضلات وهو ما سمح لهم بالتخلص من التشنجات العضلية التي تعرض لها جلهم عقب الحصص التدريبية المتعبة، وكانت فرحتهم شديدة بهذه الحصة التي كان فيها المرح شديدا بين العناصر الوطنية وامتزج فيها الجد بالهزل. بوصول لاعب الوفاق إلى التربص... صراع البطولة بين زماموش والعيفاوي ينتقل إلى سويسرا انتقل صراع البطولة الوطنية إلى مكان التربص ب “كرانس مونتانا“، وهذا بين حارس المولودية زماموش ومدافع الوفاق العيفاوي الذي دخل في مشاحنات كلامية مع منافسه الأول على البطولة، حيث بدأ كل منهما في استعراض عضلاته أمام الآخر ليؤكد على أحقية فريقه بالحصول على اللقب، فالحارس زماموش يقول إن فريقه جاهز ليقف في وجه الوفاق على أرضه وبين جماهيره في حين أن مدافع الوفاق يقول إن زملاءه الذين بقوا في الجزائر سيطيحون ب “العميد“ في الجولة المقبلة وسيحصلون على المركز الأول ثم على اللقب، وكان الصراع شديدا بين اللاعبين بالرغم من أنهما بعيدان آلاف الأميال عن الجزائر وغير معنيين ببقية الجولات.