إنتهت أمس التصفيات الخاصة بكأس أمم إفريقيا 2012 بإجراء آخر لقاءين في المجموعة (د) جمعا المنتخب الوطني بمنتخب إفريقيا الوسطى والمغرب بتانزانيا، وتعرّف الجميع على أسماء المنتخبات 16 التي ستشارك في أكبر محفل كروي بداية السنة القادمة، ولو أن أسماء المنتخبات المتأهلة يجعلنا من الآن نؤكد أن "كان" 2012 ستكون إحدى أسوأ الدورات النهائية لكأس أمم إفريقيا عبر تاريخها بسبب غياب منتخبات عريقة في القارة السمراء عن الدورة التي ستحتضنها الغابون وغينيا الاستوائية مناصفة، وذلك راجع للنظام الذي اعتمدته الاتحادية الإفريقية لكرة القدم في التصفيات. الكاميرون، نيجيريا، مصر، جنوب إفريقيا والجزائر أبرز الغائبين وستعرف الدورة القادمة من نهائيات كأس أمم إفريقيا غياب ما لا يقل عن 5 منتخبات تعتبر من أقوى المنتخبات الإفريقية سواء بمستواها أو تاريخها أو ألقابها ويتعلق الأمر بمنتخبات الكاميرون، نيجيريا، مصر، جنوب إفريقيا والجزائر، وهو أمر تأسف عليه الجميع وخلف إستياء لدى كثير من عشاق الكرة المستديرة في القارة السمراء خاصة أن الكل متفقون على أن غياب هذه المنتخبات يرجع إلى اعتماد "الكاف" على تأهل أفضل منتخبين يحتلان المركز الثاني في كل المجموعات وبنظام عشوائي بعد أن يتم خصم حصيلة النقاط المسجلة أمام المنتخب الذي تذيّل ترتيب المجموعة. المنتخبات الخمسة اقتسمت 12 لقبا في آخر 14 دورة وما يؤكد أكثر أن كأس أمم إفريقيا القادمة ستكون دون نكهة أنّ المنتخبات الخمسة التي ذكرناها أعلاه تمكّنت من التتويج ب 12 لقبا إفريقيا في آخر 14 دورة، حيث أن المنتخب المصري توّج بألقاب 1986، 1998، 2006، 2008 و2010 والكاميرون بألقاب 1984، 1988، 2000 و2002 والجزائر توجت بلقب 1990 ونيجيريا بلقب 1994 وجنوب إفريقيا بلقب 1996، ولم يتمكن إلا المنتخب الإيفواري في دورة 1992 والمنتخب التونسي في 2004 من مزاحمة هذه المنتخبات والتتويج بلقبين إفريقيين. في أوروبا التأهل يكون بنظام الملحق والمنتخبات الكبيرة تملك فرصة تدارك إضافية وعكس النظام الذي تعتمده "الكاف" فإن صيغة التأهل التي يعتمد عليها الإتحاد الأوروبي لكرة القدم في التصفيات المؤهلة إلى "الأورو" تبقى طريقة عادلة لجميع المنتخبات لتحديد المتأهلين، حيث أن المنتخبات التي تنهي التصفيات في المركز الأول من مجموعاتها تتأهل آليا في وقت تتنافس المنتخبات التي تحتل المراكز الثانية في الملحق وهذا من خلال إجراء مباريات فاصلة، وإذا نظرنا إلى نظام التأهل إلى "أورو 2012" نرى أن المنتخبات التسعة الأولى في مجموعاتها تتأهل مباشرة فيما يتأهل أحسن منتخب من بين أصحاب المراكز الثانية في 9 مجموعات، لتبقى 8 منتخبات أخرى تتبارى فيما بينها في لقاءات فاصلة تحددها القرعة وتلتحق 4 منها ببقية المتأهلين إضافة إلى البلدين المنظمين بولونيا وأوكرانيا ويصبح العدد 16 منتخبا. المتعة ستغيب حتما عن "كان 2012" و"الكاف" يجب أن تراجع حساباتها خروج منتخبات معروفة كان لها شرف التتويج بالكأس الإفريقية في مرات سابقة مثل نيجيريا، الكامرون ومصر بطلة إفريقيا في آخر 3 دورات إضافة إلى جنوب إفريقيا وأيضا الجزائر يبقى خسارة كبيرة للكرة الإفريقية وعشاقها الذين لن يروا مستوى عاليا في الدورة القادمة بسبب غياب ألمع المنتخبات التي تضم في صفوفها أكبر نجوم الكرة الإفريقية، وهو أمر سيحتم على هيئة حياتو إعادة حساباتها في قادم الاستحقاقات لأن هذا النظام ليس عادلا لجميع الأطراف وأصبح محل تنديد من كبار الأخصائيين. الدورة المقبلة ستكون الأضعف منذ سنوات ونجوم كبار غائبون وإذا نظرنا إلى غياب هذا العدد الكبير من المنتخبات المعروفة سننتظر أن تكون النسخة القادمة من كأس الأمم الإفريقية الأضعف في العقدين الآخيرين لأنها أيضا ستعرف غياب نجوم معروفين على الساحة الإفريقية مثل الكاميرونيين إيتو وألكسندر سونغ إلى جانب نجوم نيجيريا على غرار "تاي تايوو" مدافع ميلان و"جون أوبي ميكال" نجم تشيلزي الإنجليزي أو المصري أبو تريكة والجنوب إفريقي "ستيفن بينار" وحتى نجوم "الخضر" في صورة بودبوز، مغني والبقية.