يخوض المنتخب الأولمبي عشية اليوم ثاني مباراة له في دورة إتحاد شمال إفريقيا أمام منتخب النيجر وهي المباراة التي ستنطلق على الخامسة ونصف بالتوقيت المحلي المغربي، والسادسة ونصف بالتوقيت الجزائري، حيث ستجري في ملعب طنجة الكبير، وهي المواجهة الثانية والأخيرة لأشبال آيت جودي المطالبين برد الاعتبار لأنفسهم وللمنتخب بعد الهزيمة المذلة مؤخرا أمام منتخب العربية السعودية. ويوجد رفاق فريد داود أمام فرصة ذهبية للانتفاض والظهور بوجههم الحقيقي ثم العودة إلى أرض الوطن بمعنويات مرتفعة، وأي نتيجة غير الفوز تعتبر سلبية ومن شأنها أن تدخل المنتخب في نفق مظلم وتتسبب في فقدان الثقة قبل أقل من ثلاثة أسابيع عن موعد انطلاق الدورة التأهيلية الرسمية التي من المنتظر أن تجري هي الأخرى هنا بالمغرب بمدينتي طنجة ومراكش. المباراة أصبحت لها أهمية قصوى بعد خسارة السعودية وما زاد من قيمة مباراة اليوم أمام النيجر هي الهزيمة التي مني بها منتخبنا الثلاثاء الفارط أمام منتخب العربية السعودية بثلاثية، وهو ما أدخل الشك في نفوس بعض اللاعبين على الرغم من أن المدرب آيت جودي يصر في تصريحاته على أن تلك الهزيمة عادية ويسعى لاستخلاص الدروس منها وأخذها من الجانب الإيجابي أكثر من أي شيء آخر. ومن جهتهم، فإن اللاعبين ومن خلال حديثنا معهم قبل مباراة النيجر أكدوا لنا على ضرورة تحقيق الفوز بالنتيجة والأداء أمام النيجر من أجل التحرر كليا والعودة إلى السكة الصحيحة، لا سيما أن منافس اليوم محترم وكشف عن الكثير من الإمكانات في مباراته الأولى أمام المغرب. اللاعبون يُريدون رد الإعتبار لأنفسهم ومن جهتهم، فإن لاعبي المنتخب الوطني لا يفكرون إلا في كيفية الفوز في مباراة اليوم أمام النيجر التي يعطونها أهمية قصوى وهذا كما أشرنا إلى ذلك من قبل من أجل رد الاعتبار لأنفسهم خاصة بعد الانتقادات العديدة التي وجهت إليهم بعد الوجه الشاحب الذي ظهروا به في خرجتهم الأخيرة في افتتاح دورة “لوناف“ أمام السعودية، حيث خيّبوا كل الآمال التي كانت معلقة عليهم، ومن بين النقاط التي جعلت “الخضر“ ينهزمون في ذلك اللقاء هي جهلهم للمنافس واستصغارهم له وهو ما كلفهم غاليا حيث لم يجد رفاق عنان ضالتهم فوق المستطيل الأخيرة وخرجوا بهزيمة قاسية أمام منتخب سعودي شاب عرف مشاركة ثمانية عناصر لأول مرة مع المنتخب الأولمبي. السعي إلى العودة إلى الجزائر بمعنويات مرتفعة يسعى لاعبو منتخبنا الوطني لأقل من 23 سنة لتحقيق الفوز في مباراة اليوم أمام النيجر ليس فقط من أجل رد الاعتبار لأنفسهم فحسب، بل للعودة إلى أرض الوطن بمعنويات مرتفعة وهم الذين لم يتجرّعوا بعد الخسارة الأخيرة أمام السعودية واعتبروها حادث لا غير وصفعة ستكون مفيدة قبل أيام قليلة عن انطلاق الدورة النهائية التأهيلية للأولمبياد، والتي لا يريد “الخضر“ تفويت فرصة البروز فيها ومفاجأة منافسي منتخبنا الوطني في تلك الدورة والمجموعة التي يتواجد فيها المنتخب الاولمبي إلى جانب مستضيف الدورة المنتخب المغربي، منتخب نيجيريا بنجومه وكذا منتخب السنغال. ضغط إضافي بعد الهزيمة أمام الأولى باقترابنا من لاعبي المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة، فإننا لمسنا لديهم رغبة شديدة في تحقيق الفوز ولا شيء غير ذلك أمام منتخب النيجر، وهذا ليس للأسباب التي ذكرناها من قبل، بل أيضا للتخلص من الضغط الذي يشعرون به أقل من ثلاثة أسابيع عن موعد المنافسة الرسمية ولا يريد أشبال آيت جودي العودة إلى الجزائر وهم محملين بهزيمتين في دورة إتحاد شمال إفريقيا التي دخلوها في ثوب البطل وحامل لقب الدورة السابقة لكنهم خيّبوا كامل الآمال في أولى المباريات أمام السعودية وفرصتهم سانحة الآن للتدارك والعودة إلى الطريق الصحيح من بوابة منتخب النيجر والإطاحة به. آيت جودي يصرّ على الأداء دون حرارة زائدة أما فيما يتعلق بالمدرب آيت جودي، فهو الآخر لم يتقبّل الطريقة التي انهزم بها المنتخب وبثلاثة أهداف كاملة في الوقت الذي يملك منتخبنا الوطني أحد أقوى الدفاعات على مستوى القارة الإفريقية في فئة الأولمبيين، ومن غير المعقول تلقي ثلاثة أهداف كاملة في مباراة واحدة وأمام منتخب السعودية، لهذا فقد طلب آيت جودي من لاعبيه أن يظهروا بوجههم الحقيقي ويصرّ أكثر على الأداء الراقي ولا شيء غير ذلك، ودون الحرارة الزائدة وتوتر الأعصاب الذي لا فائدة منه مثلما كان عليه الحال في مباراة السعودية حيث فقد غالبية اللاعبين تركيزهم وكلفهم ذلك ارتكاب العديد من الأخطاء الفادحة. منتخب النيجر يعتمد على الإندفاع البدني من خلال متابعتنا لمباراة النيجر الأولى في دورة “لوناف“ أمام المنتخب المغربي، فإننا وقفنا على نقطة واحدة والمتمثلة في اعتماد هذا المنتخب الإفريقي على الاندفاع البدني نظرا للقوة البدنية التي يمتاز بها لاعبوه، وفي مباراة النيجر أمام المغرب فإن لاعبي النيجر اعتمدوا على الاستماتة الدفاعية للخروج بأقل الأضرار وهو ما كان لهم حيث حققوا التعادل السلبي أمام منتخب مغربي لم يجد ضالته، ويسعى لاعبو النيجر لمواصلة لعبهم بتلك الطريقة بالدفاع طيلة التسعين دقيقة وهو ما من شأنه أن يصعّب أكثر مهمة لاعبينا في فرض منطقهم وتطبيق طريقة لعبهم المعهودة. حذار من تلقي إصابات أخرى يعتمد لاعبو منتخب النيجر أكثر على الاندفاع البدني في لعبهم والتدخلات الخشنة وهو ما يشكل خطرا على لاعبينا المطالبين بأخذ الحيطة والحذر من تدخلات لاعبي النيجر، وتفادي التعرض إلى إصابات في الوقت الراهن لأن ذلك من شأنه أن يعقّد الأمور أكثر بالنسبة إلى المدرب آيت جودي الذي يريد العودة إلى أرض الوطن وجميع لاعبيه في أحسن أحوالهم ليُواصل التحضيرات في أحسن الظروف ثلاثة أسابيع قبل الدورة النهائية التأهيلية، مع الإشارة إلى أن خليلي الوحيد الذي يعاني من إصابة من أصل 22 لاعبا في صفوف المنتخب الوطني الأولمبي المتواجد هنا في مدينة طنجة المغربية. ------------ بن علجية أساسيا بنسبة كبيرة وعدة عناصر مغضوب عليها بعد السعودية بعد الهزيمة التي مني بها منتخبنا الوطني الأولمبي مؤخرا أمام منتخب السعودية، سيجد المدرب آيت جودي نفسه مضطرا إلى إجراء بعض التغييرات على مستوى تشكيلته الأساسية في مباراة اليوم أمام منتخب النيجر، وهذا من خلال الإعتماد على العناصر التي تألقت وتجديد الثقة فيها، على غرار مهدي بن علجية الذي لفت الإنتباه وكان أحسن عنصر من الجانبر المنتخب الجزائري في اللقاء السابق. وحسب مصادر مقربة من الطاقم الفني، فإن مهدي بن علجية سيكون أساسيا في مباراة اليوم بنسبة كبيرة وعليه التأكيد على أحقيته بهذه المكانة في حال تحصل عليها، وفي المقابل ستجد عدة عناصر أخرى نفسها خارج الحسابات لأنها مغضوب عليها بعد أدائها المتواضع في اللقاء الأول. يسعى إلى منح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين ويسعى المدرب الوطني آيت جودي إلى منح الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين في مباراة اليوم أمام منتخب النيجر وهذا من أجل الوقوف على مدى جاهزية كل لاعب، قبل تصفية التعداد عند العودة إلى أرض الوطن والدخول في التربص المقبل الذي يسبق الدورة النهائية التأهيلية إلى الأولمبياد، في حين هناك بعض العناصر لم نتمكن بعد من التعرّف على أسمائها، لكن الأكيد أنها لن تستفيد من فرصة المشاركة في مباراة النيجر وتكون قد ضيّعت على نفسها أسبوعين كاملين هنا في طنجة دون الإستفادة من أي شيء والعودة إلى أنديتها. هناك من ضيّع فرصته أمام السعودية وكما أشرنا إلىه من قبل، فإن هناك بعض اللاعبين الذين ضيّعوا فرصتهم في المباراة السابقة بعدما أشركهم آيت جودي منذ البداية أمام منتخب السعودية، لكنهم كانوا خارج الإطار تماما، فالمدافعون إرتكبوا أخطاء فادحة كلّفت المنتخب تلقي ثلاثة أهداف كاملة، فيما لم يتحرك المهاجمون، حيث لم يجد مصفار مع بونجاح ضالتهما، رغم أنهما لعبا جنبا إلى جنب، والأمر نفسه بالنسبة إلى طواهري الذي كان يُحاول في كل مرة التوغل في دفاع السعودية، لكن دون جدوى، والأكيد أن آيت جودي خرج بالعديد من الملاحظات الهامة واستخلص الدروس مثلما أكد لنا في عدد أمس. التغييرات تمس الدفاع أكثر وعلي ڤشي قد يعود وقد إرتكب لاعبو الخط الخلفي أخطاء فادحة، سواء فيما يتعلق بلاعبي المحور أو الذين شاركوا على الرواقين الأيمن والأيسر، وصبّ آيت جودي جام غضبه على المدافعين لأنه رأى من غير المعقول أن يخرج لاعبو المنتخب السعودي أنفسهم لأكثر من 6 مرات وجها لوجه أمام الحارس بكرات في العمق ويترك المدافعون لاعبو المنافس خلفهم، وهي أخطاء فادحة جدا من شأنها أن تُكلّفهم غاليا في المنافسة الرسمية عند مواجهة منافسين أقوى بكثير، على غرار المغرب، نيجيريا والسنغال. وفيما يخص مباراة اليوم، فإن إحتمالات كبيرة تصب في خانة مدافع إتحاد عنابة علي ڤشي للمشاركة منذ البداية في محور الدفاع. ------- بيطام: “هدفنا إستعادة هيبتنا أمام النيجر” كيف هي الأجواء داخل المجموعة بعد الهزيمة أمام السعودية؟ الأمور عادية جدا داخل المجموعة، حيث نعمل بكل جدية مع المدرب آيت جودي ونحن واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا ولا نُريد تفويت الفرصة في هذا التربص ودورة “لوناف“ للإستفادة منها قدر المستطاع تحضيرا للدورة النهائية التأهيلية في 26 نوفمبر الجاري التي ستجري هنا في المغرب. ألا تخشى أن تؤثر فيكم الهزيمة الأخيرة أمام السعودية وتدخل الشك في نفوسكم؟ لا، إطلاقا ومن غير المعقول أن يدخلنا الشك بعد الهزيمة الأخيرة أمام السعودية. صحيح أننا لم نؤد مباراة في المستوى وكنا خارج الإطار لكن هذا لا يعني أننا كنا سيئين فنحن بصدد التحضير وسنكون أحسن بكثير مستقبلا. تقصد مباراتكم أمام النيجر، أليس كذلك؟ نعم هذه المباراة مهمة بالنسبة إلينا وسنعمل على الظهور بوجهنا الحقيقي حتى نؤكد أن ما حدث أمام السعودية كان بمثابة كبوة لا غير ولا يستحق كل ذلك التضخيم لأننا كما قلت لك من قبل بصدد التحضير والمهم أن نظهر في أحسن حلة في الدورة النهائية التأهيلية للألعاب الأولمبية. وكيف ترى مباراة النيجر؟ هي مباراة هامة كما قلت لك لأننا بعد خسارة السعودية أصبحنا مجبرين على التدارك ونحن اللاعبون نريد العودة إلى أرض الوطن بمعنويات مرتفعة وذلك لن يكون إلا من خلال تحقيق الفوز بالنتيجة والأداء أمام منتخب النيجر وهدفنا في هذا اللقاء استعادة هيبتنا وانتظرونا بوجه مغاير. شاركت في المباراة الأخيرة على الرواق الأيسر حيث لم نتعوّد على مشاهدتك في ذلك المنصب، والدفاع ارتكب عدة أخطاء، كيف تفسر ذلك؟ من جهتي، أنا مدافع متعدد المناصب وليس لدي أي مشكل باللعب في المحور، الجهة اليمنى أو اليسرى، المهم أن أكون تحت تصرف المدرب الوطني الذي رأى أنني أصلح في الرواق الأيسر. وعلى العموم الفريق كله لم يكن في المستوى وليس المدافعين فقط، وهذا لا يعني أنني أدافع عن الأخطاء التي إرتكبناها، بل سنعمل على تصحيحها في المستقبل. وعن إصابة خليلي الذي لم يتمكن من الصمود، ألم يخفك ذلك؟ لقد تأسفت كثيرا لما حدث مع خليلي، حيث تلقى إصابة مبكّرة، وعلى ما أعتقد فإن إصابته ليست خطرة والحمد للّه، وأتمنّى له العودة بسرعة. ومن جهتي سألعب بكل قوة من أجل تشريف الألوان الوطنية والأمر نفسه عندما أكون في فريقي شبيبة القبائل الذي أتمنّى له التوفيق بالمناسبة في مباراته أمام مولودية وهران والعودة بنتيجة إيجابية إن شاء اللّه. كيف ترى حظوظكم في الدورة النهائية التأهيلية أمام المغرب، نيجيريا والسنغال؟ حظوظنا متكافئة مع بقية المنتخبات وسنحضر كما ينبغي ونكون في الموعد إن شاء الله ونشرف الجزائر في هذه الدورة. إلى من تفتقد هنا في المنتخب الوطني؟ أفتقد إلى مهاجم شبيبة بجاية رفيق بولعينصر كثيرا، والذي يعتبر من أعز أصدقائي، وكذا عادل لخذاري من وفاق سطيف الذي لا يُمكنك أن تتصوّر كم إشتقت إليه وأوجه له سلامي. من أين تنحدر عبد الرزاق؟ أنا من مدينة باتنة، وبالضبط من كشيدة، وأبناء المنطقة يعرفونها جيدا وأستغل الفرصة لأحيي الجميع هناك من أبناء حيّي وأصدقائي وبالخصوص “شيخ الزو” وكذا توفيق الحلاق، صديقي فهمي وكل من يعرفني وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أتوجه بالتهاني إلى كل الشعب الجزائري والأمة الإسلامية أجمع على أن يُعيده علينا اللّه باليُمن والبركة إن شاء الله، صح عيدكم.