سُئل المدرب وحيد حليلوزيتش يوم وجّه الدعوة إلى 31 لاعبا، تحسبا للقاءي تونس والكاميرون، عن سبب هذا الكمّ الهائل من اللاعبين في وقت يتعلق الأمر بمبارتين وديتين وفقط، فردّ بأنّ الفرصة مواتية لكي يختبر كل اللاعبين الذين بحوزته، سواء القدامى أو الجدد ممن إنتدبهم، على أن يمنح الجميع فرصتهم حتى يتسنّى له إصدار الأحكام النهائية على مستواهم.. ومن هناك يتمكن من أن يعدل بينهم لدى قيامه بعملية التصفية وضبط القائمة التي سيُعوّل عليها بداية من تصفيات كأس إفريقيا 2013 أمام المنتخب الغامبي خلال شهر فيفري من السنة المقبلة، غير أنّ البوسني يومها ربما لم يحسب حسابا لعامل الإصابات التي نخرت أجساد لاعبيه اليوم، فالعدد حتى الآن وصل إلى ستة لاعبين مصابين سيغيبون عن المبارتين الوديتين، وهو ما يفتح بابا لطرح تساؤل تبدو الإجابة عنه غامضة حول ما إذا كانت الفرصة قد ضاعت على هؤلاء الغائبين عن موعدي تونس والكاميرون، أم أنهم سيستفيدون من العفو بما أن الإصابات فعلتها بهم. جبّور لعب فترة قصيرة أمام إفريقيا الوسطى مع حليلوزيش وتبدو الإجابة على هذا التساؤل صعبة، بما أن حالة كل لاعب من الستة المصابين تختلف عن الآخر، فجبور مثلا ومنذ إشراف البوسني حليلوزيتش على العارضة الفنية لم يلعب سوى بضع دقائق، وكان ذلك في المباراة الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا 2012 أمام منتخب إفريقيا الوسطى، حيث دخل بديلا في النصف الثاني من المرحلة الثانية دون أن يقنع، وقبل ذلك كان قد غاب عن لقاء تانزانيا بداعي الإصابة، واليوم سيغيب عن موعدي تونس والكاميرون بداعي الإصابة أيضا، ما يعني أنه ومن ضمن أربع مباريات مع المدرب الجديد لم يختبر لا سيما وأن اختباره الوحيد أمام إفريقيا الوسطى لبضع دقائق لعبها وهو عائد من إصابة، وفي حالة كهذه لا ندري إن كنا سنجزم بأن الفرصة ضاعت منه تحسبا لضمان بقائه ضمن حسابات المنتخب في المستقبل، أم أنه سيعذر لأنه ضيع كل الفرص مع البوسني بسبب الإصابة. زياني... لقاء واحد دون إقناع في تانزانيا وتوحي كل المؤشرات أن كريم زياني هو الآخر سيضيع الفرصتين المتاحتين له، فغيابه عن لقاء تونس تأكد وترسّم، والمؤشرات توحي أن الآلام الحادة التي يعاني منها على مستوى ركبته قد لا تجعله يلحق بلقاء الكاميرون، ويضاف إلى هذين اللقاءين غيابه عن مواجهة منتخب إفريقيا الوسطى، واكتفائه فقط بلعب لقاء وحيد أمام منتخب تانزانيا دون أن يقنع المدرب البوسني، وهو الآخر يبدو مستقبله مجهولا في ظل تهديدات حليلوزيتش بضبط قائمته تحسبا لمواجهة غامبيا بداية من مبارتي تونس والكاميرون. غزال بديلا في لقاء وأساسيا في آخر دون تسجيل ولا تختلف حال عبد القادر غزال عن حال جبور وزياني، لأنه هو الآخر سيضيع مبارتي تونس والكاميرون، لتبقى في حصيلته في عهد البوسني، سوى الدقائق القليلة التي لعبها أمام تانزانيا دون إقناع، والشوط ونصف الذي خاضه أمام إفريقيا الوسطى دون أن يتمكن من طرد نحس عدم التسجيل الذي لازمه منذ أكثر من سنتين حتى الآن، وكان من الممكن أن يستفيد اللاعب من فرصة العمر لإثبات ذاته خلال مبارتي تونس والكاميرون، لكن إصابته ستجعله يغيب. جابو تضيع منه فرصة العمر ومن سوء حظ جابو أنه هو الآخر طاله شبح الإصابة، فهذا الفتى الذي يبهر في البطولة المحلية بما يقدمه من مستوى كبير، ويسجله من أهداف جميلة، ويقدمه من كرات على أطباق لزملائه، صار خارج الحسابات في لقاءي تونس والكاميرون، وتبدو وضعيته أكثر سوءا، لأنه ومنذ مجيء حليلوزيتش لم يختبر ولو في دقيقة واحدة، وعندما أتته الفرصة أصيب، وتبدو وضعيته صعبة في حجز مكانه مستقبلا بما أنه سيغيب يومي السبت والثلاثاء، لا سيما في حال ما تألق لاعبون آخرون يلعبون في نفس منصبه، في صورة فغولي، بودبوز، قادير وغيرهم. فابر... صفر دقيقة وتصرفات غير مقبولة في مناسبتين أما الحارس فابر الذي أثبت حتى الآن ولاء كبيرا لناديه “لانس” على حساب المنتخب الوطني، فيبدو أنه شطب نهائيا من قائمة المنتخب بسبب تصرفه غير المقبول بعدم الانضمام إلى التربص من أجل إثبات الإصابة التي يعاني منها كسائر زملائه الذين حضروا وغادروا بعد ذلك، وليت الأمر تعلق بأول خطأ يرتكبه هذا الحارس، بل سبق وأن أحدث ضجة كبيرة حوله خلال تربص “ماركوسي” يوم تحجج بعدم وصول الدعوة إليه، قبل أن يلتحق مهرولا ومسرعا في آخر أيام التربص، ومسبقا لا يمكننا أن نطرح نفس التساؤل الذي طرحناه حول غزال وجبور وزياني، فإن نهايته باتت واضحة، وهي عدم توجيه الدعوة له مستقبلا، والاكتفاء بمواصلة العمل مع الحراس الثلاثة مبولحي، زماموش ودوخة. مصباح الإستثناء لأن مكانه مضمون ولا يطرح التساؤل على الظهير الأيسر مصباح الذي أثبت لمدربه خلال لقاءي تانزانيا وإفريقيا الوسطى أنه قيمة ثابتة، وقطعة أساسية ليست في حاجة لكي تمنح الفرص، فضلا على ما يقدمه مع ناديه الإيطالي “ليتشي”، وبالتالي فمن الواقعي والمنطقي أن توجه له الدعوة مستقبلا بداية من لقاء غامبيا رغم تضييعه فرصة لعب مبارتي تونس والكاميرون. تألّق الجدد والعائدين سيُورّط الغائبين... ومرورهم جانبا سيُطيل أعمارهم وبإمكاننا في النهاية أن نجيب على تساؤلنا بطريقتنا ولو أن الخبر اليقين سنجده عند حليلوزيتش يوم يكشف قائمته تحسبا للقاء غامبيا مع مطلع السنة الجديدة، إذ أن تألق الجدد في صورة فغولي، عودية وبوشوك والعائدين إلى القائمة في صورة غيلاس وسوداني وحده ما سيزيد من متاعب المهاجمين الذين ستضيع منهم فرصة المشاركة أمام الكاميرون وتونس، غير أنّ مرورهم جانبا سيطيل من عمر جبور، غزال وزياني وحتى جابو حتى ولو غابوا، لأن الناخب حينها سيمنحهم الفرص التي حرمتهم منها الإصابات.