إعادة الحسابات ضروري والخطأ مستقبلا يعني اللعب بالنار ضيعت جمعية الخروب نكهة التعادل الذي عادت به في آخر خرجة أمام اتحاد العاصمة بتعادلها أمام شباب بلوزداد وتضييعها نقطتين ثمينتين قد تندم عليهما مستقبلا في حالة ما إذا سمحت للفرق الأخرى بتركها في مؤخرة الترتيب، خاصة أن المستوى الذي ظهرت به في هذه المقابلة لا يبشر بالخير وعلى كل المستويات. بحيث وفي الوقت الذي كانت تقنع بعض الشيء في بعض اللقاءات التي يفرض عليها التعادل، فإنها هذه المرة يجب القول بكل شفافية واحترافية أن التعادل الذي حققته يعتبر ثمينا للغاية بالنظر إلى مجريات اللعب. مرحلة أولى محدودة واللاعبون لم يقدّموا الكثير ولم تقدم عناصر «لايسكا» الشيء الكثير في المرحلة الأولى واكتفت بالضغط من بعيد على المنافس وكان ذلك عشوائيا للغاية، تم إنقاذها بركلة الجزاء التي تحصل عليها المهاجم مهداوي وحوّلها زروقي إلى هدف، ردّ عليه مباشرة الضيوف بهدف جميل أكدوا به الضغط الطفيف الذي فرضوه على منطقة الحارس عزيون بعد تلقيهم الهدف. وفي الوقت الذي كان البعض ينتظر رد فعل من رفقاء مهداوي، فإن الزوار سيطروا في أغلب الفترات على الكرة وضيقوا المساحات على عناصر «لايسكا» الذين كانوا بمثابة أجساد تجري وفقط داخل أرضية الميدان، باستثناء البعض منهم. أخطاء دفاعية بالجملة كانت الثغرات موجودة بالجملة في الخلف بسبب سوء في المراقبة أو ضعف المستوى وكادت تكلف أهدافا بالجملة، حيث كانت الأولى في (د20) في اللقطة التي رفض فيها الحكم هدف صايبي، والثانية في (د34) عندما كاد غربي يضع الكرة داخل الشباك بعدما كان لوحده داخل منطقة العمليات. وفي (د36) عندما ارتكب مهداوي خطأ في إخراج الكرة وكاد يستغله المنافس. ثم (د39 و47) عن طريق يونس بعد خطأين وسط الدفاع، وبعدها خرباش الذي كاد يحوّل قدفته في (د 80) إلى هدف عندما كان لوحده تقريبا أمام عزيون. أما الأخيرة فتلك التي أخرجها عزيون بأعجوبة إلى الركنية إثر رأسية قوية من صايبي في الوقت بدل الضائع. خروج «جيل» أثر كثيرا ويجب التأكيد على أن خروج لاعب الوسط الدفاعي «جيل» متأثرا بإصابة في (د31) زاد من معاناة التشكيلة على مستوى خط الوسط، حيث لم يتمكن سي حاج من المقاومة لوحده وتكسير كل هجمات الشباب الذي فرض نسقا معينا، إلى جانب خالد الذي لم يلق المساندة اللازمة من زملائه. وما يؤكد تأثير غياب «جيل» هو الخلل الذي كان موجودا في التشكيلة ووجود مساحات كثيرة للمنافس، مقارنة بالتي كانت عليها قبل تعرّضه إلى إصابة بالرغم من المجهودات التي قدمها البديل قرة عندما عوّضه. غياب دوادي ونايت يحيى كان واضحا ويجب التأكيد أن غياب لاعبي الوسط دوادي ونايت يحيى أثر كثيرا على مردود التشكيلة خاصة من حيث صناعة اللعب، حيث أن وجودهما كان سيخفف الضغط على خالد ويجعلهما يخلقان المساحات اللازمة ويمنحان الكرات الحاسمة، كما كان عليه الحال في المرات السابقة رفقة بلهادف الذي كان سيقدّم الإضافة اللازمة هو كذلك. وكان وجود دوادي ونايت يحيى سيجعل نتيجة المقابلة النهائية مغايرة تماما عن تلك التي انتهت عليها، ومن الضروري التأكيد على أن غيابهما كان واضحا وضوح الشمس. جبارات عانى قبل الخروج والحُكم على قرة مؤجّل وقف الأنصار على مردود ثنائي «الميركاتو» جبارات وقرة لأول مرّة بالخروب، بعدما كان الأول شارك في مواجهة اتحاد العاصمة السابقة، حيث عانى كثيرا من الإصابة التي تعرّض لها على مستوى الرجل اليسرى والتي اضطرته إلى المغادرة وتعويضه بزميله شرماط، إلا أن هذا لا يعني أنه ارتكب بعض الأخطاء قبل ذلك، في الوقت الذي يبقى الحكم على قرة مؤجلا إلى إشعار آخر ما دام أنه لعب في غير منصبه في الوسط الدفاعي، ويحوّل بعدها إلى مدافع أيسر عند خروج جبارات، إلا أنه يجب التأكيد على أنه حاول القيام بدوره وتقديم كلّ ما لديه. مصفار صعّب الأمور على زملائه وأفسد الكثير من الكرات وبالرغم من بعض الكرات التي كان بإمكان جمعية الخروب استغلالها في المقابلة ووضع إحداها داخل الشباك أو حتى تشكيل خطر على مرمى بلوزداد، فإن المهاجم مصفار تفنن في تصعيب الأمور على زملائه عندما تكون لديه الكرة بطريقته الخاصة، من خلال قتل الهجمات على خط منطقة العمليات وإفساد بعض الكرات بالقرب من شباك المنافس. ومما لا شك فيه، فإنه وفي حالة ما إذا غلّب مصفار اللعب الجماعي وابتعاده عن الأنانية لكانت الأمور مختلفة بعض الشيء ولم يتم تسجيل سوى هدف واحد وعن طريق ركلة جزاء، بدليل أن الحضور احتج عليه في كل مرّة يمسك الكرة. أظهر مستوى محدودا وقد أكد الكثير أن مقابلة بلوزداد أكدت أن مصفار لن يذهب بعيدا بهذا المستوى الذي يعتبر محدودا للغاية، حيث أعابوا عليه اللعب المتهوّر، والأكثر من ذلك أنه لا يستطيع مواكبة نسق المنافسة ولعب أكثر من 60 دقيقة، بدليل أن الكرات أصبحت تضيع منه بعد التعب، وبالتالي فهو بحاجة إلى عمل كبير ويجب عليه وضع رجليه على الأرض، على حدّ تعبير الأنصار. الطاقم الفني عانى من غياب الحلول في الهجوم عانى الطاقم الفني بقيادة آيت جودي وتريباش منذ بداية مرحلة العودة من الخط الأمامي بالنظر إلى عدم وجود حلول بديلة. ففي الوقت الذي كان وجود قوعيش ونعمون سيحلّ المشكلة كاملة، فإن ذلك لم يتحقق له حتى الآن، على اعتبار أن الثنائي لا يزال في مرحلة إعادة التأهيل وعودته إلى المنافسة مؤجلة لحدّ الآن، الأمر الذي جعل «لايسكا» تعاني نقص الفاعلية بوضع ثلاثية البليدة جانبا، بحكم أنها خاصة ولم تأت من مهاجمين. وفي ظلّ هذا فإن آيت جودي سيكون مضطرا إلى التماشي مع هذه الوضعية رغم صعوبتها. الإدارة مطالبة بالتحرّك لأن القادم أصعب وإذا وضعنا في الحسبان أن «لايسكا» لن تجلب أكثر من التعادل في تنقلاتها المقبلة في أحسن الحالات بهذه الطريقة والمستوى، فإنه يجب على إدارة الرئيس ميلية التحرّك قبل فوات الأوان وتشديد اللهجة من الآن حتى يتم تفادي أي طارىء لشيء بسيط، وهو أنها ستستقبل سبع مرات بملعبها كل الفرق التي تحتل المراتب الأولى والتي قلما عادت بهزائم خارج قواعدها، ويتعلق الأمر بمولودية الجزائر، شبيبة القبائل، شبيبة بجاية، وداد تلمسان، مولودية وهران، وبنسبة أقلّ جمعية الشلف ومولودية العلمة. فالفوز في ثلث هذه المباريات يعتبر أمرا صعبا للغاية في حال لم يتم إعادة النظر في بعض الأمور.