أخفق وداد تلمسان عشية أول أمس في تجاوز عقبة غريمه التقليدي مولودية وهران الذي أراد العودة بأخفّ الأضرار للحفاظ على آماله في تحقيق نقطة التعادل على الأقل وهو ما كان له في الأخير، عكس الزيانيين الذين فشلوا في الفوز وضيّعوا نقطتين ثمينتين رهنوا بها حظوظهم كاملة في احتلال المرتبة الثالثة... في مباراة كانت ومنذ الوهلة الأولى في متناولهم بالنظر للفرق الشاسع بين التشكيلتين والسيطرة الكاملة لزملاء جاليت. وقد دخلت التشكيلة التلمسانية مباشرة في المباراة ما جعلها تصل شباك الغول مبكرا عن طريق غزالي، وكان بإمكانها قتل المباراة نهائيا بالنظر للفرص الكثيرة التي أتيحت للمهاجمين الذين ضيّعوا الكثير أمام هشاشة دفاع المولودية. وفي بداية المرحلة الثانية تمكن الزيانيون من تأكيد تفوّقهم بإضافة جاليت الهدف الثاني في بداية المرحلة الثانية، لكن في الوقت الذي كان أنصار الوداد ينتظرون إضافة أهداف أخرى وتسجيل نتيجة عريضة وقعوا في فخّ السهولة وضيّعو أهدافا حقيقية عن طريق غزالي وجاليت، ما مكن “الحمراوة“ من تقليص النتيجة في البداية قبل أن يعادلوا النتيجة قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق أمام حيرة الجميع، في سيناريو لم يكن متوقعا أبدا ضيّع خلاله زملاء هبري فوزا عريضا كان في متناولهم. ... وتضيّع المرتبة الثالثة وجاءت نتائج الجولة ال 30 معاكسة لتوقعات التشكيلة التلمسانية التي لم تخدمها، حيث تراجعت نسبيا إلى المرتبة السادسة مناصفة مع اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل، وعودة بجاية بتعادل ثمين من العاصمة أمام الرائد مولودية الجزائر وفوز سطيف في باتنة، ما يعني أن تلمسان رهنت كامل حظوظها في اللعب على المركز الثالث، في الوقت الذي كان الفوز أمام “الحمراوة“ سيقرّبها أكثر من فرق المقدمة، في انتظار لقاء الحراش المنافس الأقرب للمرتبة الثالثة. ليبقى على الوداد الآن التنافس على المرتبة الرابعة أو الخامسة التي تبقى في متناولهم قبل أربعة جولات من نهاية البطولة، شريطة تحقيق الفوز أمام سطيف وبلوزداد داخل الديار والعودة بنقاط من تنقلها إلى بجاية والعلمة، وهو ممكن جدا في انتظار تعثر أحد المتنافسين . الهجوم “ضيّع العجب“ رغم أن مهاجمي تلمسان أدوا مباراة كبيرة وصنعوا الفرجة بتحرّكاتهم وأدائهم الكبير طيلة أطوار المباراة وعبثهم بدفاع المولودية الثقيل الذي لم يجد ضالته أمام خفة ومراوغات غزالي وجاليت، إلا أنهم فشلوا مرّة أخرى في ترجمة الفرص المتاحة وتحويلها إلى أهداف رغم أنه كان بإمكانهم صنع الفارق لوحدهما، لكن التسرّع وقلة التركيز من جهة وسوء الحظ حال دون تسجيل أهداف أخرى يدعمون بها رصيدهم. سابع تعادل داخل الديار بتعادلها عشية أول أمس أمام الجار مولودية وهران، تكون التشكيلة التلمسانية سجلت تعادلها السابع هذا الموسم داخل الديار وضيّعت بذلك 14نقطة كاملة كان يجب تفاديها، بالنظر لما قدّمته بما أن جميع التعادلات التي تلقتها جاءت في نهاية المباريات، كما حدث أمام عنابة، البليدة، الخروب، بجاية في مرحلة الذهاب، واتحاد العاصمة، شبيبة القبائل وأخيرا مولودية وهران في العودة. وباحتساب 14 نقطة الكاملة التي ضيّعوها داخل مركب العقيد كان بإمكان الوداد أن يكون في صدارة الترتيب وبرصيد 57 نقطة. تغييرات بالجملة على التشكيلة مقارنة بلقاء الجولة الماضية أمام جمعية الخروب، أجرى مدرب تلمسان عدة تغييرات على التشكيلة الأساسية التي واجهت مولودية وهران عشية أول أمس، حيث أقحم بن موسى وبلغري منذ البداية مكان عبد اللاوي وسيدهم على التوالي واللذين دخلا بديلين، محافظا في الوقت نفسه على بقية التعداد: جميلي في الحراسة، بولحية، بوخيار، هبري، بشيري، بوجقجي في الدفاع، شعيب في الوسط والثنائي غزالي - جاليت في الهجوم. غزالي يوقع هدفه 12 والتاسع ل جاليت تمكن المهاجم يوسف غزالي من توقيع هدف السبق للوداد أمام مولودية وهران رافعا رصيده إلى 12 هدفا كاملا ومتصدّرا هدافي تلمسان ومحتلا المركز الثالث في الترتيب العام لهدّافي بطولة القسم الأول بعد حنيتسار وبوڤش، فيما وقع جاليت هدفه التاسع هذا الموسم والثاني له في ظرف أسبوع. التدارك ضروري أمام بجاية ويبقى التعثر المسجل أمام مولودية وهران عشية أول أمس بحاجة ماسة إلى التدارك بمناسبة الجولة ال 31 المقرّرة الأسبوع المقبل أمام شبيبة بجاية العنيد والقوي داخل قواعده والذي ينافس تلمسان على إحدى المراكز الأولى المؤهلة لمنافسة قارية أو عربية، وذلك بمراجعة الحسابات ومعالجة النقائص التي وقعوا فيها للإبقاء على كامل حظوظهم ضمن كوكبة المقدمة. بوعلي تحدّث مع برملة قبل بداية المباراة كان هناك حديث هامشي جمع مدرب الوداد بوعلي فؤاد بصانع لعب “الحمراوة” الطيب برملة الذي لم يكن معنيا بالمباراة بسبب العقوبة التي كانت مسلطة عليه، نظرا لمعرفة الرجلين لبعضهما البعض جيدا بما أن بوعلي سبق له أن أشرف على برملة لمّا كان مدربا لجمعية وهران وكان يريده الموسم الماضي في تلمسان قبل أن يختار اللاعب المولودية. برملة قد يكون تلمسانيا الموسم المقبل وقد يكون برملة تلمسانيا الموسم المقبل في ظل حاجة الوداد إلى صانع لعب في صورة ابن المدينةالجديدة، وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من اللعب للوداد من قبل وأبدى رغبة قوية في وقت مضى لحمل ألوان “الزرقاء“، بما أن المدرب بوعلي يعرف إمكاناته جيدا وقد لا يمانع في ذلك، في انتظار تأكيد ذلك خلال الأسابيع المقبلة أو بعد نهاية الموسم الحالي. ------------------------- جاليت: “لديّ عروض سأدرسها ولكن الأولوية للوداد“ تعادل بطعم الهزيمة سجلتموه أمام مولودية وهران، ما تعليقك؟ لم نكن ننتظر أن نتعادل أمام مولودية وهران بالنظر للرغبة القوية التي كانت تحدونا من أجل الفوز للبقاء ضمن كوكبة المقدمة وتأكيد التعادل الذي عدنا به من الخروب، بما أن كلّ الظروف كانت مواتية وفي صالحنا لتجاوز عقبة الوهرانيين، لكن اكتفينا بالتعادل في الأخير وهو ما نتأسف عليه كثيرا. إذن أنتم مسؤولون عن التعثر؟ نتحمّل كافة مسؤولياتنا في هذا الإخفاق ولن نتهرّب منه بما أننا ضيّعنا فوزا سهلا كان في متناولنا ولم نستغل الفرص الحقيقية التي أتيحت لنا طيلة المباراة بسبب التسرّع وقلة التركيز من جهة، وسوء الحظ الذي وقف إلى جانب المنافس حال دون تسجيلنا الفوز. وعليه ضيّعنا نقطتين ثمينتين . ألا تعتقد أن تساهلكم مع المنافس جعلكم تضيّعون الفوز؟ يمكن القول إننا وقعنا في الفخّ وتساهلنا كثيرا مع منافسنا بما أننا كنا متقدّمين في النتيجة وبهدفين، قبل أن يقلص المنافس الفارق وبعدها يضيف هدف التعادل في وقت حسّاس، وهما الهدفان اللذان جاءا عكس مجريات اللقاء الذين كان يسير لصالحنا. لقد أعطينا عهدا فيما بيننا للفوز واللعب بنزاهة تامة وفق أخلاقيات اللعبة للبقاء في المقدّمة ومواصلة سلسلة نتائجنا الإيجابية التي بدأناها من قبل وتحقيق هدفنا المسطر في نهاية البطولة، وهذا التعادل شبيه بالخسارة. كيف تفسّر أداءكم في هذه المباراة؟ المباراة كانت مهمة للفريقين وجرت في ظروف صعبة. لقد دخلنا المرحلة الأولى بقوة وتمكنا من تسجيل هدف السبق وسيطرنا كلية على مجرياته وكان بإمكاننا تسجيل أهداف أخرى، قبل أن نتمكن من تسجيل الهدف الثاني الذي جعلنا نلعب بكلّ راحة ونسيّر من خلاله المباراة، لكن تلقينا هدفين معاكسين لمجريات اللقاء وعن طريق كرتين ثابتتين . وهنا أضيف شيئا آخر. تفضّل... كان للأرضية الزلجة والثقيلة بعد تساقط الأمطار وقعها الإيجابي على المنافس الذي ساعدته هذه الوضعية، وقد تمكن من خلالها من تسجيل هدفين ومعادلة الكفة في وقت قاتل، ولو كانت الأرضية مثل بداية اللقاء لكانت النتيجة أثقل ولصالحنا، لكن... كيف تفسّر عجزكم عن تحقيق الانتصار؟ رغم دخولنا الجيّد في المباراة وتسجيل هدفين وتسييرنا اللقاء بطريقة جيّدة، وكان بإمكاننا تسجيل أهداف أخرى في أيّ وقت، لكن تضييعنا الفرص الواحدة تلو الأخرى جعلنا نتعثر ونخفق في الظفر بالنقاط الثلاث التي ضاعت منا بطريقة ساذجة. ماذا بعد هذا التعادل؟ رغم أن هذا التعادل مخيّب وجاء عكس توقعتنا ورغبتنا، إلا أننا سنعمل على نسيانه كلية وبداية التفكير في اللقاء المقبل الذي يجمعنا بشبيبة بجاية، وذلك بالتحضير له جيّدا وبالطريقة التي تسمح لنا بتدارك التهادل والإبقاء على آمالنا قائمة في تحقيق الهدف الذي سطّرناه في بداية الموسم. كيف تتوقّع بقية المشوار قبل أربع جولات من نهاية الموسم؟ كلّ اللقاءات المتبقية صعبة وستكون عبارة عن لقاءات كأس، ونحن تنتظرنا مباريات هامة أمام فرق تلعب الأدوار الأولى في صورة سطيفوبجاية، وأخرى ضمنت بقاءها بشكل رسمي على مثل بلوزداد والعلمة، الشيء الذي يتطلب منا أخذ الأمور بجدية كبيرة وتحقيق نقاط ستكون مهمّة لنا في بقية منافسة البطولة هل بإمكانكم احتلال المرتبة الرابعة بعد تضييعكم المركز الثالث عقب تعثر وهران؟ لا أظن أننا ضيّعنا هدفنا كلية بما أن حظوظنا لا تزال قائمة في احتلال مرتبة مؤهلة لمنافسة قارية أو عربية، فرغم تعادلنا أمام وهران فنحن قادرون على تعويض ذلك في بقية لقاءات البطولة واحتلال المرتبة الرابعة أو الخامسة وإنهاء الموسم كما بدأناه بقوة وفي مرتبة متقدّمة. أدّيت مباراة كبيرة وسجلت هدفا آخر يُضاف إلى رصيدك، ما قولك؟ أنا أقوم بدوري كما يجب حسب منصبي الذي يتطلب مني التسجيل واستغلال أخطاء المدافعين والحراس، وهدفي هذا سيحرّرني كثيرا ويزيدني عزيمة في مواصلة التألق وإضافة أهداف أخرى أدعّم بها رصيدي في الترتيب العام. فقط أتمنى أن تبتعد عني الإصابات. ماذا عن العروض التي وصلتك؟ لديّ عدة عروض من فرق تريد الاستفادة من خدماتي سأدرسها كلية واختار وجهتي المقبلة، رغم أني أريد البقاء في تلمسان ومواصلة مشواري هنا للاستمرار والاستقرار من جهة أخرى، لكن ذلك يبقى مؤجّلا إلى غاية جلوسي مع مسيّري تلمسان للتفاوض بخصوص تجديد عقدي من عدمه، والكرة تبقى في مرماهم بما أن الأولوية تبقى للوداد قبل كلّ شيء. كيف ترى لقاء بجاية المقبل؟ سيكون صعبا للغاية بما أنه يجمع بين فريقين طموحين لهما الأهداف نفسها، وعليه سنحاول تدارك تعادلنا الذي سجلناه أمام وهران رغم أن المنافس لا يُستهان به وعاد بنقطة ثمينة من العاصمة أمام الرائد مولودية الجزائر. ولكن نحن واعون بما ينتظرنا أمام منافس يلعب كرة نظيفة.