من أهم النقاط الإيجابية التي خرج بها شباب قسنطينة من بطولة هذا الموسم بالرغم من فشله في الصعود هو استيفاؤه الشرط الذي فرضته الاتحادية الوطنية على الأندية والمتمثل في ضرورة الاعتماد على اللاعبين من مواليد 1989 في المباريات لحد أدناه 900 دقيقة على مدار الموسم (النصف في كل مرحلة)، وهو الإشكال الذي لا يعاني منه الشباب بالخصوص خلال مرحلة العودة بما أن المدرب رفيق رواس وضع ثقته في الكثير من لاعبي الأواسط منذ استلامه زمام العارضة الفنية للنادي مباشرة عقب نهاية مرحلة الذهاب. النقص الفادح في التعداد سبب إشراك الأواسط ويبقى السبب الرئيس الذي فرض على الطاقم الفني للنادي ترقية عدد معتبر من الأواسط للمشاركة مع الفريق الأول، هو النقص الفادح في التعداد بعد مقاطعة عدد معتبر من الأساسين الفريق قبل انطلاق مرحلة الإياب وتجاوز عددهم السبعة وهم: عميور، أوسلاتي، شاكير، بوقجان ودراج وقبلهم طويل وبلغوماري، كما أن عددا آخر منهم لم يكمل البطولة مثل مجمم، وشام، مجوج، حزي وحركاس، بالإضافة إلى أصحاب الإصابات وهما بولمدايس وكموش، وهي الغيابات التي لم يجد لها رواس حلا عدا الاستنجاد بالأواسط الذين وصل عددهم في التدريبات في آخر أسبوعين إلى حدود 15 لاعبا. الأزمة المالية السبب الرئيس في مقاطعة اللاعبين ومن أهم الأسباب التي أثرت كثيرا في الفريق في البطولة المنقضية حديثا، نجد غياب السيولة المالية اللازمة بما أن الرئيس أونيس وجد نفسه وحيدا، الأمر الذي أحدث الكثير من المشاكل للإدارة، حيث وجدت صعوبة في تسيير النادي وزادها تأزما عزوف الأنصار عن حضور المباريات إلى درجة أن عددهم وصل في إحدى المباريات إلى أقل من 50 مناصرا في مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، وهو ما أضر كثيرا بالنادي الذي كان قبل مواسم قليلة يسير بعائدات الملعب حين كان يحضر مباريات الشباب أكثر من 60 ألف “سنفور” في كل مرة. أونيس اعتمد على أمواله الخاصة لتسيير الفريق وأمام إشكالية غياب الأموال من جهة وضرورة لعب الأدوار الأولى من جهة ثانية، لم يكن أمام أونيس سوى الاعتماد على أمواله الخاصة لتسيير النادي بما أن هدف الصعود يتطلب الملايير، لكن هذا لم يكن كافيا لتحقيق الصعود، ليخرج الشباب من السباق قبل 5 جولات من نهاية البطولة بسبب غياب الدعم للرئيس وكما يقال “يد وحدة ما تصفق”. الأواسط لعبوا ما مجموعه 4225 دقيقة وخلال مرحلة العودة وضع الطاقم الفني ثقته في 12 لاعبا من الأواسط، وهم بولعويدات، إيديو، دربال “أ”، دربال “ش”، سوسي، شتيح، شيعل زيان، بوكلية، عايش صديق ورمضاني، وهو الأمر الذي جعل الفريق يستفيد من ما هو مجموعه 4225 دقيقة، وبالتالي فإن الشباب يعد من أكثر الأندية اعتمادا على اللاعبين الذين لم يتجاوزوا ال21 سنة. إيديو و دربال “أ” الأكثر مشاركة بين الشبان وبالرغم من أن المدرب رواس وبعد ضياع حلم العودة إلى مصاف الكبار عمد إلى منح الفرصة لأكبر عدد من لاعبي الأواسط لسببين الأول يتمثل في تحضير تشكيلة المستقبل والثاني وهو الأهم وهو الوصول إلى سقف ال 450 دقيقة من مشاركة الشبان في مرحلة العودة، إلا أن إيديو والمهاجم دربال هما الأكثر مشاركة خلال مرحلة العودة، حين لعب الأول 990 دقيقة كاملة أما الثاني فشارك في 735 دقيقة، وهو ما يؤكد أن اللاعبين كانا عند حسن ظن المدرب، وعلى النقيض نجد ثلاثة لاعبين لم يشاركوا كثيرا في مرحلة العودة وهم دربال “ش” ب10 دقائق فقط، صديق ب20 دقيقة وبوكلية ب50 دقيقة. مشكل الديون السبب الوحيد الذي قد يحرم الشباب من الاستقدامات وبعيدا عن مشاركة الشبان، يوجد سبب آخر قد يمنع النادي من القيام باستقدامات خلال “الميركاتو“ المزمع انطلاقه في الفاتح من جوان القادم، هو مشكل الديون المتراكمة على عاتق الإدارة والمتمثلة في مستحقات اللاعبين العالقة إلى حد الآن، حيث يمتلك عدد منهم صكوكا باسم النادي وأخرى باسم الرئيس والتي لو يتم إيداعها لدى الجهات المختصة فإن الفريق سيواجه متاعب جمة ولن يكون بإمكانه جلب أي لاعب، وهو ما يعكف المسؤولون في الفترة الحالية على إيجاد مخرج منه.