سجّل أهلي البرج هزيمته الثانية في بطولة هذا الموسم في افتتاح مرحلة العودة أمام مولودية قسنطينة، حيث فشل أشبال إفتيسان في التفاوض هذه المرة لأسباب عديدة أهمها الجانب المالي ومشكلة المستحقات والمنح التي طالما حذّر منها الطاقم الفني للفريق، هذا وتفاجأ أنصار الأهلي الذين تنقلوا لمساندة الفريق بالوجه الشاحب الذي ظهر به اللاعبون خاصة في الشوط الأول وهو ما أدهش حتى أنصار الفريق المحلي خاصة أن الأمر يتعلق بالرائد. غياب الحرارة في اللعب يطرح نقطة استفهام وحسب أنصار الأهلي فإنّ الخسارة في كرة القدم واردة لكن طريقة خسارة مباراة "الموك" طرحت عندهم أكثر من علامة استفهام، حيث لم يُظهر أشبال إفتيسان أي نية في تحقيق الفوز بل كانوا أشباحا على أرضية الميدان بدليل عدم وصولهم لمرمى المنافس إلا في مرات نادرة، وهو ما لم يتعوّد عليه عشاق الأهلي هذا الموسم وجعلهم يعودون إلى عاصمة "البيبان" في قمة الغضب. فريق منهزم ويملك الإمكانات لكنه لا يهاجم وربما ما يفسّر غياب الحرارة لدى اللاعبين في هذه المقابلة هي طريقة أدائهم في الشوط الثاني، حيث تمكّن الأهلي في مرات سابقة من قلب الهزيمة بهدف إلى فوز بهدفين وخارج الديار مثلما حدث أمام مولودية بجاية وإتحاد عنابة، لكن أمام "الموك" أمضى لاعبو الأهلي معظم فترات الشوط الثاني في منطقتهم ولم يشكّلوا أي فرص حقيقية للتهديف وهو ما سمح للفريق المحلي بتسيير المباراة كما أراد لينهيها بنتيجة هدفين لواحد. الدفاع يتلقى هدفين لأول مرة منذ بداية الموسم وتلقى دفاع الأهلي هدفين في مباراة "الموك" وهذا للمرة الأولى منذ انطلاق الموسم الجاري، وهو ما يفسر بوضوح التهلهل الدفاعي وغياب الصلابة والحرارة اللتين كانتا تظهران على الفريق في الجولات الماضية، ورغم أن البعض فسّروا ذلك بالتعب الذي نال من اللاعبين خلال تربص الجزائر العاصمة إلا أن الواقع يفرض عدم قبول هذه النظرية في ظل توفّر عامل الخبرة لدى الرباعي الذي شكّل الدفاع (مكيوي، بن شرڤي، بن دحمان، بختاوي)، فضلا عن أنّ هدفي "الموك" سُجّلا من كرتين ثابتتين. الخسارة ليست نهاية العالم لكن الطريقة "تغيض" ويتفق الجميع على أنّ الهزيمة في حد ذاتها لا تشكل عبئا على الفريق المعرض لها مثل بقية الفرق، لكن ما احتار له الجمهور الذي حضر اللقاء هي طريقة أداء الفريق البعيدة كل البعد عن سمعة الرائد، بل أكد البعض أنه لو أراد اللاعبون تقديم وجههم الحقيقي لحقّقوا الفوز بسهولة أمام "الموك" التي لم تضغط سوى لمدة 10 دقائق في المباراة، لهذا فإن الجميع مطالبون الآن بإعادة الحسابات ووضع الأرجل على الأرض لمواصلة المشوار بسلام. النقاط لا تعوّض في هذه المرحلة وحقوقهم محفوظة كما ناشد أنصار الأهلي لاعبي الفريق بضرورة التركيز على هذه المرحلة الحاسمة من الموسم، مشيرين إلى أنّ فقدان النقاط بهذه السهولة وفي هذا الوقت بالذات سيكون له تأثير خطير على رهان الصعود، فمنح المباريات ومستحقات اللاعبين يمكن أن تُمنح في أي وقت خاصة أنّ أشبال المدرب إفتيسان تلقوا الضمانات لنيلها، لكن حق الفريق المتمثل في نقاط المباريات لن يعوّض في مرحلة العودة التي يجب أن يتم تسييرها بذكاء. الفارق يتقلّص إلى 5 نقاط والخسارة في باتنة ممنوعة خسارة الأهلي في قسنطينة تم استغلالها بشكل جيد من طرف الملاحق شبيبة الساورة الذي عاد بنقاط الفوز من خرجته إلى بارادو وهو ما سمح له بتقليص الفارق عن الأهلي إلى 5 نقاط، مما يجعل المباراة القادمة لزملاء بن طيب ذات أهمية بالغة خاصة مع قوة المنافس مولودية باتنة التي تريد أن تراهن بدورها على الصعود، فالخسارة مرة أخرى أمام هذا الفريق قد تجعل الفارق يتقلّص إلى نقطتين وهو ما سيفرض ضغطا رهيبا على التشكيلة التي ستلعب كل مبارياتها مستهدفة من المنافسين، لذلك يجب على إفتيسان وأشباله تفادي سيناريو "الموك" في الخرجة القادمة. الإدارة تتحمّل جزءا كبيرا من المسؤولية وكان الرئيس جمال مسعودان قد أكد لبعض اللاعبين أنه قام بضخ المنح في أرصدتهم البنكية عشية الخميس الماضي، لكن اللاعبين تفاجأوا بعدم وجود الأموال وهو ما أفقد معظم اللاعبين التركيز وجعلهم يدخلون اللقاء بمعنويات محبطة وبعدم رغبة في اللعب أو تحقيق الفوز، لذلك كان الأجدر بالرئيس أن يؤجل الحديث عن المستحقات والمنح إلى ما بعد مباراة "الموك" بدل طمأنة لاعبيه على حصولهم على أموالهم عشية المباراة ثم مفاجأتهم بعدم توفّر السيولة. -------------------------- مسعودان: "بداية من اليوم سننطلق في تسوية المستحقات" أكد الرئيس جمال مسعودان في تدخله أمس خلال حصة "أستوديو الرياضة" التي يقدمها الزميل مجيد خيناش على أمواج إذاعة برج بوعريريج، أنه سيقوم اليوم بمقابلة صناعيين ورجال أعمال في المدينة ممن وعودا بمساعدة الفريق ليجمع بعض الأموال لتسيير الفترة الراهنة المليئة بالتحديات، وأشار مسعودان إلى أنه لا يعتبر هذه الخطوة "تيليطون" وإنما هي مساعدات من بعض الصناعيين الذي أرادوا مساعدة الفريق بعد فشل معظم المبادرات التي دعا لها الوالي عز الدين مشري لمساعدة الفريق. "البداية بحل مشكلة تجميد الرصيد البنكي مع لوصيف" وتحدث مسعودان عن عدة خطوات سيقوم بها هذا الأسبوع إذ أكد أنه سيسوي مشكلة الرصيد البنكي الذي تم تجميده من طرف اللاعب السابق للفريق عبد النور لوصيف، مشيرا إلى أنه سيقابل اللاعب ومحاميه من أجل إنهاء المشكلة بالتراضي بعدما وافق لوصيف على التسوية لتجنيب الأهلي أزمة أخرى قد تصل إلى درجة حذف النقاط من طرف الرابطة الوطنية التي مازلت تهدّد الأهلي بشدة. "تسوية المنح كاملة اليوم أو غدا على أقصى تقدير" وكشف رئيس مجلس إدارة شركة "نور البيبان" أنه سيقوم بتسوية المنح العالقة للاعبيه والمتمثلة في مبلغ 18 مليونا، حيث سيجد اللاعبون أموالهم في أرصدتهم البنكية بداية من اليوم إلا في حالة تعطل الأمور الإدارية على مستوى البنك والتي قد تجعل المبالغ المالية لا تصل إلى أرصدة اللاعبين إلا غدا وهو أمر مستبعد، وبدون شك سيكون لهذا الأمر وقع إيجابي على نفسية اللاعبين الذين يحضّرون لمباراة هامة جدا وصعبة للغاية نهاية الأسبوع الجاري في باتنة أمام المولودية المحلية. "فراجي وبلخير سيستلمان مستحقاتهما" وفي السياق نفسه أكد مسعودان أنه سيمنح الحارس فراجي والمهاجم بلخير مستحقاتهما الكاملة بعد أن جددا في الفريق لمدة عام ونصف للأول وعام واحد للثاني، حيث طمأن الرئيس هذين اللاعبين بأنه يعمل منذ مدة على تسوية مستحقاتهما العالقة وسيقوم بذلك خلال هذا الأسبوع (اليوم أو غدا). وتجدر الإشارة إلى أن مسعودان أراد الحديث عن التكوين في الجزائر ومدينة البرج على الخصوص لكن نهاية وقت الحصة أجبر الزميل مجيد خيناش على الاعتذار من الرئيس مسعودان. -------------------------- محمد رابح: "الهزيمة أمام الموك كبوة جواد ونعد الجمهور بالتعويض في باتنة" ما الذي حصل لكم في مباراة "الموك"؟ لم يحصل أي شيء غير عادي، لم ندخل المباراة بشكل مناسب وتلقينا هدفا في أول 10 دقائق وهو ما أربكنا ومنح الثقة للمنافس، حاولنا العودة في النتيجة ونجحنا في المرة الأولى لكننا لم نتمكّن من معادلة النتيجة بعد الهدف الثاني، هي مجرد خسارة ولا تزال هناك 14 مقابلة أخرى. الشيء الذي أقلق الأنصار هو المردود السيئ للفريق. يجب أن لا ننسى عودتنا من تربص عملنا فيه بجديو، صحيح أننا كنا بعيدين نوعا ما عن مستوانا بسبب التعب لكن المنافس فاز علينا بالإرادة التي تسلّح بها وهذا كل ما في الأمر، بالنسبة لنا المباراة أصبحت من الماضي وسنركّز حاليا على العمل للعودة بالنتيجة المطلوبة في اللقاء القادم. كان من الواضح أنّ اللاعبين تأثروا بقضية المستحقات. سأكون صريحا معك، المستحقات تحفز اللاعبين كثيرا خاصة أمام هذه الرهانات، نحن لاعبوا كرة قدم لكننا في نفس الوقت نعيل عائلات ونحتاج لأجورنا وأموالنا، لكن كل هذا لم يؤثر علينا لأننا نضع كل المشاكل جانبا حين ندخل المباراة. الإدارة وعدت بتسوية المستحقات اليوم أو غدا، لكن نريد أن نعرف هل الخسارة كانت بسبب المستحقات؟ أنا أضمن لك بنسبة 100 % أنّ كل اللاعبين يدخلون اللقاء للفوز ولا يفكّرون في أي شيء آخر، كما أني أريد أن أوضحّ أمرا. ما هو؟ أعضاء الإدارة والرئيس مسعودان وقفوا معنا وقفة رجال منذ بداية الموسم، يجب أن لا "ننكر الخير" بل علينا الاعتراف بذلك، نحن نثق في الرئيس ونريده أن يواصل الوقوف بجانبنا كما عرفناه دائما، المستحقات هامة في حياة اللاعبين وهذا معروف ومتفق عليه، لكننا هنا من أجل مساعدة الفريق في مهمة الصعود أولا. إذن تؤكد للأنصار أنها مجرد كبوة جواد. نعم هي مجرد كبوة جواد، في مرحلة الذهاب أمضينا 13 جولة دون خسارة وليس لمجرد خسارة مباراة واحدة يفقد الأنصار ثقتهم في فريقهم، نحن نعمل بكل جد لتحقيق الهدف وسنباشر التحضيرات للمباراة القادمة. الفارق تقلّص إلى خمس نقاط والأمور ستكون أصعب، أليس كذلك؟ نعم، الأمور ستكون أصعب في مرحلة العودة فمعظم الفرق ستلعب من أجل هدف معين إمّا الصعود أو تفادي السقوط وهذا ما نحن واعون به تماما، التشكيلة تعرف ما الذي ينتظرها وسنكون عند حسن ظن الجميع. كيف ترى المباريات القادمة؟ مباراة مولودية باتنة ستكون أصعب من لقاء "الموك"، لكني أريد أن أوضّح أننا في البرج تعوّدنا على الصعوبة لأننا الرائد والمرشح الأول وهو ما يجعل كل الفرق تنتظرنا وتحضّر للفوز علينا سواءً داخل الديار أو خارجها، هذا لا يشكل علينا عبئا وإنما تحد، والأهم أننا سنلعب كل هذه المباريات بطابع الكأس وكما قلت لك نحن واعون بالمسؤولية ولن نخيّب أنصارنا والمسؤولين على هذا الفريق.