منحت قناة ‘'ميلودي سبورت'' المصرية الحكم الدولي عمر فهيم فرصة الدفاع عن نفسه بعدما أصبح في دائرة المتهمين الذين كانوا وراء أحداث مباراة بورسعيد المصرية بعدما لامه الكثيرون على إكماله المباراة حتى النهاية رغم أن الأجواء لم تكن تسمح بلعب مباراة في كرة القدم... ولكن المفاجأة التي فجرها هذا الحكم هو نبشه في الماضي وعودته للحديث عن المباراة التي أدارها بملعب بولوغين بين مولودية الجزائر وديناموس زيمبابوي في الأدوار التمهيدية من دوري أبطال إفريقيا في محاولة منه لإظهار شجاعته وتبرئة ذمته أمام المصريين الذين يطالبون بإيقافه مدى الحياة. عمر فهيم (الحكم المتهم): ‘'أجواء مباراة المولودية - ديناموس كانت مشحونة أكثر من أجواء مباراة بورسعيد ولكنني لم أوقف المباراة'' ورغم أننا كجزائريين لم نكن نود أن نتدخل في أحداث بورسعيد مادام أنها قضية داخلية وكان عزاؤنا الوحيد لأشقائنا المصريين هو تضامننا معهم ومبادرة سرار وغريب للتضامن معهم، إلا أن الحكم عمر فهيم الذي أصبح اليوم من كبار المتهمين تحدث عن مباراة المولودية - ديناموس وقال بشأنها: «لم أفهم كيف لامني البعض على عدم توقيف مباراة بورسعيد رغم أنني لم أر شيئا يدعو لذلك ما بين الشوطين، كما أنني لست من الحكام الذين يتسرعون في اتخاذ القرارات لأنني أتذكر جيدا أجواء مباراة المولودية وديناموس في الجزائر كانت مشحونة للغاية بسبب تعييني لإدارتها ولكنني لم أوقف المباراة وأكملت حتى النهاية». ‘'ما حدث للحكم الجزائري في القاهرة وضعني تحت ضغط رهيب في الجزائر'' وتابع الحكم عمر فهيم حديثه قائلا: «الاتحاد الإفريقي حولني يومها إلى حقل تجارب وكنت أول حكم مصري يزور الجزائر بعد الأزمة، وكان هناك حكم جزائري (يقصد بيشاري) تعرض لبعض الاعتداءات في مباراة الزمالك والنادي الإفريقي في ملعب القاهرة وهذا ما وضعني تحت ضغط رهيب ومع ذلك فقد حافظت على تركيزي ولم أتأثر إطلاقا». ‘'عائلتي اتصلت بي وطلبت مني أن أعود لكنني أدرت المباراة بشجاعة'' وفي رواية جديدة أطل بها علينا الحكم عمر فهيم، صرح في حصة «ستاد ميلودي» قائلا: «بعد الذي عاشه الحكم الجزائري في القاهرة، قامت الصحف الجزائرية بحملة شرسة وحاولت تعبئة الجماهير الجزائرية ضدي، هذا ما جعل عائلتي تخشى عليّ وأتذكر أنها اتصلت بي وظلت تترجاني كي أعتذر للكاف وأتراجع عن إدارة مباراة المولودية - ديناموس ولكنني كنت شجاعا وأدرت المباراة''. إحياء الماضي في هذا الوقت يبقى غير مفهوم تماما وإذا كان من حق الحكم المصري عمر فهيم الذي يوجد في وضع نفسي صعب للغاية أن يدافع عن نفسه ويحاول أن يكسب ود الشعب المصري الذي يوجد في حالة غليان منذ أحداث بورسعيد المأساوية، فإن الأمر الذي يبقى غير مفهوم تماما هو عودته للحديث عن مباراة بولوغين ونبشه في أزمة الجزائر ومصر رغم أن الجزائريين لا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب وملاعبنا لم يسبق وأن شهدت مأساة كروية راح ضحيتها عشرات القتلى كما حدث في مصر. مناصرو المولودية كانوا رياضيين والمسيرون استقبلوه بحفاوة وإذا كان الحكم المصري عمر فهيم قد حاول أن يصور أجواء مباراة المولودية أمام ديناموس التي أدارها بالنارية حتى يكشف لأبناء بلده أنه شجاع وأنه لم يوقف مباراة الأهلي - المصري البورسعيدي خوفا من غضب أنصار الفريق المحلي عليه، إلا أن كلامه يبقى في واد والحقيقة التي عشناها بملعب بولوغين يوم 3 أفريل 2011 في واد آخر لأن أنصار المولودية لم يصدر منهم أي تصرف سلبي تجاهه وظلوا يشتمون الرئيس السابق حسني مبارك الذي انقلب عليه المصريون أنفسهم كما أن مسيري المولودية استقبلوه بحفاوة ووضعوه في أفضل الظروف بتوصية من روراوة الذي حذر من عقوبات ‘'الكاف''. لم يتحدث عن اعتداء لاعبي ‘'ديناموس'' عليه ويبقى الغريب في خرجة عمر فهيم الذي لم يقنع بكلامه أغلبية المصريين وخاصة جمهور الأهلي حسب ما لاحظناه عبر المواقع الرياضية والمنتديات، أنه ظل يتحدث عن الأجواء رغم أن المباراة جرت وسط أجواء عادية جدا ولم يحدث أي تصرف سلبي تجاهه ولا صوب لاعبي ديناموس، ولكنه نسي الاعتداءات التي تعرض لها من طرف الزيمبابويين وتدخل رجال الأمن الجزائري بكل قوة يومها من أجل حمايته حتى لا تأخذ القضية أبعادا أخرى. زكري: ‘'ما قاله فهيم غير صحيح لأن الشناوة نسوا الحكم تماما في تلك المباراة' ومن أجل معرفة رأي الطرف الجزائري فيما قاله الحكم المصري عمر فهيم عبر قناة «ميلودي سبورت»، اتصلنا بالمدرب نور الدين زكري الذي كان على رأس العارضة الفنية لمولودية الجزائر في تلك المباراة، فصرح لنا قائلا: «لم أفهم لماذا تذكر مباراة المولودية وديناموس في هذا الوقت، رغم أنه كان مطالبا بالحديث فقط عن مباراة الأهلي والمصري، حسب ما علمته كل الكلام الذي قاله غير صحيح لأن الحكم لم يلمسه أي أذى ولم نمارس عليه أي ضغط أما إذا كان عن ضغط الشناوة فإنه كان على اللاعبين لأنهم كانوا يؤمنون بأن فريقهم سيفوز بثلاثية كاملة وسيتأهل في النهاية وهو ما حدث فعلا».