“لم أجد جوابا لغياب جبور، غزال وحتى غيلاس ولا أعرف عودية وشلالي” كيف ترى قائمة المدرب حليلوزيتش التي أعلن عنها الأربعاء الماضي؟ هناك مفاجآت وغيابات مؤثرة، عندما لا يحضر زياني، جبور وغزال فإن ذلك يعني أنّ القائمة ليست عادية، لكن المدرب قام باختيارات وله اعتبارات على أساساها استدعى هذا اللاعب وأبعد لاعبا آخر ويجب أن نحترمها ففي النهاية هو من سيتحمل مسؤولية خياراته. نبدأ بإبعاد كريم زياني، في المباراة الأولى التي غاب فيها أمام إفريقيا الوسطى كانت حجة حليلوزيتش أنه مصاب وهذه المرة أبعده لخيارات فنية، هل من تعليق؟ بداية أحترم قرارات المدرب، لكن هذا الغياب مفاجئ جدا وغير متوقع، كريم لاعب كبير ويملك خبرة معتبرة كما أنه يؤدي مباريات جيدة مع فريقه وتقريبا في كل مباراة يمنح كرة حاسمة لذلك كان لابد من الاستفادة من هذه اللياقة، ثم لا ننسى أن القائمة التي أعدها المدرب فيها الكثير من اللاعبين الذين تنقصهم الخبرة، لاعب مثل زياني يملك عددا معتبرا من اللّقاءات في إفريقيا ومتعوّد على أجوائها وظروفها كان يمكن أن يلعب دورا في مساعدة بقية زملائه، أما إبعاده فأنا شخصيا لم أفهمه. لكن المدرب يقول أنه فضّل فغولي عليه. هذه تبقى خيارات والمدرب يعرف لماذا أبعد زياني، صحيح أن فغولي متألق في المدة الأخيرة لكن يجب أن نرى ما الذي قدّمه زياني للمنتخب وما الذي بإمكانه فعله، نحن نشاهده في الدوري القطري وهو في لياقة ممتازة وفي قائمة من 24 لاعبا يمكن أن يكون حاضرا بشكل عادي، لكن هذه خيارات المدرب ولا يمكن أن أتدخّل فيها فأنا أصلا كنت ضحية في كأس العالم بإبعادي عن التشكيلة دون سبب، زياني لا أقول إنه في نفس وضعيتي لكنه ضحية هو الآخر مثلما كنت أنا ضحية في يوم ما، شخصيا أتمنّى أن يواصل في المنتخب لأنه قادر على أن يلعب لسنوات أخرى. نتكلم الآن عن غياب جبور، ماذا تقول عنه؟ خيار مفاجئ أيضا، رفيق يلعب ويسجل ومستواه منتظم، أعرف أنه كان غائبا في الآونة الأخيرة لكنه استعاد إمكاناته وكان قادرا على مساندة المنتخب بخبرته، سواء هو أو غزال وحتى غيلاس الذي يلعب بانتظام ويسجل دائما في رامس، صراحة هذه الاختيارات في الهجوم جاءت محيّرة نوعا ما ولم أجد لها جوابا، لكنني أعود وأكرّر أنني أحترم ما قام به المدرب من قرارات فهو في النهاية من سيُحاسَب على نتائجه وفي اعتقاده انه اختار الأفضل ومن يتناسبون مع طريقة لعبه. ربما الأمر يتعلق بعقوبة ل جبور وغزال على قلة فعاليتهما لأنهما لم يسجلا معا سوى 7 أهداف مع المنتخب. لا أعلم كيف يفكّر المدرب، لكنهما لاعبان مهمان وكان يمكن التعويل على خبرتهما في هذه الظروف لأنهما يعرفانها، الآن الاختيارات تمت ولابد من أن ننسى أن هذا استُدعي والآخر لا، التفكير فقط يجب أن يكون في كيفية العودة بنتيجة إيجابية. بالمقابل فضّل المدرب عددا من الشباب رغم نقص الخبرة حيث اعتمد على شعلالي وعودية كرأسي حربة، ما رأيك؟ لا أعرف هذين اللاعبين، ولكن ماداما قد استدعاهما فهما يملكان إمكانات جيدة، المدرب يعرف عمله جيدا وتابعهما ورأى أنهما يليقان بالمنتخب، ولاعب لا يملك خبرة ستكون دوافعه قوية وأكثر تحررا رغم أن الظروف ستكون صعبة جدا. في حراسة المرمى من تفضّل بين شاوشي ومبولحي؟ مبولحي تألق مع المنتخب ومن باب الاستمرارية أرى أنه ربما من الأفضل أن يواصل خاصة أنه الرقم 1 في المنتخب منذ حوالي عام ونصف، لكن حتى شاوشي عاد بقوة في الجولات الأخيرة ويستحق أن يلعب وربما لو يشارك سيكون ذلك دافعا له ليؤدي مباراة جيدة حتى يعود بها إلى الواجهة فهذه فرصته. قلت إنّ مبولحي من الأفضل أن يستمر لكنه لم يلعب منذ أكثر من 3 أشهر. لم أكن أعلم بهذا، 3 أشهر من الغياب عن المنافسة مشكل كبير، وفي كل الحالات نملك حارسين أو ثلاثة جيدين وهذا ما يسهّل مهمة الناخب الوطني ومدرب الحراس لاختيار الحارس المناسب لمباراة كهذه. قلت إنّ الظروف ستكون صعبة جدا، ألا ترى أنّ المهمة ستكون أكثر تعقيدا بالنسبة لمن لا يملكون خبرة؟ هذا أكيد، لهذا السبب قلت لك إنّ تواجد لاعبين مثل زياني وجبور مفيد للمجموعة لأنهما كانا سيسهلان الأمور على الجميع، لو كنت لاعبا جديدا لاقتربت من زياني وجبور حتى أحصل منهما على النصائح المفيدة، لكن إنقاص عدد اللاعبين أصحاب الخبرة قبل مباراة صعبة أمر محيّر. فأولا الأرضية ليست مناسبة وثانيا المناخ صعب لأن درجة الحرارة ستكون مقلقة وحتى نسبة الرطوبة مرتفعة وتتجاوز 80 %، إضافة إلى ذلك الجمهور يفعل كل شيء لاستفزازنا وإخافتنا، التحكيم أتمنى أن يكون في المستوى، كما أنّ لنا ذكريات سيئة هناك حيث خسرنا مرتين وهذا ما يعطيهم الحافز لمحاولة الفوز علينا للمرة الثالثة حيث سيلعبون بثقة.