يدخل المنتخب الوطني مباشرة بعد عيد الأضحى المبارك، أي يوم الثلاثاء القادم في تربص اعدادي تحسبا للمقابلتين الوديتين المقررتين يومي 12 و 15 نوفمبر الجاري أمام كل من تونس والكاميرون على التوالي.. حيث ستكون الفرصة مواتية للمدرب الوطني وحيد هاليلوزيتش لتحديد بصفة كبيرة معالم التشكيلة التي سيلعب بها تصفيات كأس افريقيا 2013 وكأس العالم 2014، خاصة وأنه استدعى لهذا التربص (31) لاعبا، الذين سيشاركون في المقابلتين الوديتين، أين سيتمكن من معاينة كل واحد عن قرب، وكذا أخذ صورة دقيقة عن مختلف اللوحات التكتيكية التي سيرسمها خلال الموعدين. ولم تتح للمنتخب الوطني منذ سنوات عديدة فرصة إجراء مثل هذه المحطات الودية في فترة وجيزة، وخاصة هنا بالجزائر، أين كانت أغلب المقابلات الودية تجري في أوروبا، لا تسمح للجمهور العريض تتبع عن قرب آداء زملاء زياني.. لكن مع قدوم هاليلوزيتش وتسطيره لبرنامج ثري واعتماده على مركز سيدي موسى الذي حسبه يتوفر على كل ما يطمح إليه الطاقم الفني، فإن الأمور تغيرت، وها هو الفريق الوطني يسير بشكل يجعله يتألقم بشكل جدي مع الظروف التي يلعب فيها في المقابلات الرسمية، خاصة بعد أن تقرر العودة إلى ملعب 5 جويلية الذي يوفر الظروف التنظيمية المناسبة للمقابلات الدولية وحضورا جماهيريا كبيرا. فقد تغيرت أشياء كثيرة من الناحية التنظيمية، وهذا ظاهر للعيان منذ فترة قصيرة، ورافقه بدون شك الجانب الفني الذي يهم كثيرا كل الجزائريين، الذين يريدون رؤية “الخضر” في المستوى الذي قادهم للمونديال الماضي أو أحسن منه.. وظهرت بعض البوادر خلال اللقاء الأخير أمام افريقيا الوسطى، ولو أنها طفيفة وتحتاج إلى تحسين وأرضية صلبة تمكن الفريق من الذهاب إلى أبعد حد في الأهداف التي سطرت له. لاعبون في لياقة مميزة.. والفرصة مواتية ولعل الطريقة التي يعمل بها الطاقم الفني الخالي تعطي تفاؤلا كبيرا بوجود عدة معطيات تقودنا إلى التفكير بهذه الصفة، حيث أن هاليلوزيتش أرسى منافسة شديدة بين العناصر الوطنية، التي ستكون خلال هذا التربص في مرحلة حاسمة لأخذ الأماكن وكل لاعب عليه تقديم كل ما لديه من امكانيات لكسب ثقة المدرب، تحسبا للمشوار الطويل الذي ينتظر “الخضر”.. خاصة وأنه لم يسبق للفريق الوطني في السنوات الأخيرة وأن كان لاعبوه في “فورمة” كبيرة مثل التي نراها حاليا.. مما يزيد من حدة التنافس، وبالتالي رفع مستوى الآداء. فالمتابعة المستمرة لمختلف البطولات التي يشارك فيها لاعبو الفريق الوطني تؤكد الصعود الكبير “لنجومنا” على غرار الوافد الجديد لصفوف “الخضر” سفيان فغولي، لاعب فالنسيا الاسباني، الذي تألق بشكل كبير ووقع هدفين في مباراة ضمن الليغا الاسبانية، وأبان فنيات ورؤية جيدة فوق الميدان.. كما أن اللاعب قادير يعتبر حاليا ضمن أحسن اللاعبين في الدور الفرنسي، رفقة بودبوز.. ضف إلى ذلك عودة زياني في البطولة القطرية، أين يستفيد من وقت للعب جعله يسترجع كل امكانياته. وكتبت العديد من الصحف أن زياني وبوڤرة أضاف الكثير للبطولة القطرية بفضل الآداء المقدم من طرفهما. فأغلب اللاعبين الذين تم استدعاءهم لهذا التربص يلعبون باستمرار، على خلاف ما كان عليه الفريق الوطني في السنتنين الأخيرتين، الأمر الذي أثر كثيرا على المردود الجماعي، لذلك فالفرصة مواتية لرؤسة الأحسن، خاصة وأنه حتى العناصر التي تلعب في البطولة المحلية، وبعد الفلسفة الجديدة التي قدم بها هاليلوزيتش أعطاهم شحنة اضافية، يريدون تثبيت أقدامهم في التشكيلة، على غرار مترف ولموشية وحشود، الذين بإمكانهم الفوز بثقة الطاقم الفني إذا قدموا المردود المطلوب منهم خلال هذا الموعد. كثافة كبيرة في خط الوسط ومن بين الخطوط التي ستكون فيها المنافسة شديدة، فإن خط الوسط يأتي في المقدمة بدون أدنى شك بحضور عدد كبير من اللاعبين الذين يوجدون في لياقة ممتازة ولهم امكانيات كبيرة، حيث أن الاختيار سيكون صعبا من جهة، ومفيد كثيرا للفريق الوطني من جهة أخرى، حيث أن حضور كل من لموشية وقديورة ولحسن ومترف، زياني، فغولي، مطمور، بودبوز، يبدة، قادير، تجار.. هذا العدد الهائل من اللاعبين في منطقة الوسط سواء ذوي الطابع الدفاعي أو الهجومي يعطي للتشكيلة ثراء نوعيا لم يسبق وأن كسبته من قبل.. والفرصة التي يتيحها البرنامج تعد محطة مواتية للوقوف على امكانيات كل واحد وظروف انسجام لاعب مع آخر، حيث بإمكان هاليلوزيتش تجربة أكبر عدد ممكن من هؤلاء اللاعبين، رفقة رباعي الهجوم المكون كذلك من غزال وجبور وسوداني وغيلاس.. رغم أن لاعب أولمبياكوس يعد الأحسن في الوقت الحالي، بفضل مشاركته في رابطة الأبطال وتسجيله للعديد من الأهداف مع ناديه، أين ينتظر منه الطاقم الفني تجسيد هذه الفعالية مع الخضر.. خاصة وأنه اشتكى في السابق من عدم فعالية الخطة المطبقة في الفريق الوطني التي تحرمه من كرات وفرص سانحة للتسجيل، على خلاف ما يجده في النادي. أما بالنسبة للدفاع، فإن “المشكل” الوحيد الذي سيطرح على وحيد هو الخاص بالمدافع الأيمن، أين الأمور لم تضبط بعد، رغم وجود كل من مصطفى ومفتاح حشود.. فكل واحد منهم له امكانيات، لكن لا تخدم 100 بالمائة، الجهة اليمنى للخضر، لاسيما وأن مفتاح وحشود لهما نزعة هجومية ويتركان فراغات مستمرة.. في حين أن مصطفى لا يساعد الهجوم في الوقت المناسب، الأمر الذي يجعل الاختيار صعب.. ومن الناحية اليسرى، فإن على هاليلوزيتش الاختيار بين مصباح وبلحاج، رغم أن هذا الأخير قد تعطى له مهمة في وسط الميدان ومساعدة المهاجمين. في حين أن وسط الدفاع، فكل المعطيات تؤكد أن الثنائي بوقرة بوزيد قادر على حمل المهمة بشكل أفضل لأنهما قدما مردودا طيبا في المباراة الأخيرة. فمدافع نادي لخويا حافظ على مستواه وأعطى استقرارا للدفاع الجزائري وتأقلم مع زميله بوزيد الذي منذ عودته إلى صفوف »الخضر« بين أنه مدافع كبير وتعلم كثيرا من تجاربه في مختلف البطولات الاوروبية التي لعب فيها. ووجود بوزيد في هذه الوضعية المريحة تجعل عنتر يحيى في دكة الاحتياط بدون أدنى شك، كون لاعب النصر السعودي يمر بفترة صعبة، بعد معاناته من اصابات متكررة أثرت على مستواه بشكل كبير، ولم يسترجع اللياقة التي كان يتمتع بها في السابق، خاصة بالنسبة لمركز حساس في وسط الدفاع. وبالنسبة لحراسة المرمى، قد تعطى الفرصة لأحد الحراس الاحتياطيين وهم زماموش وفابر ودوخة في إحدى المقابلتين، كون الحارس الرئيسي هو مبولحي.