هل كان كمال مريم صادقا في حديثه الخاص مع “الهدّاف“ بأنه لم يختر الجزائر لأن مسيّري المنتخب الوطني لم يتصلوا به ؟ هل يمكن أن يكون نزيها لمّا قال بأنه لن يتردد في تلبية دعوة المنتخب في حال ما تم تعديل القوانين مجدّدا وسمح له باللعب للمنتخب ؟ سؤالان وجهتهما “الهدّاف“ لثلاثة من قدامى المنتخب الوطني ڤندوز، كويسي وعماني الذين يشكّكون في نوايا اللاعب السابق لموناكو ويجزمون بأنه ما كان ليختار الجزائر حتى لو فرش أمامه البساط الأحمر، ويرون بأن الذي يشعر بالانتماء للجزائر لا يتأخر في القيام بنفس ما فعله مصطفى دحلب الذي أدى واجب الخدمة العسكرية في الجزائر، ولم يفكّر لحظة في اللعب لمنتخب الديكة وهو الذي كان واحدا من أفضل لاعبي الدوري الفرنسي لأكثر من عشرية. ڤندوز : “لا أصدّق مريم وما كان ليختار الجزائر في ذلك الوقت حتى لو وضعوا أمامه البساط الأحمر” “لن أغيّر من قناعتي ومن خطابي الذي تبنيته منذ سنوات طويلة، صحيح أن لدي أصدقاء في الفاف لكن هذا لن يكون على مصلحة الجزائر، ولهذا أقول أني لا أصدّق تماما كمال مريم لمّا يقول أنه لم يندم على اختيار المنتخب الفرنسي ما دام أن المسؤولين لم يتّصلوا به، والله حتى ولو كانوا وضعوا أمامه البساط الأحمر وفرشوا في طريقه الورود حتى يلتحق بالمنتخب في تلك الفترة ما كان ليقبل، كلامه مجرد نفاق وهو مثل كثيرين أرادوا استعطاف الجزائر، وكل واحد وطريقته، فهناك من أخذ صورة بالعلم أو قبّل القميص الوطني، أين كان هؤلاء قبل أن يصل البترول ل 120 دولار وتتوفر كل هذه المزايا التي صار يوفرها المنتخب الجزائري ؟ “دحلب كان أفضل لاعب في فرنسا، فضّل الجزائر وأدى الخدمة العسكرية فيها” “كثيرون لم يلبوا دعوة المنتخب حتى فقدوا الأمل في المنتخب الفرنسي. وقبل مريم، كان هناك بن عربية وحمداني وغيرهم كثيرون، والأمر مستمر لحد الآن، أعتقد أن المنتخب شيء مقدّس إما تشعر بالولاء والانتماء للجزائر أم لا، ولمّا توضع أمام خيار الجزائر أو فرنسا لا تتردد لحظة واحدة، الذي يحب الجزائر يفعل مثل مصطفى دحلب الذي كان أفضل لاعب في فرنسا وكان بإمكانه أن يلعب بسهولة للمنتخب الفرنسي لكنه لم اختار الجزائر ولم يتردّد في أداء واجب الخدمة العسكرية في الجزائر ولعب وقتها لشباب بلوزداد، هذا المثال الحقيقي للاعب المغترب الذي يحب بلده، لم ينتظر أن تتحسّن الظروف ونتأهل للمونديال ليقرر اللعب للجزائر”. كويسي : “لا أتصوّر أنه كان سيقول الكلام نفسه لو نجح مع المنتخب الفرنسي” “أعتقد أن كمال مريم صرّح بهذا الكلام من خلال التجربة التي عاشها مع المنتخب الفرنسي، هو يقول بأنه مستعد للعب للجزائر لو تتغير القوانين، وأنا واثق من أنه لم يكن ليتجرأ ويقول مثل هذا الكلام لو كان نجح في تجربته مع هذا المنتخب، لقد قام بخيار وعليه أن يتحمّل مسؤولية خياره هذا، وليس عليه أن يقدم نصائحه للاعبين الآخرين المتردّدين في الاختيار بين المنتخب الفرنسي والجزائري لأن ذلك قرار شخصي، لكن مع هذا أرى ضرورة استغلال ما حدث مع تجربة مريم سابقا وبن زيمة وناصري مؤخرا من أجل إقناع هؤلاء اللاعبين باختيار الجزائر، مهما يكن من منا يرفض أن يضم بن زيمة ثانٍ وناصري آخر، من جهة أخرى يجب أن نقر بأن حاجتنا للاعبين المغتربين وتمسكنا بهم يعود بالأساس لعوامل موضوعية تعود بالأساس للعشرية السوداء التي عطلت عجلة التكوين في الجزائر وجعلتنا نعتمد بشكل تام على المغتربين، والاحتراف هو السبيل الوحيد لإعادة التوازن للمنتخب بتكوين عناصر محلية بإمكانها مجاراة مستوى العناصر المكوّنة في المدارس الفرنسية“. عماني : “أنا مع دعوة مريم لكن بعد أن يعتذر عن اختياره لمنتخب فرنسا” “من جهتي أن لا أصدق تماما ما يقول كمال مريم بأنه لن يتردّد هذه المرة في اللعب للمنتخب الجزائري في حال ما تم تعديل القوانين مجددا، هو لم يرغب يوما في اللعب للجزائر وما كان ليقبل حتى لو تم الاتصال به وألح عليه المسيّرون بذلك وقتها، أعتقد أن دومينيك قدم رسالة واضحة لكل اللاعبين من أصول جزائرية بما فعله بناصري وبن زيمة، وهو كأنه يقول لهم لستم فرنسيين اذهبوا لتلعبوا لمنتخب بلادكم، وعلى كل اللاعبين الجزائريين الذين لازالوا متردّدين أن يستلهموا العبرة مما حدث، هناك زيدان واحد ولقد كان لاعبا خارقا للعادة، البقية كلهم فشلوا في فرض أنفسهم في المنتخب الفرنسي لسبب بسيط وهو أن النظرة إليهم تبقى نظرة عنصرية ولن تتغير، إذا تم تغيير القوانين فأنا مع دعوة مريم للمنتخب، بشرط أن يقدم اعتذاره للشعب الجزائري على اختياره للمنتخب الفرنسي على حساب منتخب بلاده ولا يجد لنا مبرّرا بعدم اتصال مسيري المنتخب به في تلك الفترة، يقول أنه أخطأ ويعتذر وسنقبل اعتذاره، هو وكل اللاعبين بمثل حالاته“.