رغم التعثرات العديدة والهزات العنيفة التي عاشتها جمعية الشلف هذا الموسم عكس المواسم السابقة، إلا أن الكثير من الأنصار والمتتبعين كان لهم بصيص من الأمل في إمكانية تحقيق الفريق وثبة نوعية وإنهاء الموسم بنتائج تليق بسمعته، خاصة أن الفرصة كانت سانحة عندما استقبل الأسبوع الماضي وفاق سطيف وبعدها تنقل إلى البليدة لمواجهة الاتحاد المحلي المتأثر بجملة من الغيابات، والذي نادرا ما فاز على الشلف حتى في تشاكر ثم استقبل اتحاد عنابة وشبيبة القبائل من أجل الانطلاق مجددا وتدارك ما ضاع سابقا.... لكن شيئا من هذا لم يحدث حيث سجلت الجمعية تعثرات بالجملة آخرها أمام البليدة أول أمس، خاصة أن الكثير تابع لقطات المباراة و“التبهديلة“ في حصة “الأسبوع الرياضي”، هزائم أبكت الشلفاوة حيث كانت الصدمة عنيفة لأن هزيمة الجمعية هذه المرة لم تكن أمام منافس قوي، بل كان أمام فريق متواضع كان بإمكان الإطاحة به في ملعبه بسهولة لو اعتمد على خطة محكمة وتحلى بالرغبة في الفوز، ليتأكد الجميع أن الشلف خسرت بهزيمتها هذه كل شيء، فبعد إقصائها أمام وفاق سطيف في الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية، خرجت مبكرا من التنافس على لعب الأدوار الأولى، ولن يقف الأمر عند هذا الحد بل واصل رفقاء زاوش تضييعهم نقاطا أخرى في الجولات الأخيرة وفوتوا على أنفسهم احتلال مرتبة مشرفة. الأنصار يبكون حال فريقهم جمعية الشلف التي لفتت أنظار المتتبعين وأصبحت من أقوى الأندية الوطنية في السنوات الأخيرة، بعد الأدوار الأولية التي تلعبها ومنافستها أكبر الفرق، هذه النتائج والانجازات تحققت بفضل الأنصار الذين صاروا العامل المهم في معادلة الجمعية، ففضلا عن وقفتهم الدائمة إلى جانب الفريق عندما يستقبل ضيوفه ويرافقونه أينما حل وارتحل حتى إلى خارج الوطن الموسم الماضي، إلى مصر غينيا وأخيرا إلى تونس، غير أن هزيمة أول أمس أفقدت الجميع أعصابهم وأبكتهم للنهاية التي صنعها فريقهم هذا الموسم، وتساءلوا عن سبب ما يحدث في بيت الجمعية التي تملك هداف البطولة وأحد أفضل خط هجوم في البطولة وثلاثة لاعبين دوليين. كارثة والشلف تخسر كل شيء إخفاق الجمعية لم يقتصر على الإقصاء من كأس الجمهورية بل فوتت كل الفرص، فحتى احتلال إحدى المراتب السبعة الأولى يكون قد ضاع بنسبة كبيرة، فرغم أن الإدارة وفرت كل الظروف بإقامة تربصين بالخارج والعديد من التربصات داخل الوطن للسهر على راحة التشكيلة وإبعادها عن الضغط إلا أن المشكل ظل قائما، ويتحدث البعض عن فشل الانتدابات التي قام بها الرئيس مدوار مطلع هذا الموسم، فباستثناء لاعب الوسط محمد رابح الذي أصبح ركيزة أساسية فلا الحارس ڤاواوي نجح في حراسة المرمى، ولا الثنائي حسني وبوسعيد فك عقدة الجهة اليمنى ولا حمادو خفف الضغط ولو نسبيا على مسعود. وما زاد الأمر تعقيدا هو إقالة المدرب سليماني الذي استطاع قيادة الفريق إلى نتائج لم يسبق له أن حققها منذ صعوده إلى القسم الأول، كلها سياسة تجني ثمارها الجمعية مع نهاية هذا الموسم الشاق. البليدة ضمنت البقاء على حساب الشلف ولم يكن الأنصار يتوقعون أن تنهزم الجمعية أمام البليدة التي كان محبطة ومتأثرة بالنتائج السلبية السابقة وعدم ضمانها البقاء، والغريب أن الاتحاد واجه الشلف بجملة من الغيابات المهمة وهي الوضعية التي تخوف منها كثيرا المدرب عساس، ورغم كل هذا إلا أن الشلفاوة نجوا بأعجوبة من هزيمة ثقيلة لأنهم استسلموا للمنافس في الشوط الثاني، كأنهم هم الذين لعبوا منقوصين من عناصر أساسية وليس البليدة، لتحقق البليدة فوزا كان متتبعوها يرونه مستحيلا، ورفعوا بذلك معنوياتهم على حساب الشلف وضمنوا بقاءهم بنسبة كبيرة في القسم الأول. لماذا لم يعتمد سليماني على الشبان؟ ولتشخيص أسباب الوضعية التي آلت إليها الجمعية فإن الأنصار اقتنعوا بأن لا المدرب السابق سليماني ولا خليفته بن شوية يتحملان مسؤولية تدهور النتائج، رغم الانتقادات التي وجهت لهما في كل خرجات الفريق، لأن سليماني غير محظوظ حيث لم يلعب بتعداد مكتمل منذ قدومه إلى الشلف، بسبب الإصابات التي كان يعاني منها اللاعبون وكذا العقوبات، ولم يسبق للشلف أن نالت هذا العدد الكبير من البطاقات الحمراء منذ صعودها إلى القسم الأول. فصحيح أن حصيلة سليماني سلبية خاصة في اللقاءات التي لعبتها الشلف خارج الديار وكذا هزيمتي الخروب واتحاد العاصمة، لكن الأنصار يتساءلون: لماذا كان سليماني يعتمد على لاعبين لم يقدموا الإضافة في حين كان يمكنه منح الفرصة لعناصر أخرى، واكتفى بإبقائهم على كرسي الاحتياط مثل الجناح الطائر بوسلة والظهير بن هني. ----------------------------------------- عبو: “لا ندري أين المشكل، وأنهينا الموسم قبل الأوان” كيف تعلق على الخسارة أمام اتحاد البليدة؟ صراحة لم أفهم ما حدث لنا، خاصة في المرحلة الثانية حين تلقى دفاعنا هدفا قلب كل الموازين، بعده حاولنا الخروج من قوقعتنا على أمل معادلة النتيجة، لكن لم تتح لنا فرص عديدة، كما أننا كنا نفتقد إلى التجسيد، حيث وجدنا صعوبة كبيرة أمام تجمع لاعبي المنافس في الوسط واعتمادهم في كثير من المرات على الهجمات المعاكسة والتي مكنتهم من إضافة هدف ثانٍ قبل نهاية المباراة بقليل. لكن المدرب اعتمد على خطة هجومية بإقحامه لمهاجمين منذ البداية؟ صحيح أن المدرب أشرك منذ البداية مهاجمين اثنين، لكن كما قلت لك لم نكن في يومنا وتلقينا هدفا أدخل الشك في نفوسنا، خاصة أنه جاء مرة أخرى على إثر كرة ثابتة، وهي الأخطاء التي عملنا كثيرا على تداركها. واجهنا البليدة بنية تفادي التعثر، لكن خلال المباراة وجدنا صعوبة لفرض وجودنا والهزيمة اليوم يصعب تجرعها بسهولة. الكل شاهد الشلف تلعب دون روح، هل وقفتم على هذا بما أنك كنت واحدا من العناصر الموجودة فوق أرضية الميدان؟ ليس دون روح فقط، إنما الرقابة اللصيقة التي فرضها مدافعو البليدة على مهاجمينا جعلت الفرص قليلة جدا، كما أن تراجعنا في الكثير من المرات إلى الخلف لمساعدة المدافعين فسح المجال واسعا للمنافس للعب بكل راحة في الوسط مادام أنه نفسيا كان متقدما في النتيجة بهدف. لكن الشلف لم تفعل أي شيء لتؤكد إرادتها في العودة من هناك على الأقل بنتيجة التعادل؟ هذا هو الإشكال في الشلف، أصبحنا نملك عقدة كبيرة، خاصة عندما نتلقى الأهداف التافهة، الأمر الذي يجعل لاعبي الخط الأمامي يلعبون تحت ضغط كبير، كما أننا صرنا نفتقد إلى التركيز بسبب التسرع، كما أننا أصبحنا أيضا عاجزين حتى عن تقديم ثلاثة تمريرات متتالية. والسبب واضح ويتمثل في دخول اللاعبين في عطلة مسبقة، وكان الموسم قد انتهى بضمان البقاء وخروج الفريق من منافسة الكأس. هل أنت راض عن المردود الذي أصبحت تلعبه في وسط الميدان؟ في الواقع ابتعادي عن المنافسة لفترة طويلة لم ينقص من عزيمتي ورغبتي في التألق، والدليل أنني حافظت على لياقتي، كما أنني لم أجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع زملائي، خاصة بعد الإرهاق الشديد الذي أصبحنا نعاني منه في الفترة الأخيرة، حيث أثر فينا كثيرا التعثر أمام اتحاد العاصمة وقبله الإقصاء من منافسة الكأس. إذن ترى هزيمتكم أمام البليدة منطقية؟ صراحة بالنظر إلى المستوى الذي ظهرنا به والأخطاء الكثيرة التي كلفتنا تلقي هدفين، أقول إن هزيمتنا هذه المرة كانت منطقية رغم أننا كنا نطمح إلى العودة على الأقل بنقطة التعادل. هل ترى أنكم قادرون على إنهاء الموسم على الأقل بفوز شرفي هذا الثلاثاء أمام اتحاد عنابة؟ علينا أن ننسى هزيمة البليدة ونفكر بجدية في اللقاءات الثلاثة الأخيرة التي تنتظرنا، خاصة مقابلتي عنابة والقبائل اللتين سنلعبهما أمام أنصارنا، وهذا لإثبات أن الشلف فريق كبير لا يقبل الاستسلام ومن أجل التصالح مع الأنصار الغاضبين بعد الوجه المتواضع الذي ظهرنا به في المباريات الأخيرة. إذن أنت متفائل بإمكانية تحقيق نتيجة إيجابية أمام اتحاد عنابة وبعدها الشبيبة القبائلية؟ بما أن المبارتين سنلعبهما داخل قواعدنا وأمام أنصارنا وهما الأخيرتان لنا بالشلف هذا الموسم، فأعتقد أنه لن يكون أمامنا أي خيار سوى تحقيق الانتصار مهما كان اسم المنافس. بن شوية متأثر واللاعبون غير معنيين بالهزيمة لاحظ كل من تابع مباراة الجمعية والمستضيف اتحاد البليدة الحسرة الشديدة التي كانت بادية على ملامح المدرب محمد بن شوية وهو يتابع أداء لاعبيه ويوجههم من على خط التماس، خاصة أن فريقه كان متخلفا في النتيجة، لكن على العكس تماما من ذلك بينت كاميرا التلفزيون دكة احتياط الجمعية التي كان بدلاؤها يضحكون وكأن هزيمة فريقهم لا تعني لهم شيئا. فيما يبقى الفوز ضروريا أمام عنابة... حالة واحدة فقط لتحقيق المعجزة رغم التعثرين المتتاليين أمام كل من وفاق سطيف واتحاد البليدة وبقاء الجمعية في المركز العاشر بعيدا عن أول نادٍ معني بالمشاركة الخارجية الموسم المقبل اتحاد العاصمة بأربع نقاط فقط، إلا أنه وبلغة الحسابات يبقى أمام رفقاء زاوي بصيص من الأمل للتدارك والتقدم في جدول الترتيب. حيث تبقى أمام الشلفاوة معجزة يجب تحقيقها إن أرادوا فعلا المشاركة الموسم المقبل في دوري أبطال العرب على الأقل، وهي المتمثلة في الإطاحة بالضيف اتحاد عنابة مساء الغد وبعده تحقيق الفوز على الضيف الثاني شبيبة القبائل السبت المقبل، إضافة إلى العودة من ملعب البرج بنقاط المباراة كاملة ليكون في رصيد الشلف في نهاية المطاف 51 نقطة، وهي الحصيلة الكافية لتحقيق حلم الأنصار والمتتبعين للفريق. عنابة، القبائل والبرج يملكون نفس طموح الشلفاوة ولن تكون مهمة الشلفاوة سهلة على الإطلاق لبلوغ الرصيد المذكور من قبل، خاصة أن منافس الجمعية هذه المرة اتحاد عنابة سيحل بالشلف ونيته العودة بنتيجة إيجابية، سيما أنه يريد إنهاء الموسم في رتبة مشرفة لضمان المشاركة في منافسة خارجية. وهو الطموح نفسه الذي يملكه المنافسان الآخران شبيبة القبائل وأهلي البرج، وما يبين الصراع الشديد بين هذه الأندية هو تقارب المستوى وعدم وجود فارق نقطي كبير بين الأندية العشرة الأوائل. وفي ظل هذه المعطيات، فإن مهمة الشلفاوة في الفوز على الأقل باللقاءين اللذين يلعبان بالشلف وجمع ست نقاط ستكون صعبة جدا. العودة إلى التدريبات مساء أمس على اعتبار أن الفريق مقبل على لعب مباراة مهمة هذه المرة أمام اتحاد عنابة، وجد المدرب بن شوية نفسه أمام حتمية العودة إلى جو العمل والتحضير مباشرة في اليوم الموالي لمباراة البليدة، أي مساء أمس الأحد على الساعة الرابعة بملعب بومزراڤ دون الاستفادة من الراحة. نشير إلى أن الفريق وصل إلى الشلف قادما من البليدة في الساعة التاسعة لسهرة أول أمس. آخر فحص طبي لمحمد رابح كان لاعب الوسط محمد رابح على موعد مع إجراء آخر فحص طبي بعد الراحة التي خضع لها إثر إصابته على مستوى الكاحل في مباراة الوفاق الأخيرة. نشير إلى أن محمد رابح تدرب بشكل عادي مع التشكيلة خلال حصة مساء أمس، ولا يستبعد أن يكون من بين العناصر التي سيكون لها شرف الدفاع عن ألوان الفريق أمام اتحاد عنابة. 15 هدفا في خمسة لقاءات كثير جدا لم يفهم أنصار الجمعية الأداء السلبي لمدافعي الجمعية هذا الموسم عكس المواسم السابقة حين كان الجميع يعترف بصلابة دفاع الفريق مع وجود الركائز زاوي، زيان، مكيوي، لكن هذا الموسم ورغم وجود الحارس الدولي ڤاواوي، إضافة إلى الظهير الأيمن حسني وترقية الشاب معمر يوسف، إلا أن دفاع الجمعية أصبح يعد الأضعف في البطولة. بدليل تلقيه رقما مخيفا من الأهداف في اللقاءات الخمسة الأخيرة والمتمثل في 15 هدفا كاملا، أي بمعدل ثلاثة أهداف في كل لقاء. ليبقى السؤال المطروح كيف سيكون الحال عندما تلاقي الجمعية غدا اتحاد عنابة وبعدها شبيبة القبائل؟