بعد ثلاثة أيام فقط عن الهزيمة القاسية أمام وفاق سطيف التي كلّفت الفريق التنازل لأول مرة منذ بداية الموسم عن المركز الأول، تُجدد مولودية الجزائر العهد مع أجواء البطولة اليوم ابتداء من الساعة الرابعة مساء لما تستضيف مولودية العلمة في مباراة سيخوضها أشبال المدرب فرنسوا براتشي في ظروف استثنائية وتحت شعار “الانتصار أو الانكسار”، خاصة أنّ مخلفات الجولة الماضية جعلت البطولة تدخل أخطر منعرجاتها على الإطلاق. وسيكون لاعبو “العميد“ مطالبين برفع التحدي لتحقيق الفوز وعدم انتظار هدية من “البابية“ لأن هذه الأخيرة لن تكون في نزهة إلى العاصمة وستحاول تحقيق المفاجأة خاصة أن الفريق رسّم بقاءه ضمن حظيرة الكبار وسيلعب بعيدا عن أي ضغوطات. براتشي يُركّز كثيرا على الجانب النفسي ولأن أسبوع الأعصاب بدأ الآن ولم يعد هناك وقت كثير للحديث عن الجوانب التقنية فقد ركّز المدرب فرنسوا براتشي في حصة أول أمس على الجانب النفسي في محاولة منه لرفع معنويات أشباله التي وصلت إلى الحضيض بعد الهزيمة القاسية التي تكبدوها أمام الرائد الجديد وفاق سطيف فوق ميدانه، حيث وجدوا صعوبات بالغة في تقبّل تضييع المركز الريادي الذي ظلوا يحتكرونه منذ بداية البطولة، حيث اجتمع المدرب الكورسيكي مطولا مع لاعبيه وطالبهم بطي صفحة الوفاق بسرعة والدخول في أجواء مباراة العلمة، كما أكد براتشي للاعبيه أنهم ضيعوا الريادة وبإمكانهم العودة إليها بعد 72 ساعة فقط وأن اللقب لن يحسم إلى آخر جولة وأنه من المفترض أن يكون الضغط على لاعبي الوفاق لأنهم سيلعبون مرتين خارج قواعدهم أمام تلمسان (اليوم) ثم أمام بجاية، في حين أن المولودية ستلعب لقاءاتها الثلاثة المتبقية في العاصمة وبالضبط في معقلها بملعب 5 جويلية. وقفة “الشناوة“ جعلت اللاعبين يشعرون أكثر بثقل المسؤولية وأكد بعض أنصار مولودية الجزائر وفاءهم لفريقهم في الفترات الصعبة وتغيّر الذهنيات هذا الموسم من كل الجوانب، وذلك بعد أن تنقّل عدد معتبر منهم عشية أول أمس الأحد إلى ملعب “الساطو“، حيث كان زملاء القائد رضا بابوش على موعد مع حصة الاستئناف، وفي الوقت الذي كان اللاعبون ينتظرون أن يكون رد فعل “الشناوة“ سلبيا، فاجأ هؤلاء المدرب براتشي وأشباله بدرجة الوعي العالية التي أظهروها، حيث طالبوا الجميع بوضع اليد في اليد ونسيان ما حدث في مباراة سطيف لأن الموسم يوشك على نهايته ووقت المحاسبة يجب أن يؤجل. هذا الكلام جعل اللاعبين يشعرون أكثر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وزادهم عزما على تخطي عقبة العلمة بسلام كخطوة أولى من مخطط استرجاع الريادة. العقول كلها في تلمسان و“الشناوة“ ينتظرون أجمل هدية ولسوء حظ المولودية وأنصارها فإن المعطيات انقلبت رأسا على عقب وأصبحت المولودية هي التي تنتظر نتيجة الوفاق وخدمة الفرق المنافسة أكثر من أي وقت مضى، لذلك فإن عقول اللاعبين، المسيرين، الطاقم الفني والأنصار ستكون كلها في ملعب العقيد لطفي بتلمسان الذي سيكون مسرحا لمباراة لا تقل أهمية عن مباراة 5 جويلية تلك التي ستجمع بين الوداد المحلي ووفاق سطيف، حيث يتمنّى العاصميون أن يفضّل أبناء مدينة الزيانيين خيار النزاهة ويلعبوا بشرف كما عوّدوا المتتبعين رغم أنهم سيكملون الموسم دون هدف تقريبا بعد أن تبخّر حلم احتلال المرتبة الثالثة، وحسب الأصداء التي وصلت مسيري “العميد“ من تلمسان فإن الأنصار حذروا رئيس الوداد، المدرب بوعلي واللاعبين من مغبة الدخول في أي متاهات تلطّخ تاريخ الفريق الناصع مادام صراع اللقب بين الوفاق والمولودية لا يهم التلمسانيين لا من قريب ولا من بعيد. المولودية تُحضّر إستقبالا تاريخيا ل “البابية“ وبعيدا عن أهمية مواجهة اليوم وتأثير نقاطها على حظوظ مولودية الجزائر في الفوز باللقب هذا الموسم، يحضّر مسؤولو وأنصار مولودية الجزائر استقبالا كبيرا لوفد مولودية العلمة الذي حلّ بالعاصمة عشية أمس، حيث سيكون الاستقبال بالورود وسيتم تنظيم حفل صغير على شرفهم في نهاية المباراة وذلك في محاولة من إدارة الرئيس عمروس رد جميل “العلمية“ الذين خصوا المولودية باستقبال أسطوري نهاية الأسبوع المنصرم لما قضى “العميد“ ليلة لقاء سطيف بمدينة العلمة وبالضبط في فندق “الريف“، وهو ما يوحي بأن إدارة المولودية تريد أن تحافظ على علاقاتها مع كل الفرق وتؤكد أن ذلك بالنسبة إليها أهم من الفوز بنقاط مباراة أو لقب و”تربح العيب لكل الفرق”. المسيّرون مرتاحون كثيرا لتعيين بوستر اختارت لجنة التحكيم التابعة للرابطة الوطنية الحكم بوستر لإدارة مباراة اليوم بين المولوديتين العاصمية والعلمية، وهو القرار الذي ارتاح له مسيرو “العميد“ رغم أن هذا الحكم لم يسبق له أن أدار أي لقاء للمولودية هذا الموسم، ولما حاولنا أن نفهم سبب هذا الارتياح أكد لنا المسير عمر غريب أن هذا الحكم معروف بنزاهته وليست لديه أي سوابق أو شكاوي من رؤساء الأندية، وكانت آخر مباراة أدارها هذا الحكم برسم البطولة هي المباراة المتأخرة بين شبيبة القبائل ووفاق سطيف وانتهت بالتعادل (1-1)، كما يتمنى مسيرو “العميد“ أن يكون الحكم حدادة الذي عينته اللجنة لإدارة القمة الأخرى بين وداد تلسمان ووفاق سطيف كبيرا كبر المباراة ولا يؤثر على نتيجتها النهائية التي تهم المولودية أكثر من التلمسانيين. ------------------------------- كودري: “العلمة نربحوها والتلمسانيون ليسوا في حاجة إلى دروس النزاهة” “البطولة أصبحت قضية نيف وحان الوقت لكي نلعب أمام 70 ألف شنوي“ كيف هي الأجواء داخل الفريق بعد الهزيمة القاسية التي تكبدتموها أمس في سطيف (الحوار أجري سهرة أول أمس)؟ صحيح أنّ هزيمتنا في سطيف كانت مرة وقاسية جدا لأننا انهزمنا في المباراة التي كان لابد أن لا نخسر فيها، وما حزّ في نفوسنا أكثر نحن اللاعبين هو أنّنا أدينا مباراة كبيرة وكنا متقدّمين في النتيجة لكن هناك بعض الأمور التي لم تجر كما خططنا له وكما يقال فإن مثل هذه المباريات تلعب على جزئيات صغيرة، وللأسف إرتكبنا بعض الهفوات القاتلة كلّفتنا هدفين وتضييع نقطة التعادل على الأقل، أما فيما يخص سؤالك فإن الأجواء عادية جدا ومعنويات اللاعبين ارتفعت قليلا بعد أن وقف الأنصار والمسيرين إلى جانبنا وفهّمونا أنّ الخسارة ليست نهاية العالم وأننا ضيعنا المباراة لكننا لم نضيع البطولة. ألا ترى أنّ حظوظكم في الفوز باللقب قد تقلّصت نوعا ما بعد هذه الهزيمة؟ بالنسبة لي مازلنا نحتفظ بحظوظنا كاملة في الفوز باللقب لأننا نملك الرصيد نفسه مع الوفاق ونملك أفضلية الاستقبال في ملعبنا في المباريات الثلاث المتبقية، عكس منافسنا الذي ينتظره تنقلان صعبان إلى تلمسانوبجاية ونتوقع أن يتعثر في إحدى الخرجتين لذلك فإن الضغط سيكون عليه أكثر منا دون الحديث عن الإرهاق الذي سيفعل فعلته في الجولات الأخيرة. وما الذي يضمن لكم أنكم ستجمعون تسع نقاط في الجولات المتبقية وأن الوفاق سيتعثر في إحدى الخرجتين؟ الكلام الذي قلته مجرد تخمينات واحتمالات لا أكثر ولا أقل لأن الأمور الجدية تكون فوق المستطيل الأخضر، بالنسبة لنا التعثر صار ممنوعا وعلينا أن نضحي أمام العلمة، بلوزداد ومولودية باتنة حتى نجمع النقاط التسع الممكنة وننتظر هدية من أحد الفرق، يجب أن لا نكون متشائمين ومن لا يثق في إمكاناته ويرى أنّ اللقب ضاع فمن الأحسن أن يبقى في بيته، في الحقيقة نحن من يستحق البطولة لأننا تعبنا كثيرا لأجلها وكنا نحتل الريادة منذ الجولة الأولى وتأكدوا أنه لو تسير الأمور بطريقة نزيهة فإن اللقب سيكون لنا، لكن للأسف في الجزائر ليس الميدان وحده هو الذي يحدد هوية البطل. كيف ترى مباراتكم أمام مولودية العلمة هذا الثلاثاء؟ كما قلت منذ قليل وضعيتنا الحالية لا تحتمل أي تعثر آخر ولن يكون أمامنا هذا الثلاثاء أي خيار سوى الفوز بغض النظر عن هوية المنافس والظروف التي تحيط بالمباراة، اللاعبون عاقدون العزم على أن تترك العملة النقاط الثلاث لكن يجب أن لا نستصغر المنافس ونواجهه بالروح والعزيمة التي واجهنا بها الوفاق حتى نتفادى أي مفاجأة غير سارة، لأن “البابية“ لن تأتي للنزهة بل ستحاول أن تعود بنتيجة إيجابية لتتفادى أي تأويلات. الأنظار ستكون موجهة أيضا إلى ملعب تلمسان ومباراة الوداد أمام سطيف، فهل تعتقد أن التلمسانيين قادرون على أن يقدموا لكم خدمة جليلة؟ هذا ما نتمناه وثقتنا شديدة في التلمسانيين إدارة ولاعبين ولا أعتقد أن هؤلاء بحاجة إلى دروس في النزاهة والشرف حتى يلعبوا بقوة، صحيح أن الوداد ليس على أحسن ما يرام بعد هزيمته المفاجئة في بجاية برباعية، لكنه عوّدنا على أداء مباريات كبيرة في مثل هذه المواعيد، نحن اللاعبين يجب أن لا نركز كثيرا على هذه المباراة وننسى دورنا في الميدان مادامت المباراتان ستلعبان في وقت واحد لأن تعثر السطايفية لن يكون له أي معنى إذا لم نعرف كيف نتجاوز نحن عقبة العلمية بسلام. أنصاركم أصبحوا يصنعون الحدث في الآونة الأخيرة بمقاطعتهم، هل تعتقد أن سيناريو مباراة بجاية سيتكرّر أمام العلمة؟ بصراحة لقد أجهدت نفسي كثيرا لأفهم ما الذي يدفع أنصارنا إلى مقاطعة مبارياتنا رغم أننا في الريادة منذ الجولة الأولى لكنني لم أصل إلى أي نتيجة، من المفترض أنّ مثل هذه المعطيات تحفّز الجمهور على ملء ملعب 5 جويلية وليس على المقاطعة، فريقنا شاب ويحتاج كثيرا لأنصاره لذلك فإننا لما نصل إلى الملعب ونجد أن المدرجات شاغرة تحبط معنوياتنا كثيرا ونلعب دون حوافز، لذلك فأظن أنه حان الوقت لنلعب أمام 60 أو 70 ألف متفرج إذا أرادونا أن نفوز أمام العلمة ونفوز بالبطولة، بصراحة تغيضني عمري لما أشاهد فرقا تلعب دون هدف تقريبا لكن المدرجات تكون مكتضة دائما في مبارياتها. ------------------ براتشي يُغامر ب سليماني، يسترجع بومشرة وينتظر إستفاقة بوڤش أصبح مدرب مولودية الجزائر، فرانسوا براتشي؛ في ورطة حقيقية بعدما تعالت الأصوات المطالبة برحيله منذ الهزيمة في مباراة الموسم أمام وفاق سطيف، حيث يدرك جيّدا أن أي تعثر جديد سيجعله في عين الإعصار ويرغمه على حزم أمتعته والعودة إلى بلده حتى قبل نهاية البطولة...بالتالي فضّل التضحية ببعض اللاعبين الذين لم يُقنعوا خلال مباراة سطيف في محاولة منه لامتصاص غضب الأنصار وجعل بعض اللاعبين الذين يتراجع أداؤهم من مباراة لأخرى يشعرون بخطر مقعد البدلاء حتى يحسّنوا مستواهم ويتعلموا جيدا لغة الكفاح فوق الميدان من أجل تحقيق الانتصارات وحصد الألقاب، ولعل التغيير الذي سيثير جدلا واسعا وسط الأنصار هو إبعاد الحارس رضا وامان ووضع الثقة في حارس الأواسط سليماني الذي سيخوض أول مباراة رسمية له مع الأكابر. سليماني على موعد مع التاريخ ويؤكد جاهزيته وبما أن سليماني الذي يتدرّب مع الأكابر منذ عدة مواسم، كان عليه أن ينتظر مباراة اليوم أمام مولودية العلمة لكي يُدوّن إسمه ضمن قائمة الشبان الذين ساهموا في تغيير الذهنيات في مولودية هذا الموسم، ورغم أن كل المقربين من الفريق يتخوّفون كثيرا من أن تكون عواقب قرار المدرب براتشي وخيمة على الفريق مادام هذا الحارس يُعاني من نقص فادح في المنافسة ولم يلعب أي مباراة رسمية منذ أن كان في صنف الأواسط، فإنه أيضا لا يملك من الخبرة ما يكفيه لأجل التعامل مع مباريات من هذا الحجم وفي منعرج البطولة الأخير، ومع ذلك فإن سليماني عازم على رفع التحدّي واستغلال فرصة لطالما انتظرها، حيث صرّح لنا في حديث خاطف بأنه سيكون جاهزا. الأنصار مُطالبون بالوقوف إلى جانبه وإذا كان سليماني أمام مسؤولية ثقيلة وسيكون مطالبا بإعادة الهيبة لمرمى المولودية فإن المسؤولية الأكبر ستكون على زملائه الذين سيكونون مطالبين بالحديث معه قبل المباراة وأثناءها حتى يدخل في أجواء اللقاء منذ البداية، وكذلك على الأنصار الذين يبقون مطالبين بالتنقل إلى الملعب بأعداد غفيرة ومساندة هذا الحارس الشاب الذي يملك مؤهلات فنية وبدنية معتبرة، كما أن طول قامته وبنيته القوية يؤكدان أنه سيكون في مستوى ثقة الطاقم الفني خاصة أن براتشي ومدرب الحراس مراد بن عامر تحدثا معه كثيرا منذ العودة من سطيف في محاولة منهما لإدخاله مبكرا في أجواء المباراة وإبعاده تماما عن الضغط الذي قد يشعر به مادام أنه ليس متعوّدا على المرور بمثل هذه الظروف. سليماني: “المسؤولية ثقيلة وإن شاء اللّه سأكون عند حسن ظن الجميع” وفي اتصال هاتفي بالحارس سليماني عشية أول أمس بعد نهاية الحصة التدريبية أكد لنا أن بعض أعضاء الطاقم الفني والمسيرين تحدثوا إليه وطالبوه بأن يجهز نفسه ليكون أساسيا ويخلف وامان الذي حمّله الأغلبية مسؤولية هدفي الوفاق في مباراة السبت الفارط، وهو ما جعلنا نختصر الطريق مباشرة ونوجه له سؤالا واضحا وصريحا عن مدى جاهزيته قبل مباراة العملة وإذا كان متخوفا أم لا خاصة أنه غير متعوّد كثيرا على رفع تحديات من هذا النوع، فرد سليماني بلغة فيه الكثير من الثقة في النفس قائلا: “صحيح أن المسؤولية الملقاة على عاتقي ستكون ثقيلة جدا إذا تأكد أنني سأكون أساسيا أمام العلمة، لكن مادمت مع الفريق الأول منذ مدة طويلة فهذا يعني أنني أجهز نفسي لكل السيناريوهات المحتملة وإذا جاءتني الفرصة فلن أخيّب، بصراحة فريقي احتاجني في وقت حساس للغاية ويجب أن أكون في المستوى وأطلب فقط من زملائي ومن الأنصار أن يقفوا إلى جانبي في أول مباراة لي مع الأكابر”. بومشرة جاهز وقد يبدأ المباراة أساسيا كما سيستفيد مدرب مولودية الجزائر فرانسوا براتشي من عودة صانع ألعاب الفريق سليم بومشرة الذي غاب عن مباراتي بجايةوسطيف بسبب الإصابة التي تعرض لها أمام مولودية وهران، حيث تعافى نهائيا من الإصابة ولا يشعر حاليا بأي ألم وهو ما جعله يندمج مع المجموعة في حصة الاستئناف، وأكد لنا بومشرة في حديث خاطف أنه جاهز تماما فنيا وبدنيا ليبدأ المباراة أساسيا وهو الأمر المحتمل بنسبة كبيرة خاصة أن خطة (4-4-2) تتطلّب اللعب بصانعي ألعاب وعطفان الذي تراجع مستواه كثيرا أصبح لا يُقنع براتشي الذي مازال يبحث عن البديل. بوڤش وبابوش مطالبان بالإنتفاضة وقد أكد المدرب براتشي لمقرّبيه أنه أصبح قلقا كثيرا في الآونة الأخيرة بسبب تراجع مستوى لاعبيه الذين أصبحوا خارج الإطار تماما، وأنه أجهد نفسه كثيرا لكي يجد موضع الخلل، لكنه لم يتمكّن إلا من إيجاد تفسيرات كلاسيكية كالتعب في نهاية الموسم وانعكاسات النتائج السلبية الأخيرة على معنويات اللاعبين. وحسب مصدرنا، فإن المدرب براتشي خصّ بالذكر القائد رضا بابوش الذي يمر بفترة فراغ رهيبة منذ إبعاده من المنتخب وبلغ السيل الزبى في مباراة وفاق سطيف التي كان فيها بابوش خارج الإطار وترك فراغات في رواقه استغلها فرانسيس ومترف كما ينبغي، وكذلك هداف الفريق حاج بوڤش الذي مازال صائما عن التهديف وهز شباك المنافسين منذ مباراة تلمسان، وقد لمّح براتشي بذلك إلى اللاعبين المعنيين وطالبهما بالانتفاضة أمام مولودية العلمة، خاصة أنه يعوّل عليهما كثيرا ولم يعد هناك أي مجال للخطأ أو التعثر خاصة في المباريات التي سيخوضها “العميد“ في 5 جويلية أمام جماهيره. --------------------------- المولودية تحتاج إلى “الشناوة“ وليس لأنصار الأندية الضعيفة ومن ليس لديهم فريق خرج لاعبو مولودية الجزائر عن صمتهم وأكدوا أن مقاطعة “الشناوة“ غير المفهومة لمباريات فريقهم من أهم الأسباب التي جعلت نتائج الفريق تتراجع بشكل رهيب في الآونة الأخيرة ويتنازل عن مركزه الريادي مرغما لفائدة الغريم وفاق سطيف... تصريحات اللاعبين، وخاصة درّاڤ، جعلت عشاق اللونين الأخضر والأحمر يشعرون بالتقصير، حسب ما استقيناه من أكبر معاقل الأنصار ويفهمون أن مسؤوليتهم ستكون كبيرة أمام التاريخ لو تضيع المولودية البطولة التي تعب عليها اللاعبون والمسيرون كثيرا. وعكس بعض الأندية التي تعتمد على أنصار الفرق الأخرى والفضوليين الذين ليس لديهم فريق معين يناصرونه لاستمالتهم، فإن لجنة أنصار “العميد“ تعول على “الشناوة“ والأوفياء الحقيقيين لينتفضوا في المباريات الثلاث المتبقية ويساهموا في فوز فريقهم باللقب، رغم أن مصير المولودية لم يعد بأيديها وستنتظر هدية تلمسانية – بجاوية. حكاية الفريق الأكثر شعبية ليس لديها معنى إذا لم يظهر “الشناوة“ الآن أكد لنا بعض اللاعبين والمسيرين الذين تحدثنا إليهم خلال سفرية سطيف، أنهم يستغربون كثيرا للتناقض الموجود بين لغة الأرقام والواقع، ولم يفهموا كيف أنهم يلعبون كل مواجهاتهم أمام مدرجات شبه شاغرة وبعيدا عن أي ضغط من المنافسين مثلما حدث أمام بجاية، وتساءل بعضهم عن فائدة القول إن المولودية هي الفريق الأكثر شعبية الذي يملك أنصارا في 48 ولاية إذا لم يظهر “الشناوة“ في الوقت الحالي، حيث يبقى فريقهم في أمس الحاجة إليهم قبل ثلاث جولات فقط من إسدال الستار على الموسم، خاصة في مباراة الداربي الجمعة القادم أمام شباب بلوزداد التي أصبح الفوز بنقاطها قضية “نيف“، بعدما أقحم البلوزداديون أنفسهم في حكاية اللقب رغم أنها لا تعنيهم كما أكد لنا أحد المسيرين. المولودية لا تنتظر “مزيّة“ أنصار الفرق الأخرى وعكس بعض الأندية التي أصبحت تتفاخر في الآونة الأخيرة بوجود أنصار بعض الفرق الأخرى في مبارياتها، وتبني قاعدتها الجماهيرية وشعبيتها على بعض الفضوليين كما حدث في مبارياتها الأخيرة، فإن أنصار مولودية الجزائر يؤكدون أنهم قادرون على ملء مدرجات ملعب 5 جويلية لوحدهم دون انتظار “مزية “ أيا كان، لأن منطق كرة القدم يقول إن المناصر الحقيقي يكون مع فريقه حتى لو يلعب دون هدف، ولا يترك فريقه وحيدا ويتنقل إلى سطيف من أجل مؤازرة الوفاق لسبب بسيط وهو أن فوز المولودية باللقب “يسمطلهم الحالة”. شبان “العميد“ بحاجة إلى من يُشجّعهم وليس إلى من يزيد عليهم الضغط كما يرى لاعبو المولودية أن أهم شيء لهم هو نوعية الأنصار وليس عددهم، لأنهم بحاجة إلى “الشناوة“ الذين غيروا ذهنياتهم وأصبحت تتماشى مع عقلية مولودية الألقاب والبطولات، والذين يقفون إلى جانب فريقهم في السراء والضراء ويرفعون معنويات اللاعبين الشبان الذين ليس لهم من الخبرة ما يسمح لهم بالتعامل مع مثل هذه المعطيات، وليس إلى الأنصار الذين يتنقلون إلى ملعب 5 جويلية من أجل الشتم والانتقاد حتى ولو يكون ذلك في غير محله. وقد اعترف اللاعبون القدامى أن ذهنيات الأنصار تغيرت بدليل رد فعلهم في حصة الاستئناف الذي كان حضاريا، وتخلت مجموعة “الشناوة“ التي تنقلت إلى ملعب الساطو عن العصبية وفضلت لغة الحوار وترغيب اللاعبين أكثر في الفوز باللقب. الأنصار الحقيقيون أكدوا وفاءهم وليسوا في حاجة إلى دروس ولأن اللاعبين والمسيرين سئموا من النداءات التي وجهوها للأنصار منذ بداية الموسم دون أن تجد أذانا صاغية، فقد غيروا طريقة تفكيرهم الآن ويؤكدون أن الأنصار الحقيقيين أكدوا وفاءهم منذ بداية البطولة ولا يحتاجون لدروس في التعلق بالفريق، حيث يقفون مع المولودية في السراء والضراء ومستعدون في كل وقت لتحمل العواقب حتى في المباريات التي يسودها ضغط رهيب، كما كان عليه الحال في مباراة السبت الفارط أمام وفاق سطيف حين كان هناك ما يقارب 500 شنوي في ملعب 8 ماي 45. ويتمنى المسيرون واللاعبون أن تحرك وقفة تلك المجموعة بقية الأنصار، لينتفضوا ويكونوا جاهزين أمام العلمة هذه الأمسية وبأعداد غفيرة. اللاعبون: “اللّي ما يجيش أمام العلمة غير ما يزيدش يقول أنا شنوي” وفي آخر نداء لهم للأنصار، أكد اللاعبون أن الجولات الثلاث المتبقية ستحدد مصير المولودية خلال عشرية كاملة وليس في الموسم الحالي، لأنه لا يحق أن تضيع البطولة التي تعب اللاعبون من أجلها كثيرا. وأكد لنا معظم اللاعبين أنهم بحاجة ماسة إلى أنصارهم أمام العلمة، بلوزداد وحتى “البوبية“، لأنها لقاءات مصيرية، وصرح أحدهم قائلا: “أنصارنا خيبونا أمام بجاية وصدمونا كثيرا لما تركونا لوحدنا كاليتامى في 5 جويلية، والفرصة مواتية هذا الثلاثاء ليصححوا خطأهم أمام العلمة، والذي سيغيب عليه أن يناصر فريقا آخر مستقبلا ولا يقول أنا شنوي وأحب المولودية”. نداءات اللاعبين “جابت حقها“ و40 ألف شنوي منتظرون اليوم حركة غير عادية شهدتها أكبر شوارع العاصمة خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة أكبر معاقل “الشناوة“ الذين شرعوا في تحضيراتهم لغزو ملعب 5 جويلية هذه الأمسية ومؤازرة فريقهم في هذه المباراة المفخخة. وحسب ما علمناه فإن نداءات اللاعبين “جابت حقها” بدليل أن هناك عددا كبيرا من الأنصار، الذين لم يشاهدوا أي مباراة لفريقهم في الملعب خلال السنوات الأخيرة تراجعوا عن قرار المقاطعة وسيحضرون هذه الأمسية. كما تتوقع لجنة الأنصار أن يصل عدد الأنصار بين 30 و40 ألف شنوي وأن لا يقتصر الحضور الجماهيري على “شناوة“ العاصمة فقط، بل يكون إلى جانبهم “شناوة“ شرقها (العاصمة) وجنوبها ومن كل المدن والدوائر، رغم أن المباراة تجرى في يوم عمل وفي فترة الامتحانات في الثانويات والجامعات.