مازالت قضية المراهنات التي تعرفها الكرة الإيطالية منذ أسابيع أو ما أصطلح تسميتها ب "الفضيحة" تحمل الجديد في كل يوم وتؤكد بصفة لا تدع مجالا للشك أن لاعبين من "باري" الموسم الفارط تلاعبوا بنتائج ناديهم في الجولات التسع الأخيرة من الموسم بعد أن تأكد نزوله إلى حظيرة الدرجة الثانية. وفجّرت الصحافة الإيطالية أمس قنبلة من العيار الثقيل حين كشفت عن اعتراف اللاعب "آندريا ماسييلو" الذي يلعب حاليا في "أتالنتا بيرڤام" وكان الموسم الفارط زميلا ل عبد القادر غزال في "باري" عن تلقيه رشوة للمساهمة في خسارة ناديه أمام "ليتشي" وهو الإعتراف الذي جاء 24 ساعة بعد توقيفه من قبل الشرطة عقب صدور قرار من المدعي العام لمدينة "باري" بإلقاء القبض عليه. "ماسييلو": "تلقيت 50 ألف أورو من ليتشي وسجلت هدفا ضد مرماي" وحسب ما ورد أمس في مختلف التقارير الصحفية الإيطالية والعالمية، فإن "ماسييلو" الذي نفى في بداية الأمر تورطه في هذه القضية وكل التهم التي نسبت إليه، اعترف بمرور الوقت في ضلوعه في عملية رشوة أمام المحققين من خلال حصوله على مبلغ 50 ألف أورو من أجل مساعدة "ليتشي" في لقاء الموسم الفارط لهزم ناديه "باري". وأضاف في هذا الخصوص: "باري كانت قد رهنت كامل حظوظها في البقاء ضمن دوري الدرجة الأولى. مسؤولو ليتشي عرضوا عليّ مبلغا ماليا من أجل اشتراء اللقاء. لقد إستغللت الفرصة المواتية لقتل اللقاء من خلال تسجيل هدف ضد مرماي". غزال شارك في 3 لقاءات فقط من المباريات التسع المشكوك فيها وإذا كان "أنتونيو لوداتي" وهو المدعي العام ل "باري" قد أوضح في حديث لوسائل الإعلام مباشرة بعد جلسة الإستماع للاعب "ماسييلو" الموقوف حاليا من قبل الشرطة الإيطالية قد أوضح أنه تلقى أدلة في التحقيقات التي أجريت بخصوص هذه القضية عن وعود كثيرة تلقاها لاعبو "باري" الموسم السابق من قبل أشخاص لمساعدة نواديهم على الفوز مقابل الحصول على مبالغ مالية وهذا في 9 لقاءات كاملة، فإن من مجمل المباريات التسع المشكوك فيها نجد أن الدولي الجزائري غزال المشتبه فيه مع 8 من زملائه السابقين في "باري" شارك في 3 منها وهو ما يجعل إمكانية توقيفه حاليا قليلة مقارنة ببقية المشتبه فيهم. أمام "كييفو" سجل هدفا وأمام "باليرمو" شارك في 21 دقيقة فقط ولعل ما يعزز أكثر هذا الطرح هو أن غزال الذي ظل يؤكد على براءته في هذه القضية يبدو صعبا تورطه في لقاءين من الثلاثة اللذين لعبهما في المباريات التسع المشتبه التلاعب بنتائجهم الموسم الفارط، فالبداية أمام "كييفو" وهو اللقاء الذي سجل فيه غزال آخر أهدافه مع النوادي التي لعب لها حيث كان ذلك يوم 20 مارس الفارط ومنه حتى إن كان فريقه قد انهزم يومها فإن إتهام غزال في هذا اللقاء يبدو صعبا مثلما هو صعب أيضا إتهامه في لقاء "باليرمو" الذي أقحم فيه خلال (د69) من اللقاء وفاز فيه "باري" يومها (2/1). الشكوك تحوم حوله في لقاء "تشيزينا" الفريق الذي لعب له هذا الموسم وحسب تخمينات الصحافة الإيطالية التي جعلت من قضية المراهنات هذه موضوعها الرئيسي، فإن الشكوك الوحيدة التي تحوم حول غزال هي المتعلقة بمباراة ناديه السابق "باري" أمام "تشيزينا" والتي فاز بها تشيزينا بهدف دون رد وعرف ذلك اللقاء مشاركة مهاجم المنتخب الوطني في كامل أطواره. التشكيك في غزال بخصوص ذلك اللقاء يبقى مرده الأساسي هو انتقال اللاعب للعب في صفوف هذا النادي مع بداية الموسم الحالي والكل يعرف كيف أن مسؤولي "تشيزينا" فعلوا كل شيء الصائفة الفارطة ليقنعوا إدارة "باري" بإعارة اللاعب لهم بعدما فشلوا في دفع مبلغ تحويله النهائي.