"خمسون دينارا هي أول منحة لي وكنت من أوائل الذين احترفوا في أوروبا" "وزير الرياضة حرمني من التنقل رفقة الفريق إلى إسبانيا" "بلومي لن يتكرر وصحراوي لم يستغل جيدا" "انتداب 17 لاعبا أكبر خطأ وقع فيه مسيرو المولودية وأبناء الفريق أولى بالتكوين" "يؤلمني تكرار عبارة قلتها منذ عقود" "الشوط الثاني أمام مصر كان رائعا والظروف خدمت سعدان" "اللاعب الحالي يتقاضى أكثر من رئيس الجمهورية دون فائدة" "غامبيا ضعيفة والفوز عليها لا يعتبر إنجازا" يحاول الشيخ سعيد عمارة في هذا اللقاء الذي جمعنا به في مقر الرابطة الجهوية لسعيدة والتي يرأسها حاليا، العودة إلى المنشأ والظروف الصعبة التي واجهته خلال الحقبة الاستعمارية إلى الأحداث الأخيرة التي شهدها ملعب سعيدة والحملة العدائية التي شنها البعض ضد فريقه، كما حدثنا رمز كرة القدم بسعيدة عن أمور يجهلها الكثير عن حياته الخاصة ونظرته الحالية للبطولة الوطنية والفريق الوطني وبعض اللاعبين الذين يدينون له بالكثير في صورة النجم الكبير لخضر بلومي وأسباب حرمانه من التواجد ضمن العارضة الفنية للفريق الوطني في منافسة كأس العالم بإسبانيا عام 82 وأشياء طريفة حدثت في مسيرة اللاعب السابق لفريقي بوردو وستراسبورغ. للإشارة، ضيفنا اليوم تقلد كل المناصب العالية في هرم الكرة الجزائرية فبالإضافة إلي تدريبه المنتخب الوطني كان قد ترأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وكان مؤطرا على مستوى "الفاف" و"الكاف" وغيرها من المهام التي أسندت إليه وكلها مراحل سنكتشفها في هذا الحوار المطول الذي خصنا به الشيخ سعيد عمارة الذي ورغم ظروفه الصحية الحالية إلا أنه أبى إلا أن يجيب على أسئلتنا بصدر رحب رغم خصوصيتها في بعض الأحيان... - بداية، حدثنا عن طفولة سعيد في الحقبة الاستعمارية. -- هي طفولة مرة عشتها ككل أقراني في ذلك الوقت، حيث كان الفقر والحرمان يطغيان على يومياتنا ويوميات أغلب الجزائريين نتيجة الاستعمار، كنا نقطن بالحي الشعبي "لامارين" وكان الوالد يشقى ويتعب لأجل توفير لقمة العيش في ظروف صعبة للغاية. - متى بدأت في مداعبة الكرة؟ -- أول بداياتي كانت في الأزقة والشوارع كأغلب الأطفال في ذلك الوقت، كانت حينها كرة القدم هي اللعبة المفضلة للجميع وكنا نصنعها من الجوارب ومن كان منا يملك كرة بلاستيك يكون هو الآمر الناهي ويختار من يشاء من اللاعبين لضمهم إلى فريقه. - أول إجازة وقعتها في مسيرتك الرياضية. -- كانت في صفوف مولودية سعيدة عام 1947 في فئة الأواسط، بعدها تدرجت لصنف الأكابر بين فريقي "الصادة" وبلعباس، لأحترف بعدها في صفوف ستراسبورغ، بييزي، بوردو، الفريق الوطني الجزائري بين عامي 60 و64 - ما قيمة أول منحة تحصلت عليها؟ -- أولا، الكرة لم تكن وسيلة دخل مثلما عليه الحال اليوم، كنا نلعب الكرة من أجل التمتع وإن لم تخني الذاكرة أول قيمة مالية تحصلت عليها كانت في اتحاد بلعباس وبلغت 50 دينارا جزائريا وهذا في موسم 54- 55، كانت تمثل مصاريف تنقلي بين بلعباس وسعيدة طيلة الموسم آنذاك. - أسباب مغادرتك الجزائر نحو فرنسا؟ -- بعد أن منع الاستعمار ممارسة كرة القدم على الجزائريين ومع الظروف الصعبة التي كنا نعيشها كشباب إضافة إلى حبي الشديد للكرة، لم يكن هناك مجال آخر لممارسة هوايتي المفضلة إلا اللجوء إلى الهجرة خاصة أن العديد نصحني بذلك للموهبة الكبيرة التي كنت أمتلكها واقتناعي بضرورة تحسين أحوال العائلة من الناحية المادية، كلها أسباب حفزتني للمغامرة في أوروبا. - أول عقد احترافي؟ -- بعد أن حملت حقائبي متجها لفرنسا عام 1956 خضعت للتجارب مع فريق ستراسبورغ الذي كان ينشط في القسم الممتاز وتم قبولي مباشرة بعد أول لقاء ودي، أحسست حينها بقيمتي كلاعب وبعد موسم واحد تنقلت لشمال فرنسا وبالضبط في "بييزي" وقعت لموسمين لأبلغ بعدها قمة مستواي لأتعاقد مع فريق "بوردو". - إذن وصولك للقمة أهلك للانضمام إلى بوردو... -- في ثاني موسم لي مع فريق "بييزي" تطور مستواي بشكل مذهل، ما جعل العملاق "بوردو" في ذلك الوقت يضعني ضمن اهتماماته وكان التنقل إلى "بوردو" بعد أن عرض علي منحة محترمة، كان ذلك الموسم من أفضل المواسم في حياتي الرياضية حيث كان الفريق يضم الهداف "فونتان" و"باكوكو"، وقد ضاع منا لقب البطولة في آخر جولة. - وقصة زواجك من فتاة فرنسية رغم الأعراف السائدة آنذاك. -- بعد احترافي بفرنسا ونتيجة الظروف الصعبة التي مررت بها في البداية، تعرفت على فتاة فرنسية الأصل وعرضت الأمر على والدي رحمه الله الذي رفضه جملة وتفصيلا في أول وهلة، ما حملني على القدوم بها للجزائر وبعدها قبل الوالد زواجي منها بعد اقتناعه بها وتمت المراسيم هنا بسعيدة وفق الشريعة الإسلامية ولحد الآن هي زوجتي بعد عشرة 55 سنة ولي منها أربعة أبناء هم: كريم، علي، بشير وبنت كبيرة متزوجة. - بعدها، كان النداء للالتحاق بفريق جبهة التحرير. -- في موسم 60-61، كان نداء الوطن ومن جبهة التحرير تحديدا ولم يكن بمقدور أي لاعب أن يمتنع عن تأدية الواجب في التعريف بالجزائر عن طريق فريقها الوطني، حيث التحق جميع اللاعبين بتونس وكانت الانطلاقة إلى عدة عواصم عالمية للتعريف بالقضية ونلنا الإشادة من الجميع للمستوى الراقي الذي كنا نقدمه بحكم أن الفريق كان ممثلا بالحارس إبرير، لالماس، سوكان، مخلوفي وغيرهم ممن غادروا الحياة في الأعوام الماضية. - فزت بالكأس لاعبا ومدربا في الوقت نفسه، كيف كان ذلك؟ -- كان لي شرف قيادة الفريق مدربا ولاعبا في الوقت نفسه نتيجة الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها في الخارج، وكانت فرحة نيل أول لقب في حياة أي لاعب في ذلك الوقت هي منحته الأولى، لقد عاشت المدينة فرحة كبيرة بحيث كنا نجوب بالكأس كل مساء في أحيائها في أجواء أقل ما يقال عنها إنها رائعة، خاصة أنه أول تتويج للفريق منذ نشأته. - شاركت في تحضير الفريق الوطني للمونديال، كيف ذلك؟ -- كانت الكرة شغلي الشاغل، حيث لم أستطع مغادرة الملاعب ولو مدربا، فأشرفت على العديد من الفرق مثل "الصادة"، شبيبة تيارت، ا. وهران، بلعباس ومعسكر الذي فزت معه بلقب البطولة عام 84 وفريق المهدية من تونس الذي حققت معه الصعود إلى القسم الأول وأهلي بنغازي الليبي وتحضيرنا لمنتخب الأواسط الذي شارك في طوكيو، حيث كنت حينها مديرا فنيا للمنتخبات الوطنية وواصلنا العمل مع المجموعة التي كانت تضم بلومي، ياحي، مرزقان وغيرهم إلى غاية تصفيات كأس العالم 82. - كيف تم إبعادك عن مرافقة المنتخب الوطني إلى إسبانيا؟ -- قصة إبعادي عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني عن هذا الحدث العالمي كانت بسبب اختلاف وجهات النظر بيني وبين الوزير الأسبق رضا حوحو الذي كان وزيرا للرياضة في الكثير من القضايا خلال تلك المرحلة، كان من المقرر أن يرافق المنتخب كل المدربين الذين أشرفوا على لاعبيه من فئة الأواسط، الآمال فالأكابر ولكن في آخر لحظة تم الاستغناء عني لأسباب سأكشفها في مذكراتي الخاصة. - وعينت بعدها مديرا فنيا للفريق الوطني عام 83. -- بعدها، أدرك القائمون على الكرة الخطأ المرتكب في حقي وعينت مديرا فنيا للمنتخب الوطني عام 83 مباشرة بعد نهاية كأس العالم وصححنا الكثير من المفاهيم الخاطئة التي كانت تسير كرة القدم الجزائرية. - هل صحيح أنك أشرفت على تكوين المدرب سعدان؟ -- زيادة على مهمة المدير الفني للمنتخب الوطني، كلفتني الاتحادية آنذاك بالإشراف على تكوين المدربين وكان من بينهم رابح سعدان، لموي، زوبا وغيرهم ممن تقلدوا مناصب عليا فيما بعد، إذ عينا المدرب سعدان للإشراف على منتخب الآمال رفقة سعدي عامي 75-76 مع كرمالي. - وما قصتك مع اللاعب لخضر بلومي؟ -- لخضر اكتشفته بعد أن أرسلت له المدعو كروم بوبول لمعاينته عن قرب في فريق خميس مليانة، وبعد أن عاينته شخصيا اقترحت عليه اللعب في صفوف مولودية وهران لتطوير مستواه خاصة في ظل وجود بلكدروسي، هدفي وغيرهما، وبعدها مباشرة صار قطعة ضرورية في المنتخب العسكري فالمنتخب الأول إلى غاية نهاية مسيرته الحافلة بالإنجازات، أظن أن لاعبا بمهارات بلومي لن يتكرر في الجزائر خلال الوقت الحالي على الأقل. - وهل ما يزال على اتصال بك؟ -- منذ يومين فقط التقيته رفقة المدرب حنكوش في إطار بعث وتحضير الأكاديميات التي تشرف عليها الرابطة الوطنية لكرة القدم، كان الحديث شيقا خاصة في ظل تواجد المدرب حنكوش ومرات يتذكرني لخضر بالسؤال عن أحوالي ولو بالهاتف. - ما الفرق بينكم وبين مدربي الجيل الحالي؟ -- المدرب الحالي قد يلجأ للتكنولوجيا لتطوير مستوى الفريق لكن هناك أمورا قد لا يحسن توصيلها للاعب مثل طريقة المراوغة أو الحيلة في اللعب، أما مدربو جيلنا فكان أغلبهم لاعبين، ما يجعلنا نتعلم مهاراتهم في فن المراوغة وكيفية التسديد وغيرها من أساليب اللعب، أعتقد أن المدرب الأكاديمي يحتاج للاعب سابق ليكون العمل متكاملا بين النظري والتطبيقي. - ألم يحرجك تواجد إبنيك ضمن المولودية في فترة إشرافك على الفريق؟ -- خلال فترة إشرافي على مولودية سعيدة، كان هناك ولداي، كريم الذي كان لاعبا ممتازا في المنتخب الجهة الغربية وعلي حارس الفريق وكان يتميز بالرغبة الشديدة للفوز، لم يشكل تواجدهما في الفريق أي مشكلة لي وفي الوقت الذي كنت أعاتب فيه بقية اللاعبين كان يتوجب على معاقبتهما بقسوة وكنت أحيانا استعمل الضرب في تعاملي معهما حتى لا يتميزان بشيء عن البقية. - ما رأيك في اللاعب مني الزقاي؟ -- هو لاعب أتذكر جيدا بداياته الأولى في مجال الكرة، حيث كان متواضعا من الناحية الفنية عكس قوته في الجانب البدني كما أنه كان يمتاز بالقذفات الصاروخية ولكنه بذل مجهودات كبيرة وتعلم الكثير في فترة قياسية أهلته للتواجد فيما بعد حتى في الفريق الوطني، أظن أنه تمكن من ترك بصمته وتسجيل هدف مع المنتخب. - من هو اللاعب السعيدي الذي لفت انتباهك؟ -- كان هناك لطفي صحراوي ابن المهاجم كروم، حيث يتميز بكل صفات اللاعب الكبير من حسن تمركز وضربات رأسية مركزة، كان مشروع لاعب يعد بالكثير وشخصيا تنبأت له بمستقبل زاهر وكثيرا ما كنت أتابع المباريات التي يكون طرفا فيها لكن توقفه المفاجئ عن الممارسة في أندية النخبة نتيجة إصابته جعل مستواه يتقهقر إلى حد بعيد. - ما رأيك في الفريق الحالي للمولودية سعيدة؟ -- تابعت أغلب اللقاءات التي نقلت مباشرة على الشاشة، صراحة الفريق بحاجة إلى عمل كبير على كل المستويات وهذا للسياسة المنتهجة حاليا من المسؤولين، الفريق يمر تقريبا كل موسم بنفس الظروف من المعاناة فلو نجح في تفادي السقوط هذا الموسم فلن ينجح بالتأكيد في الموسم المقبل لو تتواصل الأساليب نفسها في التسيير. - هل هناك اتصال بينكم وبين مسيري الفريق؟ -- صراحة، كل المسؤولين الذين تعاقبوا على الفريق يزورونني ويحترمونني كثيرا ويقدرون شخصيتي، بل وتكثر زيارتهم لي عندما يكون الفريق في أسوأ حالاته أما عندما تتحسن أمورهم وتكون النتائج جيدة ينسونني بعض الشيء – يضحك - - ما هي الأخطاء التي وقع فيها المسيرون؟ -- أكبر خطأ وقع فيه المسيرون للفريق الحالي هو انتداب 17 لاعبا من خارج سعيدة وكأن مدينة 400 ألف نسمة عجزت عن توفير عشرين لاعبا، حيث لاحظت خلال متابعتي لبعض المباريات في الأقسام الدنيا أن هناك لاعبين ممتازين يحتاجون إلى بعض العناية والتوجيه، فلنعلم أبناءنا أفضل من تعليم لاعبين يكلفون الكثير دون جدوى وحتى أن بعض اللاعبين يغادرون الفريق بعدما يتطور مستواهم الفني ويتركوا النادي يعاني مثلما هو الحال هذا الموسم، الكل أخطأ وسعيدة كانت كبش الفداء. - ما رأيك في ظاهرة العنف عموما وما جرى في سعيدة تحديدا؟ -- العنف أفرزته أسباب اجتماعية وسياسية تمر بها البلاد وعاشها أغلب الشباب الجزائري في العشرية السوداء، فمن كانوا أطفالا حينها صاروا شبانا يرتادون الملاعب ويعبرون عن مشاعرهم بالعنف الذي نلاحظه، كما أن هناك أسبابا عديدة أخرى منها السياسة المنتهجة من مختلف الهيئات الرياضية فيما يخص تسيير المنافسات، كما لا يخفى على أحد الدور السلبي لبعض الحكام الذين للأسف يحطمون عمل فريق ما طيلة أسبوع، كما أن الفوارق الموجودة بين الفرق المشكلة لأندية القسم الأول من حيث الإمكانات المادية والبشرية تكون في الغالب أحد الأسباب المؤدية إلى العنف في الملاعب والذي حدث في سعيدة هو استمرار لهذه الظاهرة التي لم تبدأ في سعيدة ولن تنتهي فيها وهي المشاهد التي استنكرها لأن الرياضة عموما وجدت لأهداف نبيلة وما جرى يدخل في خانة الاستثناءات التي لا نريد مشاهدتها مستقبلا. - ما تعليقك على الحملة الشرسة التي قادها البعض ضد السعيديين عامة؟ -- رغم أنني لم أكن شاهد عيان إلا أنني لا أنكر أن الأحداث وقعت فعلا ولا تمثل طبيعة أهل سعيدة الطيبين، ينبغي طي صفحتها إلى الأبد ولا داعي لتضخيم الأمور لأنها لن تنهي هذا المسلسل الدرامي الذي ينبذه الجميع، فأحداث العنف التي وقعت أعقاب هذه المباراة وأدت إلى إصابة عدد من لاعبي الفريق الضيف سلوكات مشينة ولكنها معزولة صدرت من بعض المناصرين وليست مقبولة لا من الرياضيين ولا من السكان ومن الظلم تحميل تبعاتها لأهل ولاية سعيدة ولفريقهم. - علمنا أنك طرف في مبادرة صلح لاحتواء الأزمة بين الفريقين. -- نحن نريد الخير لفريق سعيدة وسائر فرق الجمهورية، ونحن الآن ندرس مبادرة تقدم بها محمد نجادي وال سابق ورئيس سابق للمولودية السعيدية وننسق مع مسيري المولودية والاتحاد وشخصيات فاعلة في الكرة من أجل تهدئة الأمور بين أنصار الفريقين، ليكن في علم الجميع أن أنصار المولودية لم يتسببوا طيلة عدة سنوات في أي أحداث عنف أو إساءة للفرق الضيفة كما أنني أنفي وجود تخطيط للاعتداء على لاعبي الاتحاد بدليل مبيتهم ليلة المباراة بالمركب السياحي لحمام "ربي" وسط ترحيب المواطنين والأعيان دون أن يتعرض لهم أحد، كما أنني دعوت لتدخل عقلاء اتحاد العاصمة لوقف ما أسموها الحملة على ولاية سعيدة وفريقها وحتى رموزها، فالمولودية فريق مثل سطيف والاتحاد والفارق هو الإمكانات والولاية التابع لها، ولهذا لا أريد أن أكرر ما قلته منذ عقود مضت، حيث صرحت بأنك لكي تكون جزائريا عليك أن تكون عاصميا وللأسف استنتج الكثير أن هذه العبارة لازالت سائرة في نفوس بعض الأشخاص الفاعلين في محيط كرة القدم، فلنعمل سويا على تقوية الروح الرياضية والتسامح وتجاوز الأحقاد لبلوغ أسمى الدرجات. - من اللاعب الذي جلب انتباهك في الفترة الأخيرة وكيف تنظر للمنتخب الوطني الحالي؟ -- الفريق الحالي في طور التكوين وبه لاعبون يمتازون بمستوى عال والمدرب حاليلوزيتش يقوم بعمل قاعدي كبير، كما أن الظروف الجيدة التي يعمل فيها المدرب لم تكن متوفرة لدينا في السابق، لكن الذي أزعجني هو اعتبار الفوز المحقق أمام غامبيا إنجازا كبيرا رغم أن المنافس في متناول أي فريق، عموما سيكون الحكم على كفاءة المدرب بعد مواجهة الفرق الكبرى. - فريق من البطولة نال إعجابك... -- جمعية الشلف في الموسم الماضي حين حققت لقب البطولة بإمكانات أقل من فرق لعبت من أجل البقاء، وهذا بفضل لاعبين ممتازين كان المدرب يبني عليهم رسمه التكتيكي وبرحيل بعض اللاعبين تغير أداء الفريق هذا الموسم ولم يعرف الاستقرار كثيرا. - وما رأيك في الأجور التي يتقاضاها لاعبو الجيل الحالي؟ -- ليعلم الجميع أن اللاعب الحالي يتقاضى راتبا أكبر مما يتقاضاه رئيس الجمهورية دون أن يقدم أشياء كبيرة وهناك عوامل كثيرة ساهمت في ارتفاع أجور اللاعبين منها الأموال الطائلة التي تدور في فلك الكرة وانعدام الرقابة، إضافة إلى جهل الكثير من المسؤولين للقيمة الحقيقية للاعب، فهناك لاعبون خدمهم الإعلام ولاعبون خدمهم المستوى المتدني للبطولة. - كيف ترى تجربة الاحتراف الأخيرة؟ -- الاحتراف فكرة جيدة تحتاج إلى تشجيع، لكني أعتقد أنه سينجح على مستوى فرق الشمال أكثر باعتبار وجود مؤسسات كبرى وأصحاب المال الذين بدؤوا يدخلون مجال تسيير الفرق، يلزمه أكثر من عشر سنوات ليعطي النتائج المرجوة منه، حسب ظني فإن تواصلت الظروف الحالية لن نرى أكثر من خمسة فرق تسير وفق نمط الاحتراف الحقيقي. - ما هي أحسن مباراة للفريق الوطني في العشرية الأخيرة؟ -- لا توجد مباراة بقيت راسخة في ذهني منذ عشريتين إلا الشوط الثاني الذي كان أمام المنتخب المصري بالبليدة (يقصد مباراة 3-1) حيث شاهدنا كرة جميلة وسيطرة على المنافس حتى في منطقته، يومها لم يكن الفريق الوطني ليخسر ولو لعب أمام أفضل فريق في العالم، أما باقي المباريات التي تأهلنا بها إلى كأس العالم الأخيرة فكانت النتيجة حاضرة والأداء في الغالب متوسطا والتأهل إلى المونديال كان حتميا بالنظر إلى الظروف التي كانت سائدة آنذاك وتسخير الدولة لكل الإمكانات المادية والبشرية تحت تصرف المنتخب وهو ما لم يحدث من قبل. - قصة طريفة حدثت لك خلال هذا المشوار الطويل... -- خلال إشرافي على المولودية في الثمانينيات، جاء لاعب يقال عنه الكثير إلى الفريق قصد الانضمام إليه وخلال المفاوضات معه طلب منا مبلغ 6 ملايين سنتيم وكانت حينها قيمة معتبرة فأجبته بأننا سنمنحه 12 مليون سنتيم شريطة أن يسجل أكثر من 12 هدفا في البطولة وهو ما جعل اللاعب يرفض العرض ويغادر لعدم اقتناعه بإمكاناته الفنية معترفا بعجزه أمام الجميع. - ماذا قدمت لك كرة القدم؟ -- الكرة قدمت لي كل شيء، التجوال عبر العالم مع التقدير حيثما رحلت سواء داخل الوطن أو خارجه إضافة إلى معرفة الرجال وحب الوطن، لا ينقصني شيء في هذه الدنيا والحمد لله وكل ما يتمناه المرء أن تكون الجزائر بخير وتتطور يوما بعد يوم. - أين يقضي ضيفنا أوقات فراغه؟ -- بين الرابطة الجهوية ومتاعبها وبين أحفادي في المنزل، حيث أجد متعة كبيرة في اللعب معهم، أتابع بعض البرامج الرياضية ومقابلات البطولة الوطنية كما أغتنم أوقات فراغي القليلة لكتابة مذكراتي التي توشك على نهايتها، كما أنني لا أضيع أوقات صلاتي سواء في العمل أو في البيت. - أسئلة قصيرة... - أمنية حققتها. -- الحج إلى مكةالمكرمة. - إبنك علي. -- كان شقيا جدا. - طريقة البارصا في اللعب. -- لا أحبها. - هل رتبت لقاء؟ -- لا، لا أذكر. - الجزائر. -- كل شيء. - "الصادة". -- تزعجني وضعيتها. - المدرب "ڤي رو". -- صديقي - المسؤولية. -- تجعلك تخطئ أحيانا. - شيء تعتز به. -- لم أشرب الخمر ولم أدخن. - زوجتك. -- أكثر من رائعة. - يقال عنك ثري. -- الحمد لله. - السياسة. -- ودعتها في 62.