“ لحسن بإمكانه تقديم الكثير إلى المنتخب الوطني ولا أرى سببا في عدم إستدعائه ... ولو كنت مكان سعدان سأجلبه “ جمهورنا أصبحت له ثقافة إنجليزية، نحن فخورون جدا به ولا نُفرّط في أي فرصة في الخارج لإعتباره أحسن جمهور في العالم“ “هناك عبقرية في لعب بودبوز” “مايكل فابر جزائري مئة بالمئة، له مكانه ضمن الحراس الثلاثة ل المنتخب وآمل ألا يتم رفضه بسبب إسمه“ “فابر له الحقوق نفسها مثل كل اللاعبين الجزائريين الآخرين وأظن أنه يملك جواز سفر جزائري” --------- ما هي الصور التي تحتفظ بها من أول مشاركة لك في كأس إفريقيا للأمم؟ أقول دون تردّد لحظة دخولنا أرضية الميدان في الدور نصف النهائي أمام مصر، ورؤية أنصارنا في المدرّجات والذين كانوا أكثر عددا وحماسا من الأنصار المصريين. والحقيقة أن رؤيتهم بعد طول غياب شيء لا يوصف. هناك أحاسيس قوية تربطنا بأنصارنا، فهو شيء خارق للعادة، والدليل على ذلك أنني لا زلت أتحدّث عن ذلك بتأثر بالغ. هذه هي الصور التي لا زالت عالقة بذهني خلال كأس إفريقيا. وفيما كنتم تتحدثون فيما بينكم أنتم اللاعبين؟ وهل قرّرتم إعادة ملحمة السودان؟ لا، لم نكن نفكر في لقاء السودان، لأننا كنا منشغلين بمباراة نصف النهائي، التي أردنا خوضها بقوة وعزيمة، لإسعاد أنصارنا ومن خلالهم الشعب الجزائري، لأننا لم نكن مستعدين لتقبّل الهزيمة وإفساد العرس للأنصار الذي قطعوا آلاف الكيلومترات لتشجيعنا. لكن مع الأسف سارت الأمور عكس ما كنا نتمناه بفضل الحكم “كوفي كوجيا”. ورغم الهزيمة و “الحڤرة” التي تعرّضنا لها، قام الجمهور الجزائري لتحيتنا، لذلك قرّرنا تقديم الشكر له عند نهاية المباراة، وكانت لحظات رهيبة لا تنسى، وكأننا طلبنا منهم السماح. هذا ما يذكّركم بالجمهور الإنجليزي الذي يصفق للاعبيه حتى بعد الهزيمة... نعم، هذا صحيح. في بورتسموث مثلا، كلما نتلقى هدفا في شباكنا، يقوم أنصارنا كرجل واحد لتشجيعنا أكثر، وهذا الأمر يستغرق حتى نهاية المباراة. عادة نرى مثل هذه المظاهر في البطولة الإنجليزية، لكن هذه المرّة شاهدناها لدى أنصار المنتخب الجزائري، وهي ثقافة جديدة اعتمدها أنصار المنتخب الوطني، وهو ما فاجأني كثيرا. كيف تفسّر ردّ الفعل مثل هذا من قبل الأنصار؟ أظن أنهم يريدون التعبير عن افتخارهم واعتزازهم بنا وهذا ما لاحظناه جليا، كما أننا فخورون جدا بجمهورنا و لا نفرّط في أي فرصة في الخارج للتحدث عنه واعتباره أحسن جمهور في العالم. أقول ذلك وأنا مقتنع بكلامي وهو ما تجلى بعد نهاية المباراة أمام مصر. حيث رمينا نحن اللاعبون بقمصاننا للأنصار للتعبير عن شكرنا، رغم الهزيمة ومرارة الإقصاء، وكأننا نواسي بعضنا بعضا. وفي المجال الرياضي، ماذا تحتفظ من هذه المنافسة القارية؟ أرى أن طريقة اللعب تختلف تماما عمّا نطبّقه في أوروبا، حيث تكون وتيرة اللعب بطيئة نتيجة الحرارة المرتفعة، لكن هناك أيضا اندفاع بدني شديد ومتعة في اللعب. في كأس إفريقيا اكتشفت عالما آخر لم أكن أتصوّره في السابق. والآن بعد مرور الوقت، ما هو التفسير الذي تقدّمه للهزيمة أمام مالاوي؟ أنا مقتنع أنه لو لعبنا في السهرة، لما حدثت تلك الهزيمة، وأنا على يقين أننا كنّا سنفوز بالمباراة لو لم نخضها على الساعة الثالثة زوالا وبرطوبة عالية. صراحة تفاجأنا بهذه العوامل حيث لن نكن نقوى حتى على الجري، ولم يكن بإمكاننا فعل أي شيء رغم رغبتنا في بذل الجهد الإضافي، خاصة أننا وجدنا صعوبة كبيرة حتى في التنفس. وأنتم الإعلاميون، ألم تحسّوا بالشيء نفسه؟ وجدنا صعوبات حتى في البحث عن قارورة ماء تنعشنا... هل رأيتم؟ خاصة أنكم كنتم جالسين في منصة الصحافة، فما بالكم بما يجري فوق الميدان. ثم إننا لم نتقبّل الطريقة التي تم بها انتقادنا واتهامنا في التفكير في أشياء أخرى بالإضافة إلى اتهامات أخرى، كما لامونا على عدم تبليل أقمصتنا، في حين أنها كانت مبللة حتى قبل دخولنا أرضية الميدان طالما أن الحرارة كانت شديدة لا تطاق، وهذا ما آلمنا كثيرا خلال كأس إفريقيا. لكن يبدو أن هذه الإنتقادات زعزعتكم خلال بقية المنافسة، أليس كذلك؟ لا أظن ذلك، لأننا لسنا بحاجة إلى انتقادنا حتى نتحرّك، لأننا كنا أكثر خيبة من غيرنا بعد تلك الهزيمة القاسية، لأننا كنا ندرك جيدا أننا سنثور، ربما أن تلك الانتقادات ضاعفت عزيمتنا، لكن لاعبي الفريق الوطني يلعبون كل مبارياتهم من أجل الفوز، وهو الشعور الذي ينتابنا دائما لحظة دخول أرضية الملعب. ماذا عن “كوفي كوجيا”؟ لا زلت أتساءل إلى يومنا هذا: كيف يمكن تعيين حكم مثل هذا لإدارة مباراة نصف نهائي كأس إفريقيا وهو شيء ممقوت لا يمكن تصديقه؟ ليس بمثل هذه التصرّفات نحسّن مستوى المنافسة الأكثر شعبية في القارة الإفريقية. مثل هذه الأخطاء لا تغتفر، وأقصد في كلامي تعيين هذا الحكم في مستوى هذه المنافسة. وبخصوص تحكيمه أقول إن الجميع شاهد على ما قام به، وهذا غنيّ عن كل تعليق. هل تابعت نهائي كأس إفريقيا؟ تابعت بعض فترات الشوط الثاني لأني لم أكن راغبا في متابعتها. كنت مع عائلتي في تاوريرت عدان، حيث كنا جالسين في قاعة الجلوس أين يوجد جهاز التلفاز، وتابعت بعض اللقطات دون أي رغبة. ما الحديث الذي دار عنك بعد عودتك إلى تاوريرت عدان؟ عبروا لي عن فخرهم بنا وبمشوارنا، وأكدوا أننا لا نستحق تلك الهزيمة للأسباب التي نعرفها جميعا وهذا لا يتركنا دون شعور، بل يُعيد الحماس لكل الجزائريين بمن فيهم نحن اللاعبين. أضحت عادة العودة للبلاد بعد كل مباراة للمنتخب الوطني؟ نعم، أعود دائما إلى البلاد بفرح شديد لأني فخور بجذوري، كما أني أستعيد قواي في تاوريرت عدان بالقرب من أهلي وهو ما يعطيني أكثر قوة. وأتمنى زيارة قريتي كل ما سنحت لي الفرصة حيث الهدوء والتواضع وخاصة الأصالة. أشعر بفرح شديد لدى رؤية عمّاتي وأخوالي وأبنائهم وبناتهم وأحبابي... هل كان والداك في البلاد؟ نعم، لكنهما لم يكونا على علم بزيارتي للقرية، حيث أردت مفاجأتهما. فقد أخذت سيارة رفقة أخي كريم للذهاب مباشرة من المطار إلى تاوريرت عدان، ولم يعلما بذلك إلا عند وصولي المنزل، حيث قضيت الليلة قبل أن أركب الطائرة في اليوم الموالي. ما هو شعورك عندما حطت الطائرة بمطار هواري بومدين ومشاهدة الحشد الغفير على أرضية المطار؟ تأثرنا كثيرا لمشاهدة مثل هذه الحفاوة في الاستقبال، وهو ما لم نكن نتوقّعه تماما، وهو أمر أفرح كثيرا اللاعبين وكأننا فزنا بكأس إفريقيا، وهو دليل على مدى تعلق الجمهور الجزائري بنا ومساندته لنا في السرّاء والضرّاء. ألم تكن منزعجا من مثل هذه التوسّلات من الأنصار؟ أبدا، ومن لا يريد هذا، عليه ألا يعود للبلاد، لأن طبيعة الجزائري تريد ذلك، حيث يحبّ الأشياء بحرارة ويجب تفهّم الناس عندما يتحدّثون معنا أو يريدون أخذ صورة معنا. مرّ وقت طويل لم تعرف خلاله الجزائر مثل هذه الأوقات السعيدة بعد أن عانى الكثير منذ سنوات عديدة، وله الحقّ أن يعبّر عن فرحته بطريقة قوية، وشخصيا لست منزعجا من هذه التوسّلات مهما كثرت. هل اتصل بك اللاعبون الأوروبيون خلال كأس إفريقيا؟ مع الأسف ضيّعت شريحة الهاتف خلال كأس إفريقيا مما صعب الاتصال بي. وصديقك جبور، هل تحدّثت معه في الهاتف على الأقل؟ نعم تحادثنا في الهاتف وأكد لي أننا أدّينا مشوارا هائلا وكان سعيدا بما حقّقناه في كأس إفريقيا. لكنه كان متحسّرا على عدم مشاركته في المنافسة... بالطبع، حيث كان نادما على غيابه عن كأس إفريقيا، لكن هذا الغياب ساعده كثيرا بعد أن استعاد مكانه في نادي “أيك” اليوناني، خاصة أنه لم يلعب منذ خمسة أشهر. ورغم ذلك إلا أنه تألق منذ عودته بتسجيله هدفا وتمريره كرات حاسمة لزملائه. وقد استعاد رفيق كل قوته وأنا سعيد بعودته. في “أوكسير” كنت تلعب صانع لعب على طريقة رقم 10 بالصيغة القديمة، أليس كذلك؟ نعم كنت صانع لعب منذ سن ال 15 حتى سنّ ال 19 أو 20. بدأت كرقم 10، لكن تم تغييره بعد ذلك. متى تم تغييره ومن هو المدرب الذي كان وراء تغيير منصبك؟ هو “جان فرانسوا جودار” لمّا كان مدربي ضمن المنتخب الفرنسي لأقلّ من 18 سنة. إذ وضعني لاعب وسط دفاعي. وفي أوكسير، لمّا رأى المدربون قدرتي على اللعب في هذا المنصب طلبوا مني البقاء فيه، وبعدها أصبحت ألعب تارة صانع لعب وتارة وسط دفاعي. ما هو السؤال الذي يطرحه عليك الجمهور الجزائري بإلحاح بعد كأس إفريقيا؟ يطلبون منا تفسير هزيمة مالاوي لأنهم لم يتقبلوا منا نتيجة (3-0)، حيث بدا لي أنهم لم يهضموها كما أنهم شتموا حكم الدور نصف النهائي (يضحك)... هذا ليس صحيحا، بل هزيمة مالاوي كانت تتكرّر كثيرا. خلال مرحلة الانتقالات الشتوية كان الجميع ينتظر أن تنضم إلى ناد آخر، فماذا حدث خلال تلك الفترة وهل تؤكد الاتصالات مع إشبيليا وروما وأرسنال؟ أؤكد كل هذه الاتصالات مع هذه الأندية وكذا أندية أخرى خاصة أنها كانت مع نهاية فترة “الميركاتو”، ولم أكن قد عدت من كأس إفريقيا سوى يومين قبل من نهاية الأجل المحدد. كما كانت هناك مشاكل تتعلق بإعارتي من بنفيكا إلى بورتسموث وهو ما حال دون انتقالي لأني معار. كما أن بورتسموث مطالب بدفع مبلغ من المال لبنفيكا نظير إعارتي لذا كان الوقت ضيقا لتسوية أمور كثيرة.. الآن بقيت ثلاثة أشهر على نهاية الموسم وعليّ أن أبذل أقصى الجهد لإنقاذ فريقي من السقوط وأريد تحقيق هذا الهدف بمساهمة كل الزملاء. لو كنت مكان سعدان من هم اللاعبون الذين تختارهم ل المونديال باستثناء صديقك رفيق جبور؟ نعم، رفيق سبقني إلى الفريق الوطني ومن الطبيعي أن يعود من الباب الواسع بعد كل ما أظهره لدى عودته مع فريقه “أيك“ اليوناني. آخذ أيضا مهدي لحسن الذي بإمكانه تقديم الكثير للمنتخب الجزائري وهو لاعب أساسي في فريقه ويتمتع بالجنسية الجزائرية ولا أرى سببا لعدم استدعائه إلى المنتخب. تفكر أيضا في مايكل فابر زميلك السابق في المنتخب الفرنسي ... نعم “ميكا فابر” أعرفه جيدا حيث لعبنا سويا لمدة طويلة.