صنع لاعبو جمعية الخروب "مهزلة" في ملعب "عابد حمداني" لأنهم رسّموا سقوطهم للرابطة الثانية مُلتحقين بنصر حسين داي ومولودية سعيدة، بخماسية ستبقى عارا في جبين اللاعبين والمسيّرين أمام فريق كان أكبر المرشّحين لمغادرة هذا القسم لو انهزم أول أمس أمام الخروب. وقد أعاد لاعبو الخروب نفس "سيناريو" لقاء "الكاب" في الجولة التي سبقتها قبل أقلّ من أسبوع. ورغم الآمال التي علقت على الجميع في هذه المباراة الهامّة لتحقيق الانتصار، فوجئ الجميع بأداء هزيل وباهت للغاية أكد أحقية الخروب بالسقوط بعدما قضت 5 سنوات في حظيرة الكبار، وشاءت الصدف أن يكون السقوط على يد المدرب الذي كان وراء استقدام هؤلاء اللاعبين الذين كانوا سبب الكارثة التي لم يكن ينتظرها أحد، وتكون بأيديهم وبملعبهم أمام فريق لم يصدّق أنه عاد بفوز وبتلك النتيجة العريضة، رغم أن جمعية الخروب كان يكفيها الفوز وفقط لترسيم بقائها في حال عودتها بالزاد الكامل في آخر مواجهة لها بالعاصمة أمام شباب بلوزداد. صدمة قوية في الخروب وتعب الرجال "حطّموه" صحيح أن الخسارة موجودة في قاموس كرة القدم وتكون مقبولة، لكن الطريقة التي انهزمت بها جمعية الخروب أول أمس وفي مباراة هامة تدعو للشكّ وتطرح أكثر من علامات استفهام وسط العديد من محبّي هذا النادي العريق. فالحقيقة تقال أنه لا إرادة ولا قلب ولا روح المسؤولية وقفنا عليها أول أمس وكأن لاعبي جمعية الخروب أنهوا الموسم قبل الأوان، وكان العديد منهم يهدف - حسب الكثيرين - إلى إسقاط الفريق دون سبب مذكور. وخلاصة الأمر فإن الإجماع الحاصل في الخروب هو وجود "خيانة" مرّة أخرى وسط اللاعبين، الذين يكونون بخسارة أول أمس وترسيم السقوط إلى الرابطة الثانية طعنوا سكان المدينة في الظهر وتركوهم تحت الصدمة، وليتيقنوا حسب العديد من أعيان المدينة أن التاريخ لن يرحمهم وسيبقى شاهدا على المهزلة ونتائج العار التي دفعت بالفريق إلى السقوط. تشكيلة ضعيفة، محيط "متعفّن" والإهمال والفراغ الإداري "زاد عليها" ورغم أن الإجماع الحاصل في الشارع الخروبي الرياضي هو وجود خيانة في الفريق ووجود أطراف خفيّة عملت على إسقاطه بعدما كان البقاء بين أيديه، فالحقيقة تقال إن تشكيلة هذا الموسم تعدّ الأضعف في تاريخ جمعية الخروب منذ صعودها إلى الرابطة الأولى المحترفة، ولا تقدر حتى على مواجهة فريق من القسم الجهوي، وما زاد الأمور أكثر تعقيدا هو المحيط المتعفّن الذي ظهر للسطح في بيت الجمعية منذ بداية الموسم، والصراعات الموجودة بين أعضاء الشركة والفريق الهاوي، كما أن الإهمال الإداري عمل دورا سلبيا، وهو ما دفع بالفريق إلى الهاوية وهدّم كل من بناه الرجال وتعب من أجله، ويبقى الخاسر الأكبر من كلّ هذا الفريق والأنصار الذين بكوا بحرقة بعد اللقاء، في مشهد مؤثر للغاية بعدما تيقنوا أن ما كانوا يتنفسون به ضاع، والمسؤولية يتحمّلها الجميع وبالأخص الإدارة الحالية التي سجّلت غيابها أول أمس واقتصر الحضور فقط على بدالة والعيفاوي، في صورة تؤكد فعلا عدم اهتمام مسؤولي هذا النادي بالفريق سواء سقط أو لم يسقط. ما قام به محافظ اللقاء يدلّ على الإهمال الإداري وما يؤكد الغياب الإداري الفعلي في جمعية الخروب هو ما حدث أول أمس من بغدادي محافظ لقاء مباراة أول أمس، الذي جاء خصيصا من أجل خلق الفوضى قبل اللقاء وأثناءه، واستفزاز الخروبية بالطريقة التي تعامل بها (مصادر تقول إنه من أصول علمية)، والغريب من هذا المحافظ أنه كان يسير الحكام من مقعد بدلاء العلمة، حتى أنه هو من طلب من حكم التماس حاسي والحكم بوستر إعلان ركلة جزاء بعدما تغاضى عنها هذا الأخير في لقطة غريبة جدا، وذلك دون أي تدخل من مسيّري النادي ماعدا بدالة الذي احتجّ على هذا المحافظ سواء قبل المباراة أو أثناءها، ما يؤكد الغياب الكلي لإدارة النادي التي أكدت في وقت سابق احترافيتها وغابت عن اللقاء، فيما كان رئيس العلمة حاضرا لتحفيز لاعبيه. "الفرق كانت تخدم على روحها وفي الخروب كانوا يعسّوا في بعضاهم" نقطة أخرى يجب الإشارة إليها هو أن القائمين على هذا الفريق الذي فضّل البعض منهم الهروب في منتصف الطريق بعدما أوهموا الأنصار في بداية الموسم ب "فريق الأحلام"، فيما فضّلوا آخرون تحطيم الفريق من بعيد والتأكيد أمام الرأي العام أنهم يعملون لمصلحة "لايسكا"، إلا أن الحقيقة - حسب أنصار الخروب- أنهم كانوا "يريشوا" في بعضهم البعض ويراقبون بعضهم البعض من أجل مصالحهم الشخصية، ونسوا مصلحة الفريق التي كانت فوق كل اعتبار، والدليل - حسبهم - أن كل الأمور كانت مرتبة على رأس الفريق منذ مدة طويلة من العديد من الفرق التي تلعب على نفس الهدف وهم يتفرّجون، وواصلوا الصراعات فيما بينهم. والخلاصة في الأخير هو سقوط الفريق إلى الرابطة الثانية، والتاريخ - يضيف أنصار الخروب- لن يرحم المتسبّبين في هذه الكارثة التي ستزيد الأمور تعقيدا في الخروب. الإدارة وأعضاء الشركة السبب.. "وكي ما تكونش النية أستنى الكية" وقد حمّل أنصار جمعية الخروب بعد نتيجة أول أمس التي أسقطت الفريق إلى الرابطة الثانية، جميع من له صلة بالفريق مسؤولية هذه الكارثة وطالبوا برحيلهم جميعا، وبالأخص الإدارة الحالية التي أكدت ضعفها من كل النواحي وأنها إدارة فاشلة بسبب سياسة "البريكولاج" التي أسّسوها - على حد تعبيرهم- وأعضاء الشركة "الهاربين" كما سموهم، الذين يتحملون المسؤولية الأكبر، خاصة أنهم من قادوا الفريق في البداية وتركوه "هامل" لمدّة 5 أشهر تقريبا، وهم الذين - حسب الأنصار- ادعوا في بداية الأمر خدمتهم مصلحة الفريق إلا أن الأيام كشفت العكس، مؤكدين أن هؤلاء الرؤساء لم تكن لهم نيّة خالصة اتجاه فريق القلب بقدر ما كانت نيّتهم سيئة. وراح العديد من الأنصار يؤكدون أنه من الأول كانت "الركبة مايلة" على حدّ تعبيرهم، ووجود أطراف داخل الفريق لا تهمّها مصلحة الفريق بقدر ما تهمّها مصالحهم الخاصة، وتواجد أطراف تمنت سقوط الفريق وهم يعملون فيه. وقد خرج العديد من الأنصار ممن تحدثوا ل "الهداف" بخلاصة أنه لا يوجد رجال في الخروب قادرين على تحمّل المسؤولية بعدما تفنّنوا في الكلام وفقط. السقوط ليس نهاية العالم.. "وكونوا رجال وطلّعوها" ورغم أن السقوط خلف صدمة كبيرة في الخروب وأبكى مدينة بأكملها، لكن هذا لا يعني نهاية العالم بل سيبقى درسا للجميع حسب العديد من المتتبعين ويجب حفظه جيدا، وعلى محبي النادي التجنّد سريعا للموسم القادم وعدم زيادة "الزيت في النار"، لإعادة الفريق على جناح السرعة إلى الرابطة الأولى المحترفة كما كان عليه الحال هذا الموسم مع أهلي البرج، وبوجود رجال قادرين على تحمّل المسؤولية وأهلا لمهمّة إعادة الفريق إلى مكانته الحقيقية في الرابطة الأولى المحترفة. يذكر أن العديد من الأنصار نقلوا إلى المستشفى بعدما صدموا بسقوط فريقهم وعدم تقبّلهم تواجده في الرابطة الثانية الموسم القادم. المطالبة برحيل الإدارة الحالية، جمعية عامة عاجلة وحلّ الشركة ويبقى مطلب الأنصار خلال الساعات الماضية هو الرحيل الجماعي للإدارة الحالية رفقة مديرها الفني الذي وعد العديد من الأنصار وكذا اللاعبين بكشف العديد من الأمور عنه، وكذا عقد جمعية عامة عاجلة في أقرب وقت لتعيين رئيس جديد وكذا حلّ الشركة الحالية للسماح بدخول أشخاص جدد، لأن التأخر في ذلك لن يصبّ في مصلحة جمعية الخروب ويفتح الباب أمام "المشامشية" - كما سمّوهم- للبقاء في الفريق وإعلان موسم معاناة آخر. أيت جودي يؤكّد مواصلته للعمل وسيكشف حقائق كثيرة بعد بلوزداد وعلى صعيد آخر، أكد المدرب أيت جودي أنه جد متأثر بسقوط الفريق وأنه لم يفهم سرّ هذا الأداء الضعيف من تشكيلة فريقه رغم التغييرات التي أحدثها، وأن أسباب السقوط عديدة منها ضعف التشكيلة والاستقدامات الفاشلة، وبأن العديد من لاعبي الفريق لا يستحقون حمل الألوان الحمراء والبيضاء. وأضاف أنه سيواصل العمل رغم أنه لم يتلق أي سنتيم من إدارة النادي، مؤكدا في الوقت نفسه أنه سيكشف العديد من الأمور تخصّ النادي والأسباب التي جعلت الفريق ينزل إلى الرابطة الثانية، بعدما وقف على عدة أمور سلبية من الإدارة وكذا المدير الفني، الذي وعد بكشف حقائق خطيرة عنه بعدما وصفه أحد الأطراف المتسبّبة في سقوط النادي، وهو الكلام الذي صرّح به أيضا بعض اللاعبين. اللاعبون تعرّضوا لاعتداءات وبلايلي الوحيد الذي خرج تحت التصفيقات تعرّض لاعبو جمعية الخروب إلى اعتداءات من أنصار الجمعية الذين انتظروهم أمام الملعب وقاموا بتحطيم كلّي للحافلة التي أقلتهم إلى عين مليلة، ولعل اللاعب الوحيد الذي نال الاستثناء من الخروبية هو بلايلي الذي خرج تحت تصفيقاتهم ولم يمسّوه بمكروه، بعدما حارب لوحده في المباراة وهو الذي كان مرشّحا أساسيا، إلا أن المدرب كان له رأي آخر. وقد بكى بلايلي بحرقة فوق أرضية الميدان ولم يغادرها عكس بقية اللاعبين، الذين فضّل البعض منهم الهروب بعد الهدف الثالث على غرار الحارس طوال، في لقطة تؤكد فعلا غياب روح المسؤولية. التنقل إلى بلوزداد بتعداد نصفه من الآمال وأمام ما حدث بعد المباراة والسقوط الرسمي للفريق إلى الرابطة الثانية، فإن كل المعطيات ترشّح عدم عودة اللاعبين إلى الخروب بعدما فضّل العديد منهم الهروب بأجسادهم نحو مسقط رأسهم، وكل هذا يعني أن الفريق سيتنقل إلى العاصمة لمواجهة شباب بلوزداد بتشكيلة معظمها من الآمال ولاعبين من الأكابر من أبناء الخروب، في صورة بلايلي، معنصر، فرجيوي، حلوي، منزري وبوناب، الذين سيقودون الفريق في هذه المواجهة الأخيرة للخروب في الرابطة المحترفة الأولى.