تتأهب تشكيلة مولودية قسنطينة لشدّ الرحال إلى تونس من أجل الدخول في تربص مغلق سيدوم أسبوعين سيكون بمثابة المرحلة الثانية من التحضيرات التي انطلقت قبل أكثر من نصف شهر بقسنطينة وخصّصت للعمل البدني الخالص واستعادة اللياقة... وهو ما تمّ بنجاح لحد الآن بعد الاستجابة الكبيرة والإيجابية من قبل اللاعبين الذين أعربوا عن ارتياحهم الكبير للعمل المنجز لحد الآن، وأنهم يحسّون بتحسن واضح وتدريجي في لياقتهم البدنية، والدليل على ذلك هو الأداء المقبول في أول لقاء ودي سهرة الخميس الماضي أمام شباب باتنة خاصة من الناحية البدنية أمام منافس كان يسبقهم في التحضير والعمل. وإن كانت الأغلبية من أنصار المولودية اعتبرت الفوز على شباب باتنة بثلاثية كاملة في أول مواجهة ودية أمرا مشجّعا ويبشّر بالخير مستقبلا خاصة أن أشبال "آلفاس" أظهروا عدة نقاط إيجابية وتألقت بعض الأسماء رغم أن التشكيلة لعبت لأول مرّة مع بعضها، فإن مجموعة أخرى ذهبت إلى الحكم مبكرا على الفريق وعلى بعض اللاعبين الذين لم يظهروا الكثير خلال الدقائق التي لعبوها وخرجوا غير راضين عمّا شاهدوه أمام باتنة في أول خرجة وأبدوا تشاؤما كبيرا، إلى درجة تأكيدهم أن بأداء لقاء "الكاب" لن تتمكن المولودية من الصعود لا في الذهاب كما صرّح مداني ولا في الإياب. إلا أن الحقيقة هي أنه لا يمكن الحكم على التشكيلة في أول ظهور لها وهي في بداية التحضيرات سواء بالإيجاب أو بالسلب، ولقاء "الكاب" ليس مقياسا أبدا، وكل شيء سيتضح بعد تربص تونس. التربص سيكون ورشة حقيقية لصناعة تشكيلة الصعود وإن كانت بعض الأسماء لم تقنع في أول مواجهة لها أمام شباب باتنة وظهرت بمستوى متواضع ولم تقدّم الكثير خاصة بالنسبة للاعبين الذين استقدمهم الفريق ومعوّل عليهم لتقديم إضافة نوعية للتشكيلة، فإن الوقت لم يفت بعد بل بالعكس فالعمل الجدّي سينطلق في تربص تونس، والذي سيكون ورشة عمل كبيرة للطاقم الفني بقيادة البرازيلي "جواو آلفاس" ومساعده محمد مراحي وأيضا مدرب الحراس لعور فريد، من أجل تحسين المردود الفردي والجماعي للتشكيلة وإعطاء صورة أحسن بكثير من تلك التي شاهدها الجميع أمام "الكاب". وما يمكن استخلاصه من مواجهة باتنة هو تحديد نقاط القوّة وتطويرها، وكذلك تحديد الأخطاء وتصحيحها من أجل تشكيل فريق قوّي وقادر على الصعود بعد العودة إلى الجزائر. عمل فني وتكتيكي بإجراء عدّة مواجهات وإن كانت المرحلة الأولى من التحضيرات التي جرت بقسنطينة خصّصت للعمل البدني، فإن المرحلة الثانية المتمثلة في تربص تونس ستكون مخصّصة للعمل الفني والتكتيكي وتحسين مردود وأداء التشكيلة وهذا بإجراء أكبر عدد ممكن من المقابلات الودية التي تأكّدت 3 منها لحد الآن، وهي مواجهات الرجاء البيضاوي، بنزرت وشباب باتنة، في انتظار مقابلات أخرى قد تكون مع نواد جزائرية التي ستتربص بتونس. حيث سيسعى المدرب "آلفاس" إلى تجريب كامل أفكاره في هذا التربص، بتنويع الخطط والحلول والبحث عن التشكيلة الأساسية التي سيبدأ بها المقابلات الأولى من البطولة، والتي ستتحدّد بنسبة كبيرة من خلال المواجهات التي ستخوضها المولودية.