“لا يُمكن أن نطلب من منصوري ما يقوم به مغني، هو مسترجع كرات ويقوم بدوره على أكمل وجه” في البداية وحتى نقتل الملل الذي قد يُسبّبه لنا طول الرحلة إلى “نياڤارا“ نريد أن تقص علينا إحدى النوادر التي عشتها خلال المونديال؟ هي قصة طريفة، لكن معبرة في الوقت نفسه، أذكر أن صحفيا إنجليزيا اقترب مني وكان معي حركوك الذي قام بدور المترجم ليسألني عن النادي الذي ألعب له فقلت له RSK وكانت اختصار رائد القبة بالأجنبية في ذلك الوقت، فبحث الصحفي مطوّلا عن فريقي في لائحة الأندية الجزائرية للقسم الأول لكنه لم يجده، فسألني أين هو، أين يلعب؟ فرددت عليه مازحا أنه يلعب في سنغافورة، وهنا تدخل حركوك وطلب مني أن أكون أكثر جدية فرددت على الصحفي الإنجليزي وقلت له إن فريقي يلعب في القسم الثاني، فأمسك رأسه وقال هذا غير معقول، لاعب من القسم الثاني في الجزائر يلعب أساسيا خلال مونديال، لكنها كانت الحقيقة التي تعبّر عن مستوى اللاعب المحلي وقتها، في حين أننا حاليا نعجز عن تدعيم المنتخب الأول بلاعب أو اثنين بسبب ضعف المستوى. كيف وجدت إقبال الجالية الجزائرية عليكم خلال هذه الزيارة؟ هو اعتراف من قبل هؤلاء بالخدمات الجليلة التي قدّمها جيل 1982 و1986 على مدار سنوات، لقد كنا سعداء بلقائهم ونشكرهم على الاستقبال الحار الذي خصصوه لنا. نتحدث عن المنتخب الأول، ماذا يمكن أن ننتظر منه خلال هذا التربص بألمانيا وخلال مباراة الإمارات؟ كنت أتمنى لو شاهدت مباراة أيرلندا حتى تكون لدي نظرة جيدة على ما حدث، لكن الوضعية تبدو صعبة للغاية، نصف الفريق مصاب والنصف الثاني يعاني من نقص المنافسة، أتمنى أن يكذّب المنتخب توقعاتي لكني لا أتوقع ذلك. برأيك ما الذي يجب على سعدان القيام به لمراجعة الوضع قبل المونديال؟ الوقت ليس كافيا لمراجعة أي شيء، وما لا أفهمه هو كيف أننا ولحد الآن لم نحدد هوية العناصر الأساسية التي سنخوض بها المباراة الأولى، من المفترض أن نعرف ذلك قبل شهر أو شهرين من هذا الموعد. ما هي التشكيلة المثلى حسبك؟ من الصعب ذلك، لو شاهدت مباراة أيرلندا مثلا لكانت لدي فرص أكبر لتحديد التشكيلة المثلى حسبي، لو نبدأ من الحارس أنا لم أر مبولحي يلعب ولا أعرف مستواه مثله مثل بقية اللاعبين الجدد باستثناء ڤديورة الذي شاهدته يلعب وأنا واثق من أنه سيقدم الإضافة للمنتخب، وبودبوز الموهوب جدا وأرى أنه أفضل واحد مرشح لتعويض مغني، لديه مهارات فنية، رؤية جيدة وأكثر من هذا تسديدات قوية وهذا ما يرشحه للقيام بدور الرابط بين الوسط والهجوم، والتغيير الأهم الذي يجب أن يقوم به سعدان هو نظام اللعب غير الفعال الذي لا نقدر على التسجيل من خلاله. الكل يطالب هذه الأيام برأس منصوري وضرورة إبعاده من المنتخب، ما رأيك؟ ما يحدث مع منصوري أشبه بما كان يحدث معي فالكل كان يريد إبعادي لكن لا أحد استطاع أن يفعل ذلك، لماذا؟ لأننا أحببنا أو كرهنا منصوري لاعب مسترجع للكرات، هذا هو دوره حتى لو كان متواضعا من الناحية الفنية لكن دوره لا يتجاوز ما قلته، لا يمكن أن يقوم بدور مغني مثلا أو زياني أو بودبوز لا يملك مهاراتهم، لكن بالنسبة للاسترجاع فهو يقوم بدوره على أكمل وجه. كثيرون يرون أن هناك لاعبين في منصبه أفضل منه؟ نملك يبدة، لحسن وڤديورة أيضا، صحيح أن المنافسة بينهم ستكون شديدة والخيار صعبا لكن يجب أن لا ننسى شيئا مهما فيما يخص منصوري، إنه القائد ولن يكون من السهل التنازل عنه. مباراة الإمارات ستكون الأخيرة قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا، ماذا يمكن أن ننتظر من هذه المباراة؟ بعد مواجهة منتخب قوي كأيرلندا كان على سعدان اختيار منتخب متوسط إذا صح القول، هذا أمر طبيعي، أمام الإمارات يجب أن يجد لاعبونا متعة اللعب ويسجلوا الأهداف، لكن حذار من أي تعثر جديد أمام هذا المنتخب خاصة في ظل الغيابات الكثيرة المسجلة في صفوفه، المهمة سهلة وعلى المنتخب أن يقدم أفضل أداء له حتى تعود الثقة للاعبينا، يجب أن لا نخسر كما حدث مع مالاوي وصربيا لأن ذلك سيكون كارثة على المنتخب. ألست متخوفا من مشاركة “الخضر“ في المونديال في ضوء ما يحدث؟ أكيد أني متخوّف، الأداء والأرقام مخيفة، الأداء لا يقنع والأهداف التي تلقيناها كثيرة جدا، منافسونا لن يكونوا هينين، سلوفينيا أقصت روسيا وعلينا أن لا ننسى ذلك، إنجلترا غنية عن التعريف والولايات المتحدة تريد أن تتسيّد الكرة بعد أن تسيّدت العالم بأسره، شخصيا أنا متخوّف.