رغم أن الفوز على منتخب الإمارات لن يطمئن أحدا على مستقبل المنتخب الوطني في المونديال، إلا بعد أن نرى ما سيقدمه أشبال المدرب رابح سعدان في أول ظهور رسمي لهم أمام منتخب سلوفينيا... إلا أن الأنظار ستتوجه اليوم في ملعب “فورت” خلال هذه المباراة الودية إلى خطي الدفاع والهجوم اللذين لا تسر أحوالهما، لا سيما منذ أن توالت الهزائم على منتخبنا وبنتائج ثقيلة ومنذ أن صار خط هجومه عاجزا عن الوصول إلى مرمى المنافسين، كما أن مباراة الإمارات وبكل بساطة هي آخر مباراة تحضيرية قبل دخول غمار المنافسة العالمية، ومن خلالها يمكن أن يأخذ الجميع نظرة عن التحضيرات التي قام بها المنتخب طيلة ثلاثة أسابيع، ويتأكد الجميع من جاهزية اللاعبين من عدمها لما ينتظرهم من تحديات في جنوب إفريقيا. عودة “الماجيك” و”عنترة” ستُعيد هيبة الدفاع وإذا كان لسعدان أو لكل من برر خسارة إيرلندا بالغيابات التي عرفتها التشكيلة يومها، لا سيما تلك التي عرفها الخط الخلفي أعذارا، فإن مباراة اليوم أمام منتخب الإمارات العربية ستعرف غيابا واحدا لن يكون مؤثرا بما أن الأمر يتعلق بالوافد الجديد بلعيد المصاب والذي لم يعط الإضافة في اختباره الأول، وبالمقابل فإن التشكيلة ستعرف عودة ورقتين رابحتين صارتا بحوزة سعدان، والأمر يتعلق بصخرة الدفاع مجيد بوڤرة وعنتر يحيى اللذان شفيا تماما من الإصابة التي كانا يعانيان منها، وصارا جاهزين للعودة إلى خط الدفاع من جديد لتشكيل الجدار الصلب رفقة حليش القوية أيضا، ما يجعلنا نتوقع أن يستعيد الدفاع خاصة محوره ذلك التوازن الذي عرف به من قبل. دفاعنا اهتز منذ إصابة عنتر يحيى وبوڤرة ودون أي مبالغة بإمكاننا التأكيد أن الخط الخلفي وما عدا لقاء مصر الذي لعب فيه كوجيا دورا فعّالا في الخسارة، صار هشا منذ توالي الإصابات على بوڤرة وعنتر يحيى، فالأول ومنذ مباراة مصر في أنغولا لم يشارك في أي مباراة سواء رسمية أو ودية، وعنتر يحيى هو الآخر غاب عن لقاء نيجيريا وغاب عن لقاء إيرلندا، وحضر في لقاء صربيا وهو عائد من إصابة وحفل زفاف، وفي ظل غيابهما غاب ذلك التوازن الذي عرف به الخط الخلفي، كما غابت تلك الهيبة التي عرف بها طيلة الاقصائيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010. الجهة اليمنى تبقى الهاجس الوحيد لأنها ظلت شاغرة ورغم أن عودة بوڤرة وعنتر يحيى ستريح كثيرا المدرب الوطني رابح سعدان، لا سيما في ظل تواجد حليش في كامل قواه وعافيته وتوفّر خيارات أخرى بالجملة على الجهة اليسرى في ظل استقدام مدافع قوي من طينة مصباح، وتواجد أحسن ظهير أيسر جزائري بلحاج، إلا أن ما يؤرق سعدان والمتتبعين هو شغور الجهة اليمنى من الدفاع وعدم توفّر مدافع أيمن حقيقي وأصلي يغطي الفراغ الذي يميز هذه الجهة منذ فترة طويلة، فڤديورة الذي لجأ إليه سعدان في لقاء إيرلندا حاول تغطية هذه الجهة بتوظيف إمكاناته العالية لكنه لم يتمكن من ذلك وبدا أنه قادر على الظهور بمستوى أفضل إن هو لعب في منصبه الأصلي وسط ميدان دفاعي، وبلعيد الوافد الجديد والذي كان من المفترض تجريبه في هذا المنصب بعد فشله في المحور أصيب وسيغيب، ما قد يحوّل وجهة سعدان إلى مجاني أو إلى عنتر يحيى مثلا، مثلما فعل في أنغولا . عودة مطمور ستنعش الهجوم ولا تقتصر الأخبار السعيدة على جاهزية عنتر يحيى وبوڤرة للقاء اليوم وفقط، بل أنّ الأخبار السعيدة تكمن أيضا في عودة مطمور من الإصابة وتماثله للشفاء نهائيا بعدما اندمج في المجموعة مساء يوم الخميس المنقضي، وهي العودة التي جاءت في وقتها من أجل إنعاش الخط الأمامي الصائم عن التهديف منذ فترة طويلة، ومن شأن عودة النشيط مطمور على الجهة اليمنى أن تنعش هذا الخط بداية من لقاء اليوم بتحركاته وتوغلاته السريعة وتمريراته العرضية. وتحرّر غزال بالتأكيد ومن شأن هذه العودة أن تمنح المساعدة مثلا لصايفي وجبور اللذان وجدا نفسيهما مع غزال في عزلة خلال لقاء إيرلندا، كما من شأنها أن تحرر غزال الذي لم يسجل أهدافا منذ 10 مباريات كاملة وهي: مصر في القاهرة، مصر في السودان، رواندا، مالي، أنغولا، كوت ديفوار، مصر في أنغولا، نيجيريا، وصربيا وإيرلندا وديا”. 10 مباريات لم يزر فيها “الغزال” مرمى المنافسين، ومن يدري فقد يفك العقد هذه الأمسية بعودة مطمور ومساعدته للمهاجمين من على جهته اليمنى. عدم تلقي أهداف مهم جدا وسيكون من المهمّ في لقاء اليوم تحقيق الفوز للتنقل إلى جنوب إفريقيا بمعنويات مرتفعة، كما سيكون من المهم أيضا أن لا يتلقى منتخبنا أهدافا في هذه المباراة، حتى يتمكن هذا الخط من استرجاع تلك الهيبة التي عرف بها من قبل عندما شكل أحسن خط دفاع في مجموعته خلال الاقصائيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم. ... وتسجيل الأهداف مهم أكثر كما من المهمّ أيضا أن يفك المهاجمون العقدة التي لازمتهم في المباريات الأخيرة أيضا بتسجيل هدفين فما فوق أو أكثر إن أمكن ذلك، وحبذا لو يكون مسجلو الأهداف مهاجمون في الأصل على غرار صايفي، جبور وغزال، وذلك حتى يستعيد كافة المهاجمون ثقتهم في النفس قبل السفر إلى جنوب إفريقيا.