بعد عطلة ثلاثة أيام استفاد منها اللاعبون بمناسبة عيد الأضحى، يعود وداد تلمسان عشية اليوم إلى جوّ التحضيرات، تحسّبا لمباراة الجولة التاسعة من البطولة التي ستجمعه باتحاد العاصمة يوم السبت المقبل على أرضية ملعب بولوغين. وإذا كان اللاعبون الذين يقطنون بتلمسان أو المناطق المجاورة استفادوا من ثلاثة أيام راحة... فقد فضّل الطاقم الفني منح العناصر التي تقطن بالوسط والشرق أربعة أيام عطلة بدأت منذ يوم الاربعاء الماضي، أي مباشرة بعد انهائهم للمواجهة التي جمعتهم بفريق جمعية الشلف. وكان خريس منح كل واحد منهم برنامجا تدريبيا يطبّقه على انفراد. اللاعبون كانوا ينوون المقاطعة وتراجعوا في آخر لحظة وكاد اللاعبون أن يقاطعوا التدريبات المقررة لهذا اليوم، بسبب عدم تلقيهم للصكوك التي كانوا وعدوا بها من قبل، ولم يتحصلوا سوى على منحة قدرها 50 ألف دينار خاصة بالعيد، ناهيك على أنها لم تشمل كل اللاعبين، مما جعل هؤلاء يدخلون في حالة احباط حقيقية. ورغم أنهم كانوا اتفقوا على عدم العودة مجدّدا إلى التدريبات بعد نهاية عطلة العيد، إلا أن الأخبار الأخيرة التي وصلت إلى مسامعهم مفادها أن الإدارة شرعت حتى قبل عيد الأضحى في تسوية الأمور الإدارية المرتبطة بعملية ضخّ بعض من ديون اللاعبين في أرصدتهم، جعلت اللاعبين يعلقون قرارهم هذا ويستأنفون اليوم تدريباتهم. الإدارة شرعت في تسديد مرتّبات اللاعبين وبغية احتواء الأزمة التي كادت تدخل الوداد في دوّامة حقيقة بفعل النتائج السلبية المسجلة من جهة وعدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم من جهة أخرى، وفور تلقيها لإعانة مالية هامة من السلطات المحلية، دخلت إدارة وداد تلمسان في سباق مع الزمن لوضع فريقها في ظروف مريحة، حيث شرعت قبل العيد في العمل على تسوية الأمور الإدارية الخاصة بضخ أجرة شهر أو شهرين في أرصدة اللاعبين، والذين بإمكانهم سحبها هذا الأسبوع. بوسحابة يدعّم العارضة الفنية وبالموازاة مع عملية تسديد أجور اللاعبين، عقد مسيّرو الوداد لقاء مع المدرب خريس خير الدين بغية التطرّق معه إلى الجانب التقني للفريق، خاصة أن توقف البطولة بمناسبة العيد تعدّ فرصة لمعالجة بعض الأمور الاستعجالية. ليتفق الطرفان على تدعيم العارضة الفنية باللاعب السابق للوداد بوسحابة لعرج، ليكون مساعدا للمدرب الأول خريس. درّب سيدي سعيد لعدّة مواسم ويعتبر بوسحابة لعرج واحدا من خريجي مدرسة وداد تلمسان حيث سبق له حمل ألوانه في سنوات التسعينيات، وبعد اعتزاله اللعب تولّى تدريب بعض الفرق الصغرى بتلمسان، في صورة أفاق أبي تاشفين وكذا الفريق الثاني بتلمسان اتحاد سيدي سعيد الناشط ببطولة الجهوي الأول لأكثر من موسمين، لكن الحظ لم يحالفه معه لتحقيق الصعود، حيث كان اللقب يفلت منه خلال الجولات الأخيرة من كل موسم، ليكتفي باحتلال المراتب الثلاثة الأولى. حقق الصعود مع بن باديس وبعد التجربة التي خاضها بتلمسان، تنقل بوسحابة الموسم الماضي إلى بن باديس أين أشرف على فريقها المحلي الناشط هو الآخر ببطولة الجهوي الأول وحقق معه الصعود في أول موسم إلى بطولة ما بين الرابطات، كما واصل العمل على عارضته الفنية مع بداية الموسم الجاري. بوسحابة: "أنا ضمن العارضة الفنية للوداد بنسبة كبيرة" وفي اتصال هاتفي به، أكّد بوسحابة لعرج خبر التحاقه بالعارضة الفنية للفريق الذي لعب له في السنوات الماضية، على أن يباشر عمله في غضون اليومين القادمين حيث قال: "فعلا، لقد اتصل بي خريس وأعطيته موافقتي على العمل معه ضمن العارضة الفنية للوداد، ولم تبق إلا بعض الأمور الادارية سأنهيها مع فريقي السابق شباب بن باديس، الذي أتمنى أن يتفهّم مسيروه وضعية الوداد التي تحتم عليّ الالتحاق به لأساهم رفقة زملائي في إخراجه من هذه الوضعية، وهذا حتى أباشر مهمتي الجديدة في اليومين المقبلين على أقصى تقدير". "بتضافر الجهود يمكن إخراج الوداد من هذه الوضعية" وعمّ إذا كان متفائلا بإمكانية إخراج الوداد من وضعيته الصعبة التي ما زال يتخبط فيها منذ انطلاقة هذا الموسم، أضاف بوسحابة: "وضعية الوداد صعبة لكن الوقت لا زال في أيدينا لإنقاذه، فالبطولة لا زالت في بدايتها وترتيب الفرق متقارب، لكن ذلك لن يتم إلا بتضافر جهود الجميع من مسيرين ولاعبين وأنصار ومحبّين له". "الاعتماد على أبناء الفريق حلّ إيجابي" كما ثمّن المدرب بوسحابة هذه الخطوة المتمثلة في الاعتماد على أبناء الفريق وقال: "هذا هو الأمر الذي كان ينقص الوداد منذ مدة، أيّ الاعتماد على أبنائه، فهم الذين يعرفون كل كبيرة وصغيرة عنه، وأنا متأكد من أن هذه السياسة ستعطي ثمارها سواء لدى الفئات الصغرى أو عند الأكابر". ثلاثي التدريب تخرّج من مدرسة الوداد وإذا كان الوداد اعتمد في المواسم الأخيرة على جلب لاعبين لم يسبق لهم التدرج بالفئات الصغرى للفريق، فإنه وعلى مستوى الأطقم التقنية حوّل وجهته نحو لاعبيه السابقين، ذلك أن الثلاثي الذي يشرف على فريق الأكابر مكوّن من ثلاثة لاعبين سبق لهم حمل ألوانه، وهم: المدافعان السابقان خريس خير الدين وبوسحابة لعرج، وحارس المرمى بن يمينة بوزيان. الوداد بدأ يعتمد على لاعبيه السابقين ولم يعد اعتماد مسيّري الوداد على لاعبيه السابقين في تدريب الأكابر فقط، بل امتد حتى إلى الفئات الصغرى التي يتولّى الإشراف على تدريبها لاعبون صنعوا أفراح الوداد في عصره الذهبي لمّا كان يلعب على الألقاب لا من أجل تفادي السقوط، مثلما هو الشأن في المواسم الأخيرة، بدليل أنه كان توّج بكأسين للجمهورية وكأس عربية واحدة، وهؤلاء اللاعبون هم وبالإضافة إلى خريس، بوسحابة وبن يمينة، نجد بتاج طارق جلطي محمد، وحسب بعض المصادر من الممكن الاستنجاد كذلك باللاعب دحلب. بعض الأطراف اقترحت بيرة وبالموازاة مع هذه التعيينات الخاصة بمساعدي المدرب خريس، اقترحت بعض الأطراف تدعيم العارضة الفنية للوداد بالمدرب عبد الكريم بيرة، الذي سبق له الاشراف على تدريب الفريق سنة 2006، لكن هذا الأمر بقي مجرّد اقتراح فقط دون تأكيد. ------------------------- بريكسي وسيدهم ضمن تجمّع المنتخب العسكري ستجري حصة الاستئناف المخصصة لهذا اليوم بملعب العقيد لطفي بداية من الساعة الرابعة مساء دون بريكسي زكرياء حارس المنتخب الوطني العسكري والمدافع سيدهم الياس، اللذين التحقا يوم أمس بالتجمع الأسبوعي الذي تعودت النخبة العسكرية على إقامته تقريبا كل أسبوع. سيواجهان شباب بلوزداد وديا ومثلما جرت عليه العادة عند نهاية كلّ تجمع للمنتخب الوطني العسكري، سيجري هذا الأخير يوم الثلاثاء لقاء وديا يجمعه بشباب بلوزداد، وهي فرصة ل سيدهم وبريكسي للبقاء في جو المنافسة، خاصة أن الأول منقوص من هذا الجانب كونه غاب عن مباريات الجولات الأولى بداعي الإصابة، أما الثاني فلم يشارك سوى في لقاء واحد أمام شبيبة القبائل. ---------------------------- الوداد لم يحقق أيّ نتيجة إيجابية خارج قواعده تعتبر مباراة السبت المقبل التي ستجمع وداد تلمسان باتحاد العاصمة لحساب الجولة التاسعة من عمر الرابطة المحترفة الأولى صعبة جدّا لفريق عاصمة الزيانيين لعدة اعتبارات، أبرزها اسم الفريق المنافس الذي يضمّ أسماء لها وزن في كرة الكرة الجزائرية. وممّا بين صعوبة مأمورية أشبال المدرب خريس في مواجهتهم لاتحاد العاصمة، هوم أنهم لم يستطيعوا تسجيل أي نتيجة إيجابية خارج قواعدهم منذ انطلاقة الموسم الجاري، فقد انهزموا أمام شبيبة القبائل بملعب أول نوفمبر بثلاثة أهداف دون مقابل، وأمام وفاق سطيف بملعب الثامن ماي بثلاثة أهداف مقابل واحد، وأمام شباب باتنة بملعب هذا الأخير بنتيجة هدف دون ردّ. اللاعبون سيندمون على 10 نقاط ضيّعوها بملعبهم وفي حال عجزهم على العودة بنتيجة إيجابية في رابع خرجة لهم سيلعبونها بعيدا عن معاقلهم، سيندم لاعبو الوداد أشدّ الندم على النقاط العشر التي ضيّعوها بملعب العقيد لطفي، ستة منها ذهبت إلى رصيد مولودية العاصمة واتحاد الحراش، والأربعة الأخرى ضاعت بعدما تعادلوا أمام أهلي البرج وجمعية الشلف. لو فازوا بقواعدهم فقط لكانوا في وضعية أفضل وضعية الوداد هذه المتمثلة في احتلاله للصفّ ما قبل الأخير على جدول الترتيب فرضتها النتائج السلبية التي سجلها خاصة تلك التي كانت بملعبه وبلغت أربعة تعثرات كاملة (انهزامان وتعادلان)، مما يعني أن عشر نقاط ذهبت في مهبّ الريح ولو ظفر بها الوداد لكان يحوز اليوم على 15 نقطة في رصيده، ولكان في مرتبة مريحة. فوز البرج على الاتحاد يحفّزهم ورغم هشاشة الوداد هذا الموسم خارج قواعده بدليل عدم تمكنه من العودة ولو بتعادل وحيد، يبقى بصيص الأمل لديه ينبع من تمكن أهلي البرج من الإطاحة باتحاد العاصمة بملعب هذا الأخير، الأمر الذي سيحفّز لاعبي الوداد على العمل من أجل السير على نفس خطى الفريق البرايجي، الذي لا يملك هو الآخر لاعبين كبارا. استرجاع اللاعبين المصابين عامل مفيد وبالإضافة إلى الرغبة الجامحة التي تدفع بلاعبي الوداد من أجل الاطاحة باتحاد العاصمة، مكنت عطلة العيد الوداد من استرجاع لاعبيه المصابين في صورة مباركي وربما قوادري، زيادة على اللاعبين الآخرين الذين استأنفوا اللعب مؤخرا، على شاكلة بوسحابة وبدرجة أقلّ سيدهم. --------------------------- لاعب مغترب قصد المعاينة يباشر لاعب مغترب يدعى بورحلة محمد قادم من "ليون" وينشط كمتوسط ميدان تدريباته مع الوداد هذا اليوم، وذلك حتى يعاينه الطاقم الفني بقيادة خريس، على أمل أن يكون مستواه مقنعا فيدعّم به الوداد صفوفه خلال افتتاح سوق التحويلات الشتوية. ---------------------------- بريكسي: "جاهز متى احتاجني المدرّب ولا يهمّني الفريق الذي أواجهه" - بداية كيف هي أحوالكم في ظلّ النتائج الهزيلة التي واصلتم تسجيلها؟ لم نستطع أن نجد تفسيرا لهذه التعثرات المتتالية، فرغم أننا نبذل قصارى جهودنا لتحقيق نتيجة إيجابية، إلا أننا نخرج خائبين في آخر المطاف وكأن الكرة "ما بغاتناش هاذ العام". - كيف هي معنوياتكم؟ لقد تأثرنا معنويا بهذه النتائج لأنه ليس من السهل أن تكتفي بالتعادل بملعبك وتخسر خارجه، ومن حسن الحظ أن مناسبة العيد جاءت لتخفف عنّا الوضع وتجعلنا ننسى هذه النتائج السلبية، وبالتالي سنعمل على تجديد العهد مع النتائج الإيجابية خلال المباريات المقبلة. - لكن بداية هذه المباريات المقبلة ستكون من بوابة مواجهتكم لاتحاد العاصمة التي لن تكون سهلة، أليس كذلك؟ أكيد أن المباراة أمام اتحاد العاصمة ستكون جد صعبة، لكن أظن ان شروع الادارة في تسديد بعضا من ديوننا قد تكون بمثابة حافز إضافي لنا، رغم أننا حتى في المواجهات السابقة كنا ندخلها بهدف واحد هو تسجيل نتائج إيجابية، لكن الحظ لم يكن بجانبنا. - تعلم بأن إدارة اتحاد العاصمة كانت وضعت شرطا على مسيري الوداد لمّا وافقت على اعارة الحارس معزوزي لهم، يقضي بعدم مشاركة هذا الحارس في المواجهات التي تجمع بين الفريقين، مما يعني أنك ستكون الحارس الأول في هذه المواجهة إذا ما تمّ تطبيق هذا البند من الاتفاق، ما تعليقك على ذلك؟ أنا لا يهمّني لا هذا الشرط ولا الفريق الذي أواجهه لأني دائم جاهز للمنافسة، ومتى احتاجني المدرب أنا تحت تصرّفه. - تعني بأن المشاركة أمام فريق اتحاد العاصمة تعتبر عادية بالنسبة إليك؟ طبعا، ففريق اتحاد العاصمة ورغم الأسماء اللامعة التي يضمها فأنا كذلك أثق في إمكاناتي وقادر على اللعب أمام أي فريق. - نقصد أنك لن تتأثر بنقص المنافسة؟ أبدا، فرغم أني لم أشارك كثيرا خلال المواجهات الثمانية التي لعبت في البطولة لحدّ الآن، إلا أنني ألعب كل أسبوع مباراة تحضيرية مع المنتخب العسكري، مما يجعلني أعوّض مباريات البطولة التي لم ألعبها. - موازاة مع المباريات التحضيرية التي تحدّثت عنها والتي لعبتها مع المنتخب العسكري، كنت واجهت فريق اتحاد العاصمة ثلاث مرّات هذا الموسم مع المنتخب المذكور، مما يكون سمح لك بأخذ فكرة عن تعداد الاتحاد هذا الموسم، أليس كذلك؟ فعلا، لقد سبق لي أن واجهت الاتحاد ثلاث مرات هذا الموسم، لكن ذلك لا يعني شيئا، ففريق الاتحاد غني عن التعريف من جهة، وأنا واثق من إمكاناتي من جهة أخرى. - مواجهة فريق مثل اتحاد العاصمة غالبا ما يحفّز اللاعبين على بذل مجهودات إضافية عكس ما يكون عليه عند مواجهة الفرق الصغيرة، هل سينطبق عليكم ذلك في المباراة القادمة؟ قد يكون ذلك صحيحا إلى حدّ ّما، لكن الوضعية التي يوجد فيها فريقنا تحتّم علينا محاولة تحقيق نتيجة إيجابية أمام أيّ فريق نقابله، وبالتالي نسعى لأن تكون انطلاقتنا من هذه المباراة. - في كل مباراة يلعبها الوداد نسمع بأن انطلاقته ستكون منها لكن يحدث العكس في كلّ مرّة، لماذا تأخرت الانطلاقة الحقيقة للوداد لحدّ الآن؟ هناك أسباب كثيرة منها نقص الخبرة عند أغلب العناصر والإصابات الكثيرة التي لاحقت معظم اللاعبين إضافة إلى سوء الحظ.. وعلى العموم، هي فترة فراغ نمرّ بها وطال أمدها للأسف.