سيكون منتخبنا الوطني سهرة اليوم بداية من الساعة السادسة بمركّب 5 جويلية الأولمبي، على موعد مع ملاقاة المنتخب البوسني في مباراة ودّية تندرج ضمن احتفالية "الفاف" بالذكرى الخمسين لتأسيسها، والجزائر بالذكرى الخمسين لاستقلالها وتحضيرات "الخضر" لنهائيات كأس إفريقيا 2013. وإن كانت النتيجة لا تهمّ في مثل هذا النّوع من المباريات الودّية، إلاّ أنّ المباراة تكتسي أهمّية كبرى بحكم أن منتخبنا الوطني سيكون مطالبا بالإقناع ومواصلة سلسلة نتائجه الجيدة التي هو بصدد تحقيقها منذ تعيين البوسني وحيد حليلوزيتش على رأسه، كما أن الأنظار ستوجه إليه لاختبار قوّته أمام منافس ينشط لاعبوه في كبرى البطولات الأوروبية في صورة دزيكو وبيانيتش. لعنة الإصابات هاجس حليلوزيتش وتحوّل البوسني الذي لطالما بالغ في تفاؤله في مختلف المباريات العشر التي أشرف فيها على "الخضر" من قبل، ولطالما طالب أشباله بتحقيق الإنتصارات في المباريات التي يلعبها سواء تعلق الأمر بمباراة رسمية أم ودّية، إلى لغة الحيطة والحذر منذ أوقعتنا قرعة نهائيات كأس إفريقيا في مجموعة الموت، قبل أن يصمت مرغما بسبب شبح الإصابات الذي طال نصف تعداده قبيل مباراة البوسنة. فما لا يقل عن 13 لاعبا دخلوا العيادة مؤخرا، وتقريبا سيغيبون جميعا عن هذا الموعد وهي ضربة قاسية للمنتخب والبوسني، المتخوّف من انعكاس ذلك سلبا على أداء المنتخب في لقائه أمام البوسنة. أصعب اختبار لحليلوزيتش أمام دزيكو وبيانيتش وسيكون لقاء اليوم أفضل وأصعب اختبار سيخوضه البوسني منذ تعيينه مدربا للمنتخب، فالرجل الذي انهالت عليه عبارات المدح والثناء من طرف الأغلبية في الجزائر بعدما صار منتخبنا يطيح بمنافسيه بالأربعة والثلاثة والثنائيات وبعدما صار يمتع هجوميا أيضا، سيكون أمام اختبار مختلف هذه المرة، لأنه بكل بساطة لن يواجه تانزانيا، إفريقيا الوسطى، النيجر، رواندا أو غيرها من المنتخبات الضعيفة، بل سيواجه منتخبا يضم في صفوفه خيرة اللاعبين ممن ينشطون في أوروبا على غرار منتخبنا. وهو ما سيجعل مباراة البوسنة مهمة جدا لاختبار منتخبنا والتأكد من أن لمسة البوسني موجودة، حتى أمام الكبار والعمالقة من أمثال دزيكو وبيانيتش وزملائهما. حليلوزيتش يرفض السقوط لاسيما أمام البوسنيين الخصوصية المهمة الأخرى تكمن في أنّ حليلوزيتش ولأول مرة خلال مسيرته سيواجه أبناء بلده كمدرب، ففي السابق تعوّد الرجل على مناصرة منتخب بلاده من المدرجات أو عبر الشاشة الصغيرة في المباريات الرسمية والودية التي يخوضها، وهذه المرة سيكون خصما شرسا له، خصما يتمنى سقوط منتخب بلاده كي يفوز المنتخب الذي يمنحه راتبه الشهري، وكم سيكون صعبا عليه تقبل الخسارة ضدهم، لأنه حينها سيمقت اليوم الذي برمجت فيه مباراة ودية للجزائر أمام البوسنة، لاسيما أن هذه الخسارة وإن حدثت حقا ستنهي مسيرته الجيدة في 10 مباريات كاملة خسر فيها مرة واحدة وفقط. اللقاء فرصة لمن طالبوا بفرص اللعب دوما وأبدا ولن ترتكز الأعين على حليلوزيتش لوحده، لأن الغيابات التي فرضتها الإصابات تقابلها انتدابات جديدة، ونخص بالذكر العدد الكبير من اللاعبين المحليين الذين استنجد بهم البوسني في صورة ڤاسمي، بولمدايس، جاليت، ريال وعدد من المحليين المنتظر أن توضع فيهم الثقة في صورة بن موسى وكل العناصر التي طالبت بفرصها في هذا المنتخب. فالأنظار ستصوب عليهم عندما يكونون تحت مجهر الأنصار الذين سيغزون مدرجات ملعب 5 جويلية، وتحت مجهر البوسني الذي يعلق عليهم آمالا كبيرة لتعويض المصابين والغائبين عن المباراة. من يريد "الكان" ما عليه سوى تقديم البرهان وفي النهاية فإن من يريد التواجد في بلاد البافانا بافانا عليه أن يستغل الفرصة سهرة اليوم، فرصة لا تأتي دوما لأن سليماني، سوداني، جبور، يبدة، غزال، بوڤرة، مصباح، كادامور، جابو وعودية وغيرهم من المصابين لن يصابوا كل مرة، ومن سيعوضونهم ستكون الكرة في مرماهم كي يكشفوا ما يمتلكونه من إمكانات سواء بالنسبة للمحليين الذين تتعالى أصواتهم يوميا بطلب الفرص، أو المحترفين ممن احتجوا من قبل على قلة الفرص المتاحة لهم، وإحراج دزيكو والزملاء والفوز عليهم لم لا سيكون بمثابة تذكرة للسفر إلى جنوب إفريقيا بالنسبة للمتألقين والمساهمين في ذلك. "فلتجعلوها احتفالية لخمسينية الاستقلال" ومهما تكن الصعوبات في لقاء اليوم، ومهما تكن قيمة المنافس، فإن في كرة القدم كل شي ممكن، ثم أن منتخبنا الذي سبق له أن أحرج المنتخب الإنجليزي في المونديال وتفوق على الأورغواياني في 5 جويلية في مباراة ودية، سيكون باستطاعته هزم البوسنة دون أي مشكل، لاسيما إن لعب بطريقته الهجومية المعهودة، وحينها ستكون المباراة احتفالية بعيد الاستقلال بأتم معنى الكلمة مثلما يتمناها كل جزائري