من يوم لآخر يكسب الوافد الجديد على المنتخب الوطني رياض بودبوز نقاطا إضافية، ومن يوم لآخر يواصل تألقه المستمرّ داخل المجموعة، ومن يوم لآخر يلفت أنظار الجميع إليه بفضل أدائه المتوازن، أداء يروق كل من يحضر حصص “الخضر“ التدريبية، ويتابع ما يصنعه هذا الجوهرة بالكرة عندما تكون بحوزته... بودبوز تألق ولفت أنظار وانتباه الجميع هناك ب “كرانس مونتانا” بسويسرا، وواصل تألقه هناك في “هارزوغ بارك” بألمانيا، وها هو يواصل ذلك بجنوب إفريقيا أياما قليلة قبيل انطلاق “المونديال”، ويمنح ل سعدان حلا نراه شخصيا حلاّ ناجعا ستكون نتائجه مضمونة لفك عقدة الهجوم وعزلة المهاجمين، لو أن الرجل الأول على رأس العارضة الفنية يضع فيه ثقته مستقبلا. “سقى” زياني فركض خلفه ضاحكا موعدنا صبيحة أمس كان بملعب “أوغو” وأول حصة تدريبية حقيقية يخوضها منتخبنا الوطني منذ وصوله إلى جنوب إفريقيا (الحصة الأولى يوم الاثنين كانت استرخائية بالفندق)، حصة تمتعنا من خلالها بالمردود الراقي الذي قدّمه بودبوز مهاجم “سوشو” الفرنسي خلال المباراة التطبيقية التي أجراها اللاعبون فيما بينهم، إذ بالرغم من أن سعدان أجبره خلالها على التواجد مع مجموعة الاحتياطيين، إلاّ أنه أبلى البلاء الحسن، وكان بمثابة أحسن عنصر من التشكيلتين فوق المستطيل الأخضر، بمراوغاته القاتلة التي ذهب زياني ضحية لها في واحدة منها، حيث مرّر له الكرة بين ساقيه في إحداها، ما جعل زياني يركض وراءه كي يؤنّبه مازحا على ما فعله به، وهو الذي مجّده وساهم في انضمامه إلى المنتخب، كما أنّ الكرة كانت تمرّ عليه في كل مرة هو وعبدون، فضلا على تمريراته الحاسمة التي ساهمت في خلق فريقه الاحتياطي عددا من الفرص السانحة للتهديف. هجومنا يفتقد إلى حسّه وحيويته ولسنا هنا بصدد تمجيد هذا الوافد الجديد الذي نحن متيقنون من أنه أسال لعاب المدرب الوطني منذ أن رآه لأول مرّة وهو يداعب الكرة، وإلا ما الذي يجعله يصرّ على استقدامه، لكننا متيقنون في آن واحد بأن الوضعية العصيبة التي يمر بها خط الهجوم، وتواصل صيام مهاجمينا الذين جرّبناهم جميعا عن التهديف، يتطلب تغييرات اضطرارية في الهجوم، وهي التغييرات التي إن أجريت، فإن ذلك يستدعي بالضرورة منح الفرصة ل بودبوز على الجهة اليمنى في الهجوم، وبالضبط في المنصب الذي تعوّد مطمور على اللعب فيه، على أن يتحوّل هذا الأخير رفق أحد المهاجمين إلى الأمام كرأس حربة أصلي مثلما كان الحال في لقاء كوت ديفوار، ومن يدري فقد يكون ذلك التغيير ناجعا بالنظر إلى خفة وحيوية بودبوز، وقد تنتهي أزمة هجومنا بداية من لقاء سلوفينيا الذي سيكون التسجيل فيه أهم من التسجيل في أي لقاء آخر سبق هذه المباراة الرسمية. عيبه الوحيد أنه لا يدافع وينتظر الكرة ليفعل بها ما يشاء مدح بودبوز والثّناء عليه، لا يعني بالضرورة أنه لاعب خال من العيوب والمساوئ، بل أن في اللاعب عيبا وحيدا نراه العائق الوحيد الذي قد يجعل سعدان لا يعوّل عليه أساسيا في لقاء سلوفينيا ولا في أي لقاء آخر يليه، إذ صحيح أنه لاعب يتمتع بحيوية كبيرة، وحس هجومي أكبر، وسحر قاتل وفنّ نادر في المراوغات، وصحيح أيضا أنه لاعب يخترق المدافعين بسهولة، إلا أن عيبه الوحيد أن لاعب لا يدافع ولا يساعد رفاقه على استرجاع الكرة، لأنه من النوع الذي يطلبها ويتصرّف بها كما يحلو له بعدها، وهو عيب قد يجعل سعدان يغض النظر عن إدراجه أساسيا، وقد يفضل بسببه لاعبا كمطمور الذي يهاجم ويدافع في آن واحد من جهته اليمنى، وقد يفضّل عليه كل المهاجمين الآخرين الذين تعودوا على التنويع بين دوري الدفاع والهجوم لمساعدة رفاقهم. تألقه المتواصل يريح ويحيّر سعدان ومن المؤكد أن تواجد عنصر كهذا ضمن التعداد بإمكاناته الكبيرة التي قد تبلغ الكمال في حال تحسين دوره الدفاعي، فإنه يريح سعدان ويقلقه في آن واحد، يريحه لأنه ورقة إضافية رابحة صارت تحت تصرّفه بعدما فقد جوهرة من طينة مغني، ويقلقه لأن ذلك سيجعله يفكر في إحداث تغييرات على مستوى القاطرة الأمامية، وهي التغييرات التي يرى مدربنا الوطني أن الوقت فات للقيام بها ونحن على بعد أيام قليلة عن انطلاق “المونديال“.