تتواصل المسيرة السلبية لمولودية سعيدة هذا الموسم من خلال النتائج الكارثية التي باتت تسجلها من جولة لأخرى، حيث صارت الخسارة تلي الأخرى وصار الكل يسأل "شحال خسرو؟"، سيما أن الفريق يقبع في المرتبة الرابعة عشرة في سابقة لم يشهدها منذ مواسم، حيث أنه وفي الجولة نفسها (الحادية عشرة) من بطولة الموسم الماضي حين كان ينشط في القسم الممتاز، كان رصيده 13 نقطة وكانت مواجهة أول أمس القطرة التي أفاضت الكأس، خاصة أن الفريق خسر أمام الجار جمعية وهران الذي سجل خسارة على أرضية ملعبه في الجولة التي سبقت، وبالمقابل عادت المولودية بثلاث نقاط ثمينة وإن كانت أمام منافس كانت أغلب عناصره من فئة الآمال. "الصادة صدت" وشتان بين الماضي والحاضر "الصادة صدت"... هذا هو العنوان الأبرز للفترة الراهنة مع توالي النتائج السلبية، فالخروج من الدوامة الحالية يتطلب تكاتف جميع الفاعلين في الوسط الرياضي السعيدي خاصة أولئك الذين يتحدثون بحسرة عن الواقع الذي تعيشه المولودية في هذه الفترة، ولا يبادرون لأي التفاتة تثير انتباه الجميع للمساهمة في دفع عجلة الفريق وإعادته إلى السكة السليمة، فالمطلوب حسب الأنصار أن يكون تكاتف المسيرين السابقين للفريق مع أعضاء المكتب المسير الحالي ونبذ جميع الخلافات الهامشية التي فرقت بين الإخوة الذين صنعوا مجد الفريق منذ مواسم قليلة خلت، حين تغنى الجميع ببن حمزة، بلهزيل، الخالدي، الحاج المكي ورجال الخفاء الذين قدموا كافة المساعدات ووفروا حتى الكماليات في الوقت التي كانت تعيش فيه مختلف الفرق أزمات متعددة، وهو ما انعكس إيجابا على مسيرة النادي حيث كان الهدف المشترك هو رؤية الفريق الذي استشهد لأجل ألوانه الكثير وتقمصها لاعبون لا يزال الكثير من الرياضيين والأنصار على المستوى الوطني يحتفظون بالصور الجميلة التي تكررت في أكبر القنوات الرياضية مثل "أرتي" والجزيرة الرياضية حين كان يحسب لهم ألف حساب، وكان هدف ولد التيڤيدي أمام "السياربي" من أحسن الأهداف والثنائي سوڤار - حميدي من أحسن المهاجمين في البطولة، ودرويش، مارسال، بن دحمان، صديق وغيرهم من أبرز اللاعبين الذين تتهافت على طلبهم أغلب الأندية. "عودوا فالتاريخ سيسجل وقفتكم هذه" الفاعلون في الفريق خلال المواسم الماضية والذين سبق ذكرهم، يعلم الجميع أن حب الفريق لا يزال يسيطر عليهم كما أن الوضعية الحالية تؤلمهم دون شك، خاصة أنهم عاشوا معه لحظات لن ينساها أحد منهم وخلدت بصفحات لا يزال بعضها حاضرا على العديد من الجدران التي دونت عليها عبارات: "الشبكة يا حميدي، الله أيوا تيڤيدي، العمري ديرها له"، إضافة لتمجيدهم لهؤلاء المسيرين الذين أخذوا على عاتقهم تسيير النادي في الوقت الذي كان فيه التضامن سائدا بين اللاعبين والمسيرين حين كان جلب أي مدرب يخضع لمعايير محددة وانتداب أي لاعب يمر عبر العديد من التجارب والاختبارات، وليس بجعل الفريق في أيدي السماسرة من بعض المناجرة الذين عاثوا فسادا في الفريق من خلال جلب بعض اللاعبين والمدربين الذين كانوا في الأمس القريب يتمنون مشاهدة المولودية عن قرب في مواجهات سطيف والقبائل واتحاد العاصمة وغيرها من الفرق القوية، فعودة "الحرس القديم" صارت مطلب الجميع ونبذ الخلافات الهامشية أضحى ضرورة ملحة، خاصة أن العلاقة الأخوية لا تزال قائمة لكن الاختلاف قائم في طريقة التسيير الحالية، هذا ويناشد الأنصار الذين منهم من ذرف دموع الأسى خاصة الكبار منهم أن يتبنى الجميع مصلحة الفريق ويضعها فوق كل الاعتبارات الشخصية ويلم الشمل من جديد، خاصة وأن المولودية بدورها قدمت العديد من الامتيازات لهؤلاء بعد أن قدموا خبرتهم وكفاءتهم لصالح الفريق في الفترة التي عرفت بالحقبة التي لن تتكرر. الخالدي لم يقصر ويد واحدة لا تصفق ومثلما يجزم به أغلب الأنصار والمقربين في الفريق بأن الرئيس الحالي للفريق الخالدي لم يقصر أبدا من أجل رؤية الفريق يعود مرة أخرى إلى سابق عهده، لكن غياب الدعم اللازم خاصة من الناحية المالية حيث أن الاجتماعات لمجرد الكلام فقط تكون بحضور كل أعضاء المكتب المسير لكن في وقت الحاجة تجد عضوين أو ثلاثة تحملوا العبء الأكبر لحد الآن، حيث أن أحد الأعضاء تولى تدبير راتب شهرين للمدرب حنكوش أو العضو الثاني الذي أقرض الفريق مبلغ ثلاثين مليونا من أجل التكفل بتنقل الفريق أول أمس إلى بلعباس تحضيرا لمواجهة "لازمو"، خاصة وأن التشكيلة قضت ليلتها بأحد الفنادق فيما تحمل الخالدي والمساهم الحاج صالح باقي النفقات لحد الآن، فالحديث عن المسيرين باختلاف مناصبهم ومسؤولياتهم في الفريق يقودنا للحديث عن أن منهم من يتابع أخبار الفريق عن طريق الجرائد ومنهم من لا يعرف حتى أسماء بعض لاعبي الفريق ومنهم من لا يفقه أصلا في أمور الكرة وتجده يقدم الملاحظات للمدربين ورجال الإعلام، فمولودية هذا الموسم كشفت العديد من الأوراق، وكما سبق ذكره ففريق بحجم المولودية لا يمكن أن يسّير بثلاثة أو أربعة أعضاء بل يجب تواجد أرمادة من المسيرين العارفين بخبايا الكرة وكواليس البطولة خاصة أن الفريق عانى كثيرا هذا الموسم من هذا الجانب ف "النية" و"الطيبة" لا تنفع في بطولة فيها البقاء للأقوى والصعود للأشرس. الاعتبار بمسيري الفرق الأخرى أمر ضروري وعاد الأنصار الذين صدمتهم النتيجة الأخيرة للفريق أمام الجمعية إلى الظرف العصيب الذي عاشه فريق "الحمراوة" في الموسم الماضي حين كان يحتل المرتبة الأخيرة ويقبع خلف المولودية في جدول الترتيب بسبع نقاط فقط، وكان يعيش أزمة مالية وإدارية كبيرة وصلت إلى حد تقسيم تعداد الفريق إلى تشكيلتين، ولكن مع تدهور حال الفريق واقترابه من السقوط للقسم الثاني التف الجميع حوله سواء محبا أو معارضا لسياسة الطرف الآخر ووضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا ووحيدا وهو النجاة بالفريق من براثن القسم الثاني وصار الكل يشجع والكل يحفز حتى صارت اجتماعات جباري، محياوي والبقية يوميا من أجل إنقاذ الفريق بعدما كان كل طرف ينتقد الطرف الآخر والتصادم بين الرؤى والأهداف كان سيد الموقف، هذا دون نسيان الدعم المالي الذي تلقته إدارة الفريق آنذاك من السلطات الرسمية بمختلف مستوياتها لينجح الفريق في التدارك ويحقق النتائج داخل ملعب زبانة وخارجه، وقد أوجدنا هذه المقارنة بين الفريقين لأن الوضع الحالي الذي تعيشه المولودية هذا الموسم أشبه بما عاشه "الحمراوة" في الموسم الماضي. غضب عام على السلطات المحلية والمنتخبين وأضاف الأنصار الغيورون على الفريق أن غياب الدعم المالي أثر بشكل مباشر في أداء اللاعبين، خاصة أن الجميع يعلم أن السلطات الرسمية على اختلاف تواجدها سواء كانت بلدية أو ولائية تتحمل النصيب الأكبر من الوضعية الحالية، فالنادي لم يستفد من أي سنتيم منذ الموسم الماضي حسب رئيس الفريق، وحتى المساعدات التي أقرتها البلدية هذا الموسم لم تر طريقها إلى الخزينة بسبب مماطلة الإدارة بالرغم من مرور أكثر من شهرين عن تاريخ المصادقة عليها، ويخشى جميع الأنصار أن يكون ضخ هذه المساعدات في الوقت الذي تكون فيه الأمور قد قضيت ولا تنفع الأموال حتى وإن وجدت، فحتى المنتخبين الذين قدموا وعودا للأنصار بمساعدة الفريق خلال الحملة الانتخابية تخلوا عن وعودهم خاصة أن بعضهم فاز بعد أن تغلغل في أوساط الأنصار وحمل شعار المولودية دائما وللأبد. بعض اللاعبين لا يستحقون التواجد في المولودية وبلغة المتأثر، أكد أحد الأنصار أن تاريخ الفريق وألوانه صارا في محك منذ الموسم الماضي، حيث صار انتداب اللاعبين لا يخضع لمقاييس مضبوطة بل لقيمة الراتب الذي يوقع به هذا اللاعب أو ذاك، إذ أن لجنة الانتدابات لهذا الموسم ضمت بعض اللاعبين لا شيء إلا لأن راتبهم زهيد ولم يتعد في الغالب حاجز ال 10 ملايين، فيما تم رفض البعض الآخر رغم أن مطالبهم كانت معقولة مقارنة بالأقسام والفرق التي نشطوا فيها، ويضيف مناصر آخر أن الإدارة بحثت عن الكم ولم تبحث عن النوع حتى أن بعض اللاعبين الحاليين لم يصدقوا أنهم ضمن فريق المولودية الفائز بثالث كأس جمهورية في تاريخ الجزائر وضم على ممر المواسم لاعبين صنعوا ويصنعون أروع الصور في ملاعب الجمهورية، مثل عمارة، بلبحري، مني، سوڤار، حميدي، تيڤيدي وغيرهم، وعلق أحد الأنصار قائلا: "زوجة باطل فقرت مولاها"، بمعنى أن انتداب لاعبين لمجرد أن رواتبهم زهيدة يجعلك لا تنتظر منهم الشيء الكثير. الأنصار يتشبثون بالأمل رغم مرارة الواقع مع تسجيل الفريق خسارته الخامسة في ظرف 11 جولة وفي ثلاث مواجهات كان فيها الطرف المستقبل، تعقدت أموره كثيرا واختلطت أوراق إدارة الخالدي التي كانت تسعى لتحقيق الصعود بنهاية الموسم، خاصة أن مستوى فرق بطولة هذا الموسم يعتبر متقاربا إلى حد بعيد، كما أنه لا فريق فرض منطقه منذ البداية خلافا للمواسم السابقة، ومع هذا فتسجيل نتائج هزيلة وكارثية في نظر الأنصار قد يؤجل هذا الحلم الذي تغنى به اللاعبون بعد تحقيق كل الفوز سواء أمام متذيل الترتيب سريع المحمدية صاحب النقاط الست لحد الآن، أو "الموك" الذي واجه المولودية بالآمال، فالهدف المسطر قد يتغير وفق المعطيات الحالية ورصيد عشر نقاط من 11 مواجهة حصيلة متواضعة بكل المقاييس لفريق سطر الصعود هدفا بداية الموسم رغم أن العديد من الأنصار لا يزالون يتشبثون بهذا الحلم رغم مرارة الواقع.