يطمئن إسلام سليماني- ثاني هدافي المنتخب الوطني بعد هلال سوداني- عشاق المنتخب الوطني أن حالته الصحية تحسنت كثيرا، وأنه بات جاهزا لكي يستأنف التدريبات رفقة المجموعة بعدما خضع لبرنامج علاجي مكثف تحت إشراف المحضر البدني الخاص بالمنتخب الوطني "بيسكوتي". كما يؤكد هداف بلوزداد أنه سيكون حاضرا في نهائيات كأس إفريقيا المزمع إقامتها خلال شهر جانفي من السنة المقبلة بجنوب إفريقيا، معربا عن أمنيته في أن يتمكن من تسجيل العديد من الأهداف كي ينال لقب هداف "الخضر" و"الكان" معا. "حلمي أن أكون هدّاف الكان ولدينا مجموعة قويّة قادرة على قول كلمتها" "اشتقت كثيرا للميادين وثقة حليلوزيتش تحفّزني على تقديم الإضافة دوما للخضر" "ما يحدث لفريقي بلوزداد آلمني كثيرا، وبتضافر الجهود سيعود الشّباب إلى ما كان عليه" منذ فترة طويلة لم يظهر عنك أيّ خبر، فإلى أين وصلت في مرحلة العلاج الذي تخضع له إسلام؟ وهل تحسنت حالتك الصّحيّة؟ الحمد لله الأمور تسير معي بشكل جيد، فقد تقدمت كثيرا في العلاج تحت إشراف المحضر البدني للمنتخب الوطني في مركز سيدي موسى، والأهم هو أني لا أشعر بأي آلام على مستوى ركبتي مثلما كنت أشعر من قبل، وهذا ما يجعلني أؤكّد أني تعافيت من إصابتي بنسبة كبيرة. نفهم من كلامك أن عودتك إلى أجواء المنافسة الرّسميّة مع فريقك شباب بلوزداد باتت قريبة، هل تؤكّد ذلك؟ نعم باتت قريبة بطبيعة الحال، لكني لا أعرف موعدها بالضبط وربما سيكون ذلك يوم 12 أو 13 ديسمبر المقبل، وما إن أتلقى الضوء الأخضر من المحضر البدني للخضر سأندمج في المجموعة وأحتك بالكرة بشكل عاد، ومن ثم يكون بوسعي استئناف المنافسة الرسمية. ألم تحتك بالكرة بعد؟ أنا أكتفي بالعلاج والركض وسألمس الكرة عندما أعود إلى التدريبات مع المجموعة، وكما قلت لك سيكون ذلك الأسبوع المقبل كأقصى تقدير. هل أنت قلق للعودة إلى الميادين؟ صراحة لست قلقا، أفضل ألا أتسرع حتى لا تتفاقم إصابتي، فيمكن جدا أن أتسرع في العودة وبعدها أصاب من جديد، لذلك أفضل مواصلة العلاج وتطبيق البرنامج الذي سطّر لي، ثم أستأناف التدريبات بشكل عادي ما إن أتلقى الضوء الأخضر من طرف الطبيب والمحضر البدني. لكنّك تفتقد إلى أجواء الملاعب بعدما قضيت حتّى الآن أكثر من شهر بعيدا عن أجواء المنافسة... بطبيعة الحال اشتقت كثيرا للميادين ولا يمكنك أن تتصور حجم معاناتي وأنا بعيد عن أجواء الملاعب والمباريات الرسمية، وما زاد من معاناتي هي أنها المرة الأولى طيلة مسيرتي الكروية التي أبقى مصابا وأبتعد فيها كل هذه المدة الطويلة... حالة كهذه لم يسبق وأن مررت بها من قبل، لكن الحمد لله على كل شيء، أنا اليوم أعمل وأشعر أني قادر على العودة إلى مستواي بشكل عاد رغم طول المدة التي غبت فيها. النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش أكّد أكثر من مرّة أنّه مهتمّ بحالتك الصّحيّة ويتابع تقدّمك في العلاج خطوة بخطوة، فهل هذا مشجّع لك أم يزيد من الضّغط عليك؟ الإثنان معا، لكن علي الإعتراف أن ذلك محفز أكثر من أن يكون مؤثرا من الناحية السلبية، لأن الثقة التي يضعها في شخصي مدربنا الوطني تزيدني إرادة على التحسن في العلاج حتى أتعافى كليا من إصابتي، وهذا دليل على أنه ينتظر عودتي بفارغ الصبر وينتظر مني الكثير، وبدوري أعده أني سأواصل العمل حتى أستعيد لياقتي وأكون عند حسن ظنه وفي مستوى الثقة التي يضعها فيّ خلال نهائيات كأس إفريقيا التي سنلعبها بداية من جانفي المقبل. هل ترى أنّك ستكون جاهزا وفي كامل لياقتك لنهائيّات جنوب إفريقيا رغم كلّ هذه المدّة التي غبت فيها؟ نعم، سأكون جاهزا لنهائيات كأس إفريقيا وأنا في كامل لياقتي، لأني في الوقت الحالي أخضع لعمل بدني مكثف، وبقليل من المباريات التي سألعبها ما إن أعود لأجواء المنافسة الرسمية سأكون جاهزا لموعد "الكان"، وسأعطي كل ما عندي كي أسعد الجماهير الجزائرية وأخدم منتخب بلادي، وكي أردّ جميل مدربي الذي يثق فيّ كثيرا. كثيرون صاروا يؤكّدون أنّ الوقت حان لكي يحترف سليماني في أوروبا، علما أنّك كنت مطلوبا بكثرة في الصائفة الماضية، هل يمكن أن نراك عن قريب في ناد أوروبي؟ حتى أنا أهدف لكي أحترف في أوروبا، لكن قبل ذلك أنا مركّز في المهمة التي تنتظر منتخبنا الوطني في جنوب إفريقيا، سنلعب منافسة مستواها عالي جدا وهي فرصة لي كي أحتك بهذا المستوى كي أكتسب مزيدا من الخبرة والتجربة، سأسعى للتألق أنا ومنتخب بلادي وبعدها سيكون الإحتراف هدفي الرئيسي. ستواجهون منتخبات قويّة في "الكان" ك تونس، الطّوغو وكوت ديفوار، هل تشاطر من يسمّونها مجموعة الموت؟ هي مجموعة صعبة للغاية بما أننا سنواجه منتخبات كبيرة في صورة منتخبي تونس وكوت ديفوار اللذين يملكان خبرة طويلة في هذه المنافسة، فضلا عن أنهما يضمان في صفوفهما أسماء لامعة، لكني لا أشاطر من يسمونها مجموعة الموت، بل أرى أن حظوظ منتخبات هذه المجموعة متساوية، فقط علينا أن نعطي كل ما عندنا ونخرج كل ما في جعبتنا كي يتسنى لنا ضمان التأهل إلى الدور الثاني والذهاب بعيدا في هذه النهائيات. وهل ترى أنّ الجزائر تملك مجموعة قادرة على الذّهاب بعيدا في هذه النّهائيّات؟ دون مبالغة نعم، لدينا مجموعة قوية ومتماسكة وتسودها أجواء عائلية رائعة وروح عالية، وفي ظل تجمع عوامل كهذه لا يمكننا أن ننتظر سوى نجاح هذه المجموعة في النهائيات المقبلة، وأنا شخصيا متفائل بمستقبل منتخبنا وقدرته على بلوغ أدور متقدمة في "الكان". ألست متخوّفا أنّ يلعب عامل الخبرة دوره ضدّنا، فأنت مثلا وعلى غرار عدد من لاعبي المنتخب شاب لم يسبق لك وأن شاركت في نهائيّات كهذه، وستجد نفسك في مواجهة مدافعين مخضرمين ك كولو توري أو الهيشري مثلا... بالعكس، أنا محفز للإحتكاك بالمستوى العالي وبمدافعين كبار من طينة كولو توري المدافع الكبير وصاحب الخبرة وآخرين مثله أيضا، ففي هذا المستوى وأمام منتخبات كبيرة كالتي سنواجهها يمكنني أن أتعلم أكثر وأكتسب خبرة أكبر، وهو ما سيفيدني في المستقبل مع المنتخب ويجعلني ألعب من دون أية عقدة أمام أي منتخب كان. هل تحلم مثلا أن تصبح هدافا ل"الكان" مثلما أنت الآن ثاني هدافي المنتخب بعد سوداني؟ لم لَا؟، هو حلم كبير سيبقى تحقيقه بمثابة إنجاز كبير بالنسبة لي، إن شاء الله بالعمل سأتمكن من تحقيقه ولو أن ما يهم بالنسبة لي هو الأداء الجماعي للمنتخب، فإن حققنا نتائج جيدة وبلغنا أدوارا متدمة في الكان سيكون ذلك أهم بكثير بالنسبة لي من أن أنهي النهائيات هدافا لها. لا يمكننا أن نختم حوارنا دون الحديث عن فريقك شباب بلوزداد الذي يمرّ بفترة عصيبة منذ غيابك، الأ ترى أنّ عودتك جاءت في وقتها للمساهمة في إنقاذه؟ صدقني أن حالتي النفسية سيئة بسبب ما يمرّ به فريقي شباب بلوزداد، فقد انتابني قلق شديد حول ما يحدث له في المباريات الأخيرة التي تابعتها باهتمام كبير وتأسفت كثيرا للنتائج السلبية المحققة، وأتمنى أن نتعاون مستقبلا على إعادة قطار الفريق إلى السكة الحقيقية. الشّباب تلقّى هزيمة مذلّة على يد إتّحاد الحرّاش برباعيّة مقابل هدفين وتلك الهزيمة أدخلته النّفق المظلم، في رأيك أين تكمن الأسباب؟ تلك الخسارة أثّرت عليّ كثيرا إلى درجة أني صدمت، لأن الشباب لم يتلق خسارة برباعية على أرضه منذ سنوات طويلة، وأنا شخصيا لم يسبق لي وأن رأيت الشباب ينهزم في عقر دياره برباعية، لكن هذه هي كرة القدم وعلينا تقبل قواعدها بحلوها ومرّها، علينا أن نرفع رؤوسنا في أسرع وقت ممكن، وعلى الأنصار أن يلتفوا حول فريقهم لأننا وإن لم نجدهم اليوم إلى جانبنا متى سنجدهم؟ وبتضافر الجهود بحول الله سيعود الشباب إلى ما كان عليه سابقا. من المسؤول عن ما يحدث في الشّباب اليوم؟ كلنا مسؤولون، لكن لابد من التأكيد على أن اللاعب الذي لا يتلقى أجوره بانتظام منذ 5 أشهر ينعكس ذلك سلبا على أدائه في الميدان، على أنصارنا أن يتأكدوا أن اللاعبين لعبوا من أجلهم في أكثر من مناسبة وتجاهلوا مشكل مستحقاتهم، لكنهم مؤخرا لم يقدروا و"كاين ناس لازم تفهم روحها".