كسّر رفيق صايفي الصمت الذي التزمه في الفترة الأخيرة، ونزولا عند رغبتنا أبى إلا أن يتحدث عن عودته القوية مع ناديه إيستر، وعن السر الذي جعله يتمكن من تجاوز الفترة الصعبة التي مرّ بها، كما تحدث أيضا عن المنتخب الوطني وما يحدث للاعبين... في البداية هل لنا أن نعرف رأيك حول ما قاله عنك مدربك السابق في “الخور” القطري برتران مارشان عبر صفحات “الهدّاف”، حيث مدحك وأثنى على إمكاناتك ودورك الذي تلعبه في “إيستر”، بل وأصرّ على عودتك إلى النادي القطري العام المقبل؟ في الحقيقة لا زلت إلى حدّ الآن لم أطّلع على ما قاله عني عبر صفحات جريدتكم، لكن أن يتحدث عني بهذا الشكل الذي وصفته لي، فهذا أمر يشرّفني، لاسيما وأن هذا المدح والثناء صادر من مدرب كبير لديه اسمه وسمعته في مجال التدريب، أنا أتشرّف بما قاله عني، وهذا دليل أيضا على أنّ قيمتي تبقى ثابتة عند الأخصائيين والناس الذي يفقهون في شؤون كرة القدم، وصدّقني أن كلامه هذا مشجع ومحفّز على مواصلة التألق في ما تبقى لي من مسيرتي الكروية. “مارشان” قال أيضا أنك ستعود الموسم القادم إلى “الخور” القطري لأن الفريق في أمسّ الحاجة إلى خدماتك، وأنك معار فقط ل“إيستر” لفترة معينة، فهل ستعود أم أنك مرتاح في ناديك الحالي؟ لا أنكر أني مرتاح في “إيستر”، أين وجدت معالمي واسترجعت إمكاناتي ولياقتي، لكن “كل شيء بالمكتوب”، فإذا ما أصرّ مسؤولو “الخور” على عودتي إلى ناديهم سأكون مجبرا على العودة لأني مرتبط بعقد لموسم إضافي مع هذا النادي، وعليّ أن أشرفه وأكمله إلى غاية نهايته، وعلى كل حال فإنه من السابق لأوانه الآن أن أتحدث عن هذا الموضوع، وأفضّل أن أقرر مصيري بعد نهائيات كأس العالم المقبلة. وهل لنا أن نعرف منك ما سرّ زيارتك المفاجئة مؤخرا إلى قطر؟ كلام كثير قيل عن هذه الزيارة عبر صفحات الجرائد، وكل واحد فسّرها بطريقته، إلى درجة أن هناك من أكد بأني دخلت في اتصالات مع أندية قطرية من الآن، وذهبت من أجل التباحث معها في أمر تحوّلي إلى هناك، لكن الحقيقة غير ذلك كلية. وما هي الحقيقة إذن؟ لعلمك أنّي ومنذ عودتي من أنغولا وانضمامي إلى نادي “إيستر” لم أتنقل إلى قطر، فكان لا بدّ أن أتنقل مؤخرا من أجل استرجاع أغراضي الخاصة التي تركتها هناك بعد رحيلي، واستغللت الفرصة بعد أن أخذت الإذن من إدارة فريقي الحالي وتنقلت إلى هناك، وسويت أموري واسترجعت أموري التي تركتها في قطر، وها أنا أعود من جديد إلى فرنسا وأتأهّب لخوض المباراة التي تنتظرنا غدا أمام “فان”، هذا كل ما في الأمر (الحوار أجري أمس). من المؤكد أنك استغللت الفرصة لكي تلاقي مدربك السابق، المسؤولين وزملائك اللاعبين؟ بطبيعة الحال، التقيتهم جميعا وتبادلت أطراف الحديث معهم، سواء المدرب أو رفاقي اللاعبين أو المسؤولين أو كافة الأحباب الذين تعرّفت عليهم هناك، وسعدت مثلما سعدوا هم أيضا بهذه الزيارة التي أكدت من خلالها بأن علاقتي كانت ولا زالت جيدة معهم، وستبقى كذلك في المستقبل إن شاء الله. لنترك قطر الآن، ونعود إلى فرنسا، حظيت مؤخرا بعد عودتك القوية بتكريم من طرف إدارة فريقك التي اختارتك كأحسن لاعب في شهر مارس الأخير، فما الذي يمثل لك ذلك؟ أدعو الله في بادئ الأمر أن يوفقني كي أواصل على نفس المنوال، وعن هذه العودة القوية ولقب أفضل لاعب الذي نلته من طرف إدارة الفريق، أعتقد أنها أمور لم تأت هكذا بالسهولة التي قد يعتقدها البعض، بل إنها نتيجة العمل الشاق والجبار الذي قمت به مع المحضر البدني منذ وصولي إلى “إيستر”، حيث عقدت العزم على تحدي الإصابة التي لازمتني قبل وخلال نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وعلى العودة من جديد إلى مستواي المعهود، فخضعت لبرنامج شاق تداركت من خلاله لياقتي الناقصة، وجنيت والحمد لله ثمار ذلك العمل خلال شهر مارس المنقضي مع فريقي “إيستر”، وآمل أن أحافظ على ذات المستوى واللياقة حتى أتألق من جديد خلال الشهر الجاري، وحتى أنهي الموسم بكل قوة وأساهم في نتائج فريقي الجيدة وفي إنقاذه أيضا من وضعيته، على أن أكون تحت تصرف المنتخب الوطني وأنا في كامل مستواي بداية من منتصف شهر ماي المقبل. ألا ترى أن اختيارك كأحسن لاعب في شهر مارس من طرف إدارة فريقك، أمر محفز ومشجع جاء في وقته بعد الفترة العصيبة التي مررت بها قبل الانضمام إلى إيستر؟ بطبيعة الحال جاء في وقته، لأني وكما ذكرت مررت بفترة صعبة للغاية بسبب الإصابة التي تعرضت لها من قبل، لكني والحمد لله، وبفضل دعم ومساندة رفاقي وأحبابي، وأفراد عائلتي لاسيما الوالدين الكريمين اللذين وقفا معي في محنتي بنصائحهما من جهة، ودعواتهما لي في الصلوات من جهة ثانية، وبفضله سبحانه وتعالى أيضا تمكنت من تجاوز محنتي، فتماثلت للشفاء من إصابتي، وعدت تدريجيا إلى مستواي المعهود، والقادم سيكون أفضل إن شاء الله، لأني أهدف لكي أحافظ على لياقتي، ولكي أنهي الموسم بقوة ويتسنى لي تقديم ما هو مطلوب مني مع “الخضر” في التحدي الكبير الذي ينتظرنا الصائفة المقبلة. سجلت حتى الآن هدفين، وساهمت في العديد من التمريرات الحاسمة التي منحت نقاطا ثمينة لفريقك، فهل ما زالت شهيتك مفتوحة للتسجيل مجدّدا؟ أجل، ومن فينا نحن المهاجمين لا يرغب في التسجيل دوما لفريقه، لاسيما إذا كانت تلك الأهداف حاسمة، بطبيعة الحال شهيتي صارت مفتوحة أكثر من أي وقت مضى كي أواصل تسجيل الأهداف، وسأمنح فريقي كلّ ما أستطيع منحه، سواء بالتسجيل أو بالتمرير لزملائي، والمهم أن يفوز ويحقق نتائج إيجابية، سواء تألقت أنا أو أي لاعب آخر. ستخوضون غدًا لقاء هاما في فان، وأنتم مطالبون بجلب الزاد كاملا من هناك، فهل أنتم جاهزون لذلك؟ المباراة ستكون صعبة للفريقين، غير أن النتائج الجيدة التي سجلناها مؤخرا، تجعلنا نخوض المباراة بثقة أكبر في النفس، من أجل العودة بنتيجة إيجابية من هناك، وآمل أن يتحقق ذلك وأن أكون فعالا في هذه المباراة. ألا ترى أن عودتك القوية جاءت في وقتها، لأنها من جهة ستخدم المنتخب الوطني، وتريح سعدان الذي قد ينزع مشكل الهجوم من تفكيره؟ ثق أن همي الوحيد من وراء هذه المثابرة والكفاح حتى العودة القوية كلّه من أجل المنتخب الوطني، صحيح أني أعمل لكي أخدم فريقي وأساعده على الخروج من وضعيته، لأني لاعب محترف ومطالب بذلك، لكني في آن واحد أعمل لكي أكون تحت تصرف الخضر بداية من تربص سويسرا المقبل، إلى غاية نهاية مشوار كأس العالم، وآمل أن أحافظ على نفس اللياقة التي أتواجد فيها حاليا، حتى أقدم ما هو مرجو مني. هل شرعت في التفكير حول “المونديال” الذي ينتظركم الصائفة المقبلة بجنوب إفريقيا؟ أكذب عليك لو أقول لك أني مركز على مسيرة فريقي “إيستر” ومسيرتي معه، واسترجاع لياقتي ومستواي، بالعكس، شرعت في التفكير منذ فترة في هذا المحفل الكروي العالمي الكبير، وشرعت أيضا في التفكير فيما ينتظرنا هناك، ولذلك أنا أعمل المستحيل كي أكون جاهزا له من كل النواحي حتى أخدم بلدي وأقدم له أفضل ما لديّ. إذن أنت متابع لآخر أخبار ومستجدات المنتخب؟ أجل متابع لها، عبر صفحات بعض الجرائد القليلة التي أنا مداوم على مطالعتها عبر “الأنترنيت”، إذ تجدني أتصفحها يوميا حتى أعرف أخباره وأخبار زملائي، لاسيما زملائي المصابين الذين أتمنى لهم أن يشفوا سريعا من إصاباتهم حتى يتسنى لنا الحفاظ على مجموعتنا التي ستمثل المنتخب في “المونديال”، ولا أخفي عليك أني اشتقت كثيرا إلى أجواء المنتخب، وأتطلع إلى نهاية البطولة حتى نلتقي ونجتمع من جديد خلال التربص المقبل الذي سينطلق في منتصف شهر ماي المقبل. على كل حال فإنّ ملف اللاعبين المصابين هو الذي أخذ حصة الأسد بالإضافة إلى ملف معاينة اللاعبين في الفترة الأخيرة، فما الذي تقوله عن شبح الإصابات الذي طال أغلبية التعداد منذ دورة أنغولا بمن فيهم أنت شخصيا قبيل أن تتجاوز إصابتك وتتماثل إلى الشفاء؟ لا يخفى عليك أننا قطعنا مشوارا طويلا وماراطونيا مع فرقنا ومع المنتخب الوطني في السنتين الأخيرتين، لم نتوقف خلالهما سوى نادرا، ما عرّضنا جميعا إلى الإصابات، وهذا أمر منطقي، ويحدث في كل الأندية والمنتخبات التي تلعب على العديد من الجبهات، فنحن وكما تعلم لعبنا على ورقتي الوصول إلى كأسي العالم وإفريقيا معا، ولعبنا بعدها من أجل الذهاب إلى أبعد دور ممكن في كأس إفريقيا، فضلا عن المباريات التي خضناها مع أنديتنا، ما جعلنا نتعرّض إلى إصابات، ولحسن الحظ أن الإصابات التي تعرّضنا لها جميعا جاءت في وقت سمح للبعض بالعلاج في هدوء وبراحة كبيرة بما أن المونديال لا يزال يفصلنا عن انطلاقته شهران، فتماثل من تماثل إلى الشفاء وعاد إلى أجواء المنافسة من جديد، وهناك من لا يزال يعالج حتى الآن حول إصابته، وأتمنى من أعماق قلبي أن يشفى كافة زملائي من الإصابات التي تعرضوا لها وأن يعودوا جميعا إلى أجواء المنافسة عن قريب، حتى نكون جميعا سويا مع انطلاق تربص سويسرا المقبل، وحتى نساهم جميعا في تشريف الجزائر خلال المونديال المقبل، أنا أشعر بما يشعر به أي مصاب حاليا، لأني مررت بهذه المرحلة في دورة أنغولا الفارطة، وأدرك صعوبة الأمر بالنسبة لكل مصاب، لكني واثق من أن إيمان لاعبينا بالقدر، والعزيمة الكبيرة التي تحدوهم، والرغبة في العودة إلى الميادين في أقرب وقت، سيجعلهم يتجاوزون الإصابات، ويجعلهم أيضا يسترجعون لياقتهم إن شاء الله. ليست الإصابات وحدها التي تهدّد المنتخب، بل هناك مشكل نقص المنافسة الذي يعانيه بعض الدوليين مع أنديتهم، حيث صاروا لا يلعبون بانتظام، ألا ترى أن ذلك سيلقي بظلاله سلبا على لياقتهم وأنتم مقبلون على انطلاق فترة التحضير للمونديال؟ أنا متابع أيضا لأخبار رفاقي ممن لا يلعبون بانتظام مع أنديتهم، ومتأسف كثيرا لذلك، لأني أتمنى أن نشارك جميعا مع الأندية التي نلعب لها، حتى نكون في لياقة جيدة لمّا نأتي جميعا للدفاع عن ألوان المنتخب، لكن صدقني أنا متأكد من أنهم جميعا قادرون على تجاوز الصعاب لمّا يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، فمن الممكن أن تغيب عن أجواء المنافسة لفترة طويلة، لكن عندما تحمل قميص المنتخب تنسى كل شيء، ولا يبدو عليك التأثر أو النقص البدني، وهذه الحالة سبق أن واجهناها جميعا في وقت سابق مع أنديتنا، لكننا تألقنا فيما بعد مع “الخضر”، لأن الحافز هذه المرة سيكون كبيرا، ألا وهو نهائيات كأس العالم التي سيسعى الواحد منا إلى تقديم أفضل ما لديه فيها كي يشرف المنتخب الوطني، لذلك لست قلقا على مصير رفاقي ممن تعرضوا إلى التهميش مع أنديتهم، وأنا واثق من قدرتهم على فرض أنفسهم مستقبلا في البطولات التي يلعبون لها أو مع المنتخب. لا يمكننا أن نتحدث معك دون أن نتطرق إلى فريقك السابق مولودية الجزائر الذي يصنع الحدث هذا الموسم في البطولة الوطنية، فهل أنت متابع له ولمشواره الجيد؟ وحتى الحوار من دون أن نعرّج على المولودية لن تكتمل حلاوته، يا أخي من الطبيعي أن أتابع مشوار الفريق الذي صنع لي اسما في الساحة الكروية، الفريق الذي اكتشفني واحترفت بفضله في أوروبا إلى يومنا هذا... المولودية كانت ولا زالت وستبقى دوما في القلب، وأنا متابع لمشوارها الجيد منذ انطلاق الموسم، وسعيد بالنتائج التي حققها الشبان، وسعيد بالريادة التي تحتلها منذ أوّل جولة، وأسعد لأنها صارت الأقرب إلى نيل اللقب. الصراع مشتد بين المولودية ووفاق سطيف حول اللقب، فمن تراه الأقرب لنيله؟ البطولة “راهي لينا” هذا الموسم ولم “نسرقها”، وأتمنى ذلك من أعماق قلبي، صدقني لا أحدثك بهذه الطريقة لأني كنت لاعبا في صفوف المولودية، بل أنا أحب هذا الفريق، من جهة، ومشواره الإيجابي حتى الآن، جعلني أرشحه لكي ينال لقب هذا الموسم، وأذهب معك بعيدا، المولودية بشعبها وتاريخها، ورجالها، قادرة على التتويج باللقب كل موسم، وليس مرة في عشر سنوات، في كل موسم قادرة على نيل اللقب وإسعاد الآلاف من أنصارها، وإن شاء الله ربي “يبعد علينا العين“. نلتم لقب البطولة في 99 بتشكيلة مكونة من العديد من الشبان، وها هو نفس السيناريو قد يتكرر بعد 11 سنة بتشكيلة شابة، ألا ترى أنّ التشبيب مفيد لكل الأندية؟ أجل تشبيب الفرق والمزج بين عنصر الشباب والخبرة مهم جدا، يومها كنا نمتلك تشكيلة تمزج بين عنصر الشباب وعنصر الخبرة، ونلنا اللقب عن جدارة واستحقاق، لكن وللأسف الشديد في الموسم الموالي، المولودية فقدت أبرز ركائزها، فلم تتمكن من الحفاظ على لقبها، وفي الموسم الجديد أتمنى أن يحافظ المسؤولون على نفس تشكيلة الموسم الحالي، لأنها تشكيلة قوية سيكون لها شأن كبير في السنوات المقبلة إن تم الحفاظ على عناصرها والاعتناء بهم، ولا يفوتني أن أتمنى الشفاء العاجل للثنائي بابوش وبوڤش اللذين ستكون المولودية في أمسّ الحاجة إليهما في المباريات القادمة لحسم اللقب رسميا لصالحها. تألّق في “المونديال” وإنهاء المسيرة مع المنتخب بوجه مشرّف، وتتويج للمولودية باللقب، هل تحلم بهذا السيناريو؟ لا يوجد أفضل من هذا السيناريو، أنا بصدد العمل بجد في الوقت الحالي، حتى أكون تحت تصرف بلادي في المونديال المقبل، وأقدّم أفضل ما لدي وأنهي مسيرتي بصورة جيدة، وآمل أن نؤدي مشوارا في المستوى نشرّف به الكرة الجزائرية التي غابت عن هذا المحفل الكروي منذ سنوات عدة، ولك أن تتصور الحلاوة أيضا عندما تتوّج المولودية بلقب طال انتظاره. في الأخير رفيق نتمنى لك أن تسجل في لقاء الغد وفي كل اللقاءات التي ستخوضها مستقبلا مع “إيستر” أو المنتخب الوطني. إن شاء الله، واستغل الفرصة لكي أحيي الوالدين الكريمين، ولكي أدعو للوالدة بالشفاء لأنها مريضة هي والجدة الكريمة أيضا، شفاهما الله، كما أتمنى أيضا لكل رفاقي اللاعبين الذين يعالجون في الوقت الحالي أن يشفوا بدورهم في أقرب وقت ممكن لأن المنتخب في حاجة إليهم جميعا.