وصل المنتخب الوطني صبيحة أمس إلى جنوب إفريقيا قادماً إليها من الجزائر في طائرة خاصة للشروع في تربصه التحضيري الذي انطلق منذ أمس الجمعة وإلى غاية يوم 16 من الشهر الجاري.. على أن يبدأ بعدها العد العكسي لانطلاق النهائيات الإفريقية، الأجواء كانت على ما يرام من خلال تواجد العديد من أبناء الجالية المقيمة هنا في جنوب إفريقيا فضلوا المجيء إلى المطار وتأكيد مساندتهم القوية للاعبي المنتخب الذي كانوا متأثرين جدا بطول الرحلة، فضلا عن الحرارة التي كانت في استقبالهم هي الأخرى وبلغت أمس في روستنبورغ 35 درجة في اللّحظة التي حط فيها رفقاء مبولحي أقدماهم في فندق "روايال مارانج هوتيل"، والذي يقع داخل مركز "بافوكينغ سبور أكاديمي". اللاّعبون تناولوا الحبوب المنوّمة بمجرد ركوب الطّائرة وكانت الطائرة الخاصة التي أقلت المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا قد تأخرت عن موعد انطلاقها وغادرت أرضية مطار هواري بومدين الدولي في حدود الساعة الحادية عشر ونصف ليلا، ولأن اللّاعبين يعلمون مسبقا أن رحلة طويلة في انتظارهم، فإنهم وعند بوابة الدخول إليها تلقوا حبوبا منومة (خفيفة التأثير بطبيعة الحال) من مسؤولي الطاقم الطبّي للنوم خلال الفترة الطويلة التي ستكون فيها الطائرة في الجو، كما أخذ كل لاعب 3 مقاعد ما سمح لأغلبهم بالنوم طيلة الرحلة، فيما لم يستيقظوا سوى عند توزيعات الوجبات. غلام دخل إلى قمرة القيادة في الطّائرة وقاد عمليّة الهبوط إلى مطار جوهانسبورغ! وقبل الوصول بلحظات، طلب قائد الطائرة من لاعب المنتخب الجديد فوزي غلام المجيء إلى قمرة القيادة، وهو ما فعله لاعب سانت اتيان المعروف بخجله الشديد، وكانت مفاجأة جميلة في انتظاره تتمثل في حضوره عملية الهبوط على أرضية مطار جوهانسبورغ الدولي، حيث كان حاضرا بل وطُلب منه الجلوس مكان قائد الطائرة وهو ما أعجبه كثيرا، خاصة أنه دخل هذا المكان للمرة الأولى في حياته. الهدف تخليصه من الخجل لأنّ لاعب سانت اتيان مازال "حشمان" وكان الأمر مقصودا والقصد من ورائه تخليص اللّاعب من الخجل وجعله يندمج أكثر في أجواء المنتخب الجزائري، لأنه حتى الآن يبدو خجولا ولم يتأقلم بعد، بدليل أنه بقي بمفرده في انتظار الأمتعة مفضلا القيام باتصالات هاتفية، وبعد ذلك خرج بمفرده ولو أن الوقت أمامه للبقاء مطولا في جنوب إفريقيا مع زملائه والتعود على هذه الأجواء التي ستعجبه، خاصة أن أغلب اللّاعبين أعلنوا مسبقا ترحيبهم بانضمامه إلى المنتخب الوطني. أغان حماسيّة في الطّائرة قبل الوصول وحليلوزيتش تعجّب! وقبل الوصول بلحظات فقط، قام مسؤولو طاقم طائرة "الخطوط الجوية الجزائرية" الخاصة ببث أغان حماسية خاصة بالمنتخب الوطني على وقع تفاعل بعض اللاعبين الذين يعرفون هذه الأهازيج، خاصة من الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم 2010، وهو ما فاجأ النّاخب الوطني الذي قال لبعض الزملاء الصحفيين أن الجزائريين فقط من يصنعون هذه الأجواء قبل الأوان، رغم أن شهرا- كما قال- ينتظر المنتخب لدخول نهائيات كأس إفريقيا. الوصول كان على السّاعة 10:00 بعد 9 ساعات طيران بوفد يضمّ 49 عضوا وكان وصول المنتخب الوطني في حدود الساعة العاشرة بتوقيت جنوب إفريقيا (التاسعة بتوقيت الجزائر) بعد 9 ساعات كاملة من الطيران، وقد أعلن لوح مطار جوهانسبورغ عن تأخر الطائرة القادمة من الجزائر مسبقا، وكان على متنها عند النزول 49 عضوا بينهم 20 لاعبا، علما أن سفير الجزائر في جوهانسبورغ كان حاضرا عند بوابة الطائرة لاستقبال رفقاء مصباح رفقة أعضاء من السلك الدبلوماسي هنا، وهو ما سهل عملية ختم الجوازات بسرعة كبيرة. سفير الجزائر في جنوب إفريقيا: "نحن سعداء بوجود منتخبنا هنا وسنوفّر كلّ الظّروف لراحته" في حديث معه، قال محمد أمين عباس سفير الجزائر في جنوب إفريقيا: "كل الظروف مهيئة حتى تكون إقامة المنتخب مريحة، والأمر المهم هو أن الجزائر ستشارك من جديد في كأس إفريقيا التي نتمنى فيها ل "الخضر" الذهاب بعيدا، الجمهور الجزائري سعيد ونحن أيضا فرحون ومستعدون لتوفير كل شيء حتى تكون عودة المنتخب إلى الساحة الإفريقية من بوابة جنوب إفريقيا مشرفة من حيث النتائج". الأولويّة كانت للاّعبين بسبب التّعب والأمتعة استغرقت وقتا طويلا وقد كانت الأولوية في الخروج من الطائرة للاعبين الذين طلب منهم النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذهاب بسرعة إلى الحافلة، خاصة أن أغلبهم كانوا متعبين جدا وآثار قلة النوم واضحة على وجوههم، علما أن انتظار الأمتعة استغرق وقتا طويلا جدا تجاوز الساعة وربع، خاصة أن المنتخب الوطني جلب معه المعدات التي تسمح له بالإقامة فترة طويلة في جنوب إفريقيا (27 يوما إلى غاية نهاية الدور الأول)، وهو ما اضطر إلى استعمال حافلة كاملة لإخراجها بينما غادرت حافلة المنتخب قبل ذلك للسماح للاعبين بالوصول السريع. الأنصار "ڤلبوها" ب "الفوفوزيلا" وطريقة الاستقبال أعجبت اللاّعبين وكان عدد من من الجالية الجزائرية المقيمة هنا متواجدون في المطار لاستقبال المنتخب (حوالي 50 مناصرا) لحظة وصوله، حيث استقبلوا رفقاء ڤديورة بالأعلام الوطنية وهتافات "وان، ثو، ثري... فيفا لالجيري" وكذلك "الفوفوزيلا" التي أحضرها بعض المناصرين، وعلى الرغم من كونها ممنوعة في الأماكن العامة في جنوب إفريقيا، إلا أنهم استعملوها مع ما يحمل في ذلك من مخاطر، وخلقوا بها جوا خاصا وغير معتاد في مكان من المفترض أنه هادئ، وهو ما جلب الأنظار إلى الجزائريين. أنصار منتخب المغرب صفّقوا على لاعبي "الخضر" بمجرّد خروجهم وتزامن تواجد المنتخب الوطني في مطار جوهانسبورغ مع وصول المنتخب المغربي قادما في رحلة عادية من باريس للشروع في تحضيراته هو الآخر لنهائيات كأس إفريقيا مع فارق زمني بمدة ساعة، وأثناء خروج لاعبي "الخضر" كانت جماهير من الجالية المغربية في الانتظار، وبمجرد مشاهدتها للاعبي المنتخب الوطني يدخلون بدؤوا بالتصفيق كما فعلوا مع كل أعضاء البعثة، وأكدوا لنا أنهم سيناصرون بعد منتخبهم "الخضر" ويتمنون أن يمرّوا إلى أبعد دور ممكن ولمَ لا يكون النهائي مغاربيا خالصا. حليلوزيتش لم يعثر على حقيبته و"بقى محيّر" ووسط هذه الأجواء كان النّاخب الوطني- قبل إقلاع الحافلة- يبحث عن حقيبته التي لم تصل وبدا أنها ضاعت مقابل وصول حقائب كل اللّاعبين، وهو ما تسبب في تأخر الحافلة، وقد بقي حليلوزيتش "محيّر" وينتظر وصول حقيبته قبل أن يؤكد ل سيريل موان أنها ضاعت، هذا الأخير طلب منه الذهاب إلى الركوب على أن ينتظر وصولها، وفي تلك الأثناء تفاجأ حليلوزيتش بتواجد عدد معتبر من الصحفيين في انتظاره ولم يكن هناك من بد إلا أن يدلي بتصريحات على الساخن عن انطباعاته بعد الوصول، بينما كان يستعد للمغادرة وركوب الحافلة التحق موان يحمل معه حقيبة حليلوزيتش. التّعب كان باديا على الجميع وأغلبهم رفضوا التّصريح وناموا في الحافلة وكما أشرنا إليه، فإن تأثير التعب كان واضحا على اللاعبين الذين رفض أغلبهم التصريح لرجال الإعلام الجزائريين الذين تواجدوا بقوة في المطار، ومن تكلم اكتفى بتصريح قصير لأن رفقاء مصباح لم يكونوا يفكرون في شيء سوى الوصول إلى روستنبورغ على مسافة تزيد عن 160 كلم، وبالأخص الفندق الذي سيقيمون فيه، و د تتبّع زميلنا في "لوبيتور" مسار حافلة المنتخب الوطني وهي متجهة إلى "بافوكينغ سبور أكاديمي" واكتشف أن كل اللاعبين كانوا نائمين، ما يؤكد أنهم كانوا "مقطعين" من تأثير الرحلة الطويلة. الحرارة كانت 35 درجة في روستنبورغ واللاّعبون بقوا بأقمصة صيفيّة في المطار وقد كانت الحرارة تشير أمس إلى 33 درجة في جوهانسبورغ عند الوصول، حيث أحس اللاعبون أن الجو ساخن وهو ما جعلهم ينزعون السترات الخضراء التي كانوا يلبسونها ويكتفون بلباس صيفي باللّون الأبيض، وقد تكلم بعض اللّاعبين في تصريحاتهم القصيرة عن حالة الطقس وأكدوا أنها لن تكون إشكالا كبيرا لأنهم تعوّدوا على اللّعب في مختلف الظروف، يذكر أنه عند الوصول إلى روستنبورغ كانت الحرارة تشير بالضبط إلى 35 درجة. الوصول إلى "بافوكينغ" على الثّانية زوالا واللاّعبون تناولوا الغداء ثمّ استسلموا للنّوم وقد وصلت حافلة المنتخب الوطني في حدود الساعة الثانية زوالا إلى مركز "بافوكنيغ سبور أكاديمي" وسط إجراءات أمنية مشددة. إذ رافقت الحافلة سيارتان تابعتان للشرطة الجنوب إفريقية، فضلا عن سيارتين أخرتين لموظفين في السّفارة، وبمجرد الوصول كان اللاعبون على موعد مع تناول وجبة الغذاء، وبعد ذلك خلدوا مباشرة للنوم لأنهم كانوا في حالة تعب كبيرة، ثم كان الموعد مع أول حصة تدريبية هنا في روستنبورغ للاسترجاع وإزالة التعب.