بالعودة إلى لقاءات مرحلة العودة من الموسم المنقضي نجد أن المدرب السابق أحمد سليماني كان يفكّر بجدية كبيرة في التخلي عن خدمات قائد التشكيلة الشلفية سيد علي عبو من خلال تهميشه لهذا اللاعب في الكثير من اللقاءات، بدليل إشراكه في ربع ساعة فقط بديلا في لقاءات شباب باتنة ومولوديتي وهران والعلمة، رغم أن سليماني سبق أن أشاد كثيرا بالمستوى الكبير لهذا اللاعب والدور الذي أصبح يقدمه في وسط الميدان، لكن مباشرة بعد رحيل سليماني وجد عبو نفسه أساسيا وقائدا للفريق في الخرجات الست الأخيرة واعتبره المتتبعون الأفضل على الإطلاق في لقاء باتنةوسطيف. يعتقد أن مكانته لا نقاش فيها لموسم آخر في الوقت الذي يريد الكثير من المتتبعين إحالة عبو على التقاعد أو وضع حد لمسيرته الكروية مع الجمعية، يرفض ابن البقعة رفضا قاطعا أن يتدخل أناس دخلاء على الكرة في أموره، وهو الذي لم يفهم لماذا حاول سليماني إخراجه من الباب الضيق في وقت يرى اللاعب أنه مازال قادرا على العطاء واللعب سواء مع الجمعية أو أي فريق آخر، حيث تبقى الصورة أو المكانة التي يحظى بها حارس البرج مروان كيال، ثنائي اتحاد العاصمة دزيري بلال وفريد غازي وحتى بوكساسة مع بجاية مع أنصار أنديتهم رائعة، خاصة أنهم مازالوا ينشطون بشكل عادٍ وأكثر من هذا يعدّون ركائز أساسية لا يمكن التخلي عنها للاعبين شبان، لهذا يرفض عبو الاعتزال هذا الموسم ويصر على مواصلة اللعب الموسم المقبل. سليماني همّشه وبن شوية أعاده للتشكيلة الأساسية وإذا كان المدرب السابق قد خلص إلى قناعة منح الفرصة للشبان وإحالة القائد عبو على التقاعد بطريقة أكثر من ذكية، جاء بعده المدرب بن شوية ليعيده إلى الواجهة من جديد في المواجهات الست الأخيرة للفريق والتي يعدّ عبو الأكثر تواجدا فيها أين لعب ثلاثة لقاءات بالتمام والكمال أمام البليدة، عنابة والبرج، في حين فضل المدرب إخراجه في الربع ساعة الأخير من كل لقاء أمام مولودية باتنة، وفاق سطيف والقبائل، وهو ما يعني القيمة الحقيقية لهذا اللاعب في وسط ميدان الجمعية بما أن بن شوية هو الأكثر دراية بكل صغيرة وكبيرة في الفريق. عبو سفير الجمعية في جنوب إفريقيا هذا وقد كان القائد عبو سيد علي مساء أمس على موعد مع فرصة التنقل إلى جنوب إفريقيا ليكون سفير الجمعية هناك من خلال حضوره للمباريات الثلاثة للمنتخب الوطني، حيث فضلت إدارة الفريق وعلى رأسها السيد مدوار منح التأشيرة لهذا اللاعب نظير وفائه الكبير للفريق وقضائه لأكثر من عشرين سنة كاملة لاعبا في الفريق، ولم يفكر على الإطلاق في تغيير الأجواء رغم العروض التي كانت تصله في كل مرة. عبو: “أنا فخور جدًا لأنني أمثّل الشلف في جنوب إفريقيا” وقبل امتطائه الطائرة كان لنا حديث جانبي مع القائد عبو سيد علي الذي أعرب عن افتخاره الكبير بهذا الاختيار وشكر كثيرا كل من وضع الثقة في شخصه، حيث قال: “أنا فخور جدًا اليوم، أولا اشكر كثيرا إدارة الفريق وعلى رأسها الرئيس مدوار الذي فضل أن يكافئني بهذه المفاجأة، إن شاء الله سأكون مناصرا وفيا للمنتخب الوطني في خرجاته الثلاث من البداية إلى غاية نهاية كل لقاء، صراحة لا تهمني النتائج لأن الوصول إلى المونديال اعتبره في حد ذاته إنجازا، وما قام به الناخب الوطني سعدان في الظرف الأخير لا يجب إغفاله أو الاستهانة به”. “الفوز على سلوفينا يمهّد الطريق إلى الدور الثاني” أما عن حظوظ المنتخب الوطني في مشاركته الثالثة في المونديال فقال قائد جمعية الشلف: “المهمة صعبة وصعبة بكثير لكنّها بالمقابل ليست مستحيلة على الإطلاق، لأنه بالعودة إلى المشاركة الأخيرة للمنتخب الوطني في كأس إفريقيا تأكدنا أننا نملك مجموعة قوية متماسكة قادرة على خلط الأوراق لأكبر المنافسين، لهذا أرى أن تخطي عقبة سلوفينيا بنجاح يعبّد الطريق لبلوغ الدور الثاني من المنافسة”. “أرشّح الأسبان للفوز بالمونديال والجزائر ستفاجئ الانجليز” أما عن الفريق الذي يراه القائد عبو قادرا على الظفر بالتاج العالمي في نهاية هذا العرس الكبير فقال: “أرشّح منتخب إسبانيا للتتويج بكأس العالم وأنا متأكد أن هذا الفريق قد استفاد كثيرا من أخطائه السابقة، بدليل أنه يعتبر الأفضل على الإطلاق عالميا في الآونة الأخيرة ولا مجال لمقارنة مستواه بمستوى بقية الفرق الأخرى”.