"كارل"، ندرك أن الخسارة أمام تونس مرّة لأنها غير مستحقة، لكن هل من تعليق حولها؟ أعتقد أننا لعبنا مباراة جيدة، وفي رأيي الشخصي أن المنتخب الأفضل في الميدان اليوم (الحوار أجري بعد المباراة) هو الذي خسر المباراة، نحن من كنا الأفضل والأحسن من كل النواحي، للأسف الشديد أننا خسرنا، لقد افتقدنا التوفيق في الفرص التي أتيحت لنا، وهذه هي كرة القدم وعلينا تقبل أحكامها. ما الذي حدث بالضبط حتى تلقى المنتخب هذه الخسارة المفاجئة؟ افتقدنا الفعالية في تجسيد الفرص التي حققناها طيلة اللقاء، وعدم التوفيق فعل فعلته بنا، دون أن ننقص من قيمة المنافس الذي سجّل هدفا جميلا بواسطة لاعبه المساكني من خلال قذفة جميلة أسكنها في الزاوية التسعين، في اعتقادي أن تلك القذفة لو تكررت عشر مرات لما نجح في تسجيلها سوى مرة واحدة، لكن هذا لا ينقص من قيمة هدفه الجميل، ولا من قيمة هذا اللاعب الكبير الذي منح فوزا مهمّا لمنتخب بلاده. ألا ترى أن منتخبنا الوطني يعاني أيضا من نقص الخبرة في التعامل مع مثل هذه المنافسات القارية؟ يمكن أن يكون لهذا العامل دوره في هذه الخسارة، وهو ما تجلى من خلال خسارتنا رغم أننا نحن من سيطر، وفي عالم كرة القدم أنت تعلم أن أي فريق وعندما لا يقدر على الفوز في مباراة ما، عليه على الأقل أن يعرف كيف يتفادى الخسارة فيها، وهذا ما فشلنا فيه. ارتكبت خلال المباراة خطأ دفاعيا كاد يكلفنا غاليا، فما الذي حدث بالضبط في تلك اللقطة "كارل"؟ كنت أرغب في استقبال الكرة، لكن لاعبين تونسيين ضغطا عليّ، ففقدت تركيزي وتخلفت عن مراقبتهما، وفي المرة المقبلة علي أوظّف سرعتي في إبعاد الخطر عن مرمانا، وبخصوص تلك اللقطة حمدت الله لأنّها لم تكلفنا هدفا. كيف تقيم مردود الدفاع في المباراة؟ أعتقد أن كل واحد منّا أعطى كلّ ما لديه طيلة التسعين دقيقة، وكل المدافعين ظهروا بوجه جيد وقدموا أداء رائعا، لم نرتكب أخطاء كثيرة، لكن ذلك لا يهم كثيرا بما أننا خسرنا اللقاء. ألا ترى أن أكبر خطأ ارتكبتموه وكلفكم الخسارة هو احترامكم المنافس أكثر من اللزوم؟ لم أفهم ما الذي تقصده هنا بأننا احترمناه. أقصد أن توظيف ثلاثة مسترجعين للكرات في الوسط، أوحى لنا جميعا بأنّكم كنتم متخوّفون من المنافس؟ لا، لا أعتقد ذلك، لأننا لعبنا بطريقة جيدة، وكنا أفضل من المنافس من كل النواحي، وبسطنا سيطرنا عليه طولا وعرضا، كما كنا الأقرب إلى التسجيل في مرماه خلال أكثر من مناسبة، دون أن أنسى أن أذكّر بأننا حرمنا من ركلة جزاء شرعية رفض الحكم احتسابها رغم أن فغولي تعرض إلى العرقلة داخل منطقة العمليات، وهي اللقطة التي لو منحنا فيها الحكم ركلة جزاء لتغير مجرى اللقاء. كن صريحا معنا "كارل"، ألا ترى أن تونس كانت في المتناول اليوم؟ نعم، كانت في متناولنا، وهذا ما زاد من حسرتنا، ومثلما قلت لك إننا سيطرنا على المنافس طولا وعرضا طيلة المباراة، لكنه فاز علينا بقذفة من الصعب صدها من لاعب كبير، فهنيئا له. الآن الضغط صار شديدا عليكم، والفوز على الطوغو لا مفرّ منه، أليس كذلك؟ هذا صحيح، لا خيار لنا سوى الفوز على منتخب الطوغو لبعث آمالنا في التأهل من جديد، رغم أن الأهم الآن بالنسبة لنا هو أن نطوي صفحة تونس، وأن ننسى هذه الخسارة التي سيكون من الصعب علينا تجرعها، لقد تحدثنا منذ قليل فيما بيننا نحن اللاعبين، وتذكرنا سيناريو مالاوي سنة 2010 عندما خسر المنتخب الوطني بثلاثية نظيفة، قبل أن يسترجع قواه فيما بعد ويتمكن من تحقيق نتائج رائعة قادته إلى الدور نصف النهائي، لم لا نحن بدورنا نكرر ذلك السيناريو؟ أمتفائل "كارل" بالعودة إلى السباق؟ نعم، نحن جميعا متفائلون وليس فقط أنا، سنفعل المستحيل كي نذهب بعيدا في هذه المغامرة الإفريقية، وسنرمي بكل ثقلنا في مبارتي الطوغو وكوت ديفوار كي نضمن التأهل إلى الدور المقبل.