بدا وسط ميدان المنتخب الوطني حسان يبدة، في أول مباراة مونديالية يخوضها، بأحسن لياقة فنية وبدنية، بل كان أفضل لاعب على أرضية الميدان باعتراف كل من تابع المباراة ووقف على اللحظات الجميلة التي أمتع بها بمهاراته ولعبه القوي والشجاع وتكسيره المحاولات الخطيرة التي صنعها لاعبو سلوفينيا... لعب دون عقدة وكشف عن إمكانات كبيرة كما ظهر أن يبدة ركيزة هامة وأساسية في المنتخب الوطني، حيث لعب من دون عقدة ولا أي تخوف من المنافس، والإمكانات التي كشف عنها وقدراته على إيقاف حملات مهاجمي سلوفينيا جعلته يخطف الأضواء من زملائه، بل حتى العقدة التي تحدث عنها البعض من قلة خبرة اللاعبين الجزائريين في منافسة عالمية كالمونديال لم تظهر على يبدة. قلة المنافسة لم تؤثر فيه رغم أن آخر مباراة رسمية خاضها يبدة حسان كانت في نهائيات كأس أمم إفريقيا في 30 جانفي أمام نيجيريا برسم اللقاء الترتيبي، وبعد ذلك التاريخ لم يشارك ولا مرة أساسيا مع ناديه “بورتسموث”، إلا أن ذلك لم يؤثر في إمكانات يبدة الذي كشف في لقاء أمس وكأنه لم يكن يعاني من أي شيء يقال عنه بخصوص قلة المنافسة، بل إمكاناته ومهاراته وتمركزه الجيد جعلته يفوز بكل الصراعات الفردية التي خاضها. ... ولا حتى الإصابة منعته من البروز كما أن القلق الشديد الذي انتاب الطاقم الفني في الأيام الأخيرة كان بشأن الإصابة التي كان يعاني منها يبدة، خاصة وأنه ظل إلى الأيام الأخيرة قبل تنقل الفريق إلى “بولكوان” يشتكي من قلة جاهزيته البدنية، لكن سرعان ما عاد اللاعب مؤكدا في لقاء أمس أن الإصابة لم تكن لتقف حاجزا وراء تقديمه كل ما يملك من إمكانات للمنتخب. أغلق بإحكام منطقة الوسط المنصب الذي يلعب فيه يبدة كمسترجع للكرات، مثل له مهمة كبيرة أمام عمالة الكرة السلوفينية وقوتهم البدنية العالية، لاسيما وأنهم يمتازون بطول القامة والبنية الجيدة، لكن كل هذا لم يقف أمام إرادة وتصميم يبدة على التألق، حيث عرف كيف يغلق منطقته بإحكام، بل لم يكتف بذلك حيث ساهم بقدر كبير في صناعة اللعب ومد الهجوم بكرات جيدة. تفاهم كبير بينه وبين لحسن رغم تخوّف بعض الملاحظين والتقنيين حينما كشف سعدان عن القائمة الأساسية التي سيدخل بها اللقاء وقلة التنسيق والانسجام بين لاعبي خط الوسط، مهدي لحسن وحسان يبدة، إلا أن شيئا من هذا القبيل لم نجد له أثرا على أرضية الميدان، بل بدا على اللاعبين وكأنهما يلعبان مع بعض منذ مدة طويلة وطويلة جدا، وليست المرة الثانية فقط التي يلعبان فيها مع بعض بعد تلك التي كانت يوم 3 مارس الماضي أمام “صربيا” في ملعب 5 جويلية. غياب منصوري لم يكن له تأثير بدا على اختيار سعدان للثنائي يبدة - لحسن أنه موفق كثيرا ولن يلقى عليه أي انتقاد، بدليل التفاهم الشديد الذي كان بينه والانسجام والتنسيق الذي كان ممزوجا بقوة اللاعبين وإمكاناتهما الفنية والبدنية العالية التي تفوق قدرات منصوري، وهذا ما جعل كل من تابع اللقاء يتأكد بأن منصوري كان لا حدث ومكانته في المنتخب ضاعت، لا سيما إذا ما واصل الثنائي يبدة - لحسن تألقه.