كان الحديث في وسط الوفد الجزائري حول عودة “الخضر” من “بولوكوان“ سهرة أول أمس إلى قاعدة الحياة ل “الخضر” ب “سان لامير” عبر مطار “دوربان”، والتوجه منه برا إلى “سان لامير” على بعد 170 كلم، عكس ما كان مقررا بتنقل العناصر الوطنية من “بولوكوان“ مباشرة إلى مطار “مارڤايت“ الواقع على بعد أقل من 10 كلم من الفندق مقر الإقامة. وبعد أن وجد الفريق الوطني صعوبة في التنقل صبيحة السبت من مطار “مارڤايت“ وتأخّرت الرحلة ب 40 دقيقة بسبب تأخر الحصول على رخصة الملاحة الجوية من برج المراقبة الرئيسي لمطار جوهانسبورغ، تكرّر المشكل نفسه سهرة أول أمس، حيث حوّل مسار عودة “الخضر“ من “بولوكوان“ إلى مطار “دوربان” عوض مطار “سان لامير”، ما جعل “الفاف” تتدخل لدى اللجنة المنظمة للدورة لحل هذا الإشكال الذي تكرر في الذهاب والإياب. “الفاف” رفضت التنقل مجدّدا من “دوربان” ورفضت “الفاف” أن يتكرّر السفر مجددا بالطريقة التي كانت سهرة أول أمس، أي عبر مطار دوربان والتنقل منه برا إلى سان لامير عبر 170 كلم، لأن هذا الأمر سيكون متعبا للعناصر الوطنية قبل مواجهة إنجلترا أو الولاياتالمتحدة.وقد تلقت “الفاف“ كل التوضيحات حول ما حصل أول أمس من خلال عودة الفريق الوطني عبر مطار دوربان، والسبب يعود إلى أن الفريق الوطني الجزائري اختار العودة ليلا، في الوقت الذي لا يتوفّر مطار “مارڤايت“ على الإضاءة، وهذا هو السبب الوحيد. اللجنة المنظمة رضخت للأمر ووزارة النقل أعطت ضمانات وأمام مشروعية المطلب الجزائري، لأنه من الشروط التي قبلت بها اللجنة المنظمة في بداية الأمر مقابل موافقة الجزائر على الإقامة في “سان لامير”، فقد سارعت اللجنة المنظمة لكأس العالم أمس إلى البحث عن حل الإشكال لدى سلطات جنوب إفريقيا. وبعد الطلب الذي جاءها من اللجنة المنظمة لكأس العالم من أجل إيجاد حل للرحلات الجوية الخاصة بالفريق الوطني، أعطت وزارة النقل لجنوب إفريقيا الموافقة وكل الضمانات بأن تسير الرحلات القادمة للمنتخب الجزائري على أحسن ما يرام، وأنها ستضع كل الترتيبات التقنية من أجل ضمان رحلات المنتخب الجزائري في الذهاب والإياب دون وجود مشاكل مثل التي حدثت سابقا بشرط أن يكون التنقل نهارا. التوجه إلى “كاب تاون” منتصف نهار الخميس من “مارڤايت” وسيكون تنقل الفريق الوطني بعد الضمانات الجديدة التي تلقاها من وزارة النقل لجنوب إفريقيا، بعد غد الخميس في الساعة منتصف النهار من أجل التوجه من مطار “مارڤايت“ إلى مطار “كيب تاون“ المدينة البعيدة عن “سان لامير“ بحوالي 1400 كلم فقط. ولأن المسافة بين “سان لامير“ مقر إقامة “الخضر“ ومدينة “كاب تاون“ التي سيواجهون فيها المنتخب الإنجليزي هذا الجمعة هي الأطول التي سيقطعها “الخضر”، فإن مدة السفر الجوي من مطار “مارڤايت“ إلى مطار “كاب تاون“ ستكون ساعتين وربع تقريبا للعناصر الوطنية. من أقصى الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي ولتوضيح الصورة أكثر، فإن الفريق الوطني يتواجد حاليا في نواحي “دوربان“ الموجودة في أقصى الجنوب الشرقي على المحيط الهندي، وسيخوض سفرية طويلة جدا من أجل الوصول إلى مدينة “كاب تاون“ بأقصى الجنوب الغربي والواقعة على المحيط الهادي. وما يكشف أن المسافة بعيدة جدا أن أنصار الفريق الوطني الذين ستنقلون برا بدءا من هذه الصبيحة من بريتوريا يلزمهم يومين في الحافلة من أجل الوصول إلى كيب تاون. وحسب البرنامج الذي طلبته “الفاف“ من اللجنة المنظمة والخاص بتنقل “الخضر“ إلى “كاب تاون“، فإن رحلة العودة من “كاب تاون“ مبرمجة يوم السبت 19 جوان في منتصف النهار، وهي الرحلة المبرمجة من مطار “كاب تاون” إلى مطار “مارڤايت“ أيضا. وعكس التنقل إلى “بولوكوان“ والذي بقت فيه العناصر الوطنية ليلة واحدة في فندق “بروتيامارك لاند” قبل العودة مباشرة إلى مقر الإقامة الرئيسي بسان لامير، فإن إجراء لقاء المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره الإنجليزي في سهرة الجمعة جعل الفريق الوطني يختار البقاء في “كاب تاون” ليلتين. الإقامة ستكون في فندق “ساوث راند فان” وستكون إقامة العناصر الوطنية في “كاب تاون“ في فندق “ساوث راند فان” الذي ينتظر أن تصله العناصر الوطنية عصر الخميس، وستبقى فيه إلى غاية صبيحة اليوم الموالي لمباراة إنجلترا، ويكون هذا ثالث فندق يقيم فيه “الخضر“ بجنوب إفريقيا بعد كل ماندازور بسان لامير، وبروتيا لاند مارك ب بولوكوان. “الخضر” يُريدونه أفضل من سابقه وكان لاعبو الفريق الوطني قد عبّروا صراحة أن فندق “بروتيا مارك لاند” الذي أختير مقرا لإقامتهم في مدينة “بولوكوان” على هامش مباراة سلوفينيا الأخيرة لم يكن في المستوى المطلوب، وهو ما جعلهم يتمنون أن يكون الفندق الجديد الذي سيقيمون فيه في “كيب تاون” أفضل من السابق، خاصة أن أي فريق مونديالي من حقه أن يقيم في فندق 5 نجوم، وهو الأمر الذي أخذته الإتحادية الجزائرية لكرة القدم مأخذ الجد. العودة عبر مطار “مارڤايت” تكشف الرغبة في البقاء ب”سان لامير” ويبقى الأهم في مخطط رحلة الذهاب والعودة من وإلى “كاب تاون“، وبرمجة رحلة العودة منها إلى مطار “مارڤايت“ منتصف نهار السبت يكشف عن رغبة الوفد الجزائري في البقاء في “سان لامير“، رغم أن النية في البداية كانت تشير إلى إمكانية أن يكون التنقل من “كاب تاون“ إلى بريتوريا مباشرة، ولكن النتيجة الأخيرة أمام سلوفينيا جعلت الفريق الوطني يعدل عن هذا القرار ويفضّل البقاء في سان لامير إلى غاية اليوم قبل الأخير، حيث سيتجه إلى بريتوريا مكان إجراء اللقاء الثالث والأخير أمام الولاياتالمتحدة. “الخضر” أرادوا تفادي ضغط الأنصار في بريتوريا وإضافة إلى التأثير السلبي للنتيجة التي كانت أمام منتخب سلوفينيا، فإن قرار العودة إلى سان لامير وعدم التنقل إلى بريتوريا سوى يومين قبل المباراة الأولى يعود أيضا إلى تواجد عدد كبير من أنصار الفريق الوطني بهذه المدينة التي يقيمون بها منذ الوصول إليها يوم الخميس الماضي (حوالي 2000 مناصر تقريبا)، وهو ما جعل الوفد الجزائري يفضّل الابتعاد عن الضغط المفترض للأنصار في حال تقديم المجيء إلى بريتوريا، ويرى أن البقاء في سان لامير أفضل. ولكن مقابل بقاء “الخضر“ في سان لامير قبل لقاء الولاياتالمتحدة، فقد علمنا أن “الخضر“ سيقيمون 48 ساعة إضافية في سان لامير، على أن يكون التنقل إلى بريتوريا 48 ساعة قبل موعد المباراة أي الاثنين القادم، وليس 24 ساعة كما جرت عليه العادة.