صحيح أن المنتخب الوطني ودّع المونديال الإفريقي برأس مرفوعة وأسال العرق البارد لمنافسيه، رغم نقص خبرة لاعبينا وعدم تعوّدهم على مواعيد من هذا الحجم، لكن هذه المشاركة الإيجابية لم تحجب النقائص الكثيرة .. التي كانت تطفو إلى السطح من مباراة إلى أخرى، هذا ما جعل بعض الخبراء والتقنيين في قناة “الجزيرة الرياضية” يؤكدون على ضرورة إحداث ثورة حقيقية في المنتخب الوطني حتى يُحافظ على تطوّره المستمر ويعود إلى مونديال البرازيل 2014 بأكثر صلابة وطموحات أكبر ويتخطى ذهنية تأدية مونديال مشرّف التي تبقى تفكيرا عربيا خالصا لا يُسمن ولا يشبع رغبات الجمهور العريض. بن شيخة: “يجب أن نتخلّى عن خطة 3 -5 -2 ونعود إلى 4 -4 -2“ وجه مدرب المنتخب الوطني للاعبين المحليين عبد الحق بن شيخة إنتقادات لاذعةإلى الناخب الوطني رابح سعدان من منبر “الجزيرة الرياضية” أول أمس إلى جانب عدم رضاه التام عن التغييرات التي أحدثها في الشوط الثاني، وأكد بن شيخة على ضرورة أخذ مجموعة من العبر والدروس من هذه المشاركة التي وصفها بالمتواضعة، وأهم خطوة نصح بها بن شيخة خليفة سعدان هي ضرورة التخلي عن خطة 3 -5 -2 التي وصفها بالنهج التكتيكي الدخيل على الكرة الجزائرية والتي لم نجني منها شيئا، كما أكد بن شيخة على ضرورة العودة إلى خطة 4 -4 -2 وصرح في هذا السياق قائلا: “أعتقد أن خطة 3 -5 -2 هي سبب مشاكلنا في هذا المونديال وفي العديد من المباريات، اللاعب الجزائري متعود على خطة 4 -4 -2 التي تعتمد على التمريرات القصيرة وتشبه كثيرا الطريقة البرازيلية“. “يجب أن نجد مدافعا أيمن حقيقيا يقوم بعمل بلحاج في الرواق الأيسر” كما أكد المدرب السابق للنادي الإفريقي التونسي أن العودة إلى خطة 4 -4 -2 التي أصبحت مطلبا فوريا وقبل شهرين فقط من انطلاق تصفيات كأس أمام إفريقيا 2012 تحتاج أيضا إلى البحث عن مدافع أيمن حقيقي بنفس المواصفات التي يتطلبها هذا المنصب وصرح بن شيخة في هذا السياق قائلا: “لقد أصبحنا نلعب منذ سنتين تقريبا دون مدافع أيمن حقيقي، كنا نلعب في بداية التصفيات ب مطمور، وأحيانا بوڤرة أو عنتر يحيى، وحتى ڤديورة جربناه في هذا المنصب ولم ينجح، بالتالي فإن العودة إلى 4 – 4 – 2 تتطلب إيجاد مدافع أيمن حقيقي، يدافع، يهاجم ويقوم بنفس الدور تقريبا الذي يقوم به بلحاج على الرواق الأيسر، صحيح أن المهمة تبدو صعبة نوعا ما لكن يجب أن لا نفشل ونبحث عن هذا اللاعب”. “ليس عيبا إذا بقي حليش أو عنتر يحيى على مقعد البدلاء” وبما أن العودة إلى خطة 4 -4 -2 تتطلب التضحية بأحد اللاعبين من المحور بعد أن تعود “الخضر“ على اللعب بثلاثة عناصر (حليش، بوڤرة وعنتر يحيى) فقد أكد بن شيخة أنه يجب وضع العاطفة جانبا واللعب بمدافعين محوريين وأنه ليس عيبا إذا جلس عنتر يحيى أو حليش على مقعد البدلاء وعقب بن شيخة قائلا: “صحيح أن دفاعنا يصبح قويا جدا لما نلعب بثلاثة مدافعين محوريين، لكننا اكتشفنا أن هذه الخطة تؤثر على النظام الهجومي وأصبحنا نجد صعوبات كبيرة في نقل الخطر إلى مرمى المنافسين وتسجيل الأهداف، ليس عيبا أن يجلس حليش أو عنتر يحيى على مقعد البدلاء، لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني الآن هو هل سيحافظ دفاعنا على قوته وتوازنه لو نعد للعب بأربعة مدافعين؟” . فينڤر: “التأهل إلى مونديال 2014 سيكون صعبا جدا عى المنتخب الجزائري” صرح أرسين فينڤر مدرب أرسنال الإنجليزي خلال الاستديو التحليلي لمباراة “الخضر“ أمام أمريكا على قناة الجزيرة الرياضية أول أمس أنه لم يفهم تصريحات الناخب الوطني رابح سعدان وبعض اللاعبين الذين يتحدثون عن مونديال 2014 وكأن ورقة التأهل في جيوبهم، وأكد التقني الفرنسي أن مهمة “الخضر“ ستكون صعبة جدا ومحفوفة بالمخاطر في تصفيات القارة السمراء التي وصفها بأصعب قارات العالم والتي تحمل دائما مفاجآت ثقيلة، وعقب فينڤر قائلا: “أتعجب لمن يقول إن الجزائر سوف تتأهل إلى مونديال 2014 في البرازيل، المنافسة في قارة إفريقيا تزداد صعوبة من سنة ، لإ خرا عليهم الحذر من هذا الكلام الذي فيه نوع من الغرور”. “الجزائر تملك لاعبين موهوبين، لكنها تفتقد إلى لاعب يصنع الفارق” اعترف المدرب الفرنسي أرسين فينڤر أن المنتخب الجزائري قدم مونديالا في المستوى وأنه كان قادرا على الذهاب بعيدا في هذه الدورة لولا عامل الخبرة الذي خان لاعبينا في جنوب إفريقيا، والعقم الهجومي الذي يبقى اللغز المحير، وصرح فينڤر أنه يتوقع مستقبلا واعدا لهذا المنتخب الشاب الذي قال بشأنه إن نقطة ضعفه هي المستوى المتقارب بين لاعبيه وعدم ضمه للاعب متميز قادر على صنع الفارق لوحده كما كان يفعله زين الدين زيدان في المنتخب الفرنسي أو ميسي حاليا مع الأرجنتين، وواصل فينڤر حديثه قائلا: “الجزائر تملك مجموعة من اللاعبين الموهوبين لكنها لا تملك لاعبا مميزا يستطيع أن يحدث الفارق، بالنسبة لي زياني هو القائد المستقبلي للجزائر لكن عليه أن يتخلى عن أنانيته ويتحلى بروح المسؤولية أكثر فأكثر”. طارق دياب : “المنتخب ليس مثل النادي وعليكم العودة إلى الإعتماد على اللاعب المحلي” أكد محلل قناة “الجزيرة الرياضية” التونسي طارق دياب أنه يرفض أن يغالط الجزائريين ويتحدث بالعاطفة، وصرح قائلا: “يجب أن نعترف أن هذه المشاركة هي الأسوأ في تاريخ الكرة الجزائرية رغم أن النتيجة واحدة وهي أن الخضر لم يبلغوا طيلة مشوارهم الدور الثاني، هناك بعض الإيجابيات والكثير من السلبيات التي يتوجب على القائمين على كرة القدم الجزائرية تصحيحها قبل بداية التصفيات الإفريقية وأبرزها عقم الهجوم، المنتخب ليس مثل النادي الذي بإمكانه أن يشتري لاعبا أو لاعبين لكي يحل مشاكله، المهاجم الذين ينقصكم لن ينزل من السماء، عليكم تطوير مستوى البطولة حتى يتخرج منها لاعبون ممتازون ولو أنني متأكد أن هناك عدة لاعبين موهوبين في الجزائر، كما يجب أن تعود الاتحادية إلى خيار التكوين والاهتمام بالفئات الشبانية ولا تنتظر فقط ما تكونه لها مختلف المدارس الأوروبية وخاصة الفرنسية”.