ما أعظم أن يحقق منتخبنا الوطني الانتصارات تلو الانتصارات والتأهل لكأس العالم ولنصف نهاية دورة أممية بالاعتماد على جهود أبناء البلد وعلى كفاءة وخبرة الإطار الوطني، و ما أعظم أنصار "الخضر" الذين خرجوا إلى الشوارع للتضامن مع لاعبي منتخب بلادهم واحتجاجا على التحكيم "الظالم" الذي تسبب في خسارتهم برباعية نظيفة أمام المنتخب المصري في الدور قبل النهائي لبطولة كأس أمم أفريقيا 2010 المقامة حاليا بأنغولا. من دون شك يدرك الكثيرون أن المستقبل سيكون أمام هذا الجيل الذهبي و لتشكيلة المدرب القدير رابح سعدان الذي عاد بالفريق إلى سكة الإنتصارات وحقق إنجازين حقيقيين في الفترة الماضية بتأهله لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي تقام حاليا بأنغولا وكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعدما تصدر مجموعته في التصفيات المزدوجة المؤهلة للبطولتين.وكان هذا الإنجاز سببا في إنعاش وإحياء الكرة الجزائرية بأكملها من العدم حيث استعاد الفريق ثقة كبيرة غابت عنه لسنوات طويلة وبدأ مرحلة البحث عن تكوين فريق متكامل يليق بسمعة الكرة الجزائرية.بالرغم من مرارة الانسحاب على الصراع على التاج الإفريقي و أمام خصم يعتبره الجزائريون منافسا غير عادي بالنظر للأحداث التي أعقبت كل مواجهتنا ضده الأول، فإنه لاخيار أمام "الخضر" إلا أن ينظر للجانب الايجابي لمشاركته في هذه الدورة. حيث قدم أبناء المدرب الشيخ سعدان أداء جيدا رغم التعثر في الدور الأول أمام المنتخب المالاوي ، قبل أن تتحرر التشكيلة وتقدم مباراة يعتبرها الإختصاصيون أحسن مباراة غي الدورة، و كان هذا أمام المنتخب الإيفواري الذي يضم في صفوفه نخبة من اللاعبين ينتمون إلى أبرز الفرق الأوروبية، وأظهرت المجموعة روحا إنتصارية كبيرة وبذلت مجهودات كبيرة وكان اللاعبون في أعلى مستويات الانضباط وهذا مهم في كرة القدم. وبالتالي فإن المشاركة في هذه البطولة كانت فرصة لكثير من اللاعبين الشبان لاكتساب الخبرة والتجربة باعتبارهم ودعوا المسابقة وخرجوا بعدة أشياء إيجابية لاسيما أنهم كسبوا رهان التشبيب، لكن يجب أن يتوفر الوقت الكافي للوصول إلى المستوى الذي يتطلع إليه الشارع الرياضي في الجزائر من الناحية الفنية واكتساب الخبرة اللازمة. والمهم المحافظة على هذه المجموعة الشابة من اللاعبين وعدم التشكيك في قدراتها. والأكيد أن المستقبل أمامها. والمستقبل الآن بالنسبة إلى منتخب الجزائر سيكون بلا شك التدارك السريع خلال التظاهرات والمواعيد القادمة لكسب التحديات والرهانات المستقبلية، لإعادة الروح واسترجاع الهيبة والقيمة التي كان يحظى بهما منتخب "محاربي الصحراء" خاصة على مستوى الساحة الأفريقية والعربية. جودي نجيب