تعطلنا قليلا في قبول دعوة زميلنا فريد زواوي من صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية على وجبة الغذاء، لكن بعد وصولنا إلى ذلك المطعم عرفنا أننا كنا مخطئين بالتردّد في قبول الدعوة، حيث فور دخولنا مطعم “بياتي“ الإيطالي لمحنا وجها معروفا جدا لدى الجميع، وهو المدرب البرازيلي لمنتخب جنوب إفريقيا كارلوس ألبرتو باريرا وهو يقوم بتناول “بيتزا” إيطالية، ما اعتبرناه هدية سقطت من السماء... مساء الخير سيد باريرا، هل يمكن أن نأخذ القليل من وقتك بعد أن تنتهي من وجبتك؟ إذا كان الأمر لا يتعدى بضع دقائق فلا بأس يُمكنكم الحديث الآن، لا يُوجد أي مشكل. في بادئ الأمر نريد أن نهنّئك على روحك الرياضية مع المدرب الفرنسي دومينيك الذي رفض مصافحتك بعد نهاية لقائكم مع منتخب “الديكة”. شكرا، لكني لم أقم سوى بعملي، فطيلة مشواري الكروي سواء كلاعب أو كمدرب تعلّمت وعلمت أن إحترام المنافس هو أهم شيء في كرة القدم. وكيف تصف تصرف دومينيك؟ دومينيك تصّرف مثل فتى مشاكس، هذا كل ما يُمكنني أن أقوله، وقد طويت هذه الصفحة منذ مدة. وكيف تصف مشوار المنتخب الجزائري؟ حتى أكون صريحا معك أعترف أني لم أشاهد سوى لقاء واحدا للمنتخب الجزائري، وهو لقاؤه أمام المنتخب الإنجليزي، وقد قيل لي إنه كان أفضل لقاء للجزائريين خلال كأس العالم الحالية. وكيف وجدت اللاعبين الجزائريين في هذا اللقاء؟ كانوا جيّدين من الناحية البدنية. هذا فقط. سأقول لكم الحقيقة، لم أتعرّف على المنتخب الجزائري واللعب الجميل الذي كان يتميز به سنوات الثمانينيات. فبالنسبة لي الجزائريون يلعبون بالطريقة البرازيلية، وهذه هي طريقة لعبهم هجومية دائما، وتعتمد على التمريرات القصيرة والتقنيات العالية لدى اللاعبين خلال التحرك السريع. صحيح أنه في لقاء إنجلترا كانت هناك بعض اللمسات الجميلة، لكن ذلك كان قبل الوصول إلى الأربعين مترًا الإنجليزية، ولم أشاهد عملا هجوميا حقيقيا طيلة اللقاء. وصراحة ليس هذا هو اللعب الجزائري الذي أعشقه. ما سبب هذا التغيير حسب رأيك؟ منتخبكم يلعب على الطريقة الأوروبية، وهذا لأن معظم لاعبيكم ينشطون هناك، وتكوّنوا في فرنسا. وهل خاب ظنك في نتائج المنتخبات الإفريقية؟ نعم، لقد خاب ظني في نتائج المنتخبات الإفريقية، فمن أجل التنافس مع المنتخبات الأوروبية واللاتيية، يجب أن تمتلك بطولات محلية قوية، وهذا الأمر غير موجود لدى البلدان الإفريقية. فاللاعبون الأرجنتينيون مثلا ينشطون تقريبا بالكامل في أوروبا، لكنهم تخرجوا من البطولة المحلية. الحل هو تطوير كرة القدم المحلية، وإلاّ فلن نجد منتخبا إفريقيا يستطيع قلب كل الموازين.