أصيبت الجماهير الفرنسية بخيبة أمل شديدة بعد خروج منتخبها المبكر من نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. فالمنتخب الذي توّج باللقب عام 1998 وحصل على مركز الوصيف في 2006 أسدل الستار على فصل محرج للغاية في تاريخه وودع النهائيات بخسارة أمام نظيره الجنوب إفريقي بهدفين لهدف وتكرر سيناريو كأس أوربا 2008 ونهائيات مونديال 2002 بالنسبة لفرنسا عندما ودعت أيضا المنافسة من الدور الأول في المشاركتين. كما ترسخت على ما يبدو لدى منتخب فرنسا عقدة الأداء الباهت في الدور الأول منذ نهائيات 2002، حيث لم يفز سوى مرة واحدة في تسع مباريات وكانت على طوغو في ألمانيا 2006. فقد تعادلت فرنسا مع الأوروغواي صفر-صفر في 2002 وسويسرا صفر-صفر وكوريا الجنوبية 1-1 في 2006، وخسرت أمام السنغال صفر-1 والدنمارك صفر-2 في 2002، قبل أن تتعادل مع أوروغواي صفر-صفر في نهائيات 2010 وتخسر أمام المكسيك ثم جنوب إفريقيا. الجماهير الفرنسية كانت تتوقع خروج فريقها ولكنها تجمعت في الساحة المخصصة للمشاهدة المباريات عند برج إيفل على أمل حدوث المعجزة. لكن الجماهير الفرنسية أصيبت بصدمة جديدة نتيجة أداء مخيب للآمال وبطاقة حمراء في وقت مبكر من المباراة وتلقي الهزيمة الثانية على التوالي. ذات مرت بأسبوع مؤلم شاهدت فيه لاعبي منتخبها وهم يرفضون التدريب تضامنها مع زميلهم نيكولا أنيلكا، الذي طرد من المنتخب بعد أن وجه شتائم للمدرب بحسب ما أفادت التقارير، ثم تطور الأمر ليرفض باتريس إيفرا قائد الفريق الظهور في المؤتمر الصحفي قبل يوم من المباراة ليستبعده المدرب ريمون دومينيك من التشكيلة التي واجهت جنوب إفريقيا. وقد أكد باتريس إيفرا أنه كان ينوي الاعتذار إلى الشعب الفرنسي بخصوص مقاطعة التدريب، إلا أن المدرب ريمون دومينيك منعه من ذلك. وقال إيفرا "لسنا الآن في وقت تصفية الحسابات، لكن الاعتذار والشعور بمعاناة آلاف الفرنسيين. الاعتذار كنت أرغب في القيام به الإثنين، بيد أن مدربي منعني من ذلك". وأوضح إيفرا لاعب مانشستر يونايتد الرنجليزي بأنه سيعقد مؤتمرا صحافيا في أقرب وقت ممكن "لأن الفرنسيين بحاجة إلى معرفة الحقيقة". ويعتبر الخروج من الدور الأول لكأس العالم تجربة مؤلمة لمنتخب من العيار الثقيل، لكنها المرة الأولى على الأرجح التي يتعرض فيها فريق فرنسي لهذا القدر من الاتهامات. المدرب الجديد للمنتخب الفرنسي رولان بلان سيرث فريقا يعاني من حالة فوضى وعليه أن يبدأ على الفور التحرك لبناء فريق من اللاعبين يستحقون ارتداء القميص الأزرق. مدرب جنوب إفريقيا طلب تفسيرا من نظيره الفرنسي رفض ريمون دومينيك مصافحة نظيره البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا، مدرب جنوب إفريقيا. ولدى إطلاق الحكم صفارته النهائية، توجّ باريرا لمصافحة دومينيك لكن الأخير رفض ذلك. وحاول البرازيلي معرفة الأسباب وتبادلا الحديث لنحو دقيقة قبل أن يفترقا. ورفض دومينيك في المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة الرد مرتين على سؤال يتعلق بهذه الحادثة. وأكد أنه يشعر بخيبة أمل لخروج فرنسا من الدور الأول، وقال "إنها خيبة أمل كبيرة، وأنا حزين جدا". وأضاف "دخلنا جيدا في المباراة وكنا الأفضل لكننا تلقينا هدفا مبكرا صعب المهمة علينا، لأن اللعب بعشرة لاعبين صعب للغاية بالإضافة إلى الظروف التي كنا نعيشها". وردا عن سؤال بخصوص حصيلة السنوات الست التي أمضاها على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الفرنسي، قال دومينيك الذي خاض مباراته الأخيرة مع المنتخب الفرنسي "ليست لدي حصيلة ولست مخولا لإعلان ذلك في الوقت الحالي. يجب أن أفكر في ما سأقوله". في المقابل، أكد باريرا أنه فخور بما قدمه لاعبوه أمام فرنسا، مشيرا إلى أن المنتخب الجنوب إفريقي سيقول كلمته في المستقبل. وقال "سنحت أمامنا فرص للتسجيل لكننا لم نتمكّ من ترجمة سوى اثنتين. أنا فخور جدا باللاعبين وبالطريقة التي خاضوا بها المباراة من البداية ولمدة 90 دقيقة. كنا أقرب إلى التأهل لكن هذه هي كرة القدم". وأوضح باريرا أن مستوى منتخب جنوب إفريقيا في تحسن مستمر منذ عودته لتدريبه، حيث لم يخسر سوى مباراة واحدة وكانت أمام الأوروغواي التي تملك منتخبا قويا. وأضاف "دومينيك قال لي إنه لا يريد مصافحتي لأنني تكلمت بالسوء عن المنتخب الفرنسي وقلت بأنه لا يستحق التواجد في النهائيات، لكني لا أتذكر أنني فعلت ذلك".