تسببت الظروف المناخية الصعبة التي ميزت عاصمة الأوراس باتنة ومدن الشرق بشكل عام في عدم إجراء اللقاء الذي كان مبرمجا زوال أول أمس بين مولودية باتنة وجمعية الخروب، بسبب السقوط المكثف للأمطار والثلوج التي غطت أرضية ميدان مركب 1 نوفمبر ما جعل ثلاثي التحكيم ومحافظ اللقاء يصلون إلى قناعة عدم إجراء المواجهة وتأجيلها إلى موعد آخر، وهو القرار الذي استقبلته أسرة المولودية بنوع من البرودة بحكم أن الكثير كان يتمنى إجراءها في وقتها قصد إحداث الحيوية التي يبحث عنها الجهاز الفني بعد الاستفاقة الأخيرة أمام مولودية العلمة، وهو ما لمسناه من كلام المسيرين والعديد من اللاعبين. كثرة غيابات الخروب ساهمت في تأييد مطلب عدم التأجيل وعلاوة على الوضعية النفسية المريحة التي تمر بها العناصر الباتنية في الأسبوعين الأخيرين فإن أسرة الفريق تمنت لو تم إجراء اللقاء في وقته المحدد من باب مواصلة البرهنة فوق الميدان واستغلال الظروف التي يمر بها المنافس الذي تنقل إلى باتنة مبتورا من عديد العناصر الأساسية ما من شأنه أن يخدم أبناء الأوراس قصد توظيف الأوراق الناجحة في مصلحة تشكيلة المدرب لطرش، إلا أن الظروف المناخية وقرار محافظ اللقاء جعلا كل هذه الآمال يتأجل تجسيدها فوق الميدان الذي تحول إلى حلة بيضاء وفرصة لأخذ الصور التذكارية بدلا من أن يكون مسرحا للتنافس على تحقيق الفوز. لطرش يفكر في برنامج تحضيري تكميلي وأمام المستجدات التي ستميز برنامج المنافسة للمولودية التي ستركن إلى الراحة الإجبارية هذا الشهر بسبب عدم إجراء اللقاء المقبل أمام شباب بلوزداد في الوقت الذي لم يتم ضبط موعد إعادة إجراء المباراة المؤجلة أمام جمعية الخروب إضافة إلى الخروج المبكر من منافسة الكأس، يفكر المدرب لطرش في تحديد برنامج تدريبي يتلاءم مع فترة الراحة من أجل الوقوف على العديد من الجوانب التي تخص التشكيلة وبالمرة التحضير بحدية للمواعيد المتبقية، ومن المنتظر أن يتم برمجة بعض المباريات الودية التي ستكون أفضل بديل للحفاظ على اللياقة التنافسية قبل العودة إلى أجواء البطولة بداية الشهر المقبل. المولودية أكبر المستفيدين من إفرازات الجولة ورغم أن المولودية لم تلعب مباراتها الأخيرة إلا أن إفرازات الجولة خدمت إلى حد كبير أصحاب اللونين الأبيض والأسود بالنظر إلى النتائج المتباينة لأندية المؤخرة في مقدمة ذلك نصر حسين داي الذي اكتفى بالتعادل في اللقاء المحلي أمام اتحاد الحراش، في الوقت الذي انهزم اتحاد البليدة أمام ضيفه شبيبة بجاية، ما أبقى الأمور على حالها بصورة كبيرة وهو ما يزيد في تحفيز أبناء الأوراس من أجل مسايرة المواعيد المقبلة بنية التدارك وفي مقدمة ذلك الموعد المؤجل أمام جمعية الخروب الذي يعني الكثير لأبناء لطرش بالنظر إلى الوضعية الصعبة للمنافس الذي دخل دائرة المهددين بالسقوط. لطرش يمنح لاعبيه 4 أيام راحة منح المدرب لطرش راحة للاعبيه تصل إلى 4 أيام وهذا مباشرة بعد تأكده من استحالة إجراء مباراة جمعية الخروب التي كانت مبرمجة أمس الأول، حيث فضل أن يمنح اللاعبين فرصة استرجاع الأنفاس تزامنا مع ركون الفريق إلى الراحة مادام أنهم غير معنيين بمنافسة السيدة الكأس، على أن تتم حصة الاستئناف بعد غد الأربعاء الذي سيكون فاتحة لتسطير برنامج تحضيري تحسبا للمحطات المتبقية من البطولة. آيت جودي تحاشى مسيري المولودية لم يظهر المدرب آيت جودي كثيرا قبل موعد اللقاء، ورغم أن الكثير كان منشغلا بمدى إجراء اللقاء من عدمه إلا أن مدرب “لايسكا” فضل تحاشي مسيري المولودية وعدم الاسترسال في الحديث بحكم أن التيار لا يمر بصورة جيدة بين الطرفين منذ موسمين ونصف تقريبا حين غادر العارضة الفنية للنادي في ظروف غامضة، ولو أن تواجده في مركب 1 نوفمبر لم يثر فضول الأنصار الذين كانوا أكثر رغبة في إجراء المباراة بعيدا عن الجوانب الأخرى. سيناريو الخروب سبق أن حدث أمام “لازمو” ليست المرة الأولى التي ترغم فيها مولودية باتنة على عدم إجراء أحد لقاءاتها فوق ميدان 1 نوفمبر بسبب الثلوج على الخصوص، ففي الموسم ما قبل الماضي استحال على رفقاء جيلاني لعب مباراتهم أمام جمعية وهران، رغم أن هذه الأخيرة كانت في الموعد وقطعت مئات الكيلومترات من وهران إلى باتنة، إلا أن محافظ اللقاء أقر بتأجيل المواجهة إلى موعد لاحق وهو السيناريو نفسه الذي حصل لمواجهة أمس الأول. لطرش يمهد للاعتماد على بن أمقران وياسف أدرج المدرب لطرش كلا من بن أمقران وياسف ضمن قائمة 18 وهذا في سياق نيته في توظيف خدمات الثنائي المذكور بصورة مرحلية بعد تماثله التدريجي إلى الشفاء، ويظهر أن تأجيل لقاء الخروب سيسمح لكلا اللاعبين من أجل ضمان جاهزيتهما بصورة أفضل للمواعيد المقبلة خاصة أن الجهاز الفني يراهن على أصحاب الخبرة والعناصر القادرة على تنشيط خطي الوسط والهجوم. معظم الشبان يحولون إلى الأواسط أقدم الجهاز الفني للمولودية على تحويل أغلب العناصر الشابة إلى تشكيلة الأواسط التي نشطت أول أمس لقاءها أمام جمعية الخروب في مقدمتهم الحارس ليتيم إضافة إلى عليلي، شواطي، بلهادي، حجيج وغيرهم من الأسماء التي سجلت حضورها في قائمة 18 خلال المواعيد السابقة، ويأتي هذا القرار بعد استعادة العديد من العناصر المصابة في صورة ياسف وبن أمقران، ولم يبق من الشبان سوى المهاجم لطرش الذي برمج للمشاركة أساسيا إلا أن تأجيل اللقاء حال دون ذلك. ------- ياسف: “تأجيل مباراة الخروب لن يقلقنا وسنعمل المستحيل من أجل تحسين وضعيتنا” ماذا تقول عن التأجيل الاضطراري لمباراة الخروب؟ الله غالب، فالظروف المناخية هي التي ساهمت في عدم إجراء اللقاء وهذا لا يمكن مناقشته لأنها تتجاوزنا نحن البشر وكان علينا الاقتناع بما هو حاصل. كيف كان رد فعلكم بعد قرار الحكم باستحالة اللعب؟ كلاعبين تمنينا لو لعبنا اللقاء لكن يجب مراعاة بعض الأمور السائدة في موعد إجراء هذه المباراة خاصة أن الأرضية لا تسمح بذلك وهو ما وقف عليه الحكام والمحافظ وبالتالي ليس لدينا ما نقوله سوى التفكير في المستقبل من أجل أداء الدور المنتظر منا. نعود إليك شخصيا كيف هي أحوالك الصحية بعد عودتك حديثا إلى أجواء الميادين؟ الحمد لله فوضعيتي تحسنت كثيرا منذ إجرائي العلمية الجراحية على مستوى الأنف، وأنا الآن أحسن بأننا قادر على العودة إلى الميادين بصفة تدريجية حتى أكون إلى جانب زملائي في المباريات المقبلة. كيف تنظر إلى المحطات التي تنتظركم؟ كل المباريات المتبقية ستكون صعبة على جميع الأندية وليس مولودية باتنة فقط، لكن علينا التعامل معها بكل جدية ومسؤولية وإن شاء الله سنعمل المستحيل من أجل تحسين وضعية النادي والابتعاد قدر الإمكان عن المراتب الأخيرة. كيف تصف معنويات المجموعة بعد الفوز الأخير الذي عدتم به من العلمة؟ هذا الفوز كانت له مخلفات إيجابية على أسرة النادي وليس اللاعبين فقط خاصة أنه تم إحرازه خارج القواعد وهذا من شأنه أن يحفزنا على العمل من أجل التأكيد أكثر وإن شاء الله “فيها خير”. هل ترى بان فترة الراحة التي ستقدمون عليها سوف تكون في صالحكم؟ بشكل عام تمنينا لو واصالنا المنافسة بشكل منتظم ممن أجل تحسين وضعيتنا وتأكيد الاستفاقة الأخيرة، إلا أنه في الوقت نفسه ليس لنا خيار آخر سوى مواصلة العمل بنفس الجدية واستغلال فترة توقفنا عن البطولة من أجل تصحيح النقائص وضمان جاهزيتنا بالصورة المطلوبة.