جرت أمس مباراة كأس أمم أوروبا لأقل من 19 سنة بين المنتخبين الفرنسي ونظيره الهولندي، وهي المواجهة التي انتهت بتفوق “الديكة” بهدفين مقابل هدف.. وهو ليس موضوع حديثنا، بما أننا نريد إماطة اللثام عن الوضعية التي أصبح عليها بعض اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية وخاصة طافار الذي بالرغم من حجزه مكانة مع التشكيلة التي اختارها سميريكي لتمثيل فرنسا في الدورة إلا أن أول بوادر التهميش بدأت تطفو على السطح. حيث شهدت مباراة أول أمس بقاء طافار على كرسي الاحتياط طيلة أطوار المواجهة، وهو الذي كان يعوّل على المشاركة أساسيا لتطوير مستواه أكثر ولمَ لا لفت أنظار المدرب كلود بويال حتى يمنحه فرصا أكثر في اللعب، لكن لا هذا ولا ذاك حدث، وطافار وجد نفسه مهمّشا لسبب مجهول وهو الأمر الذي أثار استغراب وسائل الإعلام الفرنسية نفسها التي تفاجأت من غياب اسم طافار من القائمة الأساسية. فضّل باكامبو عليه طيلة أطوار المواجهة وبالعودة إلى تفاصيل القضية فقد فضّل المدرب الفرنسي لأقل من 19 سنة اللاعب سيدريك باكامبو على طافار، خاصة أن كل المؤشرات كانت توحي بعكس ذلك، في ظل التألق الواضح لقلب هجوم نادي ليون في الآونة الأخيرة، ودوره البارز في تحقيق العديد من النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في المباريات الودية مؤخرا، ما يعني أن كل شيء كان يوحي بأنه سيكون أساسيًا أمام هولندا إلا أن سميريكي كان له رأي آخر في الموضوع. بلفوضيل وطافار مطالبان بفهم الرسالة جيدا وحتى لا يتم استباق الأحداث، فمن الضروري أن يقرأ اللاعبان بلفوضيل وطافار حساباتهما جيدا لأن الأمر يتعلق باحتياطات يجب على اللاعبين أن يضعاها في ذهنيهما جيدا، ويفهما أن مكانتهما الدولية أضحت مهددة أكثر من أي وقت مضى، خاصة إذا تأكدت نوايا المسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم المنادين بضرورة استبعاد اللاعبين ذوي الأصول الأجنبية من المنتخب الفرنسي، الأمر الذي لن يستثني الثنائي السالف الذكر لا محالة، ولن تشفع لهما سنهما في تجنبه، كما أن أحسن مثال يمكن أن يتبعه الثنائي هو رياض بودبوز الذي اختار الانضمام إلى الجزائر عن قناعة تاركا إغراءات المنتخب الفرنسي وراءه، وهو يسير ليكون أحد الاكتشافات في المستقبل القريب. سيناريو بن زيمة وناصري في الأذهان ومن الضروري أن يتجنّباه ومن الضروري جدا أن نشير إلى نقطة سبق لنا أن أشرنا إليها في العديد من المرات، وهو ما حصل لبن زيمة وناصري عشية المونديال لمّا تم استبعادهما من طرف المدرب دومينيك، فمن كان يقول أن لاعبًا مثل بن زيمة الذي كان الجميع يتنبأ له بتأدية مشوار قوي في كأس العالم يجد نفسه بين عشية وضحاها خارج حسابات التقني الفرنسي، كما أن ناصري الذي كان يرى فيه الجميع أحد آمال فرنسا لاقى نفس المصير، ما يعني أن طافار وبلفوضيل مطالبان بتجنب سيناريو زميليهما من الآن. كلود بويال يعتبر طافار المحترف الوحيد في ليون وفي سياق آخر، أشار الموقع الرسمي لنادي ليون الفرنسي أمس إلى أن المدرب كلود بويال أمر بإمضاء إجازة لاعب محترف لطافار ليكون بمقدوره المشاركة في كل المنافسات التي تنتظر النادي مع حلول الموسم الجديد، ما يدل على المكانة التي يحظى بها اللاعب ذوي الأصول الجزائرية في النادي، إضافة إلى أن مطلب بويال يأتي كرغبة منه في أن يكون طافار إحدى الأوراق المهمة التي سيعتمد عليها بشكل كبير في المستقبل وفي كل المنافسات التي تنتظر النادي. “الخضر” قد يستفيدون من هذه الوضعية بشرط.. وفي ظل كل هذه المعطيات، فمن المؤكد أن ما يعيشه طافار مع المنتخب الفرنسي لأقل من 19 سنة تجعل من مسألة إقناعه ضرورة قصوى إن لم نقل أنها مطلب أساسي للكثير من الجزائريين، وهذا ليكون المنتخب الوطني المستفيد الأكبر من هذه الوضعية بشرط أن تكون هناك تحركات من مسيّري الكرة في بلادنا لجلبه وبقية اللاعبين على حد سواء، خاصة أن الحلول التي ينتظرها الجمهور الجزائري على مستوى الخط الأمامي قد تكون بين يد هؤلاء الشبان الذين يُنتظر منهم الكثير في حال نجاح روراوة في رفع التحدي ويضمهم إلى صفوف “الخضر”.