بعد الانتهاء من قضية الطاقم الفني بتجديد الثقة في المدرب رابح سعدان، حيث لم يبق إلا تعيين مساعد له في مكان لمين كبير الذي غادر رسميا المنتخب الوطني.. سيتفرغ الناخب الوطني لإصلاح ما يجب إصلاحه في المنتخب خاصة أن عدة نقائص سجلت في المشاركة الأخيرة في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، ولعل المشكلة التي تؤرق سعدان هي العقم الهجومي الذي لازم المنتخب منذ مباراة كوت ديفوار في كأس إفريقيا المنصرمة، إذا استثنينا الهدف الذي سجل أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة وجاء عن طريق ركلة جزاء نفذها وسط الميدان كريم زياني. وسيكون المدرب الوطني في سباق ضد الساعة من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة، التي ضيعت علينا مباريات كنا قادرين على حصد نقاطها الثلاث. التدعيم أصبح ضروريا بعد عرض حصيلة المشاركة الجزائرية في المونديال الماضي ومعاينة النقاط السلبية للمنتخب، يكون المدرب رابح سعدان قد اعتبر صيام المهاجمين عن التهديف إشكالا يجب حله من خلال البحث عن مهاجمين قادرين على أداء دورهم الرئيسي وهو تسجيل الأهداف، بما أن الدفاع والوسط شكلا نقطتي قوة المنتخب الوطني ولعل تلقي هدفين فقط في ثلاث لقاءات خير دليل على صلابة الدفاع، إلا أن المشكل الوحيد هو كيفية إنهاء الهجمات ووضع الكرة في الشباك وهي المهمة التي لم يؤدها جبور، صايفي وغزال كما ينبغي، حتى أن مطمور الذي كان يعول عليه لإعطاء الدعم للهجوم لم يتمكن من زيارة مرمى المنافس، وهو ما يحتم على الناخب الوطني تدعيم التعداد بعدة مهاجمين جدد ليتم الاحتفاظ في الأخير بالأكثر فعالية. زياية والمحليون غير مقترحين حاليا من المهاجمين اللذين يطالب العديد باستدعائهم الهداف الحالي لنادي “اتحاد جدة“ السعودي والسابق لوفاق سطيف، حيث يرى فيه البعض اللاعب الذي يملك مفتاح شفرة فك عقدة الهجوم بالنظر إلى المردود الذي قدمه مع الناديين، إلا أن علاقته المضطربة مع الناخب الوطني رابح سعدان قد لا تضعه في حساباته خاصة أن المهاجم الذي تكون في نادي ترجي ڤالمة لم يقدم مردودا جيدا في الدقائق التي لعبها في كأس أمم إفريقيا الماضية التي جرت في أنغولا. من جهة أخرى فالسوق المحلية لم تعد تقنع سعدان لعدة أسباب منها عدم فعالية المهاجمين، فعلى سبيل المثال في كل موسم لا يتعدى رصيد هداف البطولة 20 هدفا وهو معدل متواضع بالنظر إلى عدد المقابلات، شيء آخر ربما جعل المدرب الوطني لا يعتمد على المهاجمين المحليين، هو افتقادهم القوة البدنية التي تمكنهم من مجابهة المدافعين الأفارقة الذين يتمتعون ببنية جسمية قوية، وبالتالي فالطاقم الفني يرغب في إيجاد الحلول في بطولات القارة العجوز. عامل السن يعيق التحاق شراد وأكرور إذا أمعنا النظر في ما تملكه أوروبا من مهاجمين جزائريين قادرين على إعطاء الإضافة وبإمكانهم الالتحاق بالمنتخب الوطني، سنصطدم بحقيقة مرة أن أغلب اللاعبين الجزائريين أو ذوي الجنسية المزدوجة ينشطون في الدفاع ووسط الميدان، ما يجعل عدد المهاجمين قليل جدا والأسماء تكاد تكون معروفة لدى الكثيرين لقلتها، ومن بين هذه الأسماء نجد لاعبين سبق لهما اللعب مع “الخضر” ويتعلق الأمر باللاعب عبد المالك شراد الذي ينشط حاليا في البطولة البرتغالية ويقدم مردودا طيبا، ونسيم أكرور الذي التحق مؤخرا بنادي “إيستر” الفرنسي في الدرجة الثانية الفرنسية قادما من “ڤرونوبل” الذي قدم فيه مستوى جيدا بما أنه سجل 6 أهداف منها أهداف حاسمة لفريقه. لكن العائق الوحيد في طريق عودة هذين اللاعبين إلى المنتخب هو سنهما المتقدم، حيث يبلغ شراد 29 سنة وأكرور 36 سنة وهذا ما يتعارض مع شروط المدرب سعدان لاستدعاء أي لاعب آخر. سلطاني وكروش دون فريق حاليا ومن الأسماء الناشطة في أوروبا نجد المهاجمين مهدي كروش وكريم سلطاني اللذين لعبا في البطولة البرتغالية والهولندية على التوالي، لكنهما الآن دون فريق وبصدد درس العروض التي تصلهما، إلا أن مرور الوقت لن يكون في صالح رغبتهما في الانضمام إلى “الخضر“، رغم أنهما وضعا الالتحاق بالمنتخب هدفهما الرئيسي مثلما أكداه في عدة مناسبات، وإذا أمضى اللاعبان لفريق ذي سمعة ويلعب الأدوار الأولى، فمن المرجح أن يلفتا انتباه الناخب الوطني رابح سعدان خاصة أن المهاجمين أصبحوا عملة نادرة حاليا. استدعاء الأخوين بن يمينة والشقيقين دحمان قد يكون الحل اسم جديد خرج إلى الأضواء ويلعب في الهجوم وهو سفيان بن يمينة، الذي أمضى عقدا احترافيا مع نادي “شتوتڤارت“ الألماني وهو الشقيق الأصغر للاعب “اتحاد برلين“ الناشط في الدرجة الثانية الألمانية كريم بن يمينة، الذي يطمح بدوره لنيل إعجاب الناخب الوطني، حيث يعد الهداف الأسطوري لفريقه. اللاعب الآخر الذي ينشط مهاجما في بطولة أوروبية هو محمد دحمان الذي يقدم مستوى مقبولا مع ناديه “كلوب بروج” الناشط في الدرجة الأولى البلجيكية، وينتظر استدعاء من المدرب الوطني لكي يظهر ما يملك من إمكانات مع “الخضر“ لعل الحل يكون من عنده.