تعود اليوم تشكيلة مولودية العلمة إلى أرض الوطن بعد نهاية تربصها التحضيري الذي دام أحد عشر يوما بحمام بورڤيبة التونسية، ولأجرى التعداد حصصا تدريبية كثيرة كما برمجت مواجهتان وديتان الأولى يوم أوت الحالي أمام مولودية قسنطينة، وانتهت بالتعادل (2-2) والثانية أمسية أول أمس أمام نادي «المنستير» التونسي، وعرفت الكثير من الأحداث أهمها توقف اللعب قبل ثلاث دقائق قبل انتهاء الوقت الرسمي بسبب الملاسنات بين لاعبي الفريقين. اللقاء تقدم بساعة واحدة وجرى اللقاء على الساعة الخامسة وثماني دقائق مساء، حيث اتفق الفريقان على تقديم المباراة بساعة، سبب غياب الأضواء الكاشفة بالملعب الثاني للمركب الرياضي المرادي، حيث تخوف وفد «البابية» أن تكمل اللقاء في الظلام مثلما حصل في المباراة الأولى أمام مولودية قسنطينة بعين الدراهم. واشتكى اللاعبون ارتفاع درجة الحرارة الذي ميز «دشرة» حمام بورڤيبة، حيث أن أغلبهم تصببوا عرقا خلال عملية التسخينات التي تسبق المباراة، ثم انخفضت الحرارة شيئا مع اقتراب بداية الشوط الثاني. التشكيلة الأولى: صحراوي، بوعرابة، مسالي، حبايش، ماراك، عميري، عبد اللاوي، قراوي، بلحاج، بن أمقران، همامي، بولمدايس. مالك تحدث مع اللاعبين مطولا قبل المباراة وتحدث المدرب حكيم مالك مع لاعبيه قبل المباراة أكثر من عشر دقائق، شرح لهم عدة أمور تكتيكية وطلب منهم أن يتحكموا في الكرة وقتا أطول، كما حذرهم من التسرع في رمي الكرة للمنافس وطالبهم باللعب النظيف دون الاهتمام بالنتيجة. لاعبو ‘'المنستير'' بأقمصة دون أرقام ودخل لاعبو «المنستير» التونسي ببدلات زرقاء لا تحمل الأرقام، حيث وجد الحكم الرئيسي صعوبة في التعرف على اللاعبين التونسيين، لاسيما عندما اشتد الضغط وبدأت تتهاطل البطاقات الصفراء على الجانبين. أول هدف لهمامي مع «البابية» بعد دقيقتين من بداية المباراة تلفى وسط الميدان الهجومي ناصر همامي كرة طويلة من القائد حبايش، وانطلق من خط الوسط ووزع تمريرة طويلة مباشرة إلى المرمى غالط بها الحارس التونسي، وسجل اللاعب السابق لإتحاد عنابة أول هدف له مع فريقه الجديد. بولمدايس لم تصله كرات كثيرة لم نسجل في الشوط الأول فرصا خطيرة من قلب الهجوم حمزة بولمدايس، حيث أتيحت له فرصة وحيدة في (د36) عندما مرر له بلحاج كرة جعلت اللاعب السابق لشبيبة بجاية ينفرد بالحارس التونسي لكن قذفته كانت جانبية، وكان بولمدايس ظلا لنفسه طيلة هذا الشوط حيث أعلن حكم اللقاء أكثر من مرة حالة تسلل ضد اللاعب، بسبب عدم إيصال كرات كثيرة له من لاعبي وسط الميدان الهجومي (ك) بن أمقران، بلحاج وهمامي، خاصة أن «البابية» اعتمدت على اللعب الطويل طيلة نصف الساعة الأول، في حين نجح لاعبو المنافس في التحكم في الكرة وصنعوا الكثير من الفرص الخطيرة لكن دون نتيجة. الكثافة الهجومية شبه غائبة اعتمد مالك في الشوط الأول على خطة 4/5/1 بإقحام صحراوي في حراسة المرمى، بوعرابة ظهيرا أيمن، مسالي وحبايش في محور الدفاع وماراك في الجهة اليسرى من الدفاع، في حين تم الاعتماد على عبد اللاوي وقراوي في وسط الميدان الدفاعي، وشارك بن أمقران، بلحاج وهمامي في وسط الميدان الهجومي وبولمدايس قلب هجوم وحيد، وهي الخطة التي لم تناسب المجموعة كثيرا بدليل عدم تسجيل فرص خطيرة في هذا الشوط نظرا لغياب الكثافة الهجومية، حيث كانت المسافة بعيدة جدا بين بولمدايس وزملائه، وحسب مصدر مقرب من الطاقم الفني فإن المدرب مالك سيعتمد على هذه الخطة في المباريات التي ستجرى خارج ملعب مسعود زوغار. قراوي لعب بخشونة ما ميز الشوط الأول هو اللعب بخشونة زائدة من لاعبي الفريقين، ما جعل أمير قراوي يرد بطريقته الخاصة من خلال استعمال العنف على لاعبي «المنستير» الذين أشبعهم ضربا، الأمر الذي جعل مدرب النادي التونسي يصرخ في وجه قراوي قائلا له: «يا ولدي رانا في ماتش ودي»، قبل أن يتدخل حكم اللقاء ويشهر البطاقة الصفراء في وجه قراوي لاعتدائه من الخلف على لاعب المنافس. الدبابة الإيفوارية تغير مجرى المباراة وبعدما تأكد المدرب مالك أن مكانة عبد اللاوي في التشكيلة الأساسية، قرر تعويضه بعد حصوله على البطاقة الصفراء في (د30) بزميله كامارا مدني، الذي غير المباراة رأسا على عقب وبات «رجلها الأول والأخير»، واندهش مالك لمستوى كامارا لأنه لم يشاهده من قبل وجعله في ورطة نظرا لحاجته لخدمات عبد اللاوي، وما يمكن القول عن كامارا إنه «المايسترو» لتشكيلة «البابية»، بدليل أنه مع دخوله تغير وجه الفريق بتمريراته الدقيقة. التشكيلة الثانية: صحراوي، رنان، مهية، مسالي، عبد اللاوي، كامارا، قراوي، بلخضر، قادري، بولمدايس، نعمون . مهية وبولمدايس يتعرفان على بالا قبل بداية الشوط الثاني اندهش قلبا هجوم «البابية» بولمدايس ومهية من وجود زميلهما السابق في شبيبة بجاية الكامروني بالا بألوان نادي «المنستير»، حيث قبل أن يعطي الحكم صافرة البداية قبل بولمدايس اللاعب الإفريقي في حين حياه مهية برفع يديه، وعند استفسارنا لوضعية اللاعب الكامروني أعلمنا عضو في إدارة النادي بأن بالا يخضع للتجارب مع «المنستير»، وهذا هو اليوم الأول له في التعداد التونسي. الاعتماد على خطة 4/3/3 اعتمد الطاقم الفني في المرحلة الثانية على خطة 4/3/3 بالاعتماد على كامارا وقراوي في وسط الميدان الدفاعي، قادري صانع ألعاب، بلخضر جناحا أيسر، نعمون من الجهة اليمنى للهجوم وبولمدايس رأس حربة، وينتظر الاعتماد على هذا النهج في المباريات التي ستلعب داخل الديار، خاصة أن الفريق سيكون بحاجة إلى تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف وبالتالي الإبقاء على النقاط كاملة بميدانه. «البابية» تلقن «المنستير» درسا وقد ظهرت «البابية» في الشوط الثاني بوجه مغاير، حيث قدم رفقاء قادري درسا في كرة القدم من خلال التحكم الجيد في الكرة واعتمادهم على الكرات القصيرة التي أقلقلت كثيرا لاعبي «المنستير»، الذين بقوا يشاهدون فنيات كامارا وبلخضر والبقية، حيث بدت ثمار التربص تظهر من الآن بدليل الانسجام الذي كان بين اللاعبين في الشوط الثاني. مهية يصحح أخطاءه وينافس حبايش ويجب الإشارة إلى أن قلب الدفاع مهية استطاع في الشوط الثاني أن يظهر وجها آخر عكس ما أبان عنه في المباراة الأولى أمام مولودية قسنطينة، التي عرفت الكثير من الأخطاء «الكارثية» في محور الدفاع من جانبه، لكنه في مباراة أول أمس كان مدافعا من «حديد» وأوقف جميع الحملات الهجومية للمنافس، ما يجعله يعود لمنافسة القائد فيصل حبايش بقوة، كما شكره المدرب مالك وحياه كثيرا على أدائه. تجريب عبد اللاوي ظهير أيمن وجرب المدرب مالك اللاعب عبد اللاوي نور الدين في الشوط الثاني ظهيرا أيمن عوضا من بوعرابة، بعد أن علم أن لاعبي وسط الميدان الدفاعي قراوي وكامارا سيكونان أساسيين بنسبة كبيرة عند بداية البطولة، لذلك فضل أن يقحم عبد اللاوي على الجهة اليمنى من الدفاع ليفاجئ ابن بلعباس الجميع عندما قدم مردودا أحسن بكثير من لعبه في منصب وسط ميدان دفاعي، الأمر الذي جعل مالك يصرخ أكثر من مرة: «برافو عبد اللاوي برافو»، بفضل تغطيته الجيدة للجهة اليمنى ومساهمته الفعالة في الحملات الهجومية، قبل أن يقرر مالك تعويضه في العشر دقائق الأخيرة بزميله الشاب مسعودي. وإقحام ختالة في نصف الساعة الأخير كما أقحم مالك في نصف الساعة الأخير من المباراة الحارس الشاب ختالة عنتر مكان الحارس صحراوي، ونجح ابن عين الحجر في صد كرة خطيرة عندما انفرد به مهاجم «المنستير» التونسي، حيث غطى جيدا زاويته وصد القذفة بطريقة رائعة، حينها نهض تيفور وحياه على لقطته الجميلة. مسعودي يخلطها مع لاعبي «المنستير» وبعد سبع دقائق من إقحامه مكان عبد اللاوي على الجهة اليمنى من الدفاع، عرقل الشاب مسعودي أحد مهاجمي «المنستير» الذي شتم وسب مسعودي، الذي حاول ضرب اللاعب التونسي على وجهه لكن الحكم الرئيسي تدخل ومنعه من ذلك، وحاول لاعبو المنافس الاعتداء على لاعب «البابية» لكن زملاء رنان كانوا أسرع منهم واختلطت الأمور، وصفر حكم اللقاء نهاية المباراة قبل ثلاث دقائق عن وقتها الرسمي. وينتظره عقابا من طرف مالك والإدارة وسيكلف تصرف الشاب مسعودي الكثير من جانب مدربه حكيم مالك الذي أعاب عليه ذلك، وحذره من تكرار الأمور في المباريات المقبلة، خاصة أن هذه التصرفات تعني البطاقات الحمراء في اللقاءات الرسمية، كما ينتظر أن تعاقبه إدارة بوذن فور أن يسلمها رئيس الوفد المناجير مسعود لفتاحة تقرير التربص. معماش لم يشارك بسبب الإصابة لم يشارك المغترب سمير معماش في مباراة «المنستير» الودية بسبب التمزق العضلي الذي عانى منه منذ صبيحة أول أمس، حيث فضل الطاقمان الطبي والفني عدم المغامرة به في هذه المباراة إلى غاية شفائه من الإصابة، حيث اكتفى آخر مستقدم لهذا الموسم بالقيام ببعض الاختبارات البدنية في الملعب المجاور مع المحضر البدني قريون خالد. بوطريڤ لم يشارك أيضا فضل الطاقم الفني عدم إقحام الحارس بوطريڤ في هذه المباراة واكتفى بالحارسين صحراوي وختالة، الذي نجح من خلال جديته وعمله الكبير في الحصص التدريبية أن يكسب ثقة المدرب تيفور حليم، وأصبح الحارس الثاني بعد صالح صحراوي. ويخفض وزنه كثيرا والظاهر أن الحارس السابق لإتحاد الحراش عبد الرحمان بوطريڤ نجح في خفض وزنه كثيرا مقارنة مع الأيام الأولى من تحضيرات الفريق بملعب حارش بالعلمة، وبالتالي فيمكننا القول إن بوطريڤ قد قضى على مشكله الأول وهو وزنه الكبير، وبالتالي فإن بوطريڤ ومع استئناف التدريبات سيعود بقوة للدفاع عن مكانته الأساسية. مالك يرفض طلب اللاعبين رفض مدرب مولودية العلمة حكيم مالك طلب لاعبيه بأن يكون اليوم الأخير من تربص التشكيلة أمس بسبب الملل الذي يعانون منه ورغبتهم أن يقضوا غرة رمضان المعظم مع ذويهم، إلا أن مالك قال لهم إنه سيطبق برنامجه كاملا دون تلاعب أو تقاعس ، وهي الرسالة التي فهمها جيدا رفقاء بلخضر. العودة ستكون أمسية اليوم تكون العودة إلى الديار بداية من أمسية اليوم حيث ستجري التشكيلة اليوم حصتين تدريبيتين الأولى في الفترة الصباحية والثانية في الظهيرة، ثم يحزم الوفد العلمي أمتعته للرجوع إلى العلمة، وينتظر أن ينزل عدد كبير من اللاعبين في المدن التي يقطنونها والتي ستمر بها حافلة الفريق، على غرار حبايش في سكيكدة والثنائي نعمون وبولمدايس بقسنطينة وهمامي بڤالمة.