“سأصوم خلال أيام المباريات، تكلّمت مع المسؤولين والمدرب وأكدت لهم أن عقيدتي لا تسمح لي بالإفطار” كيف هي أحوالك ياسين؟ الحمد لله، الأحوال المعنوية والصحية على ما يرام خاصة أنني أتدرّب بشكل عادٍ مع الفريق المحترف ل “تروا“، وانتظر الفرصة لأكون في قائمة الفريق في اللقاء القادم أمام “نانت“ هذا الجمعة. هي عودة سريعة إذن؟ الحمد لله على كل حال، لقد شاركت في مباراة مع الفريق الاحتياطي وأحسست بأنني على ما يرام، وهو ما تأكد منه المدرب بالإضافة إلى استعداداتي الطيبة في التدريبات التي جعلتني أتوقع أن أكون ضمن قائمة الفريق في مباراة “نانت“، وإذا لم يحصل ذلك هناك 3 لقاءات أخرى الأسبوع القادم، وأنا متأكد أنني سأدخل وأشارك على الأقل في لقاء، حتى أتأكد فعليا أن الإصابة أصبحت من الماضي. يوم الغد (الحوار أجري أمس) الفريق الاحتياطي سيلعب مقابلة له ولا أدري إن كان المدرب سيعتمد عليّ فيها خلال 90 دقيقة أم لا بشكل يجعلني أغيب يوم الجمعة. على كل حال سأتكلم معه حتى أعرف فقط لأن القرار في الأول والأخير يبقى له، وأنا احترمه كيفما كان، لأن الأكيد أنني إذا لم ألعب أمام “نانت“ سأكون حاضرا أمام “ماتز“، وإذا لم يحصل ذلك أمام “أجاكسيو“، وهكذا.. كيف هو إحساسك على مستوى ركبتك مكان الإصابة التي تعرّضت لها؟ لم أعد أشعر بشي وكأنني لم أصب. صحيح أن هذه الإصابة ضيّعت عليّ الكثير وأعادتني عدة أشهر إلى الوراء، لكن الحمد لله على كل حال وبفضل صبري استرجعت عافتيتي في انتظار تحقيق أهدافي وهي تأكيد مكانتي في “تروا“، وأن الثقة التي وضعها في مسؤولو الفريق لم تأت من فراغ هذا من جهة، ومن جهة ثانية آمل العودة السريعة إلى المنتخب الوطني، وأنتم تعرفون أنني ضيّعت منافسة بقيمة كأس العالم، لكن الأكيد أن طموحاتنا كلاعبين وبالتعداد الذي نملكه لا تتوقف عند المشاركة في “المونديال“، بل هناك تحدّيات أخرى منها تصفيات كأس إفريقيا أين سنواجه منتخبا صعب المراس هو المنتخب المغربي. قبل الحديث عن المغرب، وتصفيات كأس إفريقيا، شهر رمضان قد يكون يوم الأربعاء أو الخميس، أكيد أنك تعوّدت على الصيام في فرنسا؟ بطبيعة الحال، فأنا منذ سنوات هنا، لا أفرّط في هذه الفريضة سواء خلال أيام المقابلات الرسمية أو في سائر الأيام. صحيح أن رمضان “الغربة” مختلف عن رمضان “البلاد”، لكن ليس بأيدينا فعل شيء، وكلاعبين محترفين علينا أن نتصرّف وفق الظروف. والشيء الوحيد الذي أتمناه أن يبعد الله عليّ خطر الإصابات، باعتبار أن اللاعب وهو صائم مقاومته ودرجة تلقيه الصدمات والاحتكاك تكون أقل من اللاعب المفطر. قد يتسبب ذلك لك في مشكل مع مسؤولي فريقك، مثلما يحدث عادة للاعبين الجزائريين، هل قمت باحتياطاتك بخصوص هذه المسألة؟ لا يوجد أي مشكل، وأنا من البداية كانت صريحا حيث تحدّثت مع المسؤولين وأكدت لهم أنني سأصوم، كما أخطرت المدرب بذلك، وهو يعرف أنه سيعتمد على لاعب صائم خلال شهر رمضان. ماذا كان موقف المسؤولين والمدرب؟ تقبّلوا الأمر، خاصة أنني أكدت لهم أن عقيدتي تفرض عليّ أن أصوم، حتى في مباريات البطولة المحترفة، ولا مجال تماما للإفطار مهما كانت قيمة المنافسة. نعود إلى المنتخب، أكيد أنك اشتقت إلى أجوائه؟ هذا صحيح، المنتخب الوطني يأتي في المرحلة الثانية من حيث الأهداف، بعد أن استرجع عافيتي وأعود إلى المنافسة مع فريقي، وبإذن الله ذلك ما سيكون تحصيلا حاصل عندما أفرض نفسي مع “تروا“، لقد اشتقت إلى الأجواء الرائعة التي خلقت وسط الفريق، وبإذن الله لن يطول غيابي أكثر. هل أنت متفائل بالمشاركة في تصفيات كأس إفريقيا؟ لم لا إذا كنت جاهزا، خاصة أن غيابي عن المنتخب منذ شهر 7 أشهر فرضته الإصابة وليس خيارات المدرب أو أيّ شيء آخر. المنتخب الوطني تنتظره مباراة ودية أمام الغابون غدا (اليوم)، كيف ترى هذه المقابلة؟ هي مباراة مهمة للطرفين.. المدرب الوطني دون شك سيعمل على تصحيح الأخطاء التي حدثت في كأس العالم، وسيحاول قدر المستطاع الاستفادة من المباراة الودية الوحيدة قبل بدء مشوار تصفيات كأس إفريقيا، من خلال تعديل بعض الأمور، ووضع لمسات طفيفة، خاصة أنه يعرف أغلب اللاعبين ولم يعد بحاجة إلى التجريب. سعدان في ندوة صحفية عقدها أمس قال إن لاعبيه بعيدون عن المستوى، كيف ترى تصريحا مثل هذا؟ لا أقول إننا نملك نجوما عالمية ولكن نملك لاعبين ممتازين يلعبون أساسيين في فرقهم، التي هي أندية محترمة ولها سمعة قارية وعالمية، لا زال المستقبل أمام أغلبهم للظفر بعقود أفضل، حيث أن هناك منهم من هو بصدد اكتساب التجربة الكافية والاحتكاك بالمستوى الاحترافي العالي، وفي نظري المستقبل لهم، سواء مع نواديهم أو مع فرقهم. لم تكن هناك حركية كبيرة على مستوى سوق الانتقالات وأغلب لاعبي “الخضر” مرشّحون للبقاء في نواديهم، ما قولك بخصوص هذا الأمر؟ هناك أسباب كثيرة هي التي جعلت أغلب اللاعبين يبقون في فرقهم، ومن جهة أخرى أن أغلبهم مرتبطون بعقود، ومن جهة ثانية أن مختلف الفرق في العالم لم تقم باستقدامات كبيرة، حيث مسّت هذه الظاهرة اللاعبين الجزائريين أيضا، ولو أن الأكيد أنهم يوجدون في فرق محترمة، ونوادٍ كبيرة. كما أن هناك أمرا مهما يجب أن أؤكد عليه. ما هو؟ بخبرتي أقول إن زملائي في المنتخب الوطني من الأفضل لهم البقاء في فرقهم، على أن يتنقلوا إلى مانشيستر والإنتير دون أن يحظوا بفرصة اللعب، فالمنافسة ضرورية جدا ومهمة لكل لاعب محترف، وأنا ضد أن يرفع اللاعب العارضة عاليا بالتحوّل إلى فريق كبير دون أن يحظى بفرصة اللعب، ففي هذه الحالة أفضّل أن أبقى في فريقي مهما كان على أن أسخّن كرسي الاحتياط ولو في فريق عالمي. ومتى سنرى لاعبينا في فرق عالمية؟ لا أدري، لكن لا تنقصنا الموهبة للعب في أعلى مستوى. ماذا تضيف؟ أتمنى التوفيق في مباراة الغد للفريق الوطني، وفي تصفيات كأس إفريقيا بي أو من دوني، كما أتمنى أن يكون الجمهور الجزائري غفيرا في ملعب 5 جويلية لمساندة اللاعبين وتشجيع الفريق قبل مباشرته مشوار التأهل إلى “الكان”.